❞ اللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم ! ...
مدير السجن الحربي الذي كان يعذب المسجونين وينزع أظافرهم ، ويعلقهم من أرجلهم ، ويطلق عليهم الكلاب الوحشية ، ويطفئ سجائره في المواطن الحساسة من اجسامهم .. مات في حادث سيارة على طريق مصر إسكندرية الزراعي اصطدم بعربة نقل تحمل أسياخا حديدية .. دخلت الأسياخ في قلبه وخرجت من ظهره انتقل الى الآخره مرشوقا في هذه الأسياخ ..
والرجل الذي كان يحمل نعش أبيه في الطريق إلى المدافن ويتشاجر على الميراث سقط في الحفرة التي وضع فيها أبوه فاقد النطق ومات الى جواره بسكته قلبية .
والمرأة التي اعتادت على تعاطي الحشيش لتطيل الذة ماتت تحت رجل آخر غير زوجها .. طالت بها الغيبوبة وخرجت من الدنيا إلى اللّه دون توبة .
والذين قفزوا من السفينة الغارقة ماتوا وأكلتهم قروش البحر والعجوز ذو المائة سنة المريض بالسكر والضغط والذبحة الذي لم تسعفه قدماه فى اللحاق بهم والقفز معهم بقى ملقي في قاع السفينة حتى جاءه النجدة وأنقذواه .
وجراح السرطان الموهوب قتل ابنه خطأ في علمية تافهة أتفه من خراج .
والإسكندر الأكبر قتلته بعوضه في بابل .
وفي سنه ١٩ قتل فيروس متناه في الصغار لا يرى بالعين ولا بالمجهر .. عشرين مليونا بالانفلونزا ..
إنه صاحب الجلالة الموت .
أقرب إلى كل منا من ظله .. بل أقرب إلى الواحد من نطقه .. و أقرب اليه من نفسه التي بين جنبيه .
يجري في الدم واللعاب والنبض ويسكن النخاع .
كل منا يحمل نعشه على كتفيه ، ويسير كراقص على حبل لا يعلم متى يسقط ولكنه لابد ان يسقط لأن كل الذين سبقوه قد سقطوا .
ياسادتي الارض مغطاة برفات الموت .
وتحت القاهره ثلاث مدن وثلاثة عصور نمشي ونرقص على رفاتها وجماجمها .
وغدا يمشي الاحفاد على ترابنا ، في لا مبالاة تامة وكل منهم مشغول بحاله ملفوف في همومه .
نعم إنها تلك اللامبالاة التامة يا سادتي هي التي تثير الدهشة .
تلك الحالة الذاتية التي تلف الواحد منا و تغلفه وتطمس سمعه و بصره وبصيرته ، فلا يرى الموت تحت قدميه فهو يبكي من الحب او يخطط لسرقة ، أو يتآمر على قتل في هدوء عجيب وثقة وكانه يعيش وحده ، وكأن العالم غرفته الخاصه يتصرف فيها على هواه ، وكانه خالد مخلد لا يموت ؛ بل انه يخطط لموت الآخرين ولا يخطر موته هو على باله لحظة واحدة .
نعم يا سادة تلك الغفلة واللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم .
وحينما تعرفون كيف أصبح مليونيراً سوف توافقون معي على انه أذكي رجل في العالم بالفعل .
ولندعه ويحكي بنفسه بداية القصة .
كان ذلك في الصيف ١٩٥٠ حينما رست في ميناء الإسكندرية سفينة محملة بمخلفات الجيش .
وصعد السماسرة وتجار المخلفات على سطحها ، ليفاجأوا بأن كل حمولتها أحذية .. نصف مليون حذاء .. كلها فرد يمين .. أي أنها لا تنفع بشـيء ولن يشتريها احد بمليم .
ورفض تاجر واحد ان يمد يده ليشتريها .
وابتدأ المزاد من الصفر وظل واقفاً عند الصفر .
وحيئذ تقدمت انا واشتريت الحموله كلها بجنيهات قليلة ، وأنا أتصور أني ألقى بهذه الجنيهات في البحر .. وأقول لنفسي .. ربما تظهر لها منفعة في المستقبل .. وأضحك وانا أتذكر مقالا قرأته بان هناك نوع من البيرة يصنع من من منقوع الصرم القديمة .
والقيت بها في المخزن .
ومر أسبوعان بالضبط .
وفي يوم ثلاثاء كنت أقف على رصيف الميناء .. وكانت هناك سفينة مخلفات ترسو ..
وصعدنا على سطحها لنفاجأ بأن الحامولة كلها أحذية .. نصف مليون حذاء كلها .. فردة شمال .. الجزء المفقود من الصفقة الماضية ولم يتقدم احد للشراء .. فمَنْ يشترى نصف مليون حذاء كلها فردة واحدة .. ولم يعقد مزاد .
وكنت انا الشاري الوحيد الذي التي رست عليه البيعة بجنيهات قليلة .
وهكذا اصبحت مليونيراً في لحظة وبدون جهد ولا عمل وانما بخبطة حظ قلما يجود بمثلها الزمان .
وهكذا يا ساده بدأ أذكى رجل في العالم حياته .
ولأن الثروة جاءته بلا جهد وبلا عرق .. ولأنها جاءته على شباب وصحة وفراغ .. فإنه كان طبيعيا أن يلهو و يلعب و يرخي الحبل لهواه .
وعرف النوعيات الهابطة من النساء .
وعرف السهرات المبتذلة .
ولكنه كان دائما الرجل الذكي القوي الذي يعرف كيف ومتى ينخفض عن نفسه تلك النوعيات الطفيلية ، ومتى ينبذ اللهو ويفيق ليعاود العمل في همة ونشاط .
ولكن الاقوياء لا يظلون اقوياء دائماً .
وفي كل إنسان ثغرة ! .
حتى اذكى الأذكياء لا يسلم من ضعف ، يمكن ان يتسلل منه الإغراء وتدخل الفتنه .
ودعوه يحكي بنفسه بقية القصة :
كنت أعيش في خفة لا أحمل همـًا لغـد ولا ألقي بالا لشيء .. كل ما أتمناه أجده .. وكل ما احلم به أحققه بالحيلة أو الذكاء ، أو بالمكر أو بالمال .
وكان كل شيء حولي قابلا للشراء ، وقابلا للمساومة وكانت الدنيا كلها رخيصة في متناول اليد .
حتى التقيت بها في حفل السفارة .
امرأة دقيقة التكوين ، نحيلة كشـبح ، ناعمة ، حريرية ، مشعة ، صوتها هامس يتسلل إلى ما تحت الجلد ، ويسكن العظم .
وعقلها حاد متألق .
وشخصيتها مزيج عجيب من الثقافات والمواهب .
وروحها مغناطيسية .
وكأنما حولها مجال غير منظور إذا وقعت في نطاق جاذبيته لا تستطيع أن تبرحه ، وإنما تظل تدور وتدور فيه كما تدور الأقمار حول النجوم .
وقد رأيت نفسي ادور حولها فلا أستطيع الإفلات .
و رايت نفسي سائراً إلى إحدى نهايتين : أن أقترن بها أو أحترق فيها .
ولكنها متزوجة .. وزوجها يعبدها ولن يطلقها بحال .
وهي لا تحبه و لكنها لا تملك ان تطلق نفسها منه .
وضاقت دنياي الواسعة حتى أصبحت زنزانة .
و فارقتني قوتي .
و هجرنى ذكائي .
و بكيت كطفل .
و عشت لحظات كالمجنون .
كانت تقول لي : نهـرب .
ثم مع الوقت والعادة أصبحت هذه الكلمات المجنونة هي العقل والمعقول بالنسبه لنا .
أصبحنا نرى بقية العالم مجانين ، لأنه لا يرى ما نراه .
و اصبحنا نرى الدنيا مسكناً للبلادة والخمول والغباء والسخف ، ولم نعد نجد لانفسنا مكاناً في هذه الدنيا .
وبدات تختمر في ذهني فكرة الهجرة والهرب بها .
وكانت لي أعمال في السودان و كينيا و أوغندا .
و رأيت نفسي ذات ليلة و دون أن أدري أخرج بها بجواز سفر مزور طائراً إلى السودان .. و من السودان إلى كينيا .
وقضينا شهر العسل في نيروبي بين مغاني الغابه العذراء وتحت استوائيه وتغرد فيها العصافير الملونه وترقص الفراشات .
كان هذا يا سادة هو الفصل الثاني من قصة اذكى رجل في العالم .
ودعوني احكي لكم الفصل الثالث والختامي وكانت رحلة شاعرية ، خرج فيها العشيقان لقضاء الويك اند على شاطئ بحيرة " ليك مانيارا " في فندق البامبو الجميل .. وفي احد المفاتن الذي يقصده اصحاب الملايين واهل الفن والذوق للاستمتاع بالموسيقى والحب والرقص والطعام الشهي ، و الخمر الجيدة في بيئة طبيعية ساحرة تمرح فيها الوحوش والغزلان .
والطريق إلي " ليك مانيارا " تصعد في السيارة جبالا شاهقة .. وقممـًا معممة بالضباب .
وكان صاحبنا يقود السيارة وهو يصفر بفمه لحنـًا شعبيـًا ويحتضن محبوبته ، ويشير الى الخور السحيق الذي يهوى إليه البصر في جانب الطريق .. في أقصى القاع يفترش الأرض دغل طبيعي من نباتات وحشيه ذات تلافيف متعانقة متشابكة ، في معترك من الأغصان والأوراق والازهار تتوه في العين فلا تبين أرضـًا .. وإنما خضرة متكاتفة علي خضرة .
منظر خلاب آخاذ يصيب الرأس بالدوار .
وقد دارت رأس الاثنين بخمرة النظر وذابا حبا .
والتقت الشفاه على ارتفاع تسعة آلاف قدم ، وسقطت العربة في حفرة وفي لحظة خاطفة كانت تتدحرج في الخور كالقذيفة .
وبعد دقيقة كانت تستقر في القاع محطمة .
أما هو فكان راقداً في وعيه ولكـن بلا حراك بسبب كسور في عظام الحوض .
أما هي فكانت تهمس وتتلوي ثم تفقد الوعي بسبب النزيف .
ثم تعود في فتفيق فتعود إلى الهمس المخنوق والتأوه وكان سقوطهمـا وسط مسـتعمره للنمـل الأحمـر .
وزحفـت عليهمـا جيـوش النمـل .
نعم يا سادة اكلهمـا النمـل وهم أحياء فاقدا الحراك ينظر كل منهما إلى الآخر ولا يقوى على الصراخ .. ولا يقوى على الدفاع عن نفسه .
وانتهت قصة أذكى رجل في العالم واجمل امرأه .
ولم يبقى اثر للقصة سوي ذلك الإعلان المتكرر في جميع الجرائد والذي ظل ينشر بالقاهرة ، على مدى اسابيع عن السيدة التي خرجت من بيتها ولم تعد ومعه نشرة كاملة بأوصافها .. بيضاء ، نحيلة ، سوداء الشعر ، زرقاء العينين في جاكيت وبنطلون من القطيفه السوداء وكرافات تركواز ، وعلى من يتعرف عليها الاتصال بالتليفون كذا .
وكان القراء يقرؤون الإعلان كل يوم .. ولم يكون أحد منهم يعلم أنها أصبحت هي وصاحبها فتاتـًا في بطن ستمائة الف نملـة من النمـل الأحمـر ، في وسط افريقيا الاستوائية .
إنه صاحب الجلالة الموت .
و الكـل فـی غفلـة .
د/ مصطفى محمود رحمهُ اللَّه
من كتاب / المسيـخ الدجـال. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ اللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم ! ..
مدير السجن الحربي الذي كان يعذب المسجونين وينزع أظافرهم ، ويعلقهم من أرجلهم ، ويطلق عليهم الكلاب الوحشية ، ويطفئ سجائره في المواطن الحساسة من اجسامهم . مات في حادث سيارة على طريق مصر إسكندرية الزراعي اصطدم بعربة نقل تحمل أسياخا حديدية . دخلت الأسياخ في قلبه وخرجت من ظهره انتقل الى الآخره مرشوقا في هذه الأسياخ .
والرجل الذي كان يحمل نعش أبيه في الطريق إلى المدافن ويتشاجر على الميراث سقط في الحفرة التي وضع فيها أبوه فاقد النطق ومات الى جواره بسكته قلبية .
والمرأة التي اعتادت على تعاطي الحشيش لتطيل الذة ماتت تحت رجل آخر غير زوجها . طالت بها الغيبوبة وخرجت من الدنيا إلى اللّه دون توبة .
والذين قفزوا من السفينة الغارقة ماتوا وأكلتهم قروش البحر والعجوز ذو المائة سنة المريض بالسكر والضغط والذبحة الذي لم تسعفه قدماه فى اللحاق بهم والقفز معهم بقى ملقي في قاع السفينة حتى جاءه النجدة وأنقذواه .
وجراح السرطان الموهوب قتل ابنه خطأ في علمية تافهة أتفه من خراج .
والإسكندر الأكبر قتلته بعوضه في بابل .
وفي سنه ١٩ قتل فيروس متناه في الصغار لا يرى بالعين ولا بالمجهر . عشرين مليونا بالانفلونزا .
إنه صاحب الجلالة الموت .
أقرب إلى كل منا من ظله . بل أقرب إلى الواحد من نطقه . و أقرب اليه من نفسه التي بين جنبيه .
يجري في الدم واللعاب والنبض ويسكن النخاع .
كل منا يحمل نعشه على كتفيه ، ويسير كراقص على حبل لا يعلم متى يسقط ولكنه لابد ان يسقط لأن كل الذين سبقوه قد سقطوا .
ياسادتي الارض مغطاة برفات الموت .
وتحت القاهره ثلاث مدن وثلاثة عصور نمشي ونرقص على رفاتها وجماجمها .
وغدا يمشي الاحفاد على ترابنا ، في لا مبالاة تامة وكل منهم مشغول بحاله ملفوف في همومه .
نعم إنها تلك اللامبالاة التامة يا سادتي هي التي تثير الدهشة .
تلك الحالة الذاتية التي تلف الواحد منا و تغلفه وتطمس سمعه و بصره وبصيرته ، فلا يرى الموت تحت قدميه فهو يبكي من الحب او يخطط لسرقة ، أو يتآمر على قتل في هدوء عجيب وثقة وكانه يعيش وحده ، وكأن العالم غرفته الخاصه يتصرف فيها على هواه ، وكانه خالد مخلد لا يموت ؛ بل انه يخطط لموت الآخرين ولا يخطر موته هو على باله لحظة واحدة .
نعم يا سادة تلك الغفلة واللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم .
وحينما تعرفون كيف أصبح مليونيراً سوف توافقون معي على انه أذكي رجل في العالم بالفعل .
ولندعه ويحكي بنفسه بداية القصة .
كان ذلك في الصيف ١٩٥٠ حينما رست في ميناء الإسكندرية سفينة محملة بمخلفات الجيش .
وصعد السماسرة وتجار المخلفات على سطحها ، ليفاجأوا بأن كل حمولتها أحذية . نصف مليون حذاء . كلها فرد يمين . أي أنها لا تنفع بشـيء ولن يشتريها احد بمليم .
ورفض تاجر واحد ان يمد يده ليشتريها .
وابتدأ المزاد من الصفر وظل واقفاً عند الصفر .
وحيئذ تقدمت انا واشتريت الحموله كلها بجنيهات قليلة ، وأنا أتصور أني ألقى بهذه الجنيهات في البحر . وأقول لنفسي . ربما تظهر لها منفعة في المستقبل . وأضحك وانا أتذكر مقالا قرأته بان هناك نوع من البيرة يصنع من من منقوع الصرم القديمة .
والقيت بها في المخزن .
ومر أسبوعان بالضبط .
وفي يوم ثلاثاء كنت أقف على رصيف الميناء . وكانت هناك سفينة مخلفات ترسو .
وصعدنا على سطحها لنفاجأ بأن الحامولة كلها أحذية . نصف مليون حذاء كلها . فردة شمال . الجزء المفقود من الصفقة الماضية ولم يتقدم احد للشراء . فمَنْ يشترى نصف مليون حذاء كلها فردة واحدة . ولم يعقد مزاد .
وكنت انا الشاري الوحيد الذي التي رست عليه البيعة بجنيهات قليلة .
وهكذا اصبحت مليونيراً في لحظة وبدون جهد ولا عمل وانما بخبطة حظ قلما يجود بمثلها الزمان .
وهكذا يا ساده بدأ أذكى رجل في العالم حياته .
ولأن الثروة جاءته بلا جهد وبلا عرق . ولأنها جاءته على شباب وصحة وفراغ . فإنه كان طبيعيا أن يلهو و يلعب و يرخي الحبل لهواه .
وعرف النوعيات الهابطة من النساء .
وعرف السهرات المبتذلة .
ولكنه كان دائما الرجل الذكي القوي الذي يعرف كيف ومتى ينخفض عن نفسه تلك النوعيات الطفيلية ، ومتى ينبذ اللهو ويفيق ليعاود العمل في همة ونشاط .
ولكن الاقوياء لا يظلون اقوياء دائماً .
وفي كل إنسان ثغرة ! .
حتى اذكى الأذكياء لا يسلم من ضعف ، يمكن ان يتسلل منه الإغراء وتدخل الفتنه .
ودعوه يحكي بنفسه بقية القصة :
كنت أعيش في خفة لا أحمل همـًا لغـد ولا ألقي بالا لشيء . كل ما أتمناه أجده . وكل ما احلم به أحققه بالحيلة أو الذكاء ، أو بالمكر أو بالمال .
وكان كل شيء حولي قابلا للشراء ، وقابلا للمساومة وكانت الدنيا كلها رخيصة في متناول اليد .
حتى التقيت بها في حفل السفارة .
امرأة دقيقة التكوين ، نحيلة كشـبح ، ناعمة ، حريرية ، مشعة ، صوتها هامس يتسلل إلى ما تحت الجلد ، ويسكن العظم .
وعقلها حاد متألق .
وشخصيتها مزيج عجيب من الثقافات والمواهب .
وروحها مغناطيسية .
وكأنما حولها مجال غير منظور إذا وقعت في نطاق جاذبيته لا تستطيع أن تبرحه ، وإنما تظل تدور وتدور فيه كما تدور الأقمار حول النجوم .
وقد رأيت نفسي ادور حولها فلا أستطيع الإفلات .
و رايت نفسي سائراً إلى إحدى نهايتين : أن أقترن بها أو أحترق فيها .
ولكنها متزوجة . وزوجها يعبدها ولن يطلقها بحال .
وهي لا تحبه و لكنها لا تملك ان تطلق نفسها منه .
وضاقت دنياي الواسعة حتى أصبحت زنزانة .
و فارقتني قوتي .
و هجرنى ذكائي .
و بكيت كطفل .
و عشت لحظات كالمجنون .
كانت تقول لي : نهـرب .
ثم مع الوقت والعادة أصبحت هذه الكلمات المجنونة هي العقل والمعقول بالنسبه لنا .
أصبحنا نرى بقية العالم مجانين ، لأنه لا يرى ما نراه .
و اصبحنا نرى الدنيا مسكناً للبلادة والخمول والغباء والسخف ، ولم نعد نجد لانفسنا مكاناً في هذه الدنيا .
وبدات تختمر في ذهني فكرة الهجرة والهرب بها .
وكانت لي أعمال في السودان و كينيا و أوغندا .
و رأيت نفسي ذات ليلة و دون أن أدري أخرج بها بجواز سفر مزور طائراً إلى السودان . و من السودان إلى كينيا .
وقضينا شهر العسل في نيروبي بين مغاني الغابه العذراء وتحت استوائيه وتغرد فيها العصافير الملونه وترقص الفراشات .
كان هذا يا سادة هو الفصل الثاني من قصة اذكى رجل في العالم .
ودعوني احكي لكم الفصل الثالث والختامي وكانت رحلة شاعرية ، خرج فيها العشيقان لقضاء الويك اند على شاطئ بحيرة ˝ ليك مانيارا ˝ في فندق البامبو الجميل . وفي احد المفاتن الذي يقصده اصحاب الملايين واهل الفن والذوق للاستمتاع بالموسيقى والحب والرقص والطعام الشهي ، و الخمر الجيدة في بيئة طبيعية ساحرة تمرح فيها الوحوش والغزلان .
والطريق إلي ˝ ليك مانيارا ˝ تصعد في السيارة جبالا شاهقة . وقممـًا معممة بالضباب .
وكان صاحبنا يقود السيارة وهو يصفر بفمه لحنـًا شعبيـًا ويحتضن محبوبته ، ويشير الى الخور السحيق الذي يهوى إليه البصر في جانب الطريق . في أقصى القاع يفترش الأرض دغل طبيعي من نباتات وحشيه ذات تلافيف متعانقة متشابكة ، في معترك من الأغصان والأوراق والازهار تتوه في العين فلا تبين أرضـًا . وإنما خضرة متكاتفة علي خضرة .
منظر خلاب آخاذ يصيب الرأس بالدوار .
وقد دارت رأس الاثنين بخمرة النظر وذابا حبا .
والتقت الشفاه على ارتفاع تسعة آلاف قدم ، وسقطت العربة في حفرة وفي لحظة خاطفة كانت تتدحرج في الخور كالقذيفة .
وبعد دقيقة كانت تستقر في القاع محطمة .
أما هو فكان راقداً في وعيه ولكـن بلا حراك بسبب كسور في عظام الحوض .
أما هي فكانت تهمس وتتلوي ثم تفقد الوعي بسبب النزيف .
ثم تعود في فتفيق فتعود إلى الهمس المخنوق والتأوه وكان سقوطهمـا وسط مسـتعمره للنمـل الأحمـر .
وزحفـت عليهمـا جيـوش النمـل .
نعم يا سادة اكلهمـا النمـل وهم أحياء فاقدا الحراك ينظر كل منهما إلى الآخر ولا يقوى على الصراخ . ولا يقوى على الدفاع عن نفسه .
وانتهت قصة أذكى رجل في العالم واجمل امرأه .
ولم يبقى اثر للقصة سوي ذلك الإعلان المتكرر في جميع الجرائد والذي ظل ينشر بالقاهرة ، على مدى اسابيع عن السيدة التي خرجت من بيتها ولم تعد ومعه نشرة كاملة بأوصافها . بيضاء ، نحيلة ، سوداء الشعر ، زرقاء العينين في جاكيت وبنطلون من القطيفه السوداء وكرافات تركواز ، وعلى من يتعرف عليها الاتصال بالتليفون كذا .
وكان القراء يقرؤون الإعلان كل يوم . ولم يكون أحد منهم يعلم أنها أصبحت هي وصاحبها فتاتـًا في بطن ستمائة الف نملـة من النمـل الأحمـر ، في وسط افريقيا الاستوائية .
❞ الدكتور عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
مقالة:
الإمام ابن أبي ذئب[1]
الحمد لله الذي أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ بِه المرسلينَ فقالَ جلَّ من قائل: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾[الحجر: 94]، والصَّلاة والسَّلام على إمام المرسلين، الصَّادق الأمين الناطق بالحق المبين القائل: \"أفضلُ الجهادِ كلمةُ عدلٍ عند سلطان جائرٍ\"[2]، أمَّا بعد:
فهذه مقتطفات من أخبار علمٍ من أعلام الأمَّة، وعالمٍ من علمائها، وأمام من أئمَّتها، إمام عالم جمع بين العلم وقول الحقِّ والشجاعة، حتَّى شهدَ له أقرانه ومن بعدهم بأنَّه إمام وقته، وتناقل الأئمَّة أخباره، حتَّى صار مثلا يُقتدى به في العلم وقول الحق، وهو: \"الإمام ابن أبي ذئب\" هذا الإمام الذي غفل عن ذكره أهل العلم، حتَّى نسيه العامَّة، وهو الذي لا يهاب الملوك، حتَّى هابته الملوك، فأردت أن أكتب هذه المقالة فيها شيء من أخبار هذا الإمام الجليل، إحياءً لذكره وتشريفًا له، ولكي نقتبس من أخباره الدروس والعبر.
ترجمة الإمام ابن أبي ذئب:
يقول الحافظ أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبْر الرَّبعي: اسم ابن أبي ذئب: هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عُبدُ وَدّ بن (نصر) أو (مضر) بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي[3]فقيه أهل المدينة[4] وزاهدهم[5].
وأمُّه: بريهة بنت عبدالرَّحمن بن الحارث بن أبي ذئب[6].
قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: كان ابن أبي ذئب رجلًا صالحًا قوَّالًا بالحقِّ، وكان يُشبَّهُ بسعيد بن المسيَّب، وكان قليل الحديث[7].
وقال الحافظ أبو سليمان[8]: وُلد ابن أبي ذئب في المحرَّم من سنة إحدى وثمانين[9]، ومات بالكوفة[10]، ودفن بها سنة تسع وخمسن ومائة[11].
من أخبار ابن أبي ذئب:
1 - قال الحافظ أبو سليمان بسنده إلى أبي نعيم، قال: حججتُ سنة حجَّ أبو جعفر[12]، وأنا ابن إحدى وعشرين سنة، ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس[13]، فدعا ابن أبي ذئب، فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس، فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد بن الحسن بن فاطمة[14]؟
قال: أما إنَّه يتحرَّى العدل.
قال: فما تقول فيَّ مرَّتين أو ثلاثًا؟
قال: وربِّ هذه البنية إنَّك لجائر.
قال: فأخذ الربيع[15] بلحيته.
فقال أبو جعفر: كُفَّ يا بن اللَّخناء[16]، وأمر له بثلاثمائة دينار.
2 - وقال ابن أبي فُديك[17] قال: سمعت ابن أبي ذئب يحدِّث سفيان الثوري[18] قال لأبي جعفر: أنا لك خير من ابنك المهدي[19].
فقال سفيان: سبحان الله، وحلَّ لك أن تقول: المهدي.
فقال ابن أبي ذئب: كلُّنا مهديٌّ هدانا الله عزَّ وجلَّ.
3 - وقال الإمام أحمد بن حنبل[20]: كان ابن أبي ذئب ومالك يحضران عند السلطان، فيسكت مالك ويتكلَّم ابن أبي ذئب، ولقد دخل على أبي جعفر فصدقه فأمر له بشيء فلم يقبله.
4 - قال الحافظ أبو سليمان بسنده إلى داود ابن أبي العباس، عن أبيه، عن جدِّه قال: بعث بي المنصور إلى ابن أبي ذئب أسأله عن مسألة فقال: ما هي؟ فذكرها له، فقال: لا يراني الله عزَّ وجلَّ أُفتي جبَّارا مثله في مسألة فيها ضرر على المسلمين.
قال فرجعت إلى المنصور مغضبا، فعرف في وجهي.
فقال: لقد جئت بغير الوجه الذي ذهبت به.
فقلت: تبعث بي إلى مجنون؟ وأخبرته.
فقال المنصور: الذي لقيته أنا منه العام في الطواف أشد من هذا، كنت في شوق إلى أن أراه، فبين أنا أطوف إذا قال لي المسيَّب[21]: أليس كنت تسأل عن ابن أبي ذئب؟ فقلت: بلى، فقال: هو ذا يطوف، فأتيته فقلت: السلام عليكم ورحمة الله، وناولته يدي، فبرق عينيه في وجهي وقال: من أنت؟ فلقد أخذت يدي أخذ جبَّار، قلت: أو ما تعرفني؟ قال: لا، قلت: أنا أبو جعفر المنصور، قال: فجذب يده من يدي وقال: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولهُ ﴾ [المجادلة: 22]، قال: قلت: يا أمير المؤمنين ما صنعت به؟ قال: ما عسيتُ أن أفعل برجل اللهُ في قلبه عظيم.
5 - وقال الإمام الشافعي[22]: قدمَ أبو جعفر المنصور المدينة حاجًّا فأتته الوفود من كلِّ بلد يشكون إليه الأمراء، فأتاه أهل اليمن يشكون معن بن زائدة[23]، وأتاه بنو أبي عمرو الغفاري من أهل المدينة يشكون أميرهم الحسن بن زيد[24]، فقال وفد اليمن لأبي جعفر المنصور، وقد أُحضر ابن أبي ذئب والعلماء فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنَّ معن بن زائدة قد تعدَّى علينا وأساء فينا السيرة، وقد رضينا بابن أبي ذئب، فقال له أبو جعفر: ما تقول في معن بن زائدة؟
قالا: قولي فيه وعلمي به أنَّه عدوُّ الله، يقتل المسلمين بغير حق والمعاهدين، ويحكم بغير ما أُنزلَ، ويُفسد العباد والبلاد.
قال: ثمَّ تقدَّم الغفَّاريون يشكون الحسن بن زيد وسيرته فيهم وقالوا: قد رضينا بان أبي ذئب، فأطبق عليه ابن أبي ذئب وذكره بسوء.
فقال الحسن بن زيد: يا أمير المؤمنين، ذكرني بما قد ذكر فإن رأى أمير المؤمنين أن يسأله عن حال أمير المؤمنين عنده؟ فقال أبو جعفر: ما تقول فيَّ يا ابن أبي ذئب؟
فقال: اعفني.
قال: قد عزمت عليك.
قال: اعفني.
قال: لست أفعل.
قال: فبكى ابن أبي ذئب، ثمَّ قال: تسألني عن نفسك، أنت أعلم بنفسك مني، وما عسى أن أقول فيك ممَّا فيك، أنت والله الرجل الذي أمْرَرَ على المسلمين أمرهم، ظلمتهم، واعتديت عليهم، وسفكت الدماء الحرام، وأخذت الأموال من غير حلِّها ووضعتها في غير حقِّها، وأهلكت المسلمين، والفقراء، واليتامى، والمساكين.
قال محمد بن إبراهيم[25] وبين يدي أبي جعفر عمود، فجمع الناس عليهم ثيابهم مخافة أن يتلطَّخ عليهم من دمه ودماغه، فلم يهجه بشيء وانصرف النَّاس، فقال عمٌّ لأبي جعفر: يا أمير المؤمنين، إنَّ هذا المجلس قد حضره أهل الآفاق وينصرفون إلى البلاد فيُخبرون بما كان إلى أمير المؤمنين من الجرأة، فلو قتلت هذا الكلب لئلَّا يجترئ عليك غيره من الناس.
فقال له أبو جعفر: ويحك، هذا رجل قد بلغت منه صعوبة العبادة، وقد سمع الحديث: \"إنَّ أفضلَ الجهاد كلمة عدل قالها عند سلطانٍ جائر يُقتل عليها\"[26]، فطمع أن أقتله، أفيراني أقتله وأريحه ممَّا هو فيه من صعوبة العبادة؟ ولا والله ما أهيجه أبدا حتَّى أموت أو يموت.
6 - وقال محمد بن إبراهيم الإمام: حضرت أبا جعفر المنصور بالمدينة وعنده ابن أبي ذئب، فقال له أبو جعفر المنصور: يا ابن أبي ذئب أخبرني بحالات النَّاس.
فقال: يا أمير المؤمنين؛ هلك النَّاس، وضاعت أمورهم، فلو اتَّقيت الله فيهم، وقسمت فيئهم فيهم؟
فقال: ويلٌ لك يا ابن أبي ذئب، لولا ما بعثنا بذلك الفيء من البعوث وسددنا به الثغور لأُتيت في منزلك وأُخذت بعنقك وذُبحت كما يُذبح الجمل.
فقال ابن أبي ذئب: يا أمير المؤمنين، قد بعث البعوث وسدَّ الثغور وقسم فيئهم فيهم غيرك.
قال: ويلك؛ ومن ذلك؟
قال: عُمر ابن الخطَّاب؛ فأطرق أبو جعفر إطراقة، ثمَّ رفع رأسه فقال: إنَّ عمر ابن الخطَّاب رحمه الله عمل لزمان وعملنا لزمان.
فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ الحقَّ لا تنقله الأزمان عن مواضعه ولا تغيُّره عن وجه.
قال: أحسبك يا بن أبي ذئب طعَّانا على السلطان.
قال: لا تقل ذاك يا أمير المؤمنين، فَوَالَّذي يُمسك السماء أن تقع على الأرض إلَّا بإذنه لصلاحُكَ أحبُّ إليَّ من صلاح نفسي، وذاك أنَّ صلاحي لنفسي لا يعدوها، وصلاحك لجميع المسلمين.
قال: فأطرق أبو جعفر وإنَّ المسيب والحرس قيامٌ على رأس أبي جعفر بأيديهم السيوف المسلَّلة.
قال: ثمَّ رفع رأسه وقال: من أراد أن ينظر إلى خير أهل الأرض اليوم، فلينظر إلى هذا الرجل، وأومأَ إلى ابن أبي ذئب.
7 - وقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ مَالِكًا لَمْ يَأْخُذْ بِحَدِيْثِ: البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ، فَقَالَ: يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ أَوْرَعُ وَأَقْوَلُ بِالحَقِّ مِنْ مَالِكٍ[27].
وصلَّى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم والحمد لله ربِّ العالمين.
------------------------------
الهامش
[1] الاعتماد الأوَّل بعد الله تعالى هو: كتاب الحافظ أبي سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبْر الرَّبعي (298 - 379 هـ): الجزء فيه من أخبار ابن أبي ذئب، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ثمَّ بقيَّة المصادر.
[2] أخرجه أبو داود (4344)، والترمذي واللفظ له (2174)، وابن ماجه (4011).
[3] تاريخ بغداد 297/2، وتهذيب الكمال 630/25.
[4] نسب قريش ص 423 - جمهرة أنساب العرب ص 168.
[5] انظر ترجمته في الطبقات الكبير 558/7 - وتاريخ ابن معين 525/2 - ونسب قريش ص 423 - وطبقات خليفة ص 273 - وتاريخ خليفة ص 469 - والتاريخ الكبير 152/1 - والتاريخ الأوسط 102/2 - والمعارف لابن قتيبة ص 485 - وجمهرة نسب قريش وأخبارها 936/2 - والمعرفة والتاريخ 146/1.
[6] نسب قريش ص 423 - جمهرة نسب قريش وأخبارها 936/2 - وتاريخ بغداد 297/2 - تهذيب الكمال 630/25.
[7] مسند ابن الجعد 1021/2 - وتاريخ بغداد 298/2 - وتهذيب الكمال 635/25 - وسير أعلام النبلاء 465/7.
[8] سبقت ترجمته في الباب رقم 1.
[9] تاريخ مولد العلماء ص 83 - ورجال صحيح البخاري 663/2 - و)جمهرة أنساب العرب 168.
[10] الطبقات الكبير 563/8.
[11] تاريخ الخليفة ص 429 - ورجال صحيح البخاري 663/2 - وجمهرة انساب العرب 168.
[12] أبو جعفر: هو أو جعفر المنصور الهاشمي العباسي ثاني خلفاء بني العباس ولد سنة 95 هـ وتوفي سنة 179 هـ، ينُظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 83/3، والأعلام 117/40.
[13] مالك ابن أنس: هو أبو عبدالله الأصبحي الحميري إمام دار الهجرة ولد سنة 93 هـ، وتفي سنة 158 هـ، ينظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 48/8.
[14] الحسن وهو: ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبو محمد الهاشمي أمير المدينة ولد 83 هـ، وتفي 168 هـ، يُنظر في ذلك: الأعلام 191/2.
[15] الربيع: هو ابن يونس محمد، أبو الفضل الأموي مولاهم، الوزير والحاجب الكبير للخليفة أبي جعفر المنصور العباسي، ولد سنة 111 هـ، وتوفي سنة 169 هـ؛ يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 335/7 - والأعلام 15/3.
[16] اللخناء: التي لم تختن، وقيل: اللخن النتن، ينظر في ذلك: لسان العرب مادة لخن.
[17] ابن أبي فديك: هو محمد بن إسماعيل بن مسلم، أبو إسماعيل الديلمي مولاهم المدني، الإمام المحدث، المتوفي سنة 200 هـ. يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 486/9.
[18] سفيان الثوري: هو ابن سعيد بن مسروق، أبو عبد الله الثوري الكوفي، شيخ الإسلام إمام الحفَّاظ، وسيِّدُ العلماء العاملين في ومانه، ولد سنة 97 هـ، وتوفي 161 هـ. يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 229/7.
[19] المهدي: هو الخليفة محمد بن الخليفة أبي جعفر المنصور، ولد سنة 127 هـ، توفي سنة 169 هـ؛ يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 400/7.
[20] أحمد بن حنبل: هو ابن محمد أبو عبد الله الشيباني، الإمام حقًّا وشيخ الإسلام صدقا إمام أهل السنَّة، ولد سنة 164، توفي سنة 241؛ يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 177/11.
[21] المسيب: هو ابن زهير بن عمرو، أبو مسلم الضبي، كان قائدا شرطة المنصور والمهدي، ولد سنة 100 هـ، وتوفي سنة 175 هـ؛ ينظر في ذلك: الأعلام 225/7.
[22] الشافعي: وهو محمد بن إدريس بن العباس، أبو عبد الله القرشي المطلبي الشافعي فقيه الملة وعالم عصره، ولد سنة 150 هـ، وتوفي سنة 204 هـ؛ يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 5/10.
[23] معن هو ابن زائدة بن عبد الله الشيباني، أمير العرب، توفي سنة 152 هـ؛ يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 97/7، والأعلام 237/3.
[24] تقدَّمت ترجمته في رقم 12.
[25] هو محمد بن إبراهيم الإمام، أمير عباسيٌّ هاشميٌّ وُلِّي إمارة الحج أيام الخليفة أبي جعفر المنصور، توفي سنة 185؛ ينظر في ذلك: الأعلام 293/6.
[26] الحديث عن أبي داود 4344 من غير \"يقتل عليها\".
[27] قال الإمام الذهبي في السير (7/ 142 - 143) عند ترجمة ابن أبي ذئب - وقد رواه عنه أيضًا تلميذه حربٌ الكرمانيُّ في \"مسائله\"(ص/481)؛ فقال: سمعته؛ يقول: \"بلغ ابن أبي ذئب أنَّ مالك بن أنسٍ؛ قال: ليس البيِّعان بالخيار؟ فقال ابن أبي ذئب: يستتاب مالك، فإن تاب وإلاَّ ضربت عنقه.\"
وكذا هو عند ابن مفلح في \"المقصد الأرشد\"(2/306) وابن أبي يعلى في \"طبقات الحنابلة\"(2/56) عن عمر بن محمَّد بن بكَّار القلافلائيِّ أبي جعفرٍ حدَّث بمسائل أبي إسحاق إبراهيم بن هانىء النَّيسابوريِّ؛ قال: سمعت أبا عبد الله؛ يقول: فذكره.
وأيضًا من رواية الفضل بن زياد أبو العبَّاس القطَّان البغداديُّ عنه كما في \"المقصد الأرشد\"(2/312) عن أبي بكرٍ الخلاَّل.
وفي روايةٍ عن ابنه عبد الله كما في \"العلل\"(1275)؛ قال: سمعته؛ يقول: \"قالوا لابن أبي ذئب: إنَّ مالكا؛ يقول: ليس البيِّعان بالخيار، فقال ابن أبي ذئب: هذا خبر موطوء في المدينة. قال أبي: وكان مالك؛ يقول: ليس البيِّعان بالخيار. سمعت أبي؛ يقول: قال ابن أبي ذئب: يستتاب مالك فإن تاب، وإلاَّ ضربت عنقه.
وأخرجه الفسويُّ في \"المعرفة والتَّاريخ\"(1/686) ومن طريقه الخطيب البغداديُّ في \"تاريخه\"(3/515) وابن أبي يعلى في \"طبقاته\"(1/251) عن الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل؛ قال: بلغ ابن أبي ذئب أنَّ مالكا لم يأخذ بحديث البيِّعين بالخيار؛ قال: يستتاب وإلاَّ ضربت عنقه. ومالك لم يرد الحديث ولكن تأوَّله على غير ذلك.
وقد ذكرها أيضًا الإمام الذَّهبيُّ في \"تذهيب التَّهذيب\"(8/190).
وأخرجه أيضا الإمام أبو إسماعيل الأنصاريُّ الهرويُّ في \"ذم الكلام\"(885)؛ قال: أخبرنا محمَّد بن موسى، حدَّثنا محمَّد بن يعقوب، حدَّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، سمعت أبي؛ يقول: قيل لابن أبي ذئب: مالك بن أنس؛ يقول: ليس البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا. فقال: يستتاب مالك؛ فإن تاب وإلاَّ ضربت عنقه.
قلت: فمدار هذه الرِّواية ـ كما رأينا آنفًا ـ هي فقط على الإمام أحمد، ومنه اشتهرت بواسطة تلامذته: الفضل بن زياد وحربٌ الكرمانيُّ وابن هانئ النَّيسابوريُّ وابنه عبد الله؛ وهؤلاء جميعهم أئمَّة ثقات أثبات. إلاَّ أنَّ علَّتها الانقطاع كما هو ملاحظٌ فيها؛ فالإمام أحمد لم يسندها، ولعلَّها لم تصح كما قال ذلك الذَّهبيُّ في السِّير، ولكنَّ الناظر إلى نمط حياة ابن أبي ذئب وشجاعته وقوله للحق لا يستغرب ذلك.. ❝ ⏤الدُّكتُور: عِصَامُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمَ النُّقَيْلِي
❞ الدكتور عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
مقالة:
الإمام ابن أبي ذئب[1]
الحمد لله الذي أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ بِه المرسلينَ فقالَ جلَّ من قائل: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾[الحجر: 94]، والصَّلاة والسَّلام على إمام المرسلين، الصَّادق الأمين الناطق بالحق المبين القائل: ˝أفضلُ الجهادِ كلمةُ عدلٍ عند سلطان جائرٍ˝[2]، أمَّا بعد:
فهذه مقتطفات من أخبار علمٍ من أعلام الأمَّة، وعالمٍ من علمائها، وأمام من أئمَّتها، إمام عالم جمع بين العلم وقول الحقِّ والشجاعة، حتَّى شهدَ له أقرانه ومن بعدهم بأنَّه إمام وقته، وتناقل الأئمَّة أخباره، حتَّى صار مثلا يُقتدى به في العلم وقول الحق، وهو: ˝الإمام ابن أبي ذئب˝ هذا الإمام الذي غفل عن ذكره أهل العلم، حتَّى نسيه العامَّة، وهو الذي لا يهاب الملوك، حتَّى هابته الملوك، فأردت أن أكتب هذه المقالة فيها شيء من أخبار هذا الإمام الجليل، إحياءً لذكره وتشريفًا له، ولكي نقتبس من أخباره الدروس والعبر.
ترجمة الإمام ابن أبي ذئب:
يقول الحافظ أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبْر الرَّبعي: اسم ابن أبي ذئب: هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عُبدُ وَدّ بن (نصر) أو (مضر) بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي[3]فقيه أهل المدينة[4] وزاهدهم[5].
وأمُّه: بريهة بنت عبدالرَّحمن بن الحارث بن أبي ذئب[6].
قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: كان ابن أبي ذئب رجلًا صالحًا قوَّالًا بالحقِّ، وكان يُشبَّهُ بسعيد بن المسيَّب، وكان قليل الحديث[7].
وقال الحافظ أبو سليمان[8]: وُلد ابن أبي ذئب في المحرَّم من سنة إحدى وثمانين[9]، ومات بالكوفة[10]، ودفن بها سنة تسع وخمسن ومائة[11].
من أخبار ابن أبي ذئب:
1 - قال الحافظ أبو سليمان بسنده إلى أبي نعيم، قال: حججتُ سنة حجَّ أبو جعفر[12]، وأنا ابن إحدى وعشرين سنة، ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس[13]، فدعا ابن أبي ذئب، فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس، فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد بن الحسن بن فاطمة[14]؟
قال: أما إنَّه يتحرَّى العدل.
قال: فما تقول فيَّ مرَّتين أو ثلاثًا؟
قال: وربِّ هذه البنية إنَّك لجائر.
قال: فأخذ الربيع[15] بلحيته.
فقال أبو جعفر: كُفَّ يا بن اللَّخناء[16]، وأمر له بثلاثمائة دينار.
2 - وقال ابن أبي فُديك[17] قال: سمعت ابن أبي ذئب يحدِّث سفيان الثوري[18] قال لأبي جعفر: أنا لك خير من ابنك المهدي[19].
فقال سفيان: سبحان الله، وحلَّ لك أن تقول: المهدي.
فقال ابن أبي ذئب: كلُّنا مهديٌّ هدانا الله عزَّ وجلَّ.
3 - وقال الإمام أحمد بن حنبل[20]: كان ابن أبي ذئب ومالك يحضران عند السلطان، فيسكت مالك ويتكلَّم ابن أبي ذئب، ولقد دخل على أبي جعفر فصدقه فأمر له بشيء فلم يقبله.
4 - قال الحافظ أبو سليمان بسنده إلى داود ابن أبي العباس، عن أبيه، عن جدِّه قال: بعث بي المنصور إلى ابن أبي ذئب أسأله عن مسألة فقال: ما هي؟ فذكرها له، فقال: لا يراني الله عزَّ وجلَّ أُفتي جبَّارا مثله في مسألة فيها ضرر على المسلمين.
قال فرجعت إلى المنصور مغضبا، فعرف في وجهي.
فقال: لقد جئت بغير الوجه الذي ذهبت به.
فقلت: تبعث بي إلى مجنون؟ وأخبرته.
فقال المنصور: الذي لقيته أنا منه العام في الطواف أشد من هذا، كنت في شوق إلى أن أراه، فبين أنا أطوف إذا قال لي المسيَّب[21]: أليس كنت تسأل عن ابن أبي ذئب؟ فقلت: بلى، فقال: هو ذا يطوف، فأتيته فقلت: السلام عليكم ورحمة الله، وناولته يدي، فبرق عينيه في وجهي وقال: من أنت؟ فلقد أخذت يدي أخذ جبَّار، قلت: أو ما تعرفني؟ قال: لا، قلت: أنا أبو جعفر المنصور، قال: فجذب يده من يدي وقال: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولهُ ﴾ [المجادلة: 22]، قال: قلت: يا أمير المؤمنين ما صنعت به؟ قال: ما عسيتُ أن أفعل برجل اللهُ في قلبه عظيم.
5 - وقال الإمام الشافعي[22]: قدمَ أبو جعفر المنصور المدينة حاجًّا فأتته الوفود من كلِّ بلد يشكون إليه الأمراء، فأتاه أهل اليمن يشكون معن بن زائدة[23]، وأتاه بنو أبي عمرو الغفاري من أهل المدينة يشكون أميرهم الحسن بن زيد[24]، فقال وفد اليمن لأبي جعفر المنصور، وقد أُحضر ابن أبي ذئب والعلماء فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنَّ معن بن زائدة قد تعدَّى علينا وأساء فينا السيرة، وقد رضينا بابن أبي ذئب، فقال له أبو جعفر: ما تقول في معن بن زائدة؟
قالا: قولي فيه وعلمي به أنَّه عدوُّ الله، يقتل المسلمين بغير حق والمعاهدين، ويحكم بغير ما أُنزلَ، ويُفسد العباد والبلاد.
قال: ثمَّ تقدَّم الغفَّاريون يشكون الحسن بن زيد وسيرته فيهم وقالوا: قد رضينا بان أبي ذئب، فأطبق عليه ابن أبي ذئب وذكره بسوء.
فقال الحسن بن زيد: يا أمير المؤمنين، ذكرني بما قد ذكر فإن رأى أمير المؤمنين أن يسأله عن حال أمير المؤمنين عنده؟ فقال أبو جعفر: ما تقول فيَّ يا ابن أبي ذئب؟
فقال: اعفني.
قال: قد عزمت عليك.
قال: اعفني.
قال: لست أفعل.
قال: فبكى ابن أبي ذئب، ثمَّ قال: تسألني عن نفسك، أنت أعلم بنفسك مني، وما عسى أن أقول فيك ممَّا فيك، أنت والله الرجل الذي أمْرَرَ على المسلمين أمرهم، ظلمتهم، واعتديت عليهم، وسفكت الدماء الحرام، وأخذت الأموال من غير حلِّها ووضعتها في غير حقِّها، وأهلكت المسلمين، والفقراء، واليتامى، والمساكين.
قال محمد بن إبراهيم[25] وبين يدي أبي جعفر عمود، فجمع الناس عليهم ثيابهم مخافة أن يتلطَّخ عليهم من دمه ودماغه، فلم يهجه بشيء وانصرف النَّاس، فقال عمٌّ لأبي جعفر: يا أمير المؤمنين، إنَّ هذا المجلس قد حضره أهل الآفاق وينصرفون إلى البلاد فيُخبرون بما كان إلى أمير المؤمنين من الجرأة، فلو قتلت هذا الكلب لئلَّا يجترئ عليك غيره من الناس.
فقال له أبو جعفر: ويحك، هذا رجل قد بلغت منه صعوبة العبادة، وقد سمع الحديث: ˝إنَّ أفضلَ الجهاد كلمة عدل قالها عند سلطانٍ جائر يُقتل عليها˝[26]، فطمع أن أقتله، أفيراني أقتله وأريحه ممَّا هو فيه من صعوبة العبادة؟ ولا والله ما أهيجه أبدا حتَّى أموت أو يموت.
6 - وقال محمد بن إبراهيم الإمام: حضرت أبا جعفر المنصور بالمدينة وعنده ابن أبي ذئب، فقال له أبو جعفر المنصور: يا ابن أبي ذئب أخبرني بحالات النَّاس.
فقال: يا أمير المؤمنين؛ هلك النَّاس، وضاعت أمورهم، فلو اتَّقيت الله فيهم، وقسمت فيئهم فيهم؟
فقال: ويلٌ لك يا ابن أبي ذئب، لولا ما بعثنا بذلك الفيء من البعوث وسددنا به الثغور لأُتيت في منزلك وأُخذت بعنقك وذُبحت كما يُذبح الجمل.
فقال ابن أبي ذئب: يا أمير المؤمنين، قد بعث البعوث وسدَّ الثغور وقسم فيئهم فيهم غيرك.
قال: ويلك؛ ومن ذلك؟
قال: عُمر ابن الخطَّاب؛ فأطرق أبو جعفر إطراقة، ثمَّ رفع رأسه فقال: إنَّ عمر ابن الخطَّاب رحمه الله عمل لزمان وعملنا لزمان.
فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ الحقَّ لا تنقله الأزمان عن مواضعه ولا تغيُّره عن وجه.
قال: أحسبك يا بن أبي ذئب طعَّانا على السلطان.
قال: لا تقل ذاك يا أمير المؤمنين، فَوَالَّذي يُمسك السماء أن تقع على الأرض إلَّا بإذنه لصلاحُكَ أحبُّ إليَّ من صلاح نفسي، وذاك أنَّ صلاحي لنفسي لا يعدوها، وصلاحك لجميع المسلمين.
قال: فأطرق أبو جعفر وإنَّ المسيب والحرس قيامٌ على رأس أبي جعفر بأيديهم السيوف المسلَّلة.
قال: ثمَّ رفع رأسه وقال: من أراد أن ينظر إلى خير أهل الأرض اليوم، فلينظر إلى هذا الرجل، وأومأَ إلى ابن أبي ذئب.
وصلَّى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم والحمد لله ربِّ العالمين.
-
الهامش
[1] الاعتماد الأوَّل بعد الله تعالى هو: كتاب الحافظ أبي سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبْر الرَّبعي (298 - 379 هـ): الجزء فيه من أخبار ابن أبي ذئب، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ثمَّ بقيَّة المصادر.
[2] أخرجه أبو داود (4344)، والترمذي واللفظ له (2174)، وابن ماجه (4011).
[3] تاريخ بغداد 297/2، وتهذيب الكمال 630/25.
[4] نسب قريش ص 423 - جمهرة أنساب العرب ص 168.
[5] انظر ترجمته في الطبقات الكبير 558/7 - وتاريخ ابن معين 525/2 - ونسب قريش ص 423 - وطبقات خليفة ص 273 - وتاريخ خليفة ص 469 - والتاريخ الكبير 152/1 - والتاريخ الأوسط 102/2 - والمعارف لابن قتيبة ص 485 - وجمهرة نسب قريش وأخبارها 936/2 - والمعرفة والتاريخ 146/1.
[7] مسند ابن الجعد 1021/2 - وتاريخ بغداد 298/2 - وتهذيب الكمال 635/25 - وسير أعلام النبلاء 465/7.
[8] سبقت ترجمته في الباب رقم 1.
[9] تاريخ مولد العلماء ص 83 - ورجال صحيح البخاري 663/2 - و)جمهرة أنساب العرب 168.
[10] الطبقات الكبير 563/8.
[11] تاريخ الخليفة ص 429 - ورجال صحيح البخاري 663/2 - وجمهرة انساب العرب 168.
[12] أبو جعفر: هو أو جعفر المنصور الهاشمي العباسي ثاني خلفاء بني العباس ولد سنة 95 هـ وتوفي سنة 179 هـ، ينُظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 83/3، والأعلام 117/40.
[13] مالك ابن أنس: هو أبو عبدالله الأصبحي الحميري إمام دار الهجرة ولد سنة 93 هـ، وتفي سنة 158 هـ، ينظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 48/8.
[14] الحسن وهو: ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبو محمد الهاشمي أمير المدينة ولد 83 هـ، وتفي 168 هـ، يُنظر في ذلك: الأعلام 191/2.
[15] الربيع: هو ابن يونس محمد، أبو الفضل الأموي مولاهم، الوزير والحاجب الكبير للخليفة أبي جعفر المنصور العباسي، ولد سنة 111 هـ، وتوفي سنة 169 هـ؛ يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 335/7 - والأعلام 15/3.
[16] اللخناء: التي لم تختن، وقيل: اللخن النتن، ينظر في ذلك: لسان العرب مادة لخن.
[17] ابن أبي فديك: هو محمد بن إسماعيل بن مسلم، أبو إسماعيل الديلمي مولاهم المدني، الإمام المحدث، المتوفي سنة 200 هـ. يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 486/9.
[18] سفيان الثوري: هو ابن سعيد بن مسروق، أبو عبد الله الثوري الكوفي، شيخ الإسلام إمام الحفَّاظ، وسيِّدُ العلماء العاملين في ومانه، ولد سنة 97 هـ، وتوفي 161 هـ. يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 229/7.
[19] المهدي: هو الخليفة محمد بن الخليفة أبي جعفر المنصور، ولد سنة 127 هـ، توفي سنة 169 هـ؛ يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 400/7.
[20] أحمد بن حنبل: هو ابن محمد أبو عبد الله الشيباني، الإمام حقًّا وشيخ الإسلام صدقا إمام أهل السنَّة، ولد سنة 164، توفي سنة 241؛ يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 177/11.
[21] المسيب: هو ابن زهير بن عمرو، أبو مسلم الضبي، كان قائدا شرطة المنصور والمهدي، ولد سنة 100 هـ، وتوفي سنة 175 هـ؛ ينظر في ذلك: الأعلام 225/7.
[22] الشافعي: وهو محمد بن إدريس بن العباس، أبو عبد الله القرشي المطلبي الشافعي فقيه الملة وعالم عصره، ولد سنة 150 هـ، وتوفي سنة 204 هـ؛ يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 5/10.
[23] معن هو ابن زائدة بن عبد الله الشيباني، أمير العرب، توفي سنة 152 هـ؛ يُنظر في ذلك: سير أعلام النبلاء 97/7، والأعلام 237/3.
[24] تقدَّمت ترجمته في رقم 12.
[25] هو محمد بن إبراهيم الإمام، أمير عباسيٌّ هاشميٌّ وُلِّي إمارة الحج أيام الخليفة أبي جعفر المنصور، توفي سنة 185؛ ينظر في ذلك: الأعلام 293/6.
[26] الحديث عن أبي داود 4344 من غير ˝يقتل عليها˝.
[27] قال الإمام الذهبي في السير (7/ 142 - 143) عند ترجمة ابن أبي ذئب - وقد رواه عنه أيضًا تلميذه حربٌ الكرمانيُّ في ˝مسائله˝(ص/481)؛ فقال: سمعته؛ يقول: ˝بلغ ابن أبي ذئب أنَّ مالك بن أنسٍ؛ قال: ليس البيِّعان بالخيار؟ فقال ابن أبي ذئب: يستتاب مالك، فإن تاب وإلاَّ ضربت عنقه.˝
وكذا هو عند ابن مفلح في ˝المقصد الأرشد˝(2/306) وابن أبي يعلى في ˝طبقات الحنابلة˝(2/56) عن عمر بن محمَّد بن بكَّار القلافلائيِّ أبي جعفرٍ حدَّث بمسائل أبي إسحاق إبراهيم بن هانىء النَّيسابوريِّ؛ قال: سمعت أبا عبد الله؛ يقول: فذكره.
وأيضًا من رواية الفضل بن زياد أبو العبَّاس القطَّان البغداديُّ عنه كما في ˝المقصد الأرشد˝(2/312) عن أبي بكرٍ الخلاَّل.
وفي روايةٍ عن ابنه عبد الله كما في ˝العلل˝(1275)؛ قال: سمعته؛ يقول: ˝قالوا لابن أبي ذئب: إنَّ مالكا؛ يقول: ليس البيِّعان بالخيار، فقال ابن أبي ذئب: هذا خبر موطوء في المدينة. قال أبي: وكان مالك؛ يقول: ليس البيِّعان بالخيار. سمعت أبي؛ يقول: قال ابن أبي ذئب: يستتاب مالك فإن تاب، وإلاَّ ضربت عنقه.
وأخرجه الفسويُّ في ˝المعرفة والتَّاريخ˝(1/686) ومن طريقه الخطيب البغداديُّ في ˝تاريخه˝(3/515) وابن أبي يعلى في ˝طبقاته˝(1/251) عن الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل؛ قال: بلغ ابن أبي ذئب أنَّ مالكا لم يأخذ بحديث البيِّعين بالخيار؛ قال: يستتاب وإلاَّ ضربت عنقه. ومالك لم يرد الحديث ولكن تأوَّله على غير ذلك.
وقد ذكرها أيضًا الإمام الذَّهبيُّ في ˝تذهيب التَّهذيب˝(8/190).
وأخرجه أيضا الإمام أبو إسماعيل الأنصاريُّ الهرويُّ في ˝ذم الكلام˝(885)؛ قال: أخبرنا محمَّد بن موسى، حدَّثنا محمَّد بن يعقوب، حدَّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، سمعت أبي؛ يقول: قيل لابن أبي ذئب: مالك بن أنس؛ يقول: ليس البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا. فقال: يستتاب مالك؛ فإن تاب وإلاَّ ضربت عنقه.
قلت: فمدار هذه الرِّواية ـ كما رأينا آنفًا ـ هي فقط على الإمام أحمد، ومنه اشتهرت بواسطة تلامذته: الفضل بن زياد وحربٌ الكرمانيُّ وابن هانئ النَّيسابوريُّ وابنه عبد الله؛ وهؤلاء جميعهم أئمَّة ثقات أثبات. إلاَّ أنَّ علَّتها الانقطاع كما هو ملاحظٌ فيها؛ فالإمام أحمد لم يسندها، ولعلَّها لم تصح كما قال ذلك الذَّهبيُّ في السِّير، ولكنَّ الناظر إلى نمط حياة ابن أبي ذئب وشجاعته وقوله للحق لا يستغرب ذلك. ❝
❞ سيكون رفيقي لحياة مليئه بالحريه والانطلاق سنجول العالم استكشافا بدون قيود سنهرب من ضجيج البشر لعالم لا يواجد به سوانا عالم مليئ بالهدوء والطمائنيه نستيقظ في الصباح علي اصوات زقزقة العصافير وصوت القران يصدح في الارجاء في جو يملئه السكون والراحه او صوت قطرات المطر تطرق نافذتنا برقه يدعونا لنراه يداعب اوراق الشجر ونقرأ معا كتابا جديدا متحمسين لكي نعرف ما ستؤول اليه الاحداث يقص علي احدي قصص القران الكريم وانا استمع اليه يحكي ويتلو القران نصنع معا طعامنا المفضل احكي له عن طفولتي ويحكي لي عن طفولته يخبرني كم ان حياته اصبحت اجمل بدخولي لها واخبره كم انه عوضي الجميل من الله يضع يده علي رأسي ويدعو الله ان يحفظني له وقلبي يناجي الله بأن يديمه لي
گ/صفيه احمد \" روح آلمـلآگ \". ❝ ⏤صفيه احمد " روح آلمـلآگ "
❞ سيكون رفيقي لحياة مليئه بالحريه والانطلاق سنجول العالم استكشافا بدون قيود سنهرب من ضجيج البشر لعالم لا يواجد به سوانا عالم مليئ بالهدوء والطمائنيه نستيقظ في الصباح علي اصوات زقزقة العصافير وصوت القران يصدح في الارجاء في جو يملئه السكون والراحه او صوت قطرات المطر تطرق نافذتنا برقه يدعونا لنراه يداعب اوراق الشجر ونقرأ معا كتابا جديدا متحمسين لكي نعرف ما ستؤول اليه الاحداث يقص علي احدي قصص القران الكريم وانا استمع اليه يحكي ويتلو القران نصنع معا طعامنا المفضل احكي له عن طفولتي ويحكي لي عن طفولته يخبرني كم ان حياته اصبحت اجمل بدخولي لها واخبره كم انه عوضي الجميل من الله يضع يده علي رأسي ويدعو الله ان يحفظني له وقلبي يناجي الله بأن يديمه لي
گ/صفيه احمد ˝ روح آلمـلآگ ˝. ❝
❞ المؤمنون أهل حلم وصبر وتواضع وتسامح وحياء.
{{يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما }} ٦٣– الفرقان.
تعرفهم بطول الصمت وتواصل الفكر وخفض الصوت والبعد عن الهرج والصخب والتلاعن.
وتعرفهم بالتأني والإتقان والإحسان فيما يعهد إليهم من أعمال، وتعرفهم بالدماثة ولين الطبع والصدق والوفاء والاعتدال في الأخذ من كل شي.
وإذا كان لا بد من اختيار صفه واحدة جامعة لطابع المؤمن لقلت هي: السكينة، فالسكينة هي الصفة المفردة التي تدل على أن الإنسان استطاع أن يسود مملكته الداخلية ويحكمها ويسوسها.
وهي الصفة المفردة التي تدل على انسجام عناصر النفس والتوافق بين متناقضاتها وانقيادها في خضوع وسلاسة لصاحبها وهو أمر لا يوهب إلا لمؤمن.
وأنت تقرأ هذه السكينة في هدوء صفحة الوجه.. ليس هدوء السطح بل هدوء العمق.. هدوء الباطن.. وليس هدوء الخواء ولا سكون البلادة، وإنما هدوء التركيز والصفاء واجتماع الهمة ووضوح الرؤية.. وكأنما الذي تراه أمامك يضم البحر بين جنبيه.
والبحر ساكن ولكنه جياش يطرح اللالىء والأصداف والمراجين من اعماقه لحظة بلحظة، فهو غني الغنى اللانهائي.
وهذه خاصية المؤمن .. ذلك الهدوء المشع الثري.. لماذا؟؟ !!
لأن علاقة المؤمن بما حوله علاقة متميزة مختلفة.. علاقته بالأمس والغد.. وعلاقته بالموت.. وعلاقته بالناس.. وعلاقته بعمله ونظرته للأخلاق..
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ المؤمنون أهل حلم وصبر وتواضع وتسامح وحياء.
﴿{يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ﴾} ٦٣– الفرقان.
تعرفهم بطول الصمت وتواصل الفكر وخفض الصوت والبعد عن الهرج والصخب والتلاعن.
وتعرفهم بالتأني والإتقان والإحسان فيما يعهد إليهم من أعمال، وتعرفهم بالدماثة ولين الطبع والصدق والوفاء والاعتدال في الأخذ من كل شي.
وإذا كان لا بد من اختيار صفه واحدة جامعة لطابع المؤمن لقلت هي: السكينة، فالسكينة هي الصفة المفردة التي تدل على أن الإنسان استطاع أن يسود مملكته الداخلية ويحكمها ويسوسها.
وهي الصفة المفردة التي تدل على انسجام عناصر النفس والتوافق بين متناقضاتها وانقيادها في خضوع وسلاسة لصاحبها وهو أمر لا يوهب إلا لمؤمن.
وأنت تقرأ هذه السكينة في هدوء صفحة الوجه. ليس هدوء السطح بل هدوء العمق. هدوء الباطن. وليس هدوء الخواء ولا سكون البلادة، وإنما هدوء التركيز والصفاء واجتماع الهمة ووضوح الرؤية. وكأنما الذي تراه أمامك يضم البحر بين جنبيه.
والبحر ساكن ولكنه جياش يطرح اللالىء والأصداف والمراجين من اعماقه لحظة بلحظة، فهو غني الغنى اللانهائي.
وهذه خاصية المؤمن . ذلك الهدوء المشع الثري. لماذا؟؟ !!
لأن علاقة المؤمن بما حوله علاقة متميزة مختلفة. علاقته بالأمس والغد. وعلاقته بالموت. وعلاقته بالناس. وعلاقته بعمله ونظرته للأخلاق. ❝