❞ “الأدب كثيرا ما ينقذنا من الوحدة ، بمعنى أنه يساهم في تخليصنا من خواطرنا السيئة المخجلة ، أو على الأصح يجعلنا نعيها ونفكر فيها .”. ❝ ⏤عبد الفتاح كيليطو
❞ الأدب كثيرا ما ينقذنا من الوحدة ، بمعنى أنه يساهم في تخليصنا من خواطرنا السيئة المخجلة ، أو على الأصح يجعلنا نعيها ونفكر فيها .”. ❝
❞ اقتباس من كتاب جرعات تنفس ؛
ماهية الحياة :
إن أجمل ما في الحياة هو الغموض المصاحِب لها أو المحفوف بها فهي أشبه برحلة استكشافية لا تدري ماذا سيحدث فيها أو ما يخبِّئه لك القدر وهذا ما يُضفي عليها جواً من التشويق والإثارة لمعرفة تلك الأحداث الغامضة التي سوف تعيشها الأيام القادمة والتي سوف تحدث لك وهذا بدوره هو ما يجلب الرضا لقلوبنا ويجعلنا مسرورين بأقدارنا ، فهي لطفٌ من الله وكرم وحب منه ، فلتحاول أنْ تأخذ العِبرة من الدنيا وتجعلها درساً عميقاً تتعلم منه أشياءً تُفيدك في حياتك القادمة وتنفعك في إنشاء مستقبل مشرق مزدهر ، عِشْ سعيداً منتظراً حدوث الأجمل دائماً تكن أكثر تفاؤلاً وسعادةً وراحةً ، ولا تجعل أيامك مليئة بالحزن الذي تفتعله من لا شيء ، فكل أمر مُقدَّر ومكتوب ...
اقتباس من كتاب \" على مشارف الحلم \" :
( البطالة ) ؛
تُعد البطالة من أهم المشكلات وأعوصها لأنها المتسبِّب الأساسي في بقية المشكلات التي تظل الشعوب تعاني وتكابد منها طوال حياتها ، والأصعب من ذلك عدم التفات أحد إليها أو اكتراثه واهتمامه بها كسائر المشكلات الأخرى ، فتلك المشكلة المتضخمة ستظل في تزايد مستمر إنْ لم تتم إبادتها والقضاء عليها والشعور بكم المشكلات الأخرى المُلحَقة بها ، المترتبة عليها ، وأبرزها الفقر الذي يولِّد التفاوت الطبقي والحقد والغل بين أبناء الشعب الواحد الذي يسعى لنيل حياة كريمة على أقل حال وكذلك تردي الأحوال الذي يسببها ذلك الفقر المُدقَّع وتدني مستوى المعيشة لدى الكثير مما يولِّد ما يسمى بالطبقة التي تعيش تحت خط الفقر ، لا تجد ما يكفي قوت يومها ، فلا يوجد ما يوفِّر لهم أو يضمن لهم البقاء اليومي على أدنى حال ، فلنحاول انتشال تلك الطبقة من تلك المهازل التي يتعرضون لها من حين لآخر والذل الذي يعانون منه بتوفير فرص عمل بسيطة لهم تجلب لهم مرتباً مرضياً يُلبي متطلباتهم البسيطة فهي ليست فارهة أو رفاهية كحال بقية الشعب فتلك الطبقة قد ظُلمَت وطُحنَت كثيراً ، فلنحاول تعويضها عن لحظات الذل والمهانة التي يتعرضون لها من حين لآخر لأجل كَسْب لقمة العيش ويعانون منها أغلب حياتهم ولا أحد يسمع صراخهم والأنين الذي يصدُح بداخلهم لعدم قدرتهم على توفير حياة مستقرة لأبنائهم ، فقد يضطروا لأساليب غير مشروعة أو مِهن غير لائقة من أجل الحياة بشكل أفضل إنْ تخلى أحد منهم عن مبادئه كي يحاول العيش ، إنقاذ أبنائه من وحل الضياع والجوع الذي ينهش أحشاءهم دون رحمة أو شفقة أو حسرة فلننظر برفق ولين لتلك الطبقة التي تتضور جوعاً وتموت بسبب كثرة وشدة الإهمال لهم والالتفات لأمور أخرى ليست بنفس الأهمية والصرامة والجدية ...
حيث يشارك الكتابان بمعرض الجزائر في الفترة ما بين ٦ إلى ١٦ نوفمبر .
#جناحa42 لمَنْ يقرر الحضور .. 😁. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ اقتباس من كتاب جرعات تنفس ؛
ماهية الحياة :
إن أجمل ما في الحياة هو الغموض المصاحِب لها أو المحفوف بها فهي أشبه برحلة استكشافية لا تدري ماذا سيحدث فيها أو ما يخبِّئه لك القدر وهذا ما يُضفي عليها جواً من التشويق والإثارة لمعرفة تلك الأحداث الغامضة التي سوف تعيشها الأيام القادمة والتي سوف تحدث لك وهذا بدوره هو ما يجلب الرضا لقلوبنا ويجعلنا مسرورين بأقدارنا ، فهي لطفٌ من الله وكرم وحب منه ، فلتحاول أنْ تأخذ العِبرة من الدنيا وتجعلها درساً عميقاً تتعلم منه أشياءً تُفيدك في حياتك القادمة وتنفعك في إنشاء مستقبل مشرق مزدهر ، عِشْ سعيداً منتظراً حدوث الأجمل دائماً تكن أكثر تفاؤلاً وسعادةً وراحةً ، ولا تجعل أيامك مليئة بالحزن الذي تفتعله من لا شيء ، فكل أمر مُقدَّر ومكتوب ..
اقتباس من كتاب ˝ على مشارف الحلم ˝ :
( البطالة ) ؛
تُعد البطالة من أهم المشكلات وأعوصها لأنها المتسبِّب الأساسي في بقية المشكلات التي تظل الشعوب تعاني وتكابد منها طوال حياتها ، والأصعب من ذلك عدم التفات أحد إليها أو اكتراثه واهتمامه بها كسائر المشكلات الأخرى ، فتلك المشكلة المتضخمة ستظل في تزايد مستمر إنْ لم تتم إبادتها والقضاء عليها والشعور بكم المشكلات الأخرى المُلحَقة بها ، المترتبة عليها ، وأبرزها الفقر الذي يولِّد التفاوت الطبقي والحقد والغل بين أبناء الشعب الواحد الذي يسعى لنيل حياة كريمة على أقل حال وكذلك تردي الأحوال الذي يسببها ذلك الفقر المُدقَّع وتدني مستوى المعيشة لدى الكثير مما يولِّد ما يسمى بالطبقة التي تعيش تحت خط الفقر ، لا تجد ما يكفي قوت يومها ، فلا يوجد ما يوفِّر لهم أو يضمن لهم البقاء اليومي على أدنى حال ، فلنحاول انتشال تلك الطبقة من تلك المهازل التي يتعرضون لها من حين لآخر والذل الذي يعانون منه بتوفير فرص عمل بسيطة لهم تجلب لهم مرتباً مرضياً يُلبي متطلباتهم البسيطة فهي ليست فارهة أو رفاهية كحال بقية الشعب فتلك الطبقة قد ظُلمَت وطُحنَت كثيراً ، فلنحاول تعويضها عن لحظات الذل والمهانة التي يتعرضون لها من حين لآخر لأجل كَسْب لقمة العيش ويعانون منها أغلب حياتهم ولا أحد يسمع صراخهم والأنين الذي يصدُح بداخلهم لعدم قدرتهم على توفير حياة مستقرة لأبنائهم ، فقد يضطروا لأساليب غير مشروعة أو مِهن غير لائقة من أجل الحياة بشكل أفضل إنْ تخلى أحد منهم عن مبادئه كي يحاول العيش ، إنقاذ أبنائه من وحل الضياع والجوع الذي ينهش أحشاءهم دون رحمة أو شفقة أو حسرة فلننظر برفق ولين لتلك الطبقة التي تتضور جوعاً وتموت بسبب كثرة وشدة الإهمال لهم والالتفات لأمور أخرى ليست بنفس الأهمية والصرامة والجدية ..
حيث يشارك الكتابان بمعرض الجزائر في الفترة ما بين ٦ إلى ١٦ نوفمبر .
❞ كيف للخطيئة أن يحملها النور؟
سوء قرارتنا قد يجعلنا عرضة للسقوط
وليست كل سقطة هي نهاية، بل هناك فرصة تقدمها لك الحياة كي تتراجع عن الخطأ المقبل عليه، وهنا سنرى لماذا تُعمى أبصارنا ونتمادى في الخطأ دون النظر للعواقب التي ستعود علينا.. ❝ ⏤شيرين رضا
❞ كيف للخطيئة أن يحملها النور؟
سوء قرارتنا قد يجعلنا عرضة للسقوط
وليست كل سقطة هي نهاية، بل هناك فرصة تقدمها لك الحياة كي تتراجع عن الخطأ المقبل عليه، وهنا سنرى لماذا تُعمى أبصارنا ونتمادى في الخطأ دون النظر للعواقب التي ستعود علينا. ❝
❞ ● books-library.com :
❞ أيها الإنسان: إنَّ حقيقتك الموت، وإنَّ كل شيء فيك يشبة الموت، نومك موت، مرضك موت، انتقالك إلى مرحلة عمرية موت للمرحلة السابقة،
فالشباب موت الطفولة، والكهولة موت الشباب،
إنك أشبة بالموت من الحياة،
ومع ذلك فإن الوهم يجعلنا نعتقد أننا مُخلدون،
ولهذا يصرخ المرض بأجسادنا، إنها إلى زوال !
. ❝ ⏤على بن جابر الفيفى
❞ ● books-library.com :
❞ أيها الإنسان: إنَّ حقيقتك الموت، وإنَّ كل شيء فيك يشبة الموت، نومك موت، مرضك موت، انتقالك إلى مرحلة عمرية موت للمرحلة السابقة،
❞ حوار مع صديقي الملحد
لماذا خلق الله الشر؟
قال صاحبي ساخرًا:
كيف تزعمون أن إلهكم كامل ورحمن ورحيم وكريم ورءوف وهو قد خلق كل هذه الشرور في العالم .. المرض والشيخوخة والموت والزلزال والبركان والميكروب والسم والحر والزمهرير وآلام السرطان التي لا تعفي الطفل الوليد ولا الشيخ الطاعن.
إذا كان الله محبة وجمالا وخيرا فكيف يخلق الكراهية والقبح والشر .
والمشكلة التي أثارها صاحبي من المشاكل الأساسية في الفلسفة وقد انقسمت حولها مدارس الفكر واختلفت حولها الآراء.
ونحن نقول أن الله كله رحمة وكله خير وأنه لم يأمر بالشر ولكنه سمح به لحكمة.
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ (29)} الأعراف-28.
الله لا يأمر إلا بالعدل والمحبة والإحسان والعفو والخير وهو لا يرضى إلا بالطيب.
فلماذا ترك الظالم يظلم والقاتل يقتل والسارق يسرق؟
لأن الله أرادنا أحرارا .. والحرية اقتضت الخطأ ولا معنى للحرية دون أن يكون لنا حق التجربة والخطأ والصواب .. والاختيار الحر بين المعصية والطاعة.
وكان في قدرة الله أن يجعلنا جميعًا أخيارا وذلك بأن يقهرنا على الطاعة قهرا وكان ذلك يقتضي أن يسلبنا حرية الاختيار.
وفي دستور الله وسنته أن الحرية مع الألم أكرم للإنسان من العبودية مع السعادة .. ولهذا تركنا نخطيء ونتألم ونتعلم وهذه هي الحكمة في سماحه بالشر.
ومع ذلك فإن النظر المنصف المحايد سوف يكشف لنا أن الخير في الوجود هو القاعدة وأن الشر هو الاستثناء ..
فالصحة هي القاعدة والمرض استثناء ونحن نقضي معظم سنوات عمرنا في صحة ولا يزورنا المرض إلا أياما قليلة .. وبالمثل الزلازل هي في مجملها بضع دقائق في عمر الكرة الأرضية الذي يحصى بملايين السنين وكذلك البراكين وكذلك الحروب هي تشنجات قصيرة في حياة الأمم بين فترات سلام طويلة ممتدة.
ثم أننا نرى لكل شيء وجه خير فالمرض يخلف وقاية والألم يربي الصلابة والجلد والتحمل والزلازل تنفس عن الضغط المكبوت في داخل الكرة الأرضية وتحمي القشرة الأرضية من الانفجار وتعيد الجبال إلى أماكنها كأحزمة وثقالات تثبت القشرة الأرضية في مكانها، والبراكين تنفث المعادن والثروات الخبيثة الباطنة وتكسو الأرض بتربة بركانية خصبة .. والحروب تدمج الأمم وتلقح بينها وتجمعها في كتل وأحلاف ثم في عصبة أمم ثم في مجلس أمن هو بمثابة محكمة عالمية للتشاكي والتصالح .. وأعظم الاختراعات خرجت أثناء الحروب .. البنسلين الذرة الصواريخ الطائرات النفاثة كلها خرجت من أتون الحروب.
ومن سم الثعبان يخرج الترياق.
ومن الميكروب نصنع اللقاح.
ولولا أن أجدادنا ماتوا لما كنا الآن في مناصبنا، والشر في الكون كالظل في الصورة إذا اقتربت منه خيل إليك أنه عيب ونقص في الصورة .. ولكن إذا ابتعدت ونظرت إلى الصورة ككل نظرة شاملة اكتشفت أنه ضروري ولا غنى عنه وأنه يؤدي وظيفة جمالية في البناء العام للصورة.
وهل كان يمكننا أن نعرف الصحة لولا المرض .. إن الصحة تظل تاجا على رؤوسنا لا نراه ولا نعرفه إلا حينما نمرض.
وبالمثل ما كان ممكنا أن نعرف الجمال لولا القبح ولا الوضع الطبيعي لولا االشاذ.
ولهذا يقول الفيلسوف أبو حامد الغزالي: إن نقص الكون هو عين كماله مثل اعوجاج القوس هو عين صلاحيته ولو أنه استقام لما رمى.
وظيفة أخرى للمشقات والآلام .. أنها هي التي تفرز الناس وتكشف معادنهم.
لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال
إنها الامتحان الذي نعرف به أنفسنا .. والابتلاء الذي تتحدد به مراتبنا عند الله.
ثم إن الدنيا كلها ليست سوى فصل واحد من رواية سوف تتعدد فصولها فالموت ليس نهاية القص ولكن بدايتها.
ولا يجوز أن نحكم على مسرحية من فصل واحد ولا أن نرفض كتابا لأن الصفحة الأولى لم تعجبنا.
الحكم هنا ناقص..
ولا يمكن استطلاع الحكمة كلها إلا في آخر المطاف .. ثم ما هو البديل الذي يتصوره السائل الذي يسخر منا؟!
هل يريد أن يعيش حياة بلا موت بلا مرض بلا شيخوخة بلا نقص بلا عجز بلا قيود بلا أحزان بلا آلام.
هل يطلب كمالا مطلقا؟!
ولكن الكمال المطلق لله.
والكامل واحد لا يتعدد .. ولماذا يتعدد .. وماذا ينقصه ليجده في واحد آخر غيره؟!
معنى هذا أن صاحبنا لن يرضيه إلا أن يكون هو الله ذاته وهو التطاول بعينه.
ودعونا نسخر منه بدورنا .. هو وأمثاله ممن لا يعجبهم شيء.
هؤلاء الذين يريدونها جنة ..
ماذا فعلوا ليستحقونها جنة؟
وماذا قدم صاحبنا للإنسانية ليجعل من نفسه الله الواحد القهار الذي يقول للشيء كن فيكون.
إن جدتي أكثر ذكاء من الأستاذ الدكتور المتخرج من فرنسا حينما تقول في بساطة:
"خير من الله شر من نفوسنا".
إنها كلمات قليلة ولكنها تلخيص أمين للمشكلة كلها ..
فالله أرسل الرياح وأجرى النهر ولكن ربان السفينة الجشع ملأ سفينته بالناس والبضائع بأكثر مما تحتمل فغرقت فمضى يسب الله والقدر .. وما ذنب الله؟! .. الله أرسل الرياح رخاء وأجرى النهر خيرا .. ولكن جشع النفوس وطمعها هو الذي قلب هذا الخير شرا.
ما أصدقها من كلمات جميلة طيبة.
"خير من الله شر من نفوسنا".
كتاب حوار مع صديقي الملحد
للدكتور مصطفى محمود رحمه الله. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حوار مع صديقي الملحد
لماذا خلق الله الشر؟
قال صاحبي ساخرًا:
كيف تزعمون أن إلهكم كامل ورحمن ورحيم وكريم ورءوف وهو قد خلق كل هذه الشرور في العالم . المرض والشيخوخة والموت والزلزال والبركان والميكروب والسم والحر والزمهرير وآلام السرطان التي لا تعفي الطفل الوليد ولا الشيخ الطاعن.
إذا كان الله محبة وجمالا وخيرا فكيف يخلق الكراهية والقبح والشر .
والمشكلة التي أثارها صاحبي من المشاكل الأساسية في الفلسفة وقد انقسمت حولها مدارس الفكر واختلفت حولها الآراء.
ونحن نقول أن الله كله رحمة وكله خير وأنه لم يأمر بالشر ولكنه سمح به لحكمة.
الله لا يأمر إلا بالعدل والمحبة والإحسان والعفو والخير وهو لا يرضى إلا بالطيب.
فلماذا ترك الظالم يظلم والقاتل يقتل والسارق يسرق؟
لأن الله أرادنا أحرارا . والحرية اقتضت الخطأ ولا معنى للحرية دون أن يكون لنا حق التجربة والخطأ والصواب . والاختيار الحر بين المعصية والطاعة.
وكان في قدرة الله أن يجعلنا جميعًا أخيارا وذلك بأن يقهرنا على الطاعة قهرا وكان ذلك يقتضي أن يسلبنا حرية الاختيار.
وفي دستور الله وسنته أن الحرية مع الألم أكرم للإنسان من العبودية مع السعادة . ولهذا تركنا نخطيء ونتألم ونتعلم وهذه هي الحكمة في سماحه بالشر.
ومع ذلك فإن النظر المنصف المحايد سوف يكشف لنا أن الخير في الوجود هو القاعدة وأن الشر هو الاستثناء .
فالصحة هي القاعدة والمرض استثناء ونحن نقضي معظم سنوات عمرنا في صحة ولا يزورنا المرض إلا أياما قليلة . وبالمثل الزلازل هي في مجملها بضع دقائق في عمر الكرة الأرضية الذي يحصى بملايين السنين وكذلك البراكين وكذلك الحروب هي تشنجات قصيرة في حياة الأمم بين فترات سلام طويلة ممتدة.
ثم أننا نرى لكل شيء وجه خير فالمرض يخلف وقاية والألم يربي الصلابة والجلد والتحمل والزلازل تنفس عن الضغط المكبوت في داخل الكرة الأرضية وتحمي القشرة الأرضية من الانفجار وتعيد الجبال إلى أماكنها كأحزمة وثقالات تثبت القشرة الأرضية في مكانها، والبراكين تنفث المعادن والثروات الخبيثة الباطنة وتكسو الأرض بتربة بركانية خصبة . والحروب تدمج الأمم وتلقح بينها وتجمعها في كتل وأحلاف ثم في عصبة أمم ثم في مجلس أمن هو بمثابة محكمة عالمية للتشاكي والتصالح . وأعظم الاختراعات خرجت أثناء الحروب . البنسلين الذرة الصواريخ الطائرات النفاثة كلها خرجت من أتون الحروب.
ومن سم الثعبان يخرج الترياق.
ومن الميكروب نصنع اللقاح.
ولولا أن أجدادنا ماتوا لما كنا الآن في مناصبنا، والشر في الكون كالظل في الصورة إذا اقتربت منه خيل إليك أنه عيب ونقص في الصورة . ولكن إذا ابتعدت ونظرت إلى الصورة ككل نظرة شاملة اكتشفت أنه ضروري ولا غنى عنه وأنه يؤدي وظيفة جمالية في البناء العام للصورة.
وهل كان يمكننا أن نعرف الصحة لولا المرض . إن الصحة تظل تاجا على رؤوسنا لا نراه ولا نعرفه إلا حينما نمرض.
وبالمثل ما كان ممكنا أن نعرف الجمال لولا القبح ولا الوضع الطبيعي لولا االشاذ.
ولهذا يقول الفيلسوف أبو حامد الغزالي: إن نقص الكون هو عين كماله مثل اعوجاج القوس هو عين صلاحيته ولو أنه استقام لما رمى.
وظيفة أخرى للمشقات والآلام . أنها هي التي تفرز الناس وتكشف معادنهم.
لولا المشقة ساد الناس كلهم .. الجود يفقر والإقدام قتال
إنها الامتحان الذي نعرف به أنفسنا . والابتلاء الذي تتحدد به مراتبنا عند الله.
ثم إن الدنيا كلها ليست سوى فصل واحد من رواية سوف تتعدد فصولها فالموت ليس نهاية القص ولكن بدايتها.
ولا يجوز أن نحكم على مسرحية من فصل واحد ولا أن نرفض كتابا لأن الصفحة الأولى لم تعجبنا.
الحكم هنا ناقص.
ولا يمكن استطلاع الحكمة كلها إلا في آخر المطاف . ثم ما هو البديل الذي يتصوره السائل الذي يسخر منا؟!
هل يريد أن يعيش حياة بلا موت بلا مرض بلا شيخوخة بلا نقص بلا عجز بلا قيود بلا أحزان بلا آلام.
هل يطلب كمالا مطلقا؟!
ولكن الكمال المطلق لله.
والكامل واحد لا يتعدد . ولماذا يتعدد . وماذا ينقصه ليجده في واحد آخر غيره؟!
معنى هذا أن صاحبنا لن يرضيه إلا أن يكون هو الله ذاته وهو التطاول بعينه.
ودعونا نسخر منه بدورنا . هو وأمثاله ممن لا يعجبهم شيء.
هؤلاء الذين يريدونها جنة .
ماذا فعلوا ليستحقونها جنة؟
وماذا قدم صاحبنا للإنسانية ليجعل من نفسه الله الواحد القهار الذي يقول للشيء كن فيكون.
إن جدتي أكثر ذكاء من الأستاذ الدكتور المتخرج من فرنسا حينما تقول في بساطة:
˝خير من الله شر من نفوسنا˝.
إنها كلمات قليلة ولكنها تلخيص أمين للمشكلة كلها .
فالله أرسل الرياح وأجرى النهر ولكن ربان السفينة الجشع ملأ سفينته بالناس والبضائع بأكثر مما تحتمل فغرقت فمضى يسب الله والقدر . وما ذنب الله؟! . الله أرسل الرياح رخاء وأجرى النهر خيرا . ولكن جشع النفوس وطمعها هو الذي قلب هذا الخير شرا.
ما أصدقها من كلمات جميلة طيبة.
˝خير من الله شر من نفوسنا˝.
كتاب حوار مع صديقي الملحد
للدكتور مصطفى محمود رحمه الله. ❝