❞ \"يقول هيغل: التاريخ يعلّمنا ان الإنسان لم يتعلم شيئا من التاريخ.
ونحن لم نتعلم من حربنا المريرة كيف نحارب ومن نحارب ومع من نحارب!!\"
-غادة السمان-
لقد اخضر بأعماقنا جرح اسمه وطن...طوال سبع سنوات لن نقدر على تضميده ....
مع كل شروق سنبقى نذكر الليل، سنبقى نحاول الهرب من العتمة واللحاق بالغد املا منا ان نلملم ما تبقى بحوزتنا ونواصل طريقنا به، لكن مع كل شروق سيبقى يترآى لنا الامس، وسنبقى نذكر كم اصبحت ارواحنا قاحلة باردة مفرغة ...
ع كل شتاء سنتذكر صقيع الموت وبشاعة الدم ومع كل صيف سنتذكر مدى قتامة الصمت الذي يخيم علينا كل صائفة لسبع سنوات...مع كل رمضان سنتذكر موائد الافطار على الشمع في الظلام الحالك وارتفاع أصوات الآذان مرفقة بدوّي القذائف ...سنتذكر تراتيل صلاة التراويح المختلطة بأصوات صراخ النساء وبكاء الاطفال في السهرات الرمضانية ...سنتذكر أصوات سيارات الاسعاف المتزامنة مع السحور وقت الفجر لحظة شروق يوم جديد من الحسابات المتتالية التي لم تكن تنتهي الا وينتهي جزء معها بدواخلنا دون أن نشعر كم أصبحنا مفرغين من كل ما لدينا...مثقلين بكل ما لم يكن فينا قبل الحرب من ألم وقهر وعذاب وذل وجوع وتشرد على حوافّ قارات العالم! كم تبدلت الايام وتغيرت الحياة فينا! اصبحنا نرى في المرآة عيوننا وهي تحمل وطنا بداخلها ارهقه الحزن واثقله الفجائع؟ وطننا كره رائحة الدم وشبح الموت وصوت القذائف وبقايا الصواريخ والشظايا التي مازالت تحملها اجسامنا لتشهد على مرارة ما مررنا به وعظمة ما تحملناه وشدة ما صبرنا عليه، ما حصل معنا لم يحصل مع اي شعبٍ آخر على وجه هذا الكوكب! مازلنا لا نصدق ذلك! مازلنا نحاول استيعاب كل شيء رأيناه بأم اعيننا ولم نكن نقدر على فعل أي شيء لايقافه وانهائه! الموت والرعب والخوف والفقر والعوز والحاجة والبرد والجوع والقلة والخصاصة، كل هذه الأشياء جربناها على هذه البقعة من الأرض طيبة هذه الفترة من الزمن! العتمة والظلام والعطش والصقيع والحر...كل هذه الأشياء واجهتنا وجها لوجهٍ مجردين من كل اسلحة المقاومة سوى الصبر...صبر ايوب الذي فاق صبرنا صبره! حتى اصبحنا نمزح قائلين : للعيش على هذه البقعة من الأرض، يلزمك صبر ايوب أو مال قارون لتتمكن من مواصلة الحياة! جربنا جميع انواع الموت دون استثناء ...الموت بردا...الموت جوعا...الموت عطشا...الموت قهرا وحسرة على خسارة بيوتنا واغراضنا وممتلكاتنا...الموت حرا...الموت على ابواب الدول المجاورة ونحن نطلب اللجوء هربا من الموت لموتٍ آخر... الموت بجميع أنواع الأسلحة التي أصبحنا نميزها جيدا ونتقن معرفة اسمائها وانواعها ... طالما ان بقايا شظايا الصواريخ والقذائف سكنت اجسامنا وأصبحت قطعا تلازمنا نعيش بها كأعضائنا .... أذكر ابيات ذلك الشاعر ابن جابر الاندلسي الذي يقول فيها : لا تعاد الناس في اوطانهم...قلما يرعى غريب الوطن واذا ما عشت عيشا بينهم..خالق الناس بخلقٍ حسنٍ نحن نكاد ان نكون الشعب الوحيد بعد الشعب الفلسطيني بين شعوب العالم الذي جاء الجميع من كافة اصقاع العالم ليعاديه في وطنه...ليخرجوننا من بيوتنا...ليهجّروننا من احيائنا وقُرانا... ويدمروا كل شيء كان لنا وبنيناه بسواعدنا وايدينا...طرقاتنا.. محلاتنا...جسورنا ....بناياتنا...بيوتنا...مدننا... الاماكن العمومية...المرافق العمومية...الخدمات المحلية..البنى التحتية...المصارف...البنوك...البريد... المغازات العمومية...المحلات الخاصة التي ليس لأصحابها موارد رزق أخرى يعيشون بها...مازلنا نحاول استيعاب كل ما حصل لنا وما حدث معنا...يصعب تصديق كل هذا...كل هذه الاحداث المتسارعة التي عصفت بنا فجأة وأخذت في طريقها كل ما نملك...جميع ممتلكاتنا وذكرياتنا واشيائنا الصغيرة التي انهكتنا الحياة في تحصيلها وجمعها... فقدناها في لحظات معدودة ويصعب استرجاعها... عصفت بأرواحنا لتتركنا عارين امام وقع الصدمة وتحت أثر الدهشة...اصبحت ملامحنا جامدة لا يمكنها التعبير عن شيء ... وجوه واجمة تمشي في الشوارع شاردة الذهن... الكل فقد كل شيء. والكل يحاول العرب بما تبقى له...لعلّه ينفذ من هذا الجحيم...من هذه الخسارات اليومية التي نصحو كل يوم لنشاهدها في صمتٍ وعجزٍ دون القدرة على فعل أي شيء لايقاف هذا النزيف...هذا الهدر السائب من الوقت الذي يعصف بأعمارنا التي توقفت عقارب الساعة فيها سنواتٍ الى الوراء ... فلا أحد هنا اصبح بإمكانه ان يحلم بتحقيق اي شيء...فنحن نعيش على هذه البقعة من الأرض فقط لنخسر كل ما بحوزتنا بصفة يومية وبشكلٍ سريع...لا نكاد نقدر على استيعابه ...سرعة الأحداث تعصف بقدرتنا على الفهم والاستيعاب...بين الموت والهجرة والهرب من البؤس! مجرد ارواحٍ مفجوعة منهكة منهارة تمشي على الأرض واجمة لا تدرك طريقها ولا تعرف مصيرها الى أين ...لقد عبث الموت بما على هذه البقعة من الأرض... لقد سكننا وتملكنا واضحى يعيش معنا معظم تفاصيل حياتنا ويطاردنا أينما حللنا حتى ولو كنا على أسرّتنا نحاول الهرب من كل ما حولنا ورؤوسنا على وسائدنا ...لا يرحمنا الموت ويلاحقنا حتى ولو اختبئنا تحت اغطيتنا وتحت أسرّتنا....وجودك في البيت لا يعني أمر قد أمّنت على نفسك من لحاق الصواريخ والقذائف بجسمك الصغير الضعيف...كم من واحدٍ منا رحل ضحية قذيفة اخترقت شباك غرفته لتقضي عليه وهو على السرير لو عبرت نافذة مطبخه حين كان بصدد تحضيره للقهوة! هذه الأرض تقاوم منذ زمن بعيد لتبقى على مبادئها وليحيا شعبها كما يرغب هو لا كما ترغب الدول العظمى والغرف المظلمة في الضفة الغربية من هذا الكوكب التي تخطط مصير الشعوب وتمحو مستقبلهم بمجرد\" جرة قلم\" وبضعة خطوط يرسمونها بأقلامهم نتسبب في موت ملايين البشر هنا في الشرق المنهك من التعب ...في الشرق الذي ارادوه أرضا للموت والحرب والدمار والخسارات والرعب والالم والدموع والصراخ والعويل... الشرق الذي ما يزال يقاوم ليحظى ببعض اللحظات الجميلة من الحياة!... الشرق الذي كتب على شعوبه الموت والالم والضياع والهجرة والتشرد والبكاء على ابواب الدول العظمى طالبين اللجوء رغبةً في حياة أفضل! الشرق الذي كتب عليه ان يعاني الأمرّين منذ عقود وعقود من الزمن...الشرق الذي كتب عليه ان يكتوي بنيران الحروب بجميع انواعها... الحروب الداخلية والخارجية... الحروب الدينية والطائفية والمعتقدية والعقائدية والعِرقية والايديولوجية... أتذكّرُ قول الكاتب الفلسطيني حسن سامي يوسف: ماذا زرعنا يا الله كي نحصد كل هذا الخراب؟
لم نبخل على العرب بشهدائنا ودمائنا في كل الحروب العربية ومنذ الثورة العربية الكبرى في العام1916 ....منذ زمن الدولة العثمانية التي أعدمت خيرة شبابنا في ساحة المرجة يوم 6 ايار اليوم الذي اصبح في ما بعد عيدا للشهداء في سوريا يوم إغتيل اكبر عدد من شباب سوريا على يد العثمانيين حين بلد جمال باشا والي بلاد الشام لدى الباب العالي حملة لعبور قناة السويس واحتلال مصر في حرب \"السفر برلك\" مخترقا صحراء سيناء واجهته القوات البريطانية هناك بمدافعها ورشاشاتها ففشل هجومه فشلا ذريعا فقام بإطلاق حملات اعتقال للزعماء والوطنيين والمفكرين العرب متهما اياهم بالخيانة والتسبب في افشال هجومه وعمل على التنكيل بالعرب وتعذيبهم حتى الموت وكان أغلبهم من المناضلين اللذين سعوا طويلا الى القضاء على الاحتلال العثماني وبناء الدولة العربية الواحدة المستقلة التي كانت حلمت للعرب انذاك.
صمّ جمال باشا اذنيه عن كل المناشدات والتدخلات من الدول المجاورة وخصوصا من الأمير فيصل والشريف حسين بن علي التي تدعو لإطلاق سراحهم وعزم على التخلص منهم جميعا على دفعتين يومي 21 اب 1915 و6 ايار 1916 في ساحة البرج في بيروت وساحة المرجة في دمشق قبل ان يُقتل على يد ارمني في مدينة تبليسي في العام 1921 قبل سنة من سقوط الدولة العثمانية... كانت مجزرة رحل فيها أفضل رجال سوريا شنقا حتى الموت في الشارع على مرأى من الجميع ابرزهم \"شفيق بك العظم\" الشاعر والاديب والكاتب والسياسي الذي يتقن 3 لغات والشيخ عبد الحميد الزهراوي زعيم النهضة السياسية في سورية....المفكر والصحفي ابن مدينة حمص الذي ساهم في تأسيس حزب الحرية والاعتدال وحزب الائتلاف إبان الحرب العالمية الاولى.... رجل العلم والدين والسياسة والأمير عمر الجزائري حفيد عبد القادر الجزائري والسيد رشدي الشمعة رجل القانون والادب مؤلف الروايات المسرحية التي قامت بآدائها فرقة مدرسة \"مكتب عنبر\" في عام1908 في حديقة الصوفانية قرب باب توما في المدينة العتيقة والذي ساهم في تأسيس المنتدى الادبي السوري عام 1909 والحزب المعتدل الحر عام 1908 والحمعية اللامركزية عام 1912 والشهيد عيد الذهاب الانكليزي الذي لقب بالبارود الانكليزي لشدّته وقوته وحماسته والذي كان من أهم رجالات السياسة وقتها والشهيد سليم الجزائري احد ابرز المفكرين النوابغ ومن مؤسسي جمعية العهد وغيرهم من الشهداء السوريين واللبنانيين اللذين رحلوا بسبب محكمة ديوان عالية المحكمة العسكرية العثمانية التي اختصت في قتل المعارضين العرب والتنكيل بهم ايام الثورة العربية الكبرى!
لم نبخل على العرب بدمائنا وشهدائنا في حرب قيام الكيان الصهيوني حين خسرت الدولة العثمانية مقاطعة فلسطين وكافة اراضيها العربية وسلمتها لفرنسا وبريطانيا بمقتضى معاهدة سيفر عام1920 ومعاهدة لوزان عام 1923 وسلّمت هذه الاخيرة أرض فلسطين لليهود عام 1948 اتجه الجيش العربي مكونا من الاردنيين والمصريين والعراقيين واللبنانيين وغيرهم الى فلسطين سعيا الى تحريرها وكان السوريون في المقدمة ...كانوا يرغبون في القتال ضد الجيش الاسرائيلي البالماخ والارجون والهاچاناه والشيرتن.
خسرنا الالاف من شبابنا بقيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم وعاد العرب الى بلدانهم بعد نهاية الحرب بنصفٍ مهزوم ونصفٍ شهيد وهاجر الفلسطينيون بيوتهم ففتحنا لهم بيوتنا ليقيموا معنا فيها.
ثم كانت نكسة ال67 فخسرنا الجولان التي اعتبرتها الأمم المتحدة في تلك السنة أرضا سورية محتلة حين صدر البيان عن جيش العدو يوم 10 حزيران 1967 معلنا بالكلمة:
الهضبة السورية في ايادينا.
واقيمت أول مستوطنة اسرائيلية عليها في 14 تموز 1967 ومنذ ذلك الوقت ونحن نقاوم ... ونحن نموت...ونحن نصمد...ونحن نرسم تاريخنا بالدم.. ❝ ⏤إيمان رياني
❞ ˝يقول هيغل: التاريخ يعلّمنا ان الإنسان لم يتعلم شيئا من التاريخ.
ونحن لم نتعلم من حربنا المريرة كيف نحارب ومن نحارب ومع من نحارب!!˝
- غادة السمان-
لقد اخضر بأعماقنا جرح اسمه وطن..طوال سبع سنوات لن نقدر على تضميده ..
مع كل شروق سنبقى نذكر الليل، سنبقى نحاول الهرب من العتمة واللحاق بالغد املا منا ان نلملم ما تبقى بحوزتنا ونواصل طريقنا به، لكن مع كل شروق سيبقى يترآى لنا الامس، وسنبقى نذكر كم اصبحت ارواحنا قاحلة باردة مفرغة ..
ع كل شتاء سنتذكر صقيع الموت وبشاعة الدم ومع كل صيف سنتذكر مدى قتامة الصمت الذي يخيم علينا كل صائفة لسبع سنوات..مع كل رمضان سنتذكر موائد الافطار على الشمع في الظلام الحالك وارتفاع أصوات الآذان مرفقة بدوّي القذائف ..سنتذكر تراتيل صلاة التراويح المختلطة بأصوات صراخ النساء وبكاء الاطفال في السهرات الرمضانية ..سنتذكر أصوات سيارات الاسعاف المتزامنة مع السحور وقت الفجر لحظة شروق يوم جديد من الحسابات المتتالية التي لم تكن تنتهي الا وينتهي جزء معها بدواخلنا دون أن نشعر كم أصبحنا مفرغين من كل ما لدينا..مثقلين بكل ما لم يكن فينا قبل الحرب من ألم وقهر وعذاب وذل وجوع وتشرد على حوافّ قارات العالم! كم تبدلت الايام وتغيرت الحياة فينا! اصبحنا نرى في المرآة عيوننا وهي تحمل وطنا بداخلها ارهقه الحزن واثقله الفجائع؟ وطننا كره رائحة الدم وشبح الموت وصوت القذائف وبقايا الصواريخ والشظايا التي مازالت تحملها اجسامنا لتشهد على مرارة ما مررنا به وعظمة ما تحملناه وشدة ما صبرنا عليه، ما حصل معنا لم يحصل مع اي شعبٍ آخر على وجه هذا الكوكب! مازلنا لا نصدق ذلك! مازلنا نحاول استيعاب كل شيء رأيناه بأم اعيننا ولم نكن نقدر على فعل أي شيء لايقافه وانهائه! الموت والرعب والخوف والفقر والعوز والحاجة والبرد والجوع والقلة والخصاصة، كل هذه الأشياء جربناها على هذه البقعة من الأرض طيبة هذه الفترة من الزمن! العتمة والظلام والعطش والصقيع والحر..كل هذه الأشياء واجهتنا وجها لوجهٍ مجردين من كل اسلحة المقاومة سوى الصبر..صبر ايوب الذي فاق صبرنا صبره! حتى اصبحنا نمزح قائلين : للعيش على هذه البقعة من الأرض، يلزمك صبر ايوب أو مال قارون لتتمكن من مواصلة الحياة! جربنا جميع انواع الموت دون استثناء ..الموت بردا..الموت جوعا..الموت عطشا..الموت قهرا وحسرة على خسارة بيوتنا واغراضنا وممتلكاتنا..الموت حرا..الموت على ابواب الدول المجاورة ونحن نطلب اللجوء هربا من الموت لموتٍ آخر.. الموت بجميع أنواع الأسلحة التي أصبحنا نميزها جيدا ونتقن معرفة اسمائها وانواعها .. طالما ان بقايا شظايا الصواريخ والقذائف سكنت اجسامنا وأصبحت قطعا تلازمنا نعيش بها كأعضائنا .. أذكر ابيات ذلك الشاعر ابن جابر الاندلسي الذي يقول فيها : لا تعاد الناس في اوطانهم..قلما يرعى غريب الوطن واذا ما عشت عيشا بينهم.خالق الناس بخلقٍ حسنٍ نحن نكاد ان نكون الشعب الوحيد بعد الشعب الفلسطيني بين شعوب العالم الذي جاء الجميع من كافة اصقاع العالم ليعاديه في وطنه..ليخرجوننا من بيوتنا..ليهجّروننا من احيائنا وقُرانا.. ويدمروا كل شيء كان لنا وبنيناه بسواعدنا وايدينا..طرقاتنا. محلاتنا..جسورنا ..بناياتنا..بيوتنا..مدننا.. الاماكن العمومية..المرافق العمومية..الخدمات المحلية.البنى التحتية..المصارف..البنوك..البريد.. المغازات العمومية..المحلات الخاصة التي ليس لأصحابها موارد رزق أخرى يعيشون بها..مازلنا نحاول استيعاب كل ما حصل لنا وما حدث معنا..يصعب تصديق كل هذا..كل هذه الاحداث المتسارعة التي عصفت بنا فجأة وأخذت في طريقها كل ما نملك..جميع ممتلكاتنا وذكرياتنا واشيائنا الصغيرة التي انهكتنا الحياة في تحصيلها وجمعها.. فقدناها في لحظات معدودة ويصعب استرجاعها.. عصفت بأرواحنا لتتركنا عارين امام وقع الصدمة وتحت أثر الدهشة..اصبحت ملامحنا جامدة لا يمكنها التعبير عن شيء .. وجوه واجمة تمشي في الشوارع شاردة الذهن.. الكل فقد كل شيء. والكل يحاول العرب بما تبقى له..لعلّه ينفذ من هذا الجحيم..من هذه الخسارات اليومية التي نصحو كل يوم لنشاهدها في صمتٍ وعجزٍ دون القدرة على فعل أي شيء لايقاف هذا النزيف..هذا الهدر السائب من الوقت الذي يعصف بأعمارنا التي توقفت عقارب الساعة فيها سنواتٍ الى الوراء .. فلا أحد هنا اصبح بإمكانه ان يحلم بتحقيق اي شيء..فنحن نعيش على هذه البقعة من الأرض فقط لنخسر كل ما بحوزتنا بصفة يومية وبشكلٍ سريع..لا نكاد نقدر على استيعابه ..سرعة الأحداث تعصف بقدرتنا على الفهم والاستيعاب..بين الموت والهجرة والهرب من البؤس! مجرد ارواحٍ مفجوعة منهكة منهارة تمشي على الأرض واجمة لا تدرك طريقها ولا تعرف مصيرها الى أين ..لقد عبث الموت بما على هذه البقعة من الأرض.. لقد سكننا وتملكنا واضحى يعيش معنا معظم تفاصيل حياتنا ويطاردنا أينما حللنا حتى ولو كنا على أسرّتنا نحاول الهرب من كل ما حولنا ورؤوسنا على وسائدنا ..لا يرحمنا الموت ويلاحقنا حتى ولو اختبئنا تحت اغطيتنا وتحت أسرّتنا..وجودك في البيت لا يعني أمر قد أمّنت على نفسك من لحاق الصواريخ والقذائف بجسمك الصغير الضعيف..كم من واحدٍ منا رحل ضحية قذيفة اخترقت شباك غرفته لتقضي عليه وهو على السرير لو عبرت نافذة مطبخه حين كان بصدد تحضيره للقهوة! هذه الأرض تقاوم منذ زمن بعيد لتبقى على مبادئها وليحيا شعبها كما يرغب هو لا كما ترغب الدول العظمى والغرف المظلمة في الضفة الغربية من هذا الكوكب التي تخطط مصير الشعوب وتمحو مستقبلهم بمجرد˝ جرة قلم˝ وبضعة خطوط يرسمونها بأقلامهم نتسبب في موت ملايين البشر هنا في الشرق المنهك من التعب ..في الشرق الذي ارادوه أرضا للموت والحرب والدمار والخسارات والرعب والالم والدموع والصراخ والعويل.. الشرق الذي ما يزال يقاوم ليحظى ببعض اللحظات الجميلة من الحياة!.. الشرق الذي كتب على شعوبه الموت والالم والضياع والهجرة والتشرد والبكاء على ابواب الدول العظمى طالبين اللجوء رغبةً في حياة أفضل! الشرق الذي كتب عليه ان يعاني الأمرّين منذ عقود وعقود من الزمن..الشرق الذي كتب عليه ان يكتوي بنيران الحروب بجميع انواعها.. الحروب الداخلية والخارجية.. الحروب الدينية والطائفية والمعتقدية والعقائدية والعِرقية والايديولوجية.. أتذكّرُ قول الكاتب الفلسطيني حسن سامي يوسف: ماذا زرعنا يا الله كي نحصد كل هذا الخراب؟
لم نبخل على العرب بشهدائنا ودمائنا في كل الحروب العربية ومنذ الثورة العربية الكبرى في العام1916 ..منذ زمن الدولة العثمانية التي أعدمت خيرة شبابنا في ساحة المرجة يوم 6 ايار اليوم الذي اصبح في ما بعد عيدا للشهداء في سوريا يوم إغتيل اكبر عدد من شباب سوريا على يد العثمانيين حين بلد جمال باشا والي بلاد الشام لدى الباب العالي حملة لعبور قناة السويس واحتلال مصر في حرب ˝السفر برلك˝ مخترقا صحراء سيناء واجهته القوات البريطانية هناك بمدافعها ورشاشاتها ففشل هجومه فشلا ذريعا فقام بإطلاق حملات اعتقال للزعماء والوطنيين والمفكرين العرب متهما اياهم بالخيانة والتسبب في افشال هجومه وعمل على التنكيل بالعرب وتعذيبهم حتى الموت وكان أغلبهم من المناضلين اللذين سعوا طويلا الى القضاء على الاحتلال العثماني وبناء الدولة العربية الواحدة المستقلة التي كانت حلمت للعرب انذاك.
صمّ جمال باشا اذنيه عن كل المناشدات والتدخلات من الدول المجاورة وخصوصا من الأمير فيصل والشريف حسين بن علي التي تدعو لإطلاق سراحهم وعزم على التخلص منهم جميعا على دفعتين يومي 21 اب 1915 و6 ايار 1916 في ساحة البرج في بيروت وساحة المرجة في دمشق قبل ان يُقتل على يد ارمني في مدينة تبليسي في العام 1921 قبل سنة من سقوط الدولة العثمانية.. كانت مجزرة رحل فيها أفضل رجال سوريا شنقا حتى الموت في الشارع على مرأى من الجميع ابرزهم ˝شفيق بك العظم˝ الشاعر والاديب والكاتب والسياسي الذي يتقن 3 لغات والشيخ عبد الحميد الزهراوي زعيم النهضة السياسية في سورية..المفكر والصحفي ابن مدينة حمص الذي ساهم في تأسيس حزب الحرية والاعتدال وحزب الائتلاف إبان الحرب العالمية الاولى.. رجل العلم والدين والسياسة والأمير عمر الجزائري حفيد عبد القادر الجزائري والسيد رشدي الشمعة رجل القانون والادب مؤلف الروايات المسرحية التي قامت بآدائها فرقة مدرسة ˝مكتب عنبر˝ في عام1908 في حديقة الصوفانية قرب باب توما في المدينة العتيقة والذي ساهم في تأسيس المنتدى الادبي السوري عام 1909 والحزب المعتدل الحر عام 1908 والحمعية اللامركزية عام 1912 والشهيد عيد الذهاب الانكليزي الذي لقب بالبارود الانكليزي لشدّته وقوته وحماسته والذي كان من أهم رجالات السياسة وقتها والشهيد سليم الجزائري احد ابرز المفكرين النوابغ ومن مؤسسي جمعية العهد وغيرهم من الشهداء السوريين واللبنانيين اللذين رحلوا بسبب محكمة ديوان عالية المحكمة العسكرية العثمانية التي اختصت في قتل المعارضين العرب والتنكيل بهم ايام الثورة العربية الكبرى!
لم نبخل على العرب بدمائنا وشهدائنا في حرب قيام الكيان الصهيوني حين خسرت الدولة العثمانية مقاطعة فلسطين وكافة اراضيها العربية وسلمتها لفرنسا وبريطانيا بمقتضى معاهدة سيفر عام1920 ومعاهدة لوزان عام 1923 وسلّمت هذه الاخيرة أرض فلسطين لليهود عام 1948 اتجه الجيش العربي مكونا من الاردنيين والمصريين والعراقيين واللبنانيين وغيرهم الى فلسطين سعيا الى تحريرها وكان السوريون في المقدمة ..كانوا يرغبون في القتال ضد الجيش الاسرائيلي البالماخ والارجون والهاچاناه والشيرتن.
خسرنا الالاف من شبابنا بقيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم وعاد العرب الى بلدانهم بعد نهاية الحرب بنصفٍ مهزوم ونصفٍ شهيد وهاجر الفلسطينيون بيوتهم ففتحنا لهم بيوتنا ليقيموا معنا فيها.
ثم كانت نكسة ال67 فخسرنا الجولان التي اعتبرتها الأمم المتحدة في تلك السنة أرضا سورية محتلة حين صدر البيان عن جيش العدو يوم 10 حزيران 1967 معلنا بالكلمة:
الهضبة السورية في ايادينا.
واقيمت أول مستوطنة اسرائيلية عليها في 14 تموز 1967 ومنذ ذلك الوقت ونحن نقاوم .. ونحن نموت..ونحن نصمد..ونحن نرسم تاريخنا بالدم. ❝
❞ 📌ملحقات شبكات الصرف الصحي
1️⃣المطابق:-
📌البوست اللي فات اتكلمنا عن المطابق المربعة وتنفيذها
النهاردة هنتكلم عن المطابق الدائرية وهي بتتكون من جزء عدل وجزء مايل وبنصب المطابق الدائرية في فورم جاهزة
🔶اولا:- بشوف فئة المطبق علشان احدد سمك الفرمة بتاعت الجزء العدل هتبداء بكام والقطر الداخلي ليه واحدد نوع المايل اللي هستخدمه وانا عندي نوعين من المايل نوع ارتفاعة 0.5 متر والنوع التاني ارتفاعة 1 متر والسمك في الحالتين 0.25 متر
🔶ثانيا:- بشوف العمق بتاع المطبق علشان احدد هصب الجزء العدل بارتفاع قد ايه
🔶ثالثا:- بصب الرقبة للمطبق والقطر الداخلي ليها بيبقي 0.6 متر وارتفاع الرقبة 0.25 متر
🔶بعد صب الحوائط يتم دهان المطبق بالخارج بالمواد البيتومينية حسب المواصفات الفنية قبل بدء اعمال الردم
🔶بيتم تشطيب المطبق من الداخل:-
🔹التأكد من إزالة أي أحرف حادة أو مقاطع خشنة بمجري قاع المطبق قد تعوق سريان المياه (تشكيل البلشنج وتشطيبه)
🔹بياض المطبق من الداخل بمونة الأسمنت المقاوم للكبريتات
🔹تركيب السلالم :-
♡بتكون مصنوعة من الحديد الزهر الرمادي المغطي بطبقتين من البيتومين الساخن لحمايته من التأكل
♡بيتم تركيب السلالم علي صفين المسافة الرأسية بين السلم والاخري تساوي 0.30 متر
والمسافة الأفقية 0.15 متر ما لم تنص الرسومات خلاف ذلك
♡المسافة بين السلمة الاولي والغطاء بتساوي المسافة بين السلمة الاخيرة واعلي المجري بتساوي 0.5 متر وقد تقل بحيث لا تقل عن 0.35 متر
♡طول السلمة بيكون 0.35 متر بيدخل في الحائط منه 0.2 متر وعرض السلمة بيكون 0.2 متر. ❝ ⏤عادل عبد الموجود تقي
❞ 📌ملحقات شبكات الصرف الصحي
1️⃣المطابق:-
📌البوست اللي فات اتكلمنا عن المطابق المربعة وتنفيذها
النهاردة هنتكلم عن المطابق الدائرية وهي بتتكون من جزء عدل وجزء مايل وبنصب المطابق الدائرية في فورم جاهزة
🔶اولا:- بشوف فئة المطبق علشان احدد سمك الفرمة بتاعت الجزء العدل هتبداء بكام والقطر الداخلي ليه واحدد نوع المايل اللي هستخدمه وانا عندي نوعين من المايل نوع ارتفاعة 0.5 متر والنوع التاني ارتفاعة 1 متر والسمك في الحالتين 0.25 متر
🔶ثانيا:- بشوف العمق بتاع المطبق علشان احدد هصب الجزء العدل بارتفاع قد ايه
🔶ثالثا:- بصب الرقبة للمطبق والقطر الداخلي ليها بيبقي 0.6 متر وارتفاع الرقبة 0.25 متر
🔶بعد صب الحوائط يتم دهان المطبق بالخارج بالمواد البيتومينية حسب المواصفات الفنية قبل بدء اعمال الردم
🔶بيتم تشطيب المطبق من الداخل:-
🔹التأكد من إزالة أي أحرف حادة أو مقاطع خشنة بمجري قاع المطبق قد تعوق سريان المياه (تشكيل البلشنج وتشطيبه)
🔹بياض المطبق من الداخل بمونة الأسمنت المقاوم للكبريتات
🔹تركيب السلالم :-
♡بتكون مصنوعة من الحديد الزهر الرمادي المغطي بطبقتين من البيتومين الساخن لحمايته من التأكل
♡بيتم تركيب السلالم علي صفين المسافة الرأسية بين السلم والاخري تساوي 0.30 متر
والمسافة الأفقية 0.15 متر ما لم تنص الرسومات خلاف ذلك
♡المسافة بين السلمة الاولي والغطاء بتساوي المسافة بين السلمة الاخيرة واعلي المجري بتساوي 0.5 متر وقد تقل بحيث لا تقل عن 0.35 متر
♡طول السلمة بيكون 0.35 متر بيدخل في الحائط منه 0.2 متر وعرض السلمة بيكون 0.2 متر. ❝
❞ أتاهيا أجمل أهل الفردوس على الإطلاق ..
لها ابتسامةٌ آسرة، وصوتٌ عذبٌ حنون.. وعاءٌ ملؤه الحنان، تسكُبُ في جوفه الهموم والأحزان، فيفيض حناناً على كل ما يحيط به! وجدُتني أبوح إليها بكل مكنون، فتُنصت إليَّ دون مقاطعة.. أطلب مشورتها فتمنحنيها دون أمرٍ أو نهي.. أقص عليها حكايتي مع \"شابي\" فأجد لوعتي مرتسمةً على صفحة وجهها الخمري الأثير، أفضي إليها بما يساورني من تساؤلات وشكوك، وأنا أتحسس الكلمات، فأسمع منها ما تحفَّظت في قوله وترددت في البوح به!
لا أعرف كيف ستمضي الأيام المقبلة دون أن ألقاكِ ثانيةً أتاهيا! ولكنني أقسمت عليكِ في آخر لقاءٍ وأنا أدلِّك قدميكِ بزيت جوز الهند، كما أوصى الطبيب، أن تجيئي لزيارتي في أي صورةٍ تنتقلين إليها بعد الموت.. فلا تُبطئي!. ❝ ⏤أحمد القرملاوي
❞ أتاهيا أجمل أهل الفردوس على الإطلاق .
لها ابتسامةٌ آسرة، وصوتٌ عذبٌ حنون. وعاءٌ ملؤه الحنان، تسكُبُ في جوفه الهموم والأحزان، فيفيض حناناً على كل ما يحيط به! وجدُتني أبوح إليها بكل مكنون، فتُنصت إليَّ دون مقاطعة. أطلب مشورتها فتمنحنيها دون أمرٍ أو نهي. أقص عليها حكايتي مع ˝شابي˝ فأجد لوعتي مرتسمةً على صفحة وجهها الخمري الأثير، أفضي إليها بما يساورني من تساؤلات وشكوك، وأنا أتحسس الكلمات، فأسمع منها ما تحفَّظت في قوله وترددت في البوح به!
لا أعرف كيف ستمضي الأيام المقبلة دون أن ألقاكِ ثانيةً أتاهيا! ولكنني أقسمت عليكِ في آخر لقاءٍ وأنا أدلِّك قدميكِ بزيت جوز الهند، كما أوصى الطبيب، أن تجيئي لزيارتي في أي صورةٍ تنتقلين إليها بعد الموت. فلا تُبطئي!. ❝
❞ أمل والمغنواتي
الاربعاء9 مارس2005
فيلا"ماما خنان"- مصر الجديدة
استيقظت "ماما حنان" التي كانت أشهر مقدمة برامج أطفال منذ عشرين عاما في التليفزيون المصري وكان كل أطفال مصر ينتظروا برنامجها بفروغ الصبر و كان يذاع على القناة الاولى بالتليفزيون المصري والمتزوجة من المطرب المعتزل "أمير" والذي كان في هذا الوقت من اشهر المطربين في مصر والعالم وكان كل الشباب يحفظوا أغانيه عن ظهر قلب...حيث كانا بابا أمير وماما حنان في ساعة القيلولة يرتاحا من عناء طوال اليوم في غرفتهم بعد تناول وجبة الغذاء ....فمنذ خمسة عشر عاما قام مجموعة من الارهابيين من محاولة اغتيال "ماما حنان" وعندما فشلوا قاموا باختطاف طفلتهم وهي رضيعة وكانت في العامين من عمرهاوظلت أيامها ثلاث سنوات معزولة عن العالم ولا تتحدث مع أحد وبعد السنوات الثلاث العجاف وجدت طفلتين يتسولا في الشارع فقررت ان تعطف عليهما وتأخذهما وترعاهما في منزلها والآن هما في سن الثانوية العامة والجامعة حيث يبلغا الآن 17 و18 عاما ...وهما يعودوا للمنزل بعد ان ينهيا دراستهما كل يوم في هذا التوقيتحيث تدرس احداهما في الثانوية العامة في احدى مدارس اللغات والأخرى في كلية الاعلام جامعة السادس من اكتوبر
5:30 عصراً
استيقظت "ماما حنان" على رنة جرس الهاتف المحمول وترد عليه لتجده الظابط "احمد" الذي يعمل كظابط مباحث في قسم مصر الجديدة
مدام حنان...كيف حالك؟
على ما يرام...خير
لا عليكي ..كل خير أريدك تحضري غدا في الصباح الباكر ...الامر ضروري
انشاء الله ما الأمر؟
لا تقلقي عندما تأتي سأخبرك
وأغلقت حنان سماعة الهاتف وهي مترددة وخائفة وتفكر"ماذا هناك؟ ما الذي يريد؟ بعد كل هذه السنين عاد ليتصل بي؟ ..." وكان هذا هو موعد الشاي واستيقظ العم أمير كما يقولوا له البنات وجلسوا يتناولوا الشاي في حديقة الفيللا وظلت البنات يروا ما حدث معهم
الخميس 10 مارس
8:00صباحا
استيقظت ماما حنان وهي خائفة ومترقبة ودخلت وأخذت حمامها واستعدت للزيارة المهمة وقبل ان تنزل من منزلها قابلتها أمل
إلى أين يا والدتي منذ الصباح الباكر
إلى النادي أقابل صديقاتي ثم يأشتري بعض الطلبات للمنزل ...ولكن لا تخبري العم أمير فأنا لن أتأخر
وإن سألني عنك
انتي لم تشاهديني على الاطلاق
وخرجت حنان مستقلة سيارتها "مرسيدس سوداء" و ذهبت باقصى سرعة إلى قسم الشرطة وقابلها الظابط أحمد وهو رجل كبير,طويل القامة ,عريض المنكبين ,شعره ابيض وعينيه زرقاوتين...ودخلت حنان ملهوفة تسأله:ماذا هناك ؟
أحمد ببرود تام:صباح الخير...ماذا تشربي اولا
شكراً لا اريد ولكن ما الخبر
أتذكرين من اختطف ابنتك منذ عشرين عاما؟
نعم ماذا هناك؟
هو الآن في المستشفى على فراش الموت ويريد ان يعترفلك بالحقيقة كاملة لأنه معتقد انه سيقابل ربنا في القريب
هل ممكن الآن؟
نعم سآخذك الأن اليه ولكن أرجو ان تتمالكي اعصابك وتتمكني في انفعالاتك بعض الشيء
سأكون خلفك بسيارتي لأعود لبيتي بعد ذلك
ويأخذها الظابط احمد ويذهبا لمستشفى عين شمس التخصصي حيث يرقد "بلاعيمو" أحد افراد عصابة خطف الاطفال التي تم مداهمتها منذ عشرين عاما وهو على فراش الموت
صباح الخير
اهلا وسهلا تفضلي
قال لي الظابط انك تود مقابلتي
نعم اريد ان اخبرك بالحقيقة كاملة ليرتاج ضميري قبل مواجهة وجه كريم...اشعر ان نهايتي قادمة...أعلم انك أخذتي الطفلتين الصغيرتين اللاتي كانا نائمين على رصيف الشارع الواقع خلف منزلك...الذين هربا بعد مداهمة افراد العصابة لنا...كانت ابنتك التي اختطفتها اسمها أمنية ..شاهدت الاسم على الحائط ليلة عيد ميلادها الثاني....أما البنت الثانية فهي ليست لك وليست ابنتك ...وهنا يلفظ بلاعيمو أنفاسه الاخيرة ويقابل ربه ...وتخرج حنان مذهولة لا تتحدث مع أحد ولم تنطق كلمة واحدة وركبت سيارتها وغادرت لمنزلها...ودخلت منزلها وهي في نفس الحالة وتنظر إلى أمل وهي في حيرة من أمرها وهي تبكي وتفكر فيما سمعته
وعندما قابلها أمير على مائدة الافطار وهي تجلس مذهولة تفكر ..يسألها"ما بك؟"
وهي مذهولة :سأقول لك في غرفة المكتب وحدنا...وتوجهت لبناتها بكل حزم:ارجوكم اذهبوا لغرفتكم واتركونا..ودخلا غرفة المكتب وحكت حنان لأمير كل ماحدث منذ ان خرجت من المنزل في الصباح ثم جلست ووقف أمير في غضب شديد"ماذا تقولي؟
وماذا بعد؟أتستمر معنا هنا في المنزل؟
بالطبع نعم
بالطبع لا...اتركيها لي ...ٍساصرفها من منزلي بطريقتي
نفس اليوم
2:30 بعد منتصف الليل
انتظر أمير في المساء حتى نام كل من في المنزل ماعدا أمير ودخلت أمل غلافتها وأغلقت الباب ونامت في أمان الله وتسحب "أمير" على أطراف اصابعه ودخل غرفة أمل دون ان يدري أحدوكاد ان يغتصبها وحاول أن يلمسها رغما عنها إلى أن أفاقت وضربته بالقلم على وجهه وصرخت واستيقظ من بالمنزل...وصرخ في وجهها وقال لها انه أخذها من الشارع"ارجعي من الشارع التي اتيتي منه"
خرجت امل من المنزل في منتصف الليل حيث كانت ليلة شديدة البرودة تائهة حاشرة تنظر حولها إلى الشارع المظلم لا تفعل ماذا ستفعل ولا أين ستنام وظلت تمشي في الشوارع حتى شعرت بالارهاق الشديد من هول ما مشت وأخيرا استقلت رصيف الشارع المظلم الواقع خلف المنزل وهي تبكي بحرقة"ما هذا؟ ما الذي حدث كي يعاملوني بتلك الطريقة؟يطرد ابنته فجأة الذي احبها وتعب في تربيتها؟وماذا عن دراستي؟"وظلت تبكي وتبكي حتى استغرقت في نومها دون ان تدري
الخميس 18 مارس
8:00صباحا
بعد مرور اسبوع من طرد أمل من المنزل والنوم على الارصفة بدأت ملابس أمل تتسخ وتتمزق وبدأت تعتاد الشحاذة ما بين اشارات المرور كي تأكل وتسد جوعها ...وفي يوم من الايام وهي تمارس مهامها وتسأل الناس ان يعطوها كي تأكل شاهدت على احد الارصفة أحد محلات الملابس يلصق اعلان يطلب فيه عاملة نظافة ..فأسرعت للمحل ووافقوا على الفور وتم تعيينها واستلمت مهام عملها وبدأت في تنظيف المحل وظلت على ذلك وبعد مرور اسبوع من عملها في المحل وفي يوم وهي تنظف بدأت تشمئز من رائحة ملابسها الكريهة وفي ذلك اليوم أعجبها فستان من الفساتين المعروضة على واجهة المحل وأخذته ودخلت ترتديه في ظل غياب اصحاب المحل حيث كانت وحدها في الصباح الباكر تقوم بأعمال النظلفة كالعادة وأخذت تجرب الفستان عليها ولمحها صاحب المحل وهو يدخل من الباب لأن الفستان عليه ورقة السعر ووقفت وجهها في الارض عندما دخل صاحب المحل في ذهول وغضب كبير
ما هذا يا فتاه؟
اسفة يا حاج ..لكن ملابسي تمزقت ورائحتي كريهة وخذت هذا الفستان حتى أنظف ملابسي
بتلك البساطة؟اتعرفين كم يبلغ هذا الفستان؟
لا"وتنظر في الارض بمنتهى الاستحياء"
من والدك؟
انا لا اعرف....كنت اعيش مع "ماما حنان" وكانت تعاملني على اني ابنتها فجأة منذ اسبوع تغيرت معاملتهم لي هي وزوجها واخرجوني من المنزل أشر خروج
إذن ادفعي ثمن هذا الفستان او اخرجي وسأبلغ الشرطة ...
وخرجت امل وهي تنظر في الارض وتبكي لأنها قد عادت إلى عادة السرقة في اشارات المرور
وفي ليلة من ذات الليالي التي جمعت فيها أمل عدد من القروش القليلة والتي اشترت بها رغيف من الخبز وجلست على الرصيف تأكله وهي تشعر بالذل والمهانة وكانت نفسيتها تحت الصفر وكانت مكسورة بعد طردها زوج حنان التي كانت تحنو على الاطفال وكانت معروفة من خلال برنامجها بطيبتها الشديدة وحنيتها وعطفها على الصغار وكانت تتمتع وقتها بوجه طفولي مثل الملاك وابتسامة جميلة من عينيها الرمادية وشعرها اصفر طويل يميل على ظهرها
ففكانت أمل تجلس على الرصيف وتأكل في رغيف الخبز التي اشترته وتتذكر انها كانت تسرق في طفولتها قبل ان تراها حنان فقالت في نفسها"لماذا لا اعود اسرق مثلما كنت في طفولتي؟ لماذا لا يكون لدي ما يجعلني اشتري كل ما يحلو لي؟ لماذا لا يكون لدي ثروة من المال مثل حنان وزوجها؟.....هيا يا أمل انسي كل شيء وفكري في نفسك فقط "وتنهض بعد ان تنتهي من أكلها وتقوم لكي تبدأ في ممارسة اعمال النشل والسرقة من المارة في الشوارع
وظلت لمدة شهرين على هذا الحال تسرق من كل هب ودب حتى اصبحت في عداد المحترفين إلى أن جاء يوم ملبد بالغيوم ,السحاب منخفضة وامطار وبرق ورعد وأمل في الشوارع تسرق من هنا وهناك وبينما كانت تعبر الشوارع لسرقة احد المارة في الطريق صدمتها سيارة"شيفروليه حمراء" تقودها فتاة في العشرينات من عمرها كانت ترتدي فستان اسود"سواريه"وكان معها والدها ووالدتها وكانوا ذاهبين لحفل زفاف أحدى قريباتها في اوتيل في الزمالك على ضفاف النيل...وعندما شاهدها الاستاذ ماجدنزل من السيارة على الفور وحملها داخل السيارة وتوجهوا للمستشفىوأدخلوها ورأسها غارق في الدم وعلى الفور رآها الدكتور مهيب الذي أمر بفتح غرفة العمليات على الفوروعندما انتهة من أجراء العملية لأمل وخرج استوقفه الاستاذ ماجد"كما أنت عارف من ملابسي أنا ذاهب لأحضر حفل زفاف وكان هذا الحادث مفاجئ فأحضر لك كامل المبلغ غداً ولكن على وعد الا تبلغ الشرطة عني ولا عن ابنتي
السبت 28 مارس
9:00 صباحا
بعد مرور عدة ايام من أجراء أمل للعملية جاء الاستاذ ماجد للإطمئنان عليها بعد ان تعافت تماما فقابل الطبيب مهيب وساله عن أمل
صباح الخير يا د مهيب...كيف حال أمل اليوم؟
هي بخير ولو أنني لم أراها اليوم ولكني شاهدتها بالامس ووجدتها أحسن من ذي قبل
أيمكنني رؤيتها؟
نعم تفضل معي
ويصل الدكتور لغرفة أمل بصحبة الاستاذ ماجد ولم يجدها في الغرفة...فيستعجب وينادي كل الاطباء والممرضين الموجودين في الطابق الرابع حيث غرفة أمل"هل شاهدتم الفتاة التي اجريت لها العملية منذ اسبوع؟"والكل في صمت تام ورأسه في الارض...ثم يغضب الدكتور مهيب"انصرفوا من وجهي"
ويأتي الاستاذ ماجد في حالة ذهولعلى وجهه العجوز الشاحب"الم يراها أحد؟"
لا يا استاذ اذهب انت الأن وعندما نجدها سنخبرك
ليلة السبت
2:30بعد منتصف الليل
استيقظت امل من نومها بعد ان خلى الطابق من الاطباء والممرضين وقامت على اطراف اصابعها ذهبت لغرفة الممرضات وارتدت رداء ممرضة وخرجت من السلم الخلفي للمستشفى على اطراف اصابعها وبدأت تصول وتجول وعندما شاهدت الاستاذ ماجد ذات يوم بسيارته في نفس الشارع التي كانت فيه هربت إلى شوارع مدينة السادس من اكتوبر وبالتحديد أمام مدينة الملاهي الكبيرة هناك وفي أثناء ما كانت تمارس عاداتها في النشل والسرقة من المارة في الشارع وجدت اعلان كبير على بوابة الملاهي عن حفل أعياد الربيع ....فذهبت إلى عربة كانت تبيع الكجك واشترت لها كحكة وجلست على الرصيف المقابل لمدينة الملاهي تأكل وتفكر"كيف أدخل الحفل؟سيكون زحام شديد في هذا اليوم وساسرق الكثير وسأشاهد المطرب الذي أحبه...."
الاثنين7ابريل
9:00صباحا
كان يوم أعياد الربيع والمتنزهات ومدينة الملاهي مزدحمين والحدائق مزينة بالورود والاشجار والاطفال التي تلعب وتمرح وسطها وتسمع أغنية"الدنيا ربيع والجو بديع"للسندريللا سعاد حسني...دخلت أمل متسللة بين المارة إلى مدينة الملاهي وظلت تسرق من الناس وتلعب وتمرح أكنها لم تسرق ولم تفعل شيء حتى جاءت الساعة الرابعة موعد انظلاق الحفلوالذي بدأ بفقرات الاطفال والمسابقات وفقرة الدي جي وكانت أخر فقرات الحفل في الثامنة مساءا المطرب"حسام" حيث انه مطرب مغمور في الخامسة والعشرين من عمره قصير القامة شعره اسود أكرت وعينيه زرقاوتين
اقترب موعد ظهور المطرب حسام على المسرح وأمل تسلل بيم المعجبين الملتفين حوله ودخلت للكواليس واقتربت منه وتسللت إلى جيبه الخلفي وسرقت حافظته حيث تتمتع بخفة يد لم يلحظها أحدحتى الحراس الملتفين حوله...وعندما جاء دوره على المسلاح صعد وقدم فقرتهعلى مدار ثلاث ساعات وانتهى في الحادية عشرليلاً ....وعندما ركب سيارته ليذهب لمنزله كان يريد بعض النقود فأخذ يبحث عن حافظته لم يجدها في جيبه..وظل يصرخ.."أين حافظتي؟هل وقعت مني داخل الملاهي؟ودخل ليبحث عنها فلم يجدها...ظل يصرخ أين المدير؟وأخذ الحراس في تفتيش المكان فلم يجدوهاوغادر وهو يتوعد لمدينة الملاهي ومديرها
اليوم التالي
2:30بعد منتصف الليل
رن جرس باب المنزل ففتح حسام فوجد فتاة حسناء في الثامنة عشر من عمرها بفستان متسخ وممزق ورائحتها كريهة غتعجب:من أنت؟
هل تخصك"وتمسك بالحافظة"؟
حسام في لهفة:نعم اين كانت"ويقلب في اوراقه الشخصية يطمئن لوجودها ولم يجد النقود"....
كيف عرفتي عنواني؟
هل تحتاج سؤال؟
عندك حق....
اتتركني على الباب هكذا؟
تفضلي ...ماذا تشربي؟
أريد أن آكل...هل لديك طعام
تفضلي إلى المطبخ من هنا"ويفتح لها الثلاجة ويخرج منها بعض الطعام"...أتعلمي كان من الممكن ان ابلغ عنك الشرطة حالا بل وأجعلهم يقبضوا عليكي متلبسة ولكن انا لم افعل ذلك وأيضاً ستكوني معي هنا في المنزل تطبخي لي وتنظفي لي المنزل...
خادمة؟
شيء مثل ذلك....
سمعاً وطاعة...ودخل حسام يرتب لها غلافة لتنام فيها
صباح اليوم التالي
استيقظ حسام وايقظ امل لكي تحضر له الفطار وبعد ذلك أخذها لمحل ملابس لتشتري بعض الملابس بدلا من ملابسها الممزقة التي ترتديها واستقلا سيارته وذهبا لمحل الملابس الذي كان بالصدفة المحل المشؤوم الذي سرقت منه الفستان الذي ترتديه فعندما دخلت مع حسام المحل كان الحاج حامد هناك وعرفها وأمسك بها وكاد أن يبلغ الشرطة وتدخل حسام لانقاذ الموقف ودفع ثمن الفستان وأخذ بعض الملابس له ولها ...وبعد ذلك وفي طريق عودتهم للمنزل اوقف حسام السيارة عند محل خضراوات وطيور واعطى امل نقود كي تشتري بعض الخضراوات والطيور للغذاء وبعدها نزل ودخل لمحل الكترونيات ليشتري كاميرات مراقبة صعيرة وجهاز توصيلها على اللاب توب...وعاد حسام وترك أمل في المنزل كي تطبخ وذهب لعمله ...دخلت امل للمطبخ محتارة ماذا ستفعل بالفراخ والخضار فظلت تطبخهم كما تعرف بالطبع ليس الطهي الجيد لأنها لم تدخل مطبخ على الاطلاق ووضعت الخضراوات دون تنظيف وظلت على هذا الحال اربع او خمس ساعات حتى عاد حسام من العمل فوجد أمل مازالت بملابسها المتسخة في المطبخ في حيرة كبيرة...فتركها ودخل للحمام يركب الكاميرات واحدة وفي غرفة نومها واحدة وهي محتارة وعندما شاهدها تبكي وشاهد المطبخأخذت تعتذر لحسام على عدم معرفتها لطهي الفراخ والخضراوات:أسفة لا اعرف كيف يكون الطهي
لا عليكي سنأكل خارج البيت...اجهزي لأخذك في المطعم الواقع خلف المنزل...ولكن انتظري سأستعمل الحمام أولا ودخل ليتأكد من تركيب الكاميرا وتسليطها عليها وتوصيلها عن طريق اللاب ثوب الخاص به
استعدت امل للخروج مع حسام فارتدت الملابس الجديدة وخرجت معه دون ان تلاحظ شيء
في نفس اليوم
10:00ليلا
كان حسام يجلس ويتابع الفيلم الاجنبي على قناة ام بي سي 2 وكانت أمل قد انتهت من كافة اعمال المنزل ويتضح عليها اللهفة لمتابعة أحداث الفيلم ووقفت خلف حسام تتابع بشغف ...نادى عليها "اجلسي يا أمل"وجلست بجانبه على الارض وقام وأحضر لها كوب من الشاي ووضع فيه بعض الحبوب المنومة
11:00مساءا
شعرت أمل بالنعاس وكانت مرهقة من اعمال المنزل فدخلت غرفتها بدلت ملابسها وأخلدت إلى النوم العميق من مفعول المنوم التي لا تعرف عنه شيء
في الواحدة بعد منتصف الليل كان حسام يجلس وحده يتابع على اللاب توب ما تم التقاطه لأمل من كاميرا الحمام وكان ينقله على اسطوانات مدمجة ويخبأها في مكان لا يعرفه سواه...وبعد ان اطمأن لظبط اللاب توب على ذر التسجيل وظبط كاميرا غرفتها دخل حسام غرفة أمل على أطراف اصابعه دون ان تدري ونام بجانبها في السرير فحاول ان يلمس جسدها واغتصبها دون ان تدري وفعل ما فعله....واستيقظا من النوم في صباح اليوم التالي وكأن شيء لم يكن
بعد مرور شهرين
استيقظت امل في فجر ذات يوم على آلام شديدة في معدتها ووقتها لم يكن حسام في المنزل فكان يقوم بتصوير فيديو كليب لأغنية جديدة من أغانيه ..فأخذت مسكن وأخذت تنظف المنزل وخاصة غرفة مكتب حسام وبالصدفة عندما دخلت وبدأت تنظفها شاهدت اللاب توب مضبوط على كاميرا الغرفة...فأخذت تبكي وتتذكر ألم معدتها ودخل حسام المنزل فوجدها أمام اللاب توب وهي تنظر له في ذهول وهو غتضب" ماهذا؟ماذا تفعلي هنا؟
أنظف المكتب
لماذا لم تخبريني وما الذي ايقظك في هذا الوقت المبكر؟
كنت أعاني من ألم في معدتي واستيقظت لآخذ مسكن...ولكن ما الذي فعلته أنت؟
اتقوم بتصويري وانا عارية؟
نعم
وفاجأتها آلام معدته فأخذها حسام على الفور وذهب بها للطبيب والذي أكد لها حملها في الشهر الثاني وتنظر لحسام في ذهول"كيف ذلك؟من من؟"
انا لم افعل شيء تذكري من قابلتي وماذا فعل معك؟
انا لم اقابل أحد غيرك...ماذا فعلت بي؟
تسببت لي في هذا الحمل فأنت من دخلت غرفتي...وعليك الآن ان تتزوجني وتعترف بجنينك الذي في بطني وإلا سأودعك السجن
اياكي وإذا تفوهتي بكلمة واحدة سأرفع المقاطع التي صورتها على المواقع المختلفة وعلى اليوتيوب وستكون فضيحتك عالمية
انت جبان...استغليت ضعفي وقلة حيلتي وفقري أسوأ استغلال ...ماذا افعل الآن؟"
ولماذا تقولي هكذا؟لماذا لا تقولي اني أحبك؟ أحب ضعفك وقلة حيلتك وكل ما فيكي؟
أتسمي هذا حب؟أنت كاذب ...تقول هذا الكلام المعسول لكل واحدة كي تكسب اغراضك الدنيئة ثم ترميها في الشارع
وفي صباح اليوم التالي استيقظت امل مبكرا وذهبت لغرفة حسام وسرقت النقود من دولاب ملابسه واسرعت لمستشفى تتعلق بالحمل والولادة ودخلت على الطبيبزهي في قمة ثورتها
اريد أن أتخلص من الجنين في اسرع وقت
كيف يا ابنتي؟
لا اعرفبل تصرف انت...انت طبيب ...خلصني من الجنين بل من حياتي كلها
وطلب منها الطبيب بشير بعض الاشعة والتحاليل اللازمة لاجراء العملية وذهبت أمل لمعمل التحاليل داخل المستشفى وأجرت التحاليل اللازمة وعادت للطبيب بشير في اليوم التالي ومعها نتيجة التحاليل التي أثبتت خطورة إجراء العملية على حياتها ولكنها أصرت بعد ان أخبرها الطبيب ونبهها بخطورة العملية على حياتها ولكنها أصرت وأعطت الطبيب النقود المسروقة من دولاب حسام وعادت للمنزل لتستعد للعملية ...فجمعت ملابسها في حقيبتها وخرجت من البيت دون ان يدري حسام حيث كان نائما وذهبت للمستشفى حيث استقبلها دكتور بشير وفتح لها غرفة العمليات وأجرى لها العملية وفي أثناء ما كانت تجري أمل العملية فاجأها هبوط في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب وكانت حالتها حرجة فدخلت غرفة العناية المركزة يومين وبعدها توفيت في اليوم الثالث للعملية
استيقظ حسام من نومه في الثانية عشر ظهرا وظل ينادي أمل كي تحضر له الافطار وظل يبحث عنها في المنزل ودخل غرفتها وجدها خالية حتى الدولاب ....ظل حسام يبحث عنها في اشارات المرور وفي مدينة الملاهي أيام حتى اتسخت ملابسه واطلق لحيته وشاربه وظل يبحث عنها ويتفقد الوجوه النائمة على الارصفة وظل شهرين على ذلك حتى قابله الدكتور بشير في مساء ذات يوم وشاهده واستعجب:حسام؟ ما الذي اتى بك إلى هنا؟
ابحث عن الفتاة أمل...
أمل التي أتيت لي بها للعيادة منذ شهرين وكانت حامل منك؟
نعم هي...لا اعرف اين هي بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها
ولم تجدها في الدنيا يا بني....
ماذا تقصد يا د بشير؟
توفيت وهي تجري عملية للتخلص من الجنين ونبهتها من خطورتها ولكنها أصرت واعطتني خمسة آلاف جنيه وفي أثناء العملية اصيبت بهبوط في الدورة الدموية وتوقفت عضلة القلبوظلت في العناية المركزة ليومين وفي الثالث فارقت الدنيا كلها
عاد حسام لمنزله وظل حبيس جدران البيت لشهور حتى فقد عمله ونقوده واصبح متشردا في الشوارع.....
تمت بحمد الله. ❝ ⏤Yassmin magdy abdou
❞ أمل والمغنواتي
الاربعاء9 مارس2005
فيلا˝ماما خنان˝- مصر الجديدة
استيقظت ˝ماما حنان˝ التي كانت أشهر مقدمة برامج أطفال منذ عشرين عاما في التليفزيون المصري وكان كل أطفال مصر ينتظروا برنامجها بفروغ الصبر و كان يذاع على القناة الاولى بالتليفزيون المصري والمتزوجة من المطرب المعتزل ˝أمير˝ والذي كان في هذا الوقت من اشهر المطربين في مصر والعالم وكان كل الشباب يحفظوا أغانيه عن ظهر قلب..حيث كانا بابا أمير وماما حنان في ساعة القيلولة يرتاحا من عناء طوال اليوم في غرفتهم بعد تناول وجبة الغذاء ..فمنذ خمسة عشر عاما قام مجموعة من الارهابيين من محاولة اغتيال ˝ماما حنان˝ وعندما فشلوا قاموا باختطاف طفلتهم وهي رضيعة وكانت في العامين من عمرهاوظلت أيامها ثلاث سنوات معزولة عن العالم ولا تتحدث مع أحد وبعد السنوات الثلاث العجاف وجدت طفلتين يتسولا في الشارع فقررت ان تعطف عليهما وتأخذهما وترعاهما في منزلها والآن هما في سن الثانوية العامة والجامعة حيث يبلغا الآن 17 و18 عاما ..وهما يعودوا للمنزل بعد ان ينهيا دراستهما كل يوم في هذا التوقيتحيث تدرس احداهما في الثانوية العامة في احدى مدارس اللغات والأخرى في كلية الاعلام جامعة السادس من اكتوبر
5:30 عصراً
استيقظت ˝ماما حنان˝ على رنة جرس الهاتف المحمول وترد عليه لتجده الظابط ˝احمد˝ الذي يعمل كظابط مباحث في قسم مصر الجديدة
مدام حنان..كيف حالك؟
على ما يرام..خير
لا عليكي .كل خير أريدك تحضري غدا في الصباح الباكر ..الامر ضروري
انشاء الله ما الأمر؟
لا تقلقي عندما تأتي سأخبرك
وأغلقت حنان سماعة الهاتف وهي مترددة وخائفة وتفكر˝ماذا هناك؟ ما الذي يريد؟ بعد كل هذه السنين عاد ليتصل بي؟ ..˝ وكان هذا هو موعد الشاي واستيقظ العم أمير كما يقولوا له البنات وجلسوا يتناولوا الشاي في حديقة الفيللا وظلت البنات يروا ما حدث معهم
الخميس 10 مارس
8:00صباحا
استيقظت ماما حنان وهي خائفة ومترقبة ودخلت وأخذت حمامها واستعدت للزيارة المهمة وقبل ان تنزل من منزلها قابلتها أمل
إلى أين يا والدتي منذ الصباح الباكر
إلى النادي أقابل صديقاتي ثم يأشتري بعض الطلبات للمنزل ..ولكن لا تخبري العم أمير فأنا لن أتأخر
وإن سألني عنك
انتي لم تشاهديني على الاطلاق
وخرجت حنان مستقلة سيارتها ˝مرسيدس سوداء˝ و ذهبت باقصى سرعة إلى قسم الشرطة وقابلها الظابط أحمد وهو رجل كبير,طويل القامة ,عريض المنكبين ,شعره ابيض وعينيه زرقاوتين..ودخلت حنان ملهوفة تسأله:ماذا هناك ؟
أحمد ببرود تام:صباح الخير..ماذا تشربي اولا
شكراً لا اريد ولكن ما الخبر
أتذكرين من اختطف ابنتك منذ عشرين عاما؟
نعم ماذا هناك؟
هو الآن في المستشفى على فراش الموت ويريد ان يعترفلك بالحقيقة كاملة لأنه معتقد انه سيقابل ربنا في القريب
هل ممكن الآن؟
نعم سآخذك الأن اليه ولكن أرجو ان تتمالكي اعصابك وتتمكني في انفعالاتك بعض الشيء
سأكون خلفك بسيارتي لأعود لبيتي بعد ذلك
ويأخذها الظابط احمد ويذهبا لمستشفى عين شمس التخصصي حيث يرقد ˝بلاعيمو˝ أحد افراد عصابة خطف الاطفال التي تم مداهمتها منذ عشرين عاما وهو على فراش الموت
صباح الخير
اهلا وسهلا تفضلي
قال لي الظابط انك تود مقابلتي
نعم اريد ان اخبرك بالحقيقة كاملة ليرتاج ضميري قبل مواجهة وجه كريم..اشعر ان نهايتي قادمة..أعلم انك أخذتي الطفلتين الصغيرتين اللاتي كانا نائمين على رصيف الشارع الواقع خلف منزلك..الذين هربا بعد مداهمة افراد العصابة لنا..كانت ابنتك التي اختطفتها اسمها أمنية .شاهدت الاسم على الحائط ليلة عيد ميلادها الثاني..أما البنت الثانية فهي ليست لك وليست ابنتك ..وهنا يلفظ بلاعيمو أنفاسه الاخيرة ويقابل ربه ..وتخرج حنان مذهولة لا تتحدث مع أحد ولم تنطق كلمة واحدة وركبت سيارتها وغادرت لمنزلها..ودخلت منزلها وهي في نفس الحالة وتنظر إلى أمل وهي في حيرة من أمرها وهي تبكي وتفكر فيما سمعته
وعندما قابلها أمير على مائدة الافطار وهي تجلس مذهولة تفكر .يسألها˝ما بك؟˝
وهي مذهولة :سأقول لك في غرفة المكتب وحدنا..وتوجهت لبناتها بكل حزم:ارجوكم اذهبوا لغرفتكم واتركونا.ودخلا غرفة المكتب وحكت حنان لأمير كل ماحدث منذ ان خرجت من المنزل في الصباح ثم جلست ووقف أمير في غضب شديد˝ماذا تقولي؟
وماذا بعد؟أتستمر معنا هنا في المنزل؟
بالطبع نعم
بالطبع لا..اتركيها لي ..ٍساصرفها من منزلي بطريقتي
نفس اليوم
2:30 بعد منتصف الليل
انتظر أمير في المساء حتى نام كل من في المنزل ماعدا أمير ودخلت أمل غلافتها وأغلقت الباب ونامت في أمان الله وتسحب ˝أمير˝ على أطراف اصابعه ودخل غرفة أمل دون ان يدري أحدوكاد ان يغتصبها وحاول أن يلمسها رغما عنها إلى أن أفاقت وضربته بالقلم على وجهه وصرخت واستيقظ من بالمنزل..وصرخ في وجهها وقال لها انه أخذها من الشارع˝ارجعي من الشارع التي اتيتي منه˝
خرجت امل من المنزل في منتصف الليل حيث كانت ليلة شديدة البرودة تائهة حاشرة تنظر حولها إلى الشارع المظلم لا تفعل ماذا ستفعل ولا أين ستنام وظلت تمشي في الشوارع حتى شعرت بالارهاق الشديد من هول ما مشت وأخيرا استقلت رصيف الشارع المظلم الواقع خلف المنزل وهي تبكي بحرقة˝ما هذا؟ ما الذي حدث كي يعاملوني بتلك الطريقة؟يطرد ابنته فجأة الذي احبها وتعب في تربيتها؟وماذا عن دراستي؟˝وظلت تبكي وتبكي حتى استغرقت في نومها دون ان تدري
الخميس 18 مارس
8:00صباحا
بعد مرور اسبوع من طرد أمل من المنزل والنوم على الارصفة بدأت ملابس أمل تتسخ وتتمزق وبدأت تعتاد الشحاذة ما بين اشارات المرور كي تأكل وتسد جوعها ..وفي يوم من الايام وهي تمارس مهامها وتسأل الناس ان يعطوها كي تأكل شاهدت على احد الارصفة أحد محلات الملابس يلصق اعلان يطلب فيه عاملة نظافة .فأسرعت للمحل ووافقوا على الفور وتم تعيينها واستلمت مهام عملها وبدأت في تنظيف المحل وظلت على ذلك وبعد مرور اسبوع من عملها في المحل وفي يوم وهي تنظف بدأت تشمئز من رائحة ملابسها الكريهة وفي ذلك اليوم أعجبها فستان من الفساتين المعروضة على واجهة المحل وأخذته ودخلت ترتديه في ظل غياب اصحاب المحل حيث كانت وحدها في الصباح الباكر تقوم بأعمال النظلفة كالعادة وأخذت تجرب الفستان عليها ولمحها صاحب المحل وهو يدخل من الباب لأن الفستان عليه ورقة السعر ووقفت وجهها في الارض عندما دخل صاحب المحل في ذهول وغضب كبير
ما هذا يا فتاه؟
اسفة يا حاج .لكن ملابسي تمزقت ورائحتي كريهة وخذت هذا الفستان حتى أنظف ملابسي
بتلك البساطة؟اتعرفين كم يبلغ هذا الفستان؟
لا˝وتنظر في الارض بمنتهى الاستحياء˝
من والدك؟
انا لا اعرف..كنت اعيش مع ˝ماما حنان˝ وكانت تعاملني على اني ابنتها فجأة منذ اسبوع تغيرت معاملتهم لي هي وزوجها واخرجوني من المنزل أشر خروج
إذن ادفعي ثمن هذا الفستان او اخرجي وسأبلغ الشرطة ..
وخرجت امل وهي تنظر في الارض وتبكي لأنها قد عادت إلى عادة السرقة في اشارات المرور
وفي ليلة من ذات الليالي التي جمعت فيها أمل عدد من القروش القليلة والتي اشترت بها رغيف من الخبز وجلست على الرصيف تأكله وهي تشعر بالذل والمهانة وكانت نفسيتها تحت الصفر وكانت مكسورة بعد طردها زوج حنان التي كانت تحنو على الاطفال وكانت معروفة من خلال برنامجها بطيبتها الشديدة وحنيتها وعطفها على الصغار وكانت تتمتع وقتها بوجه طفولي مثل الملاك وابتسامة جميلة من عينيها الرمادية وشعرها اصفر طويل يميل على ظهرها
ففكانت أمل تجلس على الرصيف وتأكل في رغيف الخبز التي اشترته وتتذكر انها كانت تسرق في طفولتها قبل ان تراها حنان فقالت في نفسها˝لماذا لا اعود اسرق مثلما كنت في طفولتي؟ لماذا لا يكون لدي ما يجعلني اشتري كل ما يحلو لي؟ لماذا لا يكون لدي ثروة من المال مثل حنان وزوجها؟...هيا يا أمل انسي كل شيء وفكري في نفسك فقط ˝وتنهض بعد ان تنتهي من أكلها وتقوم لكي تبدأ في ممارسة اعمال النشل والسرقة من المارة في الشوارع
وظلت لمدة شهرين على هذا الحال تسرق من كل هب ودب حتى اصبحت في عداد المحترفين إلى أن جاء يوم ملبد بالغيوم ,السحاب منخفضة وامطار وبرق ورعد وأمل في الشوارع تسرق من هنا وهناك وبينما كانت تعبر الشوارع لسرقة احد المارة في الطريق صدمتها سيارة˝شيفروليه حمراء˝ تقودها فتاة في العشرينات من عمرها كانت ترتدي فستان اسود˝سواريه˝وكان معها والدها ووالدتها وكانوا ذاهبين لحفل زفاف أحدى قريباتها في اوتيل في الزمالك على ضفاف النيل..وعندما شاهدها الاستاذ ماجدنزل من السيارة على الفور وحملها داخل السيارة وتوجهوا للمستشفىوأدخلوها ورأسها غارق في الدم وعلى الفور رآها الدكتور مهيب الذي أمر بفتح غرفة العمليات على الفوروعندما انتهة من أجراء العملية لأمل وخرج استوقفه الاستاذ ماجد˝كما أنت عارف من ملابسي أنا ذاهب لأحضر حفل زفاف وكان هذا الحادث مفاجئ فأحضر لك كامل المبلغ غداً ولكن على وعد الا تبلغ الشرطة عني ولا عن ابنتي
السبت 28 مارس
9:00 صباحا
بعد مرور عدة ايام من أجراء أمل للعملية جاء الاستاذ ماجد للإطمئنان عليها بعد ان تعافت تماما فقابل الطبيب مهيب وساله عن أمل
صباح الخير يا د مهيب..كيف حال أمل اليوم؟
هي بخير ولو أنني لم أراها اليوم ولكني شاهدتها بالامس ووجدتها أحسن من ذي قبل
أيمكنني رؤيتها؟
نعم تفضل معي
ويصل الدكتور لغرفة أمل بصحبة الاستاذ ماجد ولم يجدها في الغرفة..فيستعجب وينادي كل الاطباء والممرضين الموجودين في الطابق الرابع حيث غرفة أمل˝هل شاهدتم الفتاة التي اجريت لها العملية منذ اسبوع؟˝والكل في صمت تام ورأسه في الارض..ثم يغضب الدكتور مهيب˝انصرفوا من وجهي˝
ويأتي الاستاذ ماجد في حالة ذهولعلى وجهه العجوز الشاحب˝الم يراها أحد؟˝
لا يا استاذ اذهب انت الأن وعندما نجدها سنخبرك
ليلة السبت
2:30بعد منتصف الليل
استيقظت امل من نومها بعد ان خلى الطابق من الاطباء والممرضين وقامت على اطراف اصابعها ذهبت لغرفة الممرضات وارتدت رداء ممرضة وخرجت من السلم الخلفي للمستشفى على اطراف اصابعها وبدأت تصول وتجول وعندما شاهدت الاستاذ ماجد ذات يوم بسيارته في نفس الشارع التي كانت فيه هربت إلى شوارع مدينة السادس من اكتوبر وبالتحديد أمام مدينة الملاهي الكبيرة هناك وفي أثناء ما كانت تمارس عاداتها في النشل والسرقة من المارة في الشارع وجدت اعلان كبير على بوابة الملاهي عن حفل أعياد الربيع ..فذهبت إلى عربة كانت تبيع الكجك واشترت لها كحكة وجلست على الرصيف المقابل لمدينة الملاهي تأكل وتفكر˝كيف أدخل الحفل؟سيكون زحام شديد في هذا اليوم وساسرق الكثير وسأشاهد المطرب الذي أحبه..˝
الاثنين7ابريل
9:00صباحا
كان يوم أعياد الربيع والمتنزهات ومدينة الملاهي مزدحمين والحدائق مزينة بالورود والاشجار والاطفال التي تلعب وتمرح وسطها وتسمع أغنية˝الدنيا ربيع والجو بديع˝للسندريللا سعاد حسني..دخلت أمل متسللة بين المارة إلى مدينة الملاهي وظلت تسرق من الناس وتلعب وتمرح أكنها لم تسرق ولم تفعل شيء حتى جاءت الساعة الرابعة موعد انظلاق الحفلوالذي بدأ بفقرات الاطفال والمسابقات وفقرة الدي جي وكانت أخر فقرات الحفل في الثامنة مساءا المطرب˝حسام˝ حيث انه مطرب مغمور في الخامسة والعشرين من عمره قصير القامة شعره اسود أكرت وعينيه زرقاوتين
اقترب موعد ظهور المطرب حسام على المسرح وأمل تسلل بيم المعجبين الملتفين حوله ودخلت للكواليس واقتربت منه وتسللت إلى جيبه الخلفي وسرقت حافظته حيث تتمتع بخفة يد لم يلحظها أحدحتى الحراس الملتفين حوله..وعندما جاء دوره على المسلاح صعد وقدم فقرتهعلى مدار ثلاث ساعات وانتهى في الحادية عشرليلاً ..وعندما ركب سيارته ليذهب لمنزله كان يريد بعض النقود فأخذ يبحث عن حافظته لم يجدها في جيبه.وظل يصرخ.˝أين حافظتي؟هل وقعت مني داخل الملاهي؟ودخل ليبحث عنها فلم يجدها..ظل يصرخ أين المدير؟وأخذ الحراس في تفتيش المكان فلم يجدوهاوغادر وهو يتوعد لمدينة الملاهي ومديرها
اليوم التالي
2:30بعد منتصف الليل
رن جرس باب المنزل ففتح حسام فوجد فتاة حسناء في الثامنة عشر من عمرها بفستان متسخ وممزق ورائحتها كريهة غتعجب:من أنت؟
هل تخصك˝وتمسك بالحافظة˝؟
حسام في لهفة:نعم اين كانت˝ويقلب في اوراقه الشخصية يطمئن لوجودها ولم يجد النقود˝..
كيف عرفتي عنواني؟
هل تحتاج سؤال؟
عندك حق..
اتتركني على الباب هكذا؟
تفضلي ..ماذا تشربي؟
أريد أن آكل..هل لديك طعام
تفضلي إلى المطبخ من هنا˝ويفتح لها الثلاجة ويخرج منها بعض الطعام˝..أتعلمي كان من الممكن ان ابلغ عنك الشرطة حالا بل وأجعلهم يقبضوا عليكي متلبسة ولكن انا لم افعل ذلك وأيضاً ستكوني معي هنا في المنزل تطبخي لي وتنظفي لي المنزل..
خادمة؟
شيء مثل ذلك..
سمعاً وطاعة..ودخل حسام يرتب لها غلافة لتنام فيها
صباح اليوم التالي
استيقظ حسام وايقظ امل لكي تحضر له الفطار وبعد ذلك أخذها لمحل ملابس لتشتري بعض الملابس بدلا من ملابسها الممزقة التي ترتديها واستقلا سيارته وذهبا لمحل الملابس الذي كان بالصدفة المحل المشؤوم الذي سرقت منه الفستان الذي ترتديه فعندما دخلت مع حسام المحل كان الحاج حامد هناك وعرفها وأمسك بها وكاد أن يبلغ الشرطة وتدخل حسام لانقاذ الموقف ودفع ثمن الفستان وأخذ بعض الملابس له ولها ..وبعد ذلك وفي طريق عودتهم للمنزل اوقف حسام السيارة عند محل خضراوات وطيور واعطى امل نقود كي تشتري بعض الخضراوات والطيور للغذاء وبعدها نزل ودخل لمحل الكترونيات ليشتري كاميرات مراقبة صعيرة وجهاز توصيلها على اللاب توب..وعاد حسام وترك أمل في المنزل كي تطبخ وذهب لعمله ..دخلت امل للمطبخ محتارة ماذا ستفعل بالفراخ والخضار فظلت تطبخهم كما تعرف بالطبع ليس الطهي الجيد لأنها لم تدخل مطبخ على الاطلاق ووضعت الخضراوات دون تنظيف وظلت على هذا الحال اربع او خمس ساعات حتى عاد حسام من العمل فوجد أمل مازالت بملابسها المتسخة في المطبخ في حيرة كبيرة..فتركها ودخل للحمام يركب الكاميرات واحدة وفي غرفة نومها واحدة وهي محتارة وعندما شاهدها تبكي وشاهد المطبخأخذت تعتذر لحسام على عدم معرفتها لطهي الفراخ والخضراوات:أسفة لا اعرف كيف يكون الطهي
لا عليكي سنأكل خارج البيت..اجهزي لأخذك في المطعم الواقع خلف المنزل..ولكن انتظري سأستعمل الحمام أولا ودخل ليتأكد من تركيب الكاميرا وتسليطها عليها وتوصيلها عن طريق اللاب ثوب الخاص به
استعدت امل للخروج مع حسام فارتدت الملابس الجديدة وخرجت معه دون ان تلاحظ شيء
في نفس اليوم
10:00ليلا
كان حسام يجلس ويتابع الفيلم الاجنبي على قناة ام بي سي 2 وكانت أمل قد انتهت من كافة اعمال المنزل ويتضح عليها اللهفة لمتابعة أحداث الفيلم ووقفت خلف حسام تتابع بشغف ..نادى عليها ˝اجلسي يا أمل˝وجلست بجانبه على الارض وقام وأحضر لها كوب من الشاي ووضع فيه بعض الحبوب المنومة
11:00مساءا
شعرت أمل بالنعاس وكانت مرهقة من اعمال المنزل فدخلت غرفتها بدلت ملابسها وأخلدت إلى النوم العميق من مفعول المنوم التي لا تعرف عنه شيء
في الواحدة بعد منتصف الليل كان حسام يجلس وحده يتابع على اللاب توب ما تم التقاطه لأمل من كاميرا الحمام وكان ينقله على اسطوانات مدمجة ويخبأها في مكان لا يعرفه سواه..وبعد ان اطمأن لظبط اللاب توب على ذر التسجيل وظبط كاميرا غرفتها دخل حسام غرفة أمل على أطراف اصابعه دون ان تدري ونام بجانبها في السرير فحاول ان يلمس جسدها واغتصبها دون ان تدري وفعل ما فعله..واستيقظا من النوم في صباح اليوم التالي وكأن شيء لم يكن
بعد مرور شهرين
استيقظت امل في فجر ذات يوم على آلام شديدة في معدتها ووقتها لم يكن حسام في المنزل فكان يقوم بتصوير فيديو كليب لأغنية جديدة من أغانيه .فأخذت مسكن وأخذت تنظف المنزل وخاصة غرفة مكتب حسام وبالصدفة عندما دخلت وبدأت تنظفها شاهدت اللاب توب مضبوط على كاميرا الغرفة..فأخذت تبكي وتتذكر ألم معدتها ودخل حسام المنزل فوجدها أمام اللاب توب وهي تنظر له في ذهول وهو غتضب˝ ماهذا؟ماذا تفعلي هنا؟
أنظف المكتب
لماذا لم تخبريني وما الذي ايقظك في هذا الوقت المبكر؟
كنت أعاني من ألم في معدتي واستيقظت لآخذ مسكن..ولكن ما الذي فعلته أنت؟
اتقوم بتصويري وانا عارية؟
نعم
وفاجأتها آلام معدته فأخذها حسام على الفور وذهب بها للطبيب والذي أكد لها حملها في الشهر الثاني وتنظر لحسام في ذهول˝كيف ذلك؟من من؟˝
انا لم افعل شيء تذكري من قابلتي وماذا فعل معك؟
انا لم اقابل أحد غيرك..ماذا فعلت بي؟
تسببت لي في هذا الحمل فأنت من دخلت غرفتي..وعليك الآن ان تتزوجني وتعترف بجنينك الذي في بطني وإلا سأودعك السجن
اياكي وإذا تفوهتي بكلمة واحدة سأرفع المقاطع التي صورتها على المواقع المختلفة وعلى اليوتيوب وستكون فضيحتك عالمية
انت جبان..استغليت ضعفي وقلة حيلتي وفقري أسوأ استغلال ..ماذا افعل الآن؟˝
ولماذا تقولي هكذا؟لماذا لا تقولي اني أحبك؟ أحب ضعفك وقلة حيلتك وكل ما فيكي؟
أتسمي هذا حب؟أنت كاذب ..تقول هذا الكلام المعسول لكل واحدة كي تكسب اغراضك الدنيئة ثم ترميها في الشارع
وفي صباح اليوم التالي استيقظت امل مبكرا وذهبت لغرفة حسام وسرقت النقود من دولاب ملابسه واسرعت لمستشفى تتعلق بالحمل والولادة ودخلت على الطبيبزهي في قمة ثورتها
اريد أن أتخلص من الجنين في اسرع وقت
كيف يا ابنتي؟
لا اعرفبل تصرف انت..انت طبيب ..خلصني من الجنين بل من حياتي كلها
وطلب منها الطبيب بشير بعض الاشعة والتحاليل اللازمة لاجراء العملية وذهبت أمل لمعمل التحاليل داخل المستشفى وأجرت التحاليل اللازمة وعادت للطبيب بشير في اليوم التالي ومعها نتيجة التحاليل التي أثبتت خطورة إجراء العملية على حياتها ولكنها أصرت بعد ان أخبرها الطبيب ونبهها بخطورة العملية على حياتها ولكنها أصرت وأعطت الطبيب النقود المسروقة من دولاب حسام وعادت للمنزل لتستعد للعملية ..فجمعت ملابسها في حقيبتها وخرجت من البيت دون ان يدري حسام حيث كان نائما وذهبت للمستشفى حيث استقبلها دكتور بشير وفتح لها غرفة العمليات وأجرى لها العملية وفي أثناء ما كانت تجري أمل العملية فاجأها هبوط في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب وكانت حالتها حرجة فدخلت غرفة العناية المركزة يومين وبعدها توفيت في اليوم الثالث للعملية
استيقظ حسام من نومه في الثانية عشر ظهرا وظل ينادي أمل كي تحضر له الافطار وظل يبحث عنها في المنزل ودخل غرفتها وجدها خالية حتى الدولاب ..ظل حسام يبحث عنها في اشارات المرور وفي مدينة الملاهي أيام حتى اتسخت ملابسه واطلق لحيته وشاربه وظل يبحث عنها ويتفقد الوجوه النائمة على الارصفة وظل شهرين على ذلك حتى قابله الدكتور بشير في مساء ذات يوم وشاهده واستعجب:حسام؟ ما الذي اتى بك إلى هنا؟
ابحث عن الفتاة أمل..
أمل التي أتيت لي بها للعيادة منذ شهرين وكانت حامل منك؟
نعم هي..لا اعرف اين هي بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها
ولم تجدها في الدنيا يا بني..
ماذا تقصد يا د بشير؟
توفيت وهي تجري عملية للتخلص من الجنين ونبهتها من خطورتها ولكنها أصرت واعطتني خمسة آلاف جنيه وفي أثناء العملية اصيبت بهبوط في الدورة الدموية وتوقفت عضلة القلبوظلت في العناية المركزة ليومين وفي الثالث فارقت الدنيا كلها
عاد حسام لمنزله وظل حبيس جدران البيت لشهور حتى فقد عمله ونقوده واصبح متشردا في الشوارع...