❞ صار يفهم لماذا لا تريد أمه مغادرة السرير ؛ لقد أفلتت من نطاق الجاذبية ، لولا أن الطفو في اللا مكان يعجبها . لقد عاشت في زمنه هو ، في عاداته هو . وعندما رحل صارت عالقة في اللازمن ، تتساءل عما ستفعله بنفسها . قهوته الصباحية ، سجائره ، جريدة اليوم ، خروجه للمشي في التاسعة صباحا ، دلق الماء في حوض النخلة ، لعن صلبوخ، وحتى طريقته التي لا تطاق في التذمرمن الغبار أسفل الثلاجة ، وأعلى فتحات التكييف . عندما يدلف إلى مكتبه ليقرأ في الثانية عشر وحتى الثانية ظهرا ، يصبح في مقدورها أن تمارس حياة تخصها ؛ تتابع قنوات الطبخ أو تقرأ القرآن . لكن اليوم الذي لا يبدأ به لا يبدأ أبداً. ❝ ⏤بثينة العيسي
❞ صار يفهم لماذا لا تريد أمه مغادرة السرير ؛ لقد أفلتت من نطاق الجاذبية ، لولا أن الطفو في اللا مكان يعجبها . لقد عاشت في زمنه هو ، في عاداته هو . وعندما رحل صارت عالقة في اللازمن ، تتساءل عما ستفعله بنفسها . قهوته الصباحية ، سجائره ، جريدة اليوم ، خروجه للمشي في التاسعة صباحا ، دلق الماء في حوض النخلة ، لعن صلبوخ، وحتى طريقته التي لا تطاق في التذمرمن الغبار أسفل الثلاجة ، وأعلى فتحات التكييف . عندما يدلف إلى مكتبه ليقرأ في الثانية عشر وحتى الثانية ظهرا ، يصبح في مقدورها أن تمارس حياة تخصها ؛ تتابع قنوات الطبخ أو تقرأ القرآن . لكن اليوم الذي لا يبدأ به لا يبدأ أبداً . ❝
❞ يأتي مشروعي ˝حياة كريمة˝ و ˝فرصة˝ كأحد أهم المشروعات القومية التي تهدف إلى الاهتمام بالمواطن المصري.. ولقد أصبح المشروعين أحد أهم المشروعات ليس بمصر فقط وإنما بالعالم أجمع وأصبح حديثاً للسياسيين داخل بلدانهم إذ أن المشروعين الممولين من الحكومة لتأهيل الأسرة المصرية في شتي المجالات بتبني من رئاسة الجمهورية بشكل مباشر وباهتمام خاص من فخامة السيد الرئيس.. ويقوم على تنفيذ والإشراف على هذه المشروعات العديد من الوزارات والهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ويتم تنفيذ هذه المشروعات داخل جمهورية مصر العربية بصفة عامة وتختص الدراسة في هذا الكتاب بنطاق محافظة الأقصر كمجال لتقييم فاعليه هذه المشروعات من خلال استمارة استبيان تنفذ مع بعض المستفيدين من هذه المشروعات. ❝ ⏤عبد الله أحمد ياسين
❞ يأتي مشروعي ˝حياة كريمة˝ و ˝فرصة˝ كأحد أهم المشروعات القومية التي تهدف إلى الاهتمام بالمواطن المصري.. ولقد أصبح المشروعين أحد أهم المشروعات ليس بمصر فقط وإنما بالعالم أجمع وأصبح حديثاً للسياسيين داخل بلدانهم إذ أن المشروعين الممولين من الحكومة لتأهيل الأسرة المصرية في شتي المجالات بتبني من رئاسة الجمهورية بشكل مباشر وباهتمام خاص من فخامة السيد الرئيس.. ويقوم على تنفيذ والإشراف على هذه المشروعات العديد من الوزارات والهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ويتم تنفيذ هذه المشروعات داخل جمهورية مصر العربية بصفة عامة وتختص الدراسة في هذا الكتاب بنطاق محافظة الأقصر كمجال لتقييم فاعليه هذه المشروعات من خلال استمارة استبيان تنفذ مع بعض المستفيدين من هذه المشروعات . ❝
❞ أمازون ، وأبل ، وفيسبوك ، وجوجل هي الشركات الأربع الأكثر نفوذاً على هذا الكوكب. يعتقد الجميع تقريبًا أنهم يعرفون كيف وصلوا إلى هناك. فقط الجميع مخطئون. على الرغم من كل ما كتب عن الأربعة على مدى العقدين الماضيين ، لم يستحوذ أحد على قوتهم ونجاحهم المذهل ببصيرة مثل سكوت جالواي. بدلاً من شراء الأساطير التي تبثها هذه الشركات ، يطرح غالاوي أسئلة أساسية. كيف تسلل الأربعة إلى حياتنا تمامًا لدرجة أنه يكاد يكون من المستحيل تجنبها (أو مقاطعتها)؟ لماذا يغفر لهم سوق الأسهم الخطايا التي من شأنها تدمير الشركات الأخرى؟ وبينما يتسابقون ليصبحوا أول شركة في العالم تبلغ قيمتها تريليون دولار ، هل يمكن لأي شخص أن يتحدىهم؟ في نفس الأسلوب غير الموقر الذي جعله أحد أكثر أساتذة الأعمال شهرة في العالم ، يفكك جالوي استراتيجيات الأربعة التي تكمن تحت قشورهم اللامعة. يوضح كيف يتلاعبون بالاحتياجات العاطفية الأساسية التي دفعتنا منذ أن عاش أسلافنا في الكهوف ، بسرعة ونطاق لا يمكن للآخرين مطابقته. ويكشف كيف يمكنك تطبيق دروس صعودهم على عملك أو حياتك المهنية. سواء كنت تريد التنافس معهم ، أو التعامل معهم ، أو ببساطة العيش في العالم الذي يسيطرون عليه. ❝ ⏤سكوت جالواي
❞ أمازون ، وأبل ، وفيسبوك ، وجوجل هي الشركات الأربع الأكثر نفوذاً على هذا الكوكب. يعتقد الجميع تقريبًا أنهم يعرفون كيف وصلوا إلى هناك. فقط الجميع مخطئون. على الرغم من كل ما كتب عن الأربعة على مدى العقدين الماضيين ، لم يستحوذ أحد على قوتهم ونجاحهم المذهل ببصيرة مثل سكوت جالواي. بدلاً من شراء الأساطير التي تبثها هذه الشركات ، يطرح غالاوي أسئلة أساسية. كيف تسلل الأربعة إلى حياتنا تمامًا لدرجة أنه يكاد يكون من المستحيل تجنبها (أو مقاطعتها)؟ لماذا يغفر لهم سوق الأسهم الخطايا التي من شأنها تدمير الشركات الأخرى؟ وبينما يتسابقون ليصبحوا أول شركة في العالم تبلغ قيمتها تريليون دولار ، هل يمكن لأي شخص أن يتحدىهم؟ في نفس الأسلوب غير الموقر الذي جعله أحد أكثر أساتذة الأعمال شهرة في العالم ، يفكك جالوي استراتيجيات الأربعة التي تكمن تحت قشورهم اللامعة. يوضح كيف يتلاعبون بالاحتياجات العاطفية الأساسية التي دفعتنا منذ أن عاش أسلافنا في الكهوف ، بسرعة ونطاق لا يمكن للآخرين مطابقته. ويكشف كيف يمكنك تطبيق دروس صعودهم على عملك أو حياتك المهنية. سواء كنت تريد التنافس معهم ، أو التعامل معهم ، أو ببساطة العيش في العالم الذي يسيطرون عليه . ❝
❞ الطفرة الاعلامية و فساد الإنتحالية (الشيخ هشام المحجوبي المراكشي)
بسم الله الرحمن الرحيم
شهد العالم طفرة اعلامية هائلة في 20 سنة الأخيرة ، خاصة إنتشار شبكة الأنترنيت و توفرها على نطاق واسع ، و على ما في هذه الطفرة من فوائد كثيرة تنعمت بها البشرية ، كتسهيل توفر المعلومة و في الوقت نفسه أضهرت مفاسد خطيرة ، كإنتشار الردائة التوعوية و الضحالة الفكرية و القناعات الشعبوية ، و من الأوجه البشعة و المفسدة الناتجة عن سهولة الوصول الى الجمهور صفة الإنتحالية الإنتهازية ، فكل شخص يمتلك هاتفا او كاميرا يستطيع أن يضع امامه كوب من الشاي او القهوة ثم ينتحل صفة عالم أو مفكر أو طبيب أو محلل أو خبير ، من غير أن يقرأ كتابا واحدا في عمره ثم يكون له جمهورا من الشعبويين الذين يستهلكون زبالة الفكر و رديء و قبيح الآراء ، فكل ساقطة تجد لها لاقطة كما قال ابن تيمية رحمه الله (اخطر الناس على الدين نصف فقيه) ففي هذا الوضع الفوضوي الأشبه بحلقات بزنطة و بأسواق الهند المكتضة يضيع الفكر الراقي و الوعي المرموق و التأصيل الموصل و التعليم البناء و توجيه العلماء هذا كله يضيع في بحر من السوقة و الغوغاء المسترزقين من فساد الأفكار و من مشاهدة و إعجاب البغل و الحمار.
In the name of Allah, the Most Gracious, the Most Merciful.
The world has witnessed a tremendous media revolution in the past 20 years, especially with the widespread availability of the Internet. While this revolution has brought many benefits to humanity, it has also revealed grave consequences. One of these consequences is the spread of informational mediocrity, intellectual shallowness, and populist opinions. Among the most repugnant and corrupt aspects resulting from easy access to the public is the opportunistic impersonation. Anyone with a phone or a camera can present themselves as a scholar, thinker, doctor, analyst, or expert without having read a single book in their lifetime. They can amass a following of populists who consume the garbage of thoughts and hold ill-informed and ugly opinions. Every fallacy finds its taker, as Ibn Taymiyyah, may Allah have mercy on him, said, ˝The most dangerous of people upon the religion are half-scholars.˝ In this chaotic state, resembling the markets of Byzantium or the crowded streets of India, refined thinking, distinguished consciousness, rooted scholarship, constructive education, and the guidance of scholars all get lost in a sea of charlatans and opportunists who thrive on corrupt ideas and the admiration of fools and ignorant masses.
❞ الطفرة الاعلامية و فساد الإنتحالية (الشيخ هشام المحجوبي المراكشي)
بسم الله الرحمن الرحيم
شهد العالم طفرة اعلامية هائلة في 20 سنة الأخيرة ، خاصة إنتشار شبكة الأنترنيت و توفرها على نطاق واسع ، و على ما في هذه الطفرة من فوائد كثيرة تنعمت بها البشرية ، كتسهيل توفر المعلومة و في الوقت نفسه أضهرت مفاسد خطيرة ، كإنتشار الردائة التوعوية و الضحالة الفكرية و القناعات الشعبوية ، و من الأوجه البشعة و المفسدة الناتجة عن سهولة الوصول الى الجمهور صفة الإنتحالية الإنتهازية ، فكل شخص يمتلك هاتفا او كاميرا يستطيع أن يضع امامه كوب من الشاي او القهوة ثم ينتحل صفة عالم أو مفكر أو طبيب أو محلل أو خبير ، من غير أن يقرأ كتابا واحدا في عمره ثم يكون له جمهورا من الشعبويين الذين يستهلكون زبالة الفكر و رديء و قبيح الآراء ، فكل ساقطة تجد لها لاقطة كما قال ابن تيمية رحمه الله (اخطر الناس على الدين نصف فقيه) ففي هذا الوضع الفوضوي الأشبه بحلقات بزنطة و بأسواق الهند المكتضة يضيع الفكر الراقي و الوعي المرموق و التأصيل الموصل و التعليم البناء و توجيه العلماء هذا كله يضيع في بحر من السوقة و الغوغاء المسترزقين من فساد الأفكار و من مشاهدة و إعجاب البغل و الحمار.
In the name of Allah, the Most Gracious, the Most Merciful.
The world has witnessed a tremendous media revolution in the past 20 years, especially with the widespread availability of the Internet. While this revolution has brought many benefits to humanity, it has also revealed grave consequences. One of these consequences is the spread of informational mediocrity, intellectual shallowness, and populist opinions. Among the most repugnant and corrupt aspects resulting from easy access to the public is the opportunistic impersonation. Anyone with a phone or a camera can present themselves as a scholar, thinker, doctor, analyst, or expert without having read a single book in their lifetime. They can amass a following of populists who consume the garbage of thoughts and hold illinformed and ugly opinions. Every fallacy finds its taker, as Ibn Taymiyyah, may Allah have mercy on him, said, ˝The most dangerous of people upon the religion are halfscholars.˝ In this chaotic state, resembling the markets of Byzantium or the crowded streets of India, refined thinking, distinguished consciousness, rooted scholarship, constructive education, and the guidance of scholars all get lost in a sea of charlatans and opportunists who thrive on corrupt ideas and the admiration of fools and ignorant masses.
فمن المستحيل أن نعرف أن جسمًا ما في حالة حركة أو في حالة سكون إلا بالرجوع إلى جسم آخر ..
وتاريخنا مع الأرض يؤكد كلام أينشتين .. لقد ظللنا نعتقد قرونًا طويلة بأن الأرض ساكنة حتى اكتشفنا حركتها عن طريق رصد النجوم والكواكب حولها ..
ولو أن أرضنا كانت تدور وحدها في فضاء الكون لما أمكن على الإطلاق معرفة حركتها من سكونها .. لانعدام أي مرجع نقيس به ..
ولكان من المؤكد أننا سوف نظل جاهلين بحالنا .. وكان هناك استثناء واحد ..
أن تبطئ الأرض في حركتها فجأة .. أو تُسرِع فجأة .. أو تضطرب حركتها .. فندرك عن طريق تثاقل أجسامنا وقصورنا الذاتي أننا على جسم متحرك ..
شأننا شأن راكب الطائرة الذي يستطيع أن يكتشف حركتها دون حاجة إلى أن يطل من النافذة، أو يرجع إلى مرجع .. بمجرد أن تغير الطائرة من سرعتها أو اتجاهها أو ارتفاعها ..
ومثل راكب القطار الذي يجلس في مقصورة مغلقة .. جاهلًا بحركة قطاره حتى يبدأ القطار في التباطؤ أو ينحرف عن مسيره .. فيدرك أن قطاره يتحرك ..
وكان معنى هذا الإستثناء أن الحركة يمكن أن تكون مطلقة إذا كانت غير منتظمة ..
فهي في هذه الحالة يمكن إدراكها بالرجوع إلى ذاتها .. وبدون حاجة إلى مرجع خارجي ..
ولهذا وضع أينشتين نظريته الأولى " النسبية الخاصة " وقصرها على الأجسام التي تتحرك بحركة منتظمة ..
وقال فيها : " إن قوانين الكون واحدة لكل الأجسام التي تتحرك بحركة منتظمة " .
ولكن هذا الشذوذ في القاعدة .. ظل يؤرق باله .. فهو لا يعتقد في كون معقّد وإنما يؤمن بكون بسيط .. ويرى أن البساطة أعمق من التعقيد، وأن تعدد القوانين وتناقضها في كون واحد يدل على عقل رياضي سطحي عاجز عن إدراك الحقيقة .
وبعد سنوات من التفكير والحساب وإعادة النظر .. قدم نظريته الجريئة في " النسبية العامة " التي أعلن فيها أن : " قوانين الكون واحدة لكل الأجسام بصرف النظر عن حالات حركتها " .
وبذلك عاد فأكد رفضه لكل ما هو مطلَق .. حتى هذا الإستثناء الواحد .. الحركة غير المنتظمة .. هي الأخرى أصبحت نسبية لا يمكن الجزم بها بدون مرجع خارجي ..
** ** **
ولتقريب هذا الإشكال الجديد إلى الذهن تخيل أينشتين أرجوحة مربوطة بحبال إلى عمود رأسي .. وأن هذه الأرجوحة تدور حول العمود كما تدور أراجيح الأطفال في المولد .. مع فارق واحد : أنها مغلقة تمامًا وأن الجالس بداخلها لا يرى ما يدور خارجها .. وأنها موجودة في الفضاء بعيدًا عن أي جاذبية ..
ماذا سوف يحدث لعدد من العلماء جالسين في تلك الأرجوحة ؟
إنهم سوف يلاحظون أن أجسامهم تتثاقل دائمًا نحو أرضية الأرجوحة، وأنه إذا ألقوا بأي شيء فإنه يسقط دائمًا نحو الأرضية .. وإذا انطلقت رصاصة لتخترق جدار الأرجوحة فإنها سوف تميل نحو أرضيتها على شكل قطع مكافئ .. وسوف يكون تعليلهم لهذه الظاهرة أن هناك قوى جاذبية في هذه الأرضية ..
وهم لن يفطنوا إلى أن الأرضية هي الجدار الخارجي لأرجوحتهم نظرًا لأن الحواس تقرن دائمًا أي تثاقل بأنه اتجاه إلى تحت ( وهو شبيه لما يحدث لنا على الأرض .. فنحن أثناء دوران الأرض تكون رءوسنا إلى أسفل وأقدامنا إلى أعلى .. ومع ذلك يخيل إلينا العكس .. أن أقدامنا إلى أسفل دائمًا نتيجة الإحساس بالتثاقل الناتج عن الجاذبية ) .
وهكذا .. سوف تكون جميع حسابات هؤلاء العلماء مؤكدة بأنهم خاضعون لقوى الجاذبية ..
ولكن من يلاحظ هذه الأرجوحة من الخارج سوف يُخَطّئ كل حساباتهم .. وسوف يرى أنهم خاضعون للقصور الذاتي المعروف بإسم " القوة الطاردة المركزية " .. وهي القوة التي تطرد الأجسام المتحركة في دائرة إلى خارج الدائرة ..
ومعنى هذا أن هناك إمكانية للخلط دائمًا بين الحركة الناتجة من الجاذبية والحركة الناتجة من القصور الذاتي .. وأنه لا يمكن التفرقة بين اثنين بدون مرجع خارجي .
فإذا عدنا إلى الإشكال الأول .. وهو إشكال الحركة غير المنتظمة وتخيلنا الأرض التي تسير وحدها في الفضاء .. وتخيلنا الإستثناء الذي ترتب عليه إدراكنا لهذه الحركة .. وهو أن تبطئ أو تسرع .. أو تضطرب في حركتها .. فإن هذا الإستثناء لا يكون دلالة على أن حركتنا مطلقة .. إذ أن الخلط مازال قائمًا ..
فمن المحتمل أن يكون ما حسبناه حركة أرضية ( نتيجة القصور الذاتي ) هو في الواقع اضطراب في مجال الجاذبية لنجم بعيد غير مرئي .. ( مثل ما يحدث في حركة مياه البحر من مدّ وجزر نتيجة التقلبات في مجال جاذبية القمر ) .
إن التمييز بين الحركة الناتجة عن القصور الذاتي، والحركة الناتجة عن الجاذبية .. مستحيل .. بدون مرجع نهائي .
وبذلك لا تكون هناك وسيلة إلى إدراك الحركة المطلقة حتى من خلال الحركة غير المنتظمة .
وبذلك تصبح نظرية أينشتين نظرية عامة شاملة لكل قوانين الكون .. لا نظرية خاصة بالأجسام ذات الحركة المنتظمة ..
** ** **
والبرهان الثاني يأخذه أينشتين من ظاهرة طبيعية معروفة .. هي سقوط الأجسام نحو الأرض بسرعة واحدة مهما اختلفت كتلاتها ..
كرة من الحديد تسقط نحو الأرض .. بنفس السرعة التي تسقط بها كرة من الخشب مماثلة لها في الحجم .. بنفس السرعة التي تسقط بها قنبلة مدفع ..
وإذا كانت قطعة من الورق تسقط نحو الأرض ببطء فالسبب أن مسطحها كبير ومقاومة الهواء لسقوطها كبير مما يؤدي إلى هذا البطء في سقوطها .. ولكن لو كورناها تمامًا فإنها سوف تسقط نحو الأرض بنفس السرعة التي تسقط بها كرة الحديد .
ولقد كانت هذه السرعة الواحدة التي تسقط بها جميع الأجسام مصدر مشكلة عويصة في الطبيعة ..
إذ أن هذه الظاهرة هي عكس الظاهرة المعروفة في حركة الأجسام الأفقية .. وتفاوت سرعتها تبعًا لكتلتها ..
فالقوة التي تدفع كرة صغيرة عدة أميال إلى الأمام .. لا تكاد تحرك عربة سكة حديد إلا عدة سنتيمترات .. نتيجة أن عربة السكة الحديد تقاوم الحركة بقصورها الذاتي الأكبر بكثير من قصور كرة صغيرة ذات كتلة صغيرة ..
وقد حل نيوتن هذا الإشكال بقانونه الذي قال فيه : إن قوة الجاذبية الواقعة على جسم تزداد كلما ازداد قصوره الذاتي ..
والنتيجة أن الأرض تشد الكرة الحديد بقوة أكبر من الكرة الخشب .. ولذلك تسقط الكرتان بسرعة واحدة .. لأنه ولو أن الكرة الحديد قصورها أكبر ومقاومتها للحركة أكبر إلا أن القوة التي تشدها أكبر ..
وهذا القانون الذي أعلنه نيوتن باسم " تكافؤ الجاذبية والقصور الذاتي " .. هو دليل آخر على إمكانية الخلط بين القوتين .
** ** **
إنتهت نظرية أينشتين الثانية المعروفة " بالنسبية العامة " إلى نفي معرفة كل ما هو مطلق .. وإلى اعتبار الكون خاضعًا لقوانين واحدة برغم اختلاف الحركة في داخله .. وإلى استحالة معرفة الحركة من السكون بدون مرجع خارج عن نطاق الحركة وعن نطاق هذا السكون ..
ولكن أينشتين فتح على نفسه بابًا خطيرًا من الشك ..
فهذا الخلط بين الجاذبية والقصور الذاتي .. فتح بابًا للتساؤل .. من أين نعلم إذًا أن ما نقيسه على الأرض هو ظواهر لقوة جاذبية .. لماذا لا تكون ظواهر قصورية .. !
إن وجود الجاذبية يصبح أمرًا مشكوكًا فيه من أساسه .. وعلى أينشتين أن يملأ هذه الفجوة الرهيبة التي فتحها .. عليه أن يواجه عملاقًا اسمه نيوتن و يرد عليه ..
والإشكال الثاني .. هو هذا التفكك الذي اعترى الحقيقة على يد النسبية .. فانفرطت إلى كلمات خاوية .. المكان، والزمان، والكتلة .. حتى الكتلة انفرطت هي الأخرى فأصبحت حركة .. مجرد خواء .
كيف يعود أينشتين فيبني من هذا الخواء كونًا مأهولًا معقولًا ملموسًا كالكون الذي نراه .. ؟!
وكيف يصبح لهذا الكون شكل .. وأعمدة الشكل .. وهي الصلابة المادية .. قد انهارت وتبخرت .. إلى طاقة وإشعاع غير منظور .. ؟!
إن أينشتين عمد إلى البساطة فانتهى إلى الغموض ..
وهدِفَ إلى الحقيقة فأخذ بيدها إلى هوة من الشكّ .
..
مقال .. الحركة المطلقة .
من كتاب / أينشتين والنسبية
لـلدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ أنكر أينشتين في نظريته إمكان الحركة المطلقة ..
فمن المستحيل أن نعرف أن جسمًا ما في حالة حركة أو في حالة سكون إلا بالرجوع إلى جسم آخر ..
وتاريخنا مع الأرض يؤكد كلام أينشتين .. لقد ظللنا نعتقد قرونًا طويلة بأن الأرض ساكنة حتى اكتشفنا حركتها عن طريق رصد النجوم والكواكب حولها ..
ولو أن أرضنا كانت تدور وحدها في فضاء الكون لما أمكن على الإطلاق معرفة حركتها من سكونها .. لانعدام أي مرجع نقيس به ..
ولكان من المؤكد أننا سوف نظل جاهلين بحالنا .. وكان هناك استثناء واحد ..
أن تبطئ الأرض في حركتها فجأة .. أو تُسرِع فجأة .. أو تضطرب حركتها .. فندرك عن طريق تثاقل أجسامنا وقصورنا الذاتي أننا على جسم متحرك ..
شأننا شأن راكب الطائرة الذي يستطيع أن يكتشف حركتها دون حاجة إلى أن يطل من النافذة، أو يرجع إلى مرجع .. بمجرد أن تغير الطائرة من سرعتها أو اتجاهها أو ارتفاعها ..
ومثل راكب القطار الذي يجلس في مقصورة مغلقة .. جاهلًا بحركة قطاره حتى يبدأ القطار في التباطؤ أو ينحرف عن مسيره .. فيدرك أن قطاره يتحرك ..
وكان معنى هذا الإستثناء أن الحركة يمكن أن تكون مطلقة إذا كانت غير منتظمة ..
فهي في هذه الحالة يمكن إدراكها بالرجوع إلى ذاتها .. وبدون حاجة إلى مرجع خارجي ..
ولهذا وضع أينشتين نظريته الأولى " النسبية الخاصة " وقصرها على الأجسام التي تتحرك بحركة منتظمة ..
وقال فيها : " إن قوانين الكون واحدة لكل الأجسام التي تتحرك بحركة منتظمة " .
ولكن هذا الشذوذ في القاعدة .. ظل يؤرق باله .. فهو لا يعتقد في كون معقّد وإنما يؤمن بكون بسيط .. ويرى أن البساطة أعمق من التعقيد، وأن تعدد القوانين وتناقضها في كون واحد يدل على عقل رياضي سطحي عاجز عن إدراك الحقيقة .
وبعد سنوات من التفكير والحساب وإعادة النظر .. قدم نظريته الجريئة في " النسبية العامة " التي أعلن فيها أن : " قوانين الكون واحدة لكل الأجسام بصرف النظر عن حالات حركتها " .
وبذلك عاد فأكد رفضه لكل ما هو مطلَق .. حتى هذا الإستثناء الواحد .. الحركة غير المنتظمة .. هي الأخرى أصبحت نسبية لا يمكن الجزم بها بدون مرجع خارجي ..
ولتقريب هذا الإشكال الجديد إلى الذهن تخيل أينشتين أرجوحة مربوطة بحبال إلى عمود رأسي .. وأن هذه الأرجوحة تدور حول العمود كما تدور أراجيح الأطفال في المولد .. مع فارق واحد : أنها مغلقة تمامًا وأن الجالس بداخلها لا يرى ما يدور خارجها .. وأنها موجودة في الفضاء بعيدًا عن أي جاذبية ..
ماذا سوف يحدث لعدد من العلماء جالسين في تلك الأرجوحة ؟
إنهم سوف يلاحظون أن أجسامهم تتثاقل دائمًا نحو أرضية الأرجوحة، وأنه إذا ألقوا بأي شيء فإنه يسقط دائمًا نحو الأرضية .. وإذا انطلقت رصاصة لتخترق جدار الأرجوحة فإنها سوف تميل نحو أرضيتها على شكل قطع مكافئ .. وسوف يكون تعليلهم لهذه الظاهرة أن هناك قوى جاذبية في هذه الأرضية ..
وهم لن يفطنوا إلى أن الأرضية هي الجدار الخارجي لأرجوحتهم نظرًا لأن الحواس تقرن دائمًا أي تثاقل بأنه اتجاه إلى تحت ( وهو شبيه لما يحدث لنا على الأرض .. فنحن أثناء دوران الأرض تكون رءوسنا إلى أسفل وأقدامنا إلى أعلى .. ومع ذلك يخيل إلينا العكس .. أن أقدامنا إلى أسفل دائمًا نتيجة الإحساس بالتثاقل الناتج عن الجاذبية ) .
وهكذا .. سوف تكون جميع حسابات هؤلاء العلماء مؤكدة بأنهم خاضعون لقوى الجاذبية ..
ولكن من يلاحظ هذه الأرجوحة من الخارج سوف يُخَطّئ كل حساباتهم .. وسوف يرى أنهم خاضعون للقصور الذاتي المعروف بإسم " القوة الطاردة المركزية " .. وهي القوة التي تطرد الأجسام المتحركة في دائرة إلى خارج الدائرة ..
ومعنى هذا أن هناك إمكانية للخلط دائمًا بين الحركة الناتجة من الجاذبية والحركة الناتجة من القصور الذاتي .. وأنه لا يمكن التفرقة بين اثنين بدون مرجع خارجي .
فإذا عدنا إلى الإشكال الأول .. وهو إشكال الحركة غير المنتظمة وتخيلنا الأرض التي تسير وحدها في الفضاء .. وتخيلنا الإستثناء الذي ترتب عليه إدراكنا لهذه الحركة .. وهو أن تبطئ أو تسرع .. أو تضطرب في حركتها .. فإن هذا الإستثناء لا يكون دلالة على أن حركتنا مطلقة .. إذ أن الخلط مازال قائمًا ..
فمن المحتمل أن يكون ما حسبناه حركة أرضية ( نتيجة القصور الذاتي ) هو في الواقع اضطراب في مجال الجاذبية لنجم بعيد غير مرئي .. ( مثل ما يحدث في حركة مياه البحر من مدّ وجزر نتيجة التقلبات في مجال جاذبية القمر ) .
إن التمييز بين الحركة الناتجة عن القصور الذاتي، والحركة الناتجة عن الجاذبية .. مستحيل .. بدون مرجع نهائي .
وبذلك لا تكون هناك وسيلة إلى إدراك الحركة المطلقة حتى من خلال الحركة غير المنتظمة .
وبذلك تصبح نظرية أينشتين نظرية عامة شاملة لكل قوانين الكون .. لا نظرية خاصة بالأجسام ذات الحركة المنتظمة ..
والبرهان الثاني يأخذه أينشتين من ظاهرة طبيعية معروفة .. هي سقوط الأجسام نحو الأرض بسرعة واحدة مهما اختلفت كتلاتها ..
كرة من الحديد تسقط نحو الأرض .. بنفس السرعة التي تسقط بها كرة من الخشب مماثلة لها في الحجم .. بنفس السرعة التي تسقط بها قنبلة مدفع ..
وإذا كانت قطعة من الورق تسقط نحو الأرض ببطء فالسبب أن مسطحها كبير ومقاومة الهواء لسقوطها كبير مما يؤدي إلى هذا البطء في سقوطها .. ولكن لو كورناها تمامًا فإنها سوف تسقط نحو الأرض بنفس السرعة التي تسقط بها كرة الحديد .
ولقد كانت هذه السرعة الواحدة التي تسقط بها جميع الأجسام مصدر مشكلة عويصة في الطبيعة ..
إذ أن هذه الظاهرة هي عكس الظاهرة المعروفة في حركة الأجسام الأفقية .. وتفاوت سرعتها تبعًا لكتلتها ..
فالقوة التي تدفع كرة صغيرة عدة أميال إلى الأمام .. لا تكاد تحرك عربة سكة حديد إلا عدة سنتيمترات .. نتيجة أن عربة السكة الحديد تقاوم الحركة بقصورها الذاتي الأكبر بكثير من قصور كرة صغيرة ذات كتلة صغيرة ..
وقد حل نيوتن هذا الإشكال بقانونه الذي قال فيه : إن قوة الجاذبية الواقعة على جسم تزداد كلما ازداد قصوره الذاتي ..
والنتيجة أن الأرض تشد الكرة الحديد بقوة أكبر من الكرة الخشب .. ولذلك تسقط الكرتان بسرعة واحدة .. لأنه ولو أن الكرة الحديد قصورها أكبر ومقاومتها للحركة أكبر إلا أن القوة التي تشدها أكبر ..
وهذا القانون الذي أعلنه نيوتن باسم " تكافؤ الجاذبية والقصور الذاتي " .. هو دليل آخر على إمكانية الخلط بين القوتين .
إنتهت نظرية أينشتين الثانية المعروفة " بالنسبية العامة " إلى نفي معرفة كل ما هو مطلق .. وإلى اعتبار الكون خاضعًا لقوانين واحدة برغم اختلاف الحركة في داخله .. وإلى استحالة معرفة الحركة من السكون بدون مرجع خارج عن نطاق الحركة وعن نطاق هذا السكون ..
ولكن أينشتين فتح على نفسه بابًا خطيرًا من الشك ..
فهذا الخلط بين الجاذبية والقصور الذاتي .. فتح بابًا للتساؤل .. من أين نعلم إذًا أن ما نقيسه على الأرض هو ظواهر لقوة جاذبية .. لماذا لا تكون ظواهر قصورية .. !
إن وجود الجاذبية يصبح أمرًا مشكوكًا فيه من أساسه .. وعلى أينشتين أن يملأ هذه الفجوة الرهيبة التي فتحها .. عليه أن يواجه عملاقًا اسمه نيوتن و يرد عليه ..
والإشكال الثاني .. هو هذا التفكك الذي اعترى الحقيقة على يد النسبية .. فانفرطت إلى كلمات خاوية .. المكان، والزمان، والكتلة .. حتى الكتلة انفرطت هي الأخرى فأصبحت حركة .. مجرد خواء .
كيف يعود أينشتين فيبني من هذا الخواء كونًا مأهولًا معقولًا ملموسًا كالكون الذي نراه .. ؟!
وكيف يصبح لهذا الكون شكل .. وأعمدة الشكل .. وهي الصلابة المادية .. قد انهارت وتبخرت .. إلى طاقة وإشعاع غير منظور .. ؟!
إن أينشتين عمد إلى البساطة فانتهى إلى الغموض ..
وهدِفَ إلى الحقيقة فأخذ بيدها إلى هوة من الشكّ .
..
مقال .. الحركة المطلقة .
من كتاب / أينشتين والنسبية
لـلدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝