❞ لو تدري لذة أن تمشي في شارع مرفوع الرأس ، أن تقابل أيّ شخص بسيط أو هام جداً، دون أن تشعر بالخجل.
هناك من لا يستطيع اليوم أن يمشي خطوتين على قدميه في الشارع ، بعدما كانت كلّ الشوارع محجوزة له . وكان يعبرها في موكب من السيارات الرسمية. ❝ ⏤أحلام مستغانمي
❞ لو تدري لذة أن تمشي في شارع مرفوع الرأس ، أن تقابل أيّ شخص بسيط أو هام جداً، دون أن تشعر بالخجل.
هناك من لا يستطيع اليوم أن يمشي خطوتين على قدميه في الشارع ، بعدما كانت كلّ الشوارع محجوزة له . وكان يعبرها في موكب من السيارات الرسمية. ❝
❞ «خيالي»
أرسم عالمي على ورقةٍ بيضاء، حيث تتراقص ألوانها بأملٍ يشبه خيوط الفجر المتلألئة على وجه المياه الهادئة، مدينتي حديقةٌ من نور، سماؤها زرقاء كالأحلام، وسُكانها يمشون بين الزهور كأمراءٍ في موكب ملكي يتلألأ بضياء الحياة، هنا يرافقني قمري كظلٍ لا ينفصل عني، يحتضنني دفء الأمان كملجأٍ تائه في عاصفة،أحلم بعالمٍ لا يعرف للبغض مسلكًا، ولا للوجوه الكاذبة مكانًا، حيث يغيب النسيان في ضوء الحقيقة الصافية، مدينة خالية من الشر، تنبض بالصدق والوفاء كنسيم عذب يلامس الروح، ومع كل خطٍ أرسمه، أشعر بثقل الظلام المتربص كغيمة رمادية على أفق الأمل،في لحظةٍ غير متوقعة، يظهر الواقع بجلاله المظلم، حيث يتسلل الظلام كخنجرٍ مغمد من الغدر في ظهر حديقتي المزهرة، تتناثر الظلال كوحوشٍ تتسرب عبر الجدران، والأسهم المسمومة تخترق جناحي المرهف، تاركةً إياي جريحًا، وروحي أسيرةً لظلمةٍ تتسرب إلى عمق القلب، قلبي المنفى في أرجاء الأرض، ينزف حنينًا إلى خيالٍ يذوب في الأفق، هذا هو واقعي يمحو كل ما رسمته في أحلامي، ويتركني في مواجهةٍ مع عتمةٍ تقهر كل ألوان الأمل.
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞«خيالي» أرسم عالمي على ورقةٍ بيضاء، حيث تتراقص ألوانها بأملٍ يشبه خيوط الفجر المتلألئة على وجه المياه الهادئة، مدينتي حديقةٌ من نور، سماؤها زرقاء كالأحلام، وسُكانها يمشون بين الزهور كأمراءٍ في موكب ملكي يتلألأ بضياء الحياة، هنا يرافقني قمري كظلٍ لا ينفصل عني، يحتضنني دفء الأمان كملجأٍ تائه في عاصفة،أحلم بعالمٍ لا يعرف للبغض مسلكًا، ولا للوجوه الكاذبة مكانًا، حيث يغيب النسيان في ضوء الحقيقة الصافية، مدينة خالية من الشر، تنبض بالصدق والوفاء كنسيم عذب يلامس الروح، ومع كل خطٍ أرسمه، أشعر بثقل الظلام المتربص كغيمة رمادية على أفق الأمل،في لحظةٍ غير متوقعة، يظهر الواقع بجلاله المظلم، حيث يتسلل الظلام كخنجرٍ مغمد من الغدر في ظهر حديقتي المزهرة، تتناثر الظلال كوحوشٍ تتسرب عبر الجدران، والأسهم المسمومة تخترق جناحي المرهف، تاركةً إياي جريحًا، وروحي أسيرةً لظلمةٍ تتسرب إلى عمق القلب، قلبي المنفى في أرجاء الأرض، ينزف حنينًا إلى خيالٍ يذوب في الأفق، هذا هو واقعي يمحو كل ما رسمته في أحلامي، ويتركني في مواجهةٍ مع عتمةٍ تقهر كل ألوان الأمل.
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝
❞ بالدين يسمو المرء للعلياء وينال ما يرجو من النعماء
أخا المجد هلا سألت الجماد وهلا قرأت سجل الخلود
يا أخا الإسلام قدمها يدا تحمل الحق بكف من حديد
نداء القرآن: جدد العزم وبادر للجهاد بلغ الدعوة في كل البلاد
دعاء المجاهد: فجر اللهم في عزمي نورك نورا
نشيد المسلم: أنا مسلم أبغي الحياة وسيلة للغاية العظمى وللميعاد
خلوا النوم: يا قوم خلوا النوم عنكم جانبا واستيقظوا من غفلة ورقاد
يا شباب المسلمين: أصل عزي يا شباب المسلمين مالكم صرتم غثاء نائمين
أحباء الهدى أهل الحلوم رعاكم خالق الكون العظيم
لا تسألوني عن حياتي فهي أسرار الحياة
حماة الأقصى: نحن أجيال الغد وجنود السؤدد
جنود الحق: يا شباب الحق هذا موكب الإسلام سار
قسما بمن خلق الحياة الفانية ومعيدها إني سأروي ما بيه
رباط الأخوة يجمعنا ويذكي بنا عزة المسلم
من أغاني الهجرة: قد أشرقت بالنور العام
الصلاة: حينما ينشد المؤذن قائلا الله أكبر
صنع الله: هذه الدنيا الجميلة بين قفر وخميلة
قد عزمنا للنضال واتحدنا للخطوب
كن مسلما وكفاك بين الناس فخرا
النشيد الإسلامي: الصين لنا والعرب لنا والهند لنا والكل لنا
هدية إلى سجين: يا أخي في الحق لا تخش المنون لا يفل العزم تعذيب السجون
لن أستكين: أمل يداعب خاطري وله أدين
يوم المؤمنين: الله أكبر لا حياة ولا نجاة بغير دين
غدا نلتقي: هناك أخي فوق متن الربا وعبر الصعاب غدا نلتقي
يا تراث العز من خير الجدود وبقابا النور في هذا الوجود
إخوة الإيمان كونوا للهدى السامي جنودا
أنا المسلم: أنا مسلم أنا مسلم هذا نشيدي الملهم
نحن بنو الإسلام والحرب والإقدام
نبي الهدى يا رسول السلام ويا مرسلا رحمة للأنام
يا مسلمون استيقظوا يا مسلمون لن تبلغوا شأوا وأنتم نائمون
ربنا إياك ندعو ربنا آتنا النصر الذي وعدتنا
أراجيز: يا رب لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
هيا فتى للجهاد: لاحت رؤوس الجراب تلمع بين الروابي
نشيدنا مشاعل الحياة نشيدنا مطامح الدعاة
جند الفداء: يا إله الكون هل يرضيك أنا إخوة في الله للإسلام قمنا
دعوة الحق تعالت من فمي ونداء المجد دوي في دمي
لمعين النور للإيمان للحق دعينا
يا بني الإسلام هبوا للجهاد قد طغى في الأرض تيار الفساد
مؤامرة تدور على الشباب ليعرض عن معانقة الحراب
من صميم القلب من عمق الفؤاد من معين الحق من وحي الرشاد
قل بفخر واعتزاز واملأ الكون دويا
المبايعة: نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
سنمضي بنصر: رجال طغوا في البلاد شرادا وقد أكثروا في الأراضي الفسادا
الليل ولى ولن يعود وجاء دورك يا صباح
عدتي: بعقيدتي وعزيمتي وبإخوتي سنعيد ماضينا السعيد لأمتي
حطموا ظلم الليالي واسبقوا ركب المعالي
ضياع: ألا هل لذي صبوة مزدجر وهل لأخي رحلة مستقر
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
أنا المسلم الفذ في أمة تريد الصلاح لكل البشر
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب
يا أخي هيا: أخي قم يا أخي هيا لنحي مجد قرآني
تسبيح: إليك أنبت وأنت الذي تدير الأمور وتجري الفلك
رحماك: مالي سوى رحماك يا مالك الأملاك
رمز الفخر: كم رفعنا للمعالي طنبا
عرفتك من لامعات الأفق عرفتك من موحشات الغسق
تسام تسام إلى الفرقد لواء الكرامة والسؤدد
نشيد الفداء: كفكفي الدمع واهتفي يا ابنة القدس للأسود
جند الإيمان: نحن للحق وللإيمان جند مسلمون
مسلمون مسلمون مسلمون حيث كان الحق والعدل نكون
هيا هيا نجلو القلب بالقرآن هيا هيا نعلي النفس بالإيمان
صدى الكفاح: أخي يا مقيما وراء السدود تلوح بوجهك سيما السجود
نجوى شهيد القدس: أخي إن قلبي جريح حزين ولكن عزمي قوي متين
نحن المسلمين: نحن من أشرق فينا هدى رب العالمينا
حنانيك يا رب يا ذا الجلال ويا باريء الكون حلوا أغر
أذن الحادي وبشر مذ دعا الله أكبر
في سبيل الله والإسلام نحيا ونبيد كلنا ذو همة شماء مقدام شديد. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ بالدين يسمو المرء للعلياء وينال ما يرجو من النعماء
أخا المجد هلا سألت الجماد وهلا قرأت سجل الخلود
يا أخا الإسلام قدمها يدا تحمل الحق بكف من حديد
نداء القرآن: جدد العزم وبادر للجهاد بلغ الدعوة في كل البلاد
دعاء المجاهد: فجر اللهم في عزمي نورك نورا
نشيد المسلم: أنا مسلم أبغي الحياة وسيلة للغاية العظمى وللميعاد
خلوا النوم: يا قوم خلوا النوم عنكم جانبا واستيقظوا من غفلة ورقاد
يا شباب المسلمين: أصل عزي يا شباب المسلمين مالكم صرتم غثاء نائمين
أحباء الهدى أهل الحلوم رعاكم خالق الكون العظيم
لا تسألوني عن حياتي فهي أسرار الحياة
حماة الأقصى: نحن أجيال الغد وجنود السؤدد
جنود الحق: يا شباب الحق هذا موكب الإسلام سار
قسما بمن خلق الحياة الفانية ومعيدها إني سأروي ما بيه
رباط الأخوة يجمعنا ويذكي بنا عزة المسلم
من أغاني الهجرة: قد أشرقت بالنور العام
الصلاة: حينما ينشد المؤذن قائلا الله أكبر
صنع الله: هذه الدنيا الجميلة بين قفر وخميلة
قد عزمنا للنضال واتحدنا للخطوب
كن مسلما وكفاك بين الناس فخرا
النشيد الإسلامي: الصين لنا والعرب لنا والهند لنا والكل لنا
هدية إلى سجين: يا أخي في الحق لا تخش المنون لا يفل العزم تعذيب السجون
لن أستكين: أمل يداعب خاطري وله أدين
يوم المؤمنين: الله أكبر لا حياة ولا نجاة بغير دين
غدا نلتقي: هناك أخي فوق متن الربا وعبر الصعاب غدا نلتقي
يا تراث العز من خير الجدود وبقابا النور في هذا الوجود
إخوة الإيمان كونوا للهدى السامي جنودا
أنا المسلم: أنا مسلم أنا مسلم هذا نشيدي الملهم
نحن بنو الإسلام والحرب والإقدام
نبي الهدى يا رسول السلام ويا مرسلا رحمة للأنام
يا مسلمون استيقظوا يا مسلمون لن تبلغوا شأوا وأنتم نائمون
ربنا إياك ندعو ربنا آتنا النصر الذي وعدتنا
أراجيز: يا رب لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
هيا فتى للجهاد: لاحت رؤوس الجراب تلمع بين الروابي
نشيدنا مشاعل الحياة نشيدنا مطامح الدعاة
جند الفداء: يا إله الكون هل يرضيك أنا إخوة في الله للإسلام قمنا
دعوة الحق تعالت من فمي ونداء المجد دوي في دمي
لمعين النور للإيمان للحق دعينا
يا بني الإسلام هبوا للجهاد قد طغى في الأرض تيار الفساد
مؤامرة تدور على الشباب ليعرض عن معانقة الحراب
من صميم القلب من عمق الفؤاد من معين الحق من وحي الرشاد
قل بفخر واعتزاز واملأ الكون دويا
المبايعة: نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
سنمضي بنصر: رجال طغوا في البلاد شرادا وقد أكثروا في الأراضي الفسادا
الليل ولى ولن يعود وجاء دورك يا صباح
عدتي: بعقيدتي وعزيمتي وبإخوتي سنعيد ماضينا السعيد لأمتي
حطموا ظلم الليالي واسبقوا ركب المعالي
ضياع: ألا هل لذي صبوة مزدجر وهل لأخي رحلة مستقر
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
أنا المسلم الفذ في أمة تريد الصلاح لكل البشر
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب
يا أخي هيا: أخي قم يا أخي هيا لنحي مجد قرآني
تسبيح: إليك أنبت وأنت الذي تدير الأمور وتجري الفلك
رحماك: مالي سوى رحماك يا مالك الأملاك
رمز الفخر: كم رفعنا للمعالي طنبا
عرفتك من لامعات الأفق عرفتك من موحشات الغسق
تسام تسام إلى الفرقد لواء الكرامة والسؤدد
نشيد الفداء: كفكفي الدمع واهتفي يا ابنة القدس للأسود
جند الإيمان: نحن للحق وللإيمان جند مسلمون
مسلمون مسلمون مسلمون حيث كان الحق والعدل نكون
هيا هيا نجلو القلب بالقرآن هيا هيا نعلي النفس بالإيمان
صدى الكفاح: أخي يا مقيما وراء السدود تلوح بوجهك سيما السجود
نجوى شهيد القدس: أخي إن قلبي جريح حزين ولكن عزمي قوي متين
نحن المسلمين: نحن من أشرق فينا هدى رب العالمينا
حنانيك يا رب يا ذا الجلال ويا باريء الكون حلوا أغر
أذن الحادي وبشر مذ دعا الله أكبر
في سبيل الله والإسلام نحيا ونبيد كلنا ذو همة شماء مقدام شديد. ❝
❞ فلما انصَرَف رَسُولُ اللهِ ﷺ إلى المدينة ، لم يكن إلا أن وضع سلاحه ، فجاءه جبريل ، فقال : أوضعت السلاح ، والله إن الملائكة لم تضع أسلحتها ؟! فانهض بمن معك إلى بني قريظة ، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم وأقذف في قلوبهم الرعب ، فسار جبريل في موكبه من الملائكة ، ورسول الله ﷺ على أثره في موكبه من المهاجرين والأنصار ، وقال ﷺ لأصحابه يومئذ ( لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُم العَصْرَ إِلَّا في بني قُرَيْظَةَ ) ، فبادروا إلى امتثال أمره ونهضوا من فورهم ، فأدركتهم العصر في الطريق ، فقال بعضهم : لا نصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا ، فصلوها بعد عشاء الآخرة ، وقال بعضُهم : لم يُرِدْ ﷺ منا ذلك ، وإنما أراد سُرعة الخروج ، فَصَلَّوْها في الطريق ، فلم يُعنف واحدة من الطائفتين ، وأعطى رسول الله ﷺ الراية علي بن أبي طالب ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، ونازل حصون بني قريظة ، وحصرهم خمساً وعشرين ليلة ، ولما اشتد عليهم الحِصَارُ ، عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال🔸️إما أن يُسْلِمُوا ويدخُلوا مع محمد في دينه🔸️وإما أن يقتلوا ذراريهم ، ويخرجوا إليه بالسيوف مُصلتة يناجِزُونه حتى يظفروا به ، ️أو يُقتلوا عن آخرهم🔸️وإما أن يهجموا على رسول الله ﷺ وأصحابه ويكبسوهم يوم السبت ، لأنهم قد أمِنُوا أن يُقاتلوهم فيه ، فأبوا عليه أن يُجِيبُوهُ إلى واحدة منهن ، فبعثوا إليه أن أرسل إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر نستشيره ، فلما رأوه ، قاموا في وجهه يبكون ، وقالوا : يا أبا لُبابة ! كيف ترى لنا أن ننزل على حكم محمد ؟ فقال : نعم ، وأشار بيده إلى حلقه يقول : إنه الذبح ، ثم عَلِمَ مِن فوره أنه قد خان الله ورسوله ، فمضى على وجهه ، ولم يَرْجع إلى رسول الله ﷺ حتى أتى مسجد المدينة ، فربط نفسه بسارية المسجد ، وحلف ألا يحله إلا رسول الله ﷺ بيده ، وأنه لا يدخل أرض بني قريظة أبداً ، فلما بلغ رسول الله ﷺ ذلك ، قال ( دَعُوهُ حَتَّى يَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) ، ثم تاب الله عليه ، وحله رسول الله ﷺ بيده ، ثم إنهم نزلوا على حكم رسول الله ﷺ فقامت إليه الأوس ، فقالوا : يا رَسُولَ الله ! قد فعلت في بني قَيْنُقاع ما قد عَلِمْتَ وهم حلفاء إخواننا الخزرج ، وهؤلاء موالينا ، فأحسن فيهم فقال ﷺ ( أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَحْكُم فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْكُم؟ ) قالوا : بلى قال ( فَذَاكَ إلى سَعْدِ بْنِ مُعَاذ ) قالوا : قد رضينا ، فأرسل إلى سعد بن معاذ وكان في المدينة لم يخرج معهم لجُرح به ، فأُرْكِبَ حماراً وجاء إلى رسول الله ﷺ فجعلوا يقولون له وهم كَنَفتَاهُ ، يا سَعْدًا أجمل إلى مواليك ، فأحسن فيهم ، فإن رسول الله ﷺ قد حكمك في فِيهِم لِتُحْسِنَ فيهم ، وهو ساكت لا يرجع إليهم شيئاً ، فلما أكثروا عليه ، قال : لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم ، فلما سَمِعُوا ذلِكَ رجع بعضهم إلى المدينة ، فنعى إليهم القوم ، فلما انتهى سعد إلى النبي ﷺ قال ﷺ للصحابة ( قُومُوا إِلَى سَيِّدكُم ) فلما أنزلوه ، قالوا : يا سعدا إن هؤلاء القوم قد نزلوا على حكمك ، قال : وحكمي نافذ عليهم ؟ قالوا : نعم ، قال : وعلى المسلمين ؟ قالوا : نعم ، قال : على من ها هنا وأعرض بوجهه ، وأشار إلى ناحية رسول الله ﷺ إجلالاً له وتعظيماً؟ قال ﷺ ( نعم ، وعَليَّ ) قال : فإني أحكم فيهم أن يُقتل الرِّجَالُ ، وتُسْبَى الذَّرِّيَّةُ ، وتُقسم الأموال ، فقال رسول الله ﷺ ( لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَات ) ، وأسلم منهم تلك الليلة نفر قبل النزول ، وهرب عمرو بن سعد ، فانطلق فلم يُعلم أين ذهب ، وكان قد أبي الدخول معهم في نقض العهد ، فلما حكم فيهم بذلك ، أمر رسول الله ﷺ بقتل كُلِّ من جرت عليه الموسى منهم ، ومن لم يُنبتُ اُلحق بالذرية ، فحفر لهم خنادق في سوق المدينة ، وضُرِبَتْ أعناقهم ، وكانوا ما بين الستمئة إلى السبعمئة ، ولم يقتل من النساء أحد سوى امرأة واحدة كانت طَرَحَتْ على رأس سويد بن الصامت رُحى ، فقتلته ، وجعل يُذهب بهم إلى الخنادق أرسالاً أرسالاً ، فقالوا لرئيسهم كعب بن أسد يا كعب ما تراه يُصنع بنا ؟ فقال : أفي كل موطن لا تعقِلُونَ ؟ أما ترون الداعي لا يَنزِعُ ، والذاهب منكم لا يرجعُ ، هو والله القتل ، فهذا كُلُّه في يهود المدينة ، وكانت غزوة كل طائفة منهم عَقِبَ كُلِّ غزوة من الغزوات الكبار ، فغزوة بني قينقاع عقب بدر ، وغزوة بني النضير عقب غزوة أُحد ، وغزوة بني قريظة عقب الخندق. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ فلما انصَرَف رَسُولُ اللهِ ﷺ إلى المدينة ، لم يكن إلا أن وضع سلاحه ، فجاءه جبريل ، فقال : أوضعت السلاح ، والله إن الملائكة لم تضع أسلحتها ؟! فانهض بمن معك إلى بني قريظة ، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم وأقذف في قلوبهم الرعب ، فسار جبريل في موكبه من الملائكة ، ورسول الله ﷺ على أثره في موكبه من المهاجرين والأنصار ، وقال ﷺ لأصحابه يومئذ ( لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُم العَصْرَ إِلَّا في بني قُرَيْظَةَ ) ، فبادروا إلى امتثال أمره ونهضوا من فورهم ، فأدركتهم العصر في الطريق ، فقال بعضهم : لا نصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا ، فصلوها بعد عشاء الآخرة ، وقال بعضُهم : لم يُرِدْ ﷺ منا ذلك ، وإنما أراد سُرعة الخروج ، فَصَلَّوْها في الطريق ، فلم يُعنف واحدة من الطائفتين ، وأعطى رسول الله ﷺ الراية علي بن أبي طالب ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، ونازل حصون بني قريظة ، وحصرهم خمساً وعشرين ليلة ، ولما اشتد عليهم الحِصَارُ ، عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال🔸️إما أن يُسْلِمُوا ويدخُلوا مع محمد في دينه🔸️وإما أن يقتلوا ذراريهم ، ويخرجوا إليه بالسيوف مُصلتة يناجِزُونه حتى يظفروا به ، ️أو يُقتلوا عن آخرهم🔸️وإما أن يهجموا على رسول الله ﷺ وأصحابه ويكبسوهم يوم السبت ، لأنهم قد أمِنُوا أن يُقاتلوهم فيه ، فأبوا عليه أن يُجِيبُوهُ إلى واحدة منهن ، فبعثوا إليه أن أرسل إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر نستشيره ، فلما رأوه ، قاموا في وجهه يبكون ، وقالوا : يا أبا لُبابة ! كيف ترى لنا أن ننزل على حكم محمد ؟ فقال : نعم ، وأشار بيده إلى حلقه يقول : إنه الذبح ، ثم عَلِمَ مِن فوره أنه قد خان الله ورسوله ، فمضى على وجهه ، ولم يَرْجع إلى رسول الله ﷺ حتى أتى مسجد المدينة ، فربط نفسه بسارية المسجد ، وحلف ألا يحله إلا رسول الله ﷺ بيده ، وأنه لا يدخل أرض بني قريظة أبداً ، فلما بلغ رسول الله ﷺ ذلك ، قال ( دَعُوهُ حَتَّى يَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) ، ثم تاب الله عليه ، وحله رسول الله ﷺ بيده ، ثم إنهم نزلوا على حكم رسول الله ﷺ فقامت إليه الأوس ، فقالوا : يا رَسُولَ الله ! قد فعلت في بني قَيْنُقاع ما قد عَلِمْتَ وهم حلفاء إخواننا الخزرج ، وهؤلاء موالينا ، فأحسن فيهم فقال ﷺ ( أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَحْكُم فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْكُم؟ ) قالوا : بلى قال ( فَذَاكَ إلى سَعْدِ بْنِ مُعَاذ ) قالوا : قد رضينا ، فأرسل إلى سعد بن معاذ وكان في المدينة لم يخرج معهم لجُرح به ، فأُرْكِبَ حماراً وجاء إلى رسول الله ﷺ فجعلوا يقولون له وهم كَنَفتَاهُ ، يا سَعْدًا أجمل إلى مواليك ، فأحسن فيهم ، فإن رسول الله ﷺ قد حكمك في فِيهِم لِتُحْسِنَ فيهم ، وهو ساكت لا يرجع إليهم شيئاً ، فلما أكثروا عليه ، قال : لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم ، فلما سَمِعُوا ذلِكَ رجع بعضهم إلى المدينة ، فنعى إليهم القوم ، فلما انتهى سعد إلى النبي ﷺ قال ﷺ للصحابة ( قُومُوا إِلَى سَيِّدكُم ) فلما أنزلوه ، قالوا : يا سعدا إن هؤلاء القوم قد نزلوا على حكمك ، قال : وحكمي نافذ عليهم ؟ قالوا : نعم ، قال : وعلى المسلمين ؟ قالوا : نعم ، قال : على من ها هنا وأعرض بوجهه ، وأشار إلى ناحية رسول الله ﷺ إجلالاً له وتعظيماً؟ قال ﷺ ( نعم ، وعَليَّ ) قال : فإني أحكم فيهم أن يُقتل الرِّجَالُ ، وتُسْبَى الذَّرِّيَّةُ ، وتُقسم الأموال ، فقال رسول الله ﷺ ( لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَات ) ، وأسلم منهم تلك الليلة نفر قبل النزول ، وهرب عمرو بن سعد ، فانطلق فلم يُعلم أين ذهب ، وكان قد أبي الدخول معهم في نقض العهد ، فلما حكم فيهم بذلك ، أمر رسول الله ﷺ بقتل كُلِّ من جرت عليه الموسى منهم ، ومن لم يُنبتُ اُلحق بالذرية ، فحفر لهم خنادق في سوق المدينة ، وضُرِبَتْ أعناقهم ، وكانوا ما بين الستمئة إلى السبعمئة ، ولم يقتل من النساء أحد سوى امرأة واحدة كانت طَرَحَتْ على رأس سويد بن الصامت رُحى ، فقتلته ، وجعل يُذهب بهم إلى الخنادق أرسالاً أرسالاً ، فقالوا لرئيسهم كعب بن أسد يا كعب ما تراه يُصنع بنا ؟ فقال : أفي كل موطن لا تعقِلُونَ ؟ أما ترون الداعي لا يَنزِعُ ، والذاهب منكم لا يرجعُ ، هو والله القتل ، فهذا كُلُّه في يهود المدينة ، وكانت غزوة كل طائفة منهم عَقِبَ كُلِّ غزوة من الغزوات الكبار ، فغزوة بني قينقاع عقب بدر ، وغزوة بني النضير عقب غزوة أُحد ، وغزوة بني قريظة عقب الخندق. ❝