❞ فأبوها عبد المطلب ابن هاشم جد النبي صلي الله عليه وسلم وزعيم قريش وسيدها المطاع.
وامها هاله بنت وهب اخت آمنه بنت وهب والده الرسول صلي الله عليه وسلم .
وزوجها الاول الحارث بن حرب اخوسفيان بن ابي سفيان بن حرب زعيم بني أُميه وقد توفي عنها وزوجها الثاني العوام ابن خويلد اخو خديجه بنت خويلد سيده نساء العرب ف الجاهليه وأولي امهات المؤمنين ف الاسلام وابنها الزبير بن العوام حوَارِيُ رسول الله أفبعد هذا الشرف شرف تطمح اليه النفوس غير شرف الإيمان ؟!.
فقد كان لها في ميادين الجهاد مواقف مايزال يذكرها التاريخ بلِسانٍ نَديَّ بالاعجاب رَطيبٍ بالثناء
وَحسْبُنَا من هذه المواقف مشهدان اثنان :
اولهما يوم أُحُد
وثانيهما يوم الخَنْدَقِ. ❝ ⏤عبد الرحمن رأفت الباشا
❞ فأبوها عبد المطلب ابن هاشم جد النبي صلي الله عليه وسلم وزعيم قريش وسيدها المطاع.
وامها هاله بنت وهب اخت آمنه بنت وهب والده الرسول صلي الله عليه وسلم .
وزوجها الاول الحارث بن حرب اخوسفيان بن ابي سفيان بن حرب زعيم بني أُميه وقد توفي عنها وزوجها الثاني العوام ابن خويلد اخو خديجه بنت خويلد سيده نساء العرب ف الجاهليه وأولي امهات المؤمنين ف الاسلام وابنها الزبير بن العوام حوَارِيُ رسول الله أفبعد هذا الشرف شرف تطمح اليه النفوس غير شرف الإيمان ؟!.
فقد كان لها في ميادين الجهاد مواقف مايزال يذكرها التاريخ بلِسانٍ نَديَّ بالاعجاب رَطيبٍ بالثناء
وَحسْبُنَا من هذه المواقف مشهدان اثنان :
اولهما يوم أُحُد
وثانيهما يوم الخَنْدَقِ . ❝
❞ هو علم أم سحر ؟
وإذا ما تمّ اعتباره علماً ، فهو لا يزال موضع شك بين مؤيدين ومعارضين .
فريق من العلماء والباحثين المختصين بالسيكولوجية غير الطبيعية يرون أنه فرع من علم الباراسيكولوجي أو علم النفس الماورائي .
ولهذا السبب تتواجد وبكثرة المعاهد والأكاديميات التي تعمل على إجراء الأبحاث حول التخاطر.
وفريق معارض ، تارةً ينفون التخاطر ، وطوراً يعتبرونه علم مزيّف أو علم الأكاذيب .
مُبرّرين ذلك أن الإثبات العلمي له ، لم يُحضَ على اجماع العلماء .
لكن وبغض النظر عن آراء العلماء والمختصين بخصوص هذا العلم ، فإنه تحصل أحياناً على أرض الواقع حالات يعجز العقل البشري عن إيجاد التفسير المنطقي لها .
هيفاء تشعر بحادثة ووفاة زوجها قبل وقوعها بساعتين من الزمن ، ترفض وتعترض على قراره عندما يخبرها أنه مسافر في الحال من بيروت إلى دمشق ، تطلب منه بشتّى الوسائل تأجيل السفر إلى صباح اليوم التالي ، لكنه يصرّ ويُنهي النقاش . وبعد إنهاء المكالمة تشعر بالكآبة والحزن وتكاد تبدأ بالبكاء!
وفيما بعد تغدو هيفاء دكتورة محاضرة تحاضر في كلية الهندسة المعلوماتية قسم الذكاء الاصطناعي ،
تجرّب التخاطر في عدة محاولات وتنجح ، وهذا هو الذي يُسّمى بالتخاطر بين الاحياء ، فضلاً عن التخاطر بين الأموات والأحياء !
تحصل احداث خارقة وخيالية ، علماً أن التخاطر له أساس في الدين ، وغير منفي علمياً .
تعيش هيفاء هذه الحقيقة، ولا تستطيع أن تبوح لأحد، ابنها، شقيقتها أو حسّان أو حتى زملائها الأساتذة المقتنعون بالتخاطر، ولكنهم مقتنعون بها فقط نظرياً، فعندما أشرح لهم النتائج العملية فمن الممكن أن يفقدوا صوابهم، لذلك لن أشرح لهم ولن ألحق الأذى والضرر بهم.
تتعمق الدكتورة أكثر في ظاهرة التخاطر وتحاول التأثير على ابنها كي تحببه بفرع هندسة المعلوماتية وتبعده عن اختيار الطب.
يبدو أنها تنفذ الخطوات بدقة متناهية للمرة الثانية على التوالي، فالنتائج على أرض الواقع تؤكد ذلك. ❝ ⏤سعدو برو
❞ هو علم أم سحر ؟
وإذا ما تمّ اعتباره علماً ، فهو لا يزال موضع شك بين مؤيدين ومعارضين .
فريق من العلماء والباحثين المختصين بالسيكولوجية غير الطبيعية يرون أنه فرع من علم الباراسيكولوجي أو علم النفس الماورائي .
ولهذا السبب تتواجد وبكثرة المعاهد والأكاديميات التي تعمل على إجراء الأبحاث حول التخاطر.
وفريق معارض ، تارةً ينفون التخاطر ، وطوراً يعتبرونه علم مزيّف أو علم الأكاذيب .
مُبرّرين ذلك أن الإثبات العلمي له ، لم يُحضَ على اجماع العلماء .
لكن وبغض النظر عن آراء العلماء والمختصين بخصوص هذا العلم ، فإنه تحصل أحياناً على أرض الواقع حالات يعجز العقل البشري عن إيجاد التفسير المنطقي لها .
هيفاء تشعر بحادثة ووفاة زوجها قبل وقوعها بساعتين من الزمن ، ترفض وتعترض على قراره عندما يخبرها أنه مسافر في الحال من بيروت إلى دمشق ، تطلب منه بشتّى الوسائل تأجيل السفر إلى صباح اليوم التالي ، لكنه يصرّ ويُنهي النقاش . وبعد إنهاء المكالمة تشعر بالكآبة والحزن وتكاد تبدأ بالبكاء!
وفيما بعد تغدو هيفاء دكتورة محاضرة تحاضر في كلية الهندسة المعلوماتية قسم الذكاء الاصطناعي ،
تجرّب التخاطر في عدة محاولات وتنجح ، وهذا هو الذي يُسّمى بالتخاطر بين الاحياء ، فضلاً عن التخاطر بين الأموات والأحياء !
تحصل احداث خارقة وخيالية ، علماً أن التخاطر له أساس في الدين ، وغير منفي علمياً .
تعيش هيفاء هذه الحقيقة، ولا تستطيع أن تبوح لأحد، ابنها، شقيقتها أو حسّان أو حتى زملائها الأساتذة المقتنعون بالتخاطر، ولكنهم مقتنعون بها فقط نظرياً، فعندما أشرح لهم النتائج العملية فمن الممكن أن يفقدوا صوابهم، لذلك لن أشرح لهم ولن ألحق الأذى والضرر بهم.
تتعمق الدكتورة أكثر في ظاهرة التخاطر وتحاول التأثير على ابنها كي تحببه بفرع هندسة المعلوماتية وتبعده عن اختيار الطب.
يبدو أنها تنفذ الخطوات بدقة متناهية للمرة الثانية على التوالي، فالنتائج على أرض الواقع تؤكد ذلك . ❝
كان Peppen جزءًا كبيرًا في The night porter. يدور الفيلم حول موظف استقبال فندق ، ماكس (ديرك بوجارد) في برلين ، يزوره قائد أوبرا (يبدو أن كافاني أخرج الأوبرا بنفسه) وزوجته لوسيا (شارلوت رامبلينج). المزاج سرعان ما يصبح غير مريح على أقل تقدير. كانت ماكس مسؤولة عن معسكر نازي حيث كانت في السابق سجينة. ترى ذكريات لماكس عندما يصور جميع السجناء العراة بابتسامة وسرعان ما يتضح أن ˝التجارب˝ التي أجراها ماكس كانت أكثر تنفيسًا للساديين نظرة الإنسان من بعض الدوافع العلمية الغامضة.
ستتم محاكمة ماكس قريبًا حيث من المتوقع أن تتم تبرئته عند فقدان شهود ، وللتحضير لها ، لديه مجموعة دعم من النازيين القدامى الذين يحاولون الاختباء من العدالة. هنا يتم الالتواء قليلاً ، يحاولون الحصول على محاكمة اختبارية حيث يلعب أحدهم ˝محامي الشياطين˝ - أي جانب الادعاء. في الوقت نفسه ، يحاولون جاهدين العثور على أي شهود لـ ˝أرشفة˝ الأسماء المشفرة لقتلهم. لسوء الحظ ، النازيون ليسوا يتمتعون بمصداقية كبيرة ، انظر على سبيل المثال إلى هذا الرجل الذي يحاول إخفاء أنه نازي لكنه لا يزال قادرًا على أن يبدو نازيًا أكثر من شرير إنديانا جونز. بعض النصائح الجيدة لإخفاء أنك نازي هي :
تجنب قول ˝هيل هتلر˝ بصوت عالٍ
لا تحتوي على رغوة أحادية (تغير العين الأحادية بشكل غير مفهوم أثناء الفيلم)
تجنب المعاطف الجلدية السوداء
تخطي قبعة فيدورا الجستابو ..‼
كان Peppen جزءًا كبيرًا في The night porter. يدور الفيلم حول موظف استقبال فندق ، ماكس (ديرك بوجارد) في برلين ، يزوره قائد أوبرا (يبدو أن كافاني أخرج الأوبرا بنفسه) وزوجته لوسيا (شارلوت رامبلينج). المزاج سرعان ما يصبح غير مريح على أقل تقدير. كانت ماكس مسؤولة عن معسكر نازي حيث كانت في السابق سجينة. ترى ذكريات لماكس عندما يصور جميع السجناء العراة بابتسامة وسرعان ما يتضح أن ˝التجارب˝ التي أجراها ماكس كانت أكثر تنفيسًا للساديين نظرة الإنسان من بعض الدوافع العلمية الغامضة.
ستتم محاكمة ماكس قريبًا حيث من المتوقع أن تتم تبرئته عند فقدان شهود ، وللتحضير لها ، لديه مجموعة دعم من النازيين القدامى الذين يحاولون الاختباء من العدالة. هنا يتم الالتواء قليلاً ، يحاولون الحصول على محاكمة اختبارية حيث يلعب أحدهم ˝محامي الشياطين˝ أي جانب الادعاء. في الوقت نفسه ، يحاولون جاهدين العثور على أي شهود لـ ˝أرشفة˝ الأسماء المشفرة لقتلهم. لسوء الحظ ، النازيون ليسوا يتمتعون بمصداقية كبيرة ، انظر على سبيل المثال إلى هذا الرجل الذي يحاول إخفاء أنه نازي لكنه لا يزال قادرًا على أن يبدو نازيًا أكثر من شرير إنديانا جونز. بعض النصائح الجيدة لإخفاء أنك نازي هي :
تجنب قول ˝هيل هتلر˝ بصوت عالٍ
لا تحتوي على رغوة أحادية (تغير العين الأحادية بشكل غير مفهوم أثناء الفيلم)
تجنب المعاطف الجلدية السوداء
تخطي قبعة فيدورا الجستابو ..‼
❞ “الجدران هنا تتنفس، ونقوشها تروي حكايات الزمن الجميل، وضوؤه يشع من ثقوب مشربياتها زمن كان لايزال فيه البشر بشر .. وكانت ˝إنسانية˝ فيه معني على الرغم من اصطكاك السيوف، وصهيل الخيول، وسفك الدماء .. على الأقل كان عدونا معروفاً، كاشفاً وجهه، لم تكن ملامحه تشبهنا، ولا يتكلم لغتنا، ولا يتشارك معنا اسم الجد الأكبر .. حتى مطامعه على حقارتها كانت أسمى من تلك المطامع التى يُراق لها الدم اليوم”. ❝ ⏤Mahmoud Hussin
❞ “الجدران هنا تتنفس، ونقوشها تروي حكايات الزمن الجميل، وضوؤه يشع من ثقوب مشربياتها زمن كان لايزال فيه البشر بشر .. وكانت ˝إنسانية˝ فيه معني على الرغم من اصطكاك السيوف، وصهيل الخيول، وسفك الدماء .. على الأقل كان عدونا معروفاً، كاشفاً وجهه، لم تكن ملامحه تشبهنا، ولا يتكلم لغتنا، ولا يتشارك معنا اسم الجد الأكبر .. حتى مطامعه على حقارتها كانت أسمى من تلك المطامع التى يُراق لها الدم اليوم” . ❝
❞ الطريق من القاهرة إلى مرسى مطروح بالسيارة طريق طويل ممل تتشابه فيه المناظر على مدى ساعات .. آفاق ممتدة من الرمال و شريط أزرق من البحر يبدو و يختفي .. و اهتزازات صاعدة هابطة تهبط منها الأحشاء ، و يُصاب الرأس بالدوار ..
و لولا ذلك الرفيق الثِرثار ربما كان السائق قد أغفَى على مقعد القيادة نائماً من فرط الرتابة .
و في مثل هذه المسافات الطويلة تحلو الثرثرة ..
و صاحبنا الثرثار رجل قلِق متوتر لا يعجبه شيء و لا يرى من الإنسان إلا عيوبه ، و لا يرى في الدنيا إلا جوانبها السالبة و لا يرى في الكون شيئاً جديراً بالحمد ..
فالكون مشروع فاشل ، و الحياة صفقة خاسرة نهايتها الموت .. و العَطَب و الفساد يكتنف كل شيء ..
فالورد يذبُل .. و الشمس تأفُل .. و الجسد يشيخ .. و الأرض تتبدل .. و لا شيء يبقى على حاله .. و الإنسان يشرب دموعه مع كل ضحكة .. فأين الحكمة .. و أين الإبداع .. و أين الجمال .. و علام ذلك التسبيح شكراً و حمداً .. و علام تعفير الجباه سجوداً و ركوعاً .. و كيف نشكر الخالق على الميكروب و السرطان و الزلزال و الموت غرقاً و حرقاً ..
أما صاحبنا الآخر فهو على النقيض ، رجل مطمئن تكسوه دائماً ملامح الرضا و الحمد و القناعة ..
و في رأيه أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان .. و أن الله خلق الكون و الإنسان على أحسن صورة ..
و أن الموت و الشيخوخة و المرض .. هي ظِلال لابد منها لكمال الصورة .. فما كانت الصحة لِتُعرَف لولا المرض .. بل إن المرض يعطي للإنسان فيما يُعطي .. المناعة و الحصانة .. كما أنه يعلمه الصبر و الجَلَد .. ثم هو الذي يخلق المناسبة للرحمة و التعاطف و البذل بين الناس .. و حُكمِهِ حُكم لَسعَة البرد و الحر التي تنبه الجسد و تستفزه ليحتشد .. و لو أخلد الإنسان إلى إعتدال دائم لاسترخت خلايا جسده و هلكت من الخمول و الترف ..
و شُكراً للميكروب فهو يخلق للعقل وظيفة عاجلة ليفكر و يبتكر و يحتال على الإنقاذ .. و هل البنسلين و الكلورميسين و الأريومسين و كافة عائلة المضادات الحيوية إلا مخلفات ميكروبات .. !
و هل يحصل النبات على سماده الطبيعي إلا بميكروبات في درنات الجذور تثبت النيتروجين و تسلمه لنبات سماداً جاهزاً .. !
** إن للشر دائماً وجهاً آخر خَفيّاً .. هو عين الخير .
و لولا الزلازل و البراكين التي تُنَفِس عن الضغط الزائد في باطن الأرض لانفجرت الأرض بِمَن عليها من ملاين السنين .
و كما يقول الفيلسوف الحكيم أبو حامد الغزالي : كلما ازداد القوس إعوجاجاً أعطى السهم تَوتُراً و اندِفاعاً أكثر ليصيب هدفه ، و ذلك هو الكمال الذي يَخفَى في باطن النقص .
و لهذا قال الغزالي : إنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ، و أن الدنيا بما فيها من نقص هي أكمل مثال لدنيا زائلة .
● قال الرجل الثِرثار :
كل هذا كلام في كلام .. و أُحِب أن أرى الآن لو كُسِرَت ذراعُك أو كُفَ بَصرُك .. ماذا تقول .. ؟
● قال الرجل الهادئ :
أقول الحمد لله لطفت يا رب في قضائك و أبقيت لي ذراعاً سليمة .. و أخذت بصري و أبقيت سمعي .. فشكراً على ما أبقيت .. و لك الحكمة فيما أخذت .
● قال الثرثار :
هذا دجل صريح .. و أراهن أنك أكبر دجال فيما تقول .. و أُراهن أن الموقف سوف يختلف كثيراً إذا أصابك شيء من هذا .. و أنك سوف تَسُب الدين و المِلّة .
● قال الرجل المطمئن :
حاشا لله أن أفعل شيئاً من ذلك .. و أنا أُحسِن الظن بالله .. و أرى جماله في كل شيء .. و أرى رحمته تسبق عدله .. و لُطفِه يسبق رحمته في كل قضاء .. و لا أراه ظالِماً أبداً .. تعالى ربي عن الظُلم عُلُواً كبيراً .
و لم يُجِب الرجل الثِرثار .. فقد وقعت العربة في مطب فجأة و انحرفت عجلة القيادة .. و ظهرت عربة قادمة بسرعة من الإتجاه الآخر .. و فقد السائق السيطرة على توجيه عربته تماماً ..
و رآها تخرج من يده إلى خارج الطريق المرصوف ثم تميل ميلاً شديداً لتنقلب و تبدأ في الدوران حول نفسها عدة مرات لتستقر على بعد مائة متر في الرمال .
و خرج الرجل الثرثار شاحِباً يرتجف و هو يتحسس نفسه و يدهش كيف لم يُصَب بِخدش .. أما الرجل المطمئن فكان فاقد الوعي يتنفس بصعوبة و يخرج من فمه شخير .
و انطلق الرجل في فزع إلى أقرب نقطة مرور و اتصل تليفونياً بأقرب وحدة صحية ، و كانت وحدة العلمين على بُعد عشرة كيلو مترات .
و جاءت عربة الإسعاف .. و قال طبيب الوحدة بعد الفحص الأوَلي إن هناك تمزُقاً بالكلية اليُمنى و نزيفاً ، و إن الحل الوحيد هو نقل المصاب فوراً إلى الإسكندرية و إجراء جراحة إستئصال عاجلة للكلية ..
و في الغُرفة رقم "7" بعنبر الجراحة بمستشفى الجامعة .. كان المُصاب مسجى على فراشه بعد أن خرج من غرفة العمليات .. و كان لا يزال في غفوة البنج .
و إلى جواره جلس صديقه الثرثار في انتظار اللحظة التي يفتح فيها عينيه ، و كان أول ما قال الرجل حينما فتح عينيه :
● الحمد لله .
و كان الرجل الثرثار يجلس مبهوتاً ، و كان لا يزال يرتجف من هول ما رأى و ما سَمِع و هو يتأرجح على عتبة الموت .. و كان لا يزال يتحسس جسده السليم و لا يُصدِق كيف خرج سليماً ، و كان الطبيب يتحدث بالتليفون إلى قسم الباثولوجي .
و وضع الطبيب التليفون و ظهرت على وجهه دهشة لا حد لها ..
قال الطبيب و قد اتسعت حدقتاه :
● هذا أمر عجيب .. أمرٌ لا يُصَدَق .!
● قال الرجل الثرثار .. كيف .. ماذا تعني .. ماذا حدث ؟
● قال الطبيب و هو يبتلع لعابه من الإنفعال :
الكلية التي أستُئصِلَت ..
● قال الرجل الثرثار في فضول :
ما خطبها .. ؟
● قال الطبيب :
يقول تقرير الباثولوجي .. إنه كان بها سرطان وليد في أول مراحله .
و خيَّم الصمت على الثلاثة برهة و كأن على رؤسهم الطير ..
● ثم استأنف الطبيب الكلام :
لولا هذا الحادث الذي إستأصلنا بسببه الكلية لكان المصاب سيهلك بالسرطان حتماً .. هذا عجيب .. هذا حادث إنقاذ .. هذا حادث مُلاطَفة .. و ليس نكبة .
إن ما حدث كان خيراً لا حد له ..
● و ابتسم الرجل المطمئن إبتسامة واهنة في فراشه و قال : الحمد لله .
إن الله يعاملني بنياتي ، فقد كنت دائماً أُحسِن الظن به .
و التفت إلى صاحبه الثرثار قائلا :
أرأيت يا صديقي .. فذلك هو الخير الباطن في الشر ..
و سكت الطبيب ساهِماً .
و بُهِتَ الذي كَفَر .. فلم يجد ما يقول ..
*****
قصة / ملاطفة
من كتـــاب / نقـطــة الغـليــان
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ الطريق من القاهرة إلى مرسى مطروح بالسيارة طريق طويل ممل تتشابه فيه المناظر على مدى ساعات .. آفاق ممتدة من الرمال و شريط أزرق من البحر يبدو و يختفي .. و اهتزازات صاعدة هابطة تهبط منها الأحشاء ، و يُصاب الرأس بالدوار ..
و لولا ذلك الرفيق الثِرثار ربما كان السائق قد أغفَى على مقعد القيادة نائماً من فرط الرتابة .
و في مثل هذه المسافات الطويلة تحلو الثرثرة ..
و صاحبنا الثرثار رجل قلِق متوتر لا يعجبه شيء و لا يرى من الإنسان إلا عيوبه ، و لا يرى في الدنيا إلا جوانبها السالبة و لا يرى في الكون شيئاً جديراً بالحمد ..
فالكون مشروع فاشل ، و الحياة صفقة خاسرة نهايتها الموت .. و العَطَب و الفساد يكتنف كل شيء ..
فالورد يذبُل .. و الشمس تأفُل .. و الجسد يشيخ .. و الأرض تتبدل .. و لا شيء يبقى على حاله .. و الإنسان يشرب دموعه مع كل ضحكة .. فأين الحكمة .. و أين الإبداع .. و أين الجمال .. و علام ذلك التسبيح شكراً و حمداً .. و علام تعفير الجباه سجوداً و ركوعاً .. و كيف نشكر الخالق على الميكروب و السرطان و الزلزال و الموت غرقاً و حرقاً ..
أما صاحبنا الآخر فهو على النقيض ، رجل مطمئن تكسوه دائماً ملامح الرضا و الحمد و القناعة ..
و في رأيه أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان .. و أن الله خلق الكون و الإنسان على أحسن صورة ..
و أن الموت و الشيخوخة و المرض .. هي ظِلال لابد منها لكمال الصورة .. فما كانت الصحة لِتُعرَف لولا المرض .. بل إن المرض يعطي للإنسان فيما يُعطي .. المناعة و الحصانة .. كما أنه يعلمه الصبر و الجَلَد .. ثم هو الذي يخلق المناسبة للرحمة و التعاطف و البذل بين الناس .. و حُكمِهِ حُكم لَسعَة البرد و الحر التي تنبه الجسد و تستفزه ليحتشد .. و لو أخلد الإنسان إلى إعتدال دائم لاسترخت خلايا جسده و هلكت من الخمول و الترف ..
و شُكراً للميكروب فهو يخلق للعقل وظيفة عاجلة ليفكر و يبتكر و يحتال على الإنقاذ .. و هل البنسلين و الكلورميسين و الأريومسين و كافة عائلة المضادات الحيوية إلا مخلفات ميكروبات .. !
و هل يحصل النبات على سماده الطبيعي إلا بميكروبات في درنات الجذور تثبت النيتروجين و تسلمه لنبات سماداً جاهزاً .. !
إن للشر دائماً وجهاً آخر خَفيّاً .. هو عين الخير .
و لولا الزلازل و البراكين التي تُنَفِس عن الضغط الزائد في باطن الأرض لانفجرت الأرض بِمَن عليها من ملاين السنين .
و كما يقول الفيلسوف الحكيم أبو حامد الغزالي : كلما ازداد القوس إعوجاجاً أعطى السهم تَوتُراً و اندِفاعاً أكثر ليصيب هدفه ، و ذلك هو الكمال الذي يَخفَى في باطن النقص .
و لهذا قال الغزالي : إنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ، و أن الدنيا بما فيها من نقص هي أكمل مثال لدنيا زائلة .
● قال الرجل الثِرثار :
كل هذا كلام في كلام .. و أُحِب أن أرى الآن لو كُسِرَت ذراعُك أو كُفَ بَصرُك .. ماذا تقول .. ؟
● قال الرجل الهادئ :
أقول الحمد لله لطفت يا رب في قضائك و أبقيت لي ذراعاً سليمة .. و أخذت بصري و أبقيت سمعي .. فشكراً على ما أبقيت .. و لك الحكمة فيما أخذت .
● قال الثرثار :
هذا دجل صريح .. و أراهن أنك أكبر دجال فيما تقول .. و أُراهن أن الموقف سوف يختلف كثيراً إذا أصابك شيء من هذا .. و أنك سوف تَسُب الدين و المِلّة .
● قال الرجل المطمئن :
حاشا لله أن أفعل شيئاً من ذلك .. و أنا أُحسِن الظن بالله .. و أرى جماله في كل شيء .. و أرى رحمته تسبق عدله .. و لُطفِه يسبق رحمته في كل قضاء .. و لا أراه ظالِماً أبداً .. تعالى ربي عن الظُلم عُلُواً كبيراً .
و لم يُجِب الرجل الثِرثار .. فقد وقعت العربة في مطب فجأة و انحرفت عجلة القيادة .. و ظهرت عربة قادمة بسرعة من الإتجاه الآخر .. و فقد السائق السيطرة على توجيه عربته تماماً ..
و رآها تخرج من يده إلى خارج الطريق المرصوف ثم تميل ميلاً شديداً لتنقلب و تبدأ في الدوران حول نفسها عدة مرات لتستقر على بعد مائة متر في الرمال .
و خرج الرجل الثرثار شاحِباً يرتجف و هو يتحسس نفسه و يدهش كيف لم يُصَب بِخدش .. أما الرجل المطمئن فكان فاقد الوعي يتنفس بصعوبة و يخرج من فمه شخير .
و انطلق الرجل في فزع إلى أقرب نقطة مرور و اتصل تليفونياً بأقرب وحدة صحية ، و كانت وحدة العلمين على بُعد عشرة كيلو مترات .
و جاءت عربة الإسعاف .. و قال طبيب الوحدة بعد الفحص الأوَلي إن هناك تمزُقاً بالكلية اليُمنى و نزيفاً ، و إن الحل الوحيد هو نقل المصاب فوراً إلى الإسكندرية و إجراء جراحة إستئصال عاجلة للكلية ..
و في الغُرفة رقم "7" بعنبر الجراحة بمستشفى الجامعة .. كان المُصاب مسجى على فراشه بعد أن خرج من غرفة العمليات .. و كان لا يزال في غفوة البنج .
و إلى جواره جلس صديقه الثرثار في انتظار اللحظة التي يفتح فيها عينيه ، و كان أول ما قال الرجل حينما فتح عينيه :
● الحمد لله .
و كان الرجل الثرثار يجلس مبهوتاً ، و كان لا يزال يرتجف من هول ما رأى و ما سَمِع و هو يتأرجح على عتبة الموت .. و كان لا يزال يتحسس جسده السليم و لا يُصدِق كيف خرج سليماً ، و كان الطبيب يتحدث بالتليفون إلى قسم الباثولوجي .
و وضع الطبيب التليفون و ظهرت على وجهه دهشة لا حد لها ..
قال الطبيب و قد اتسعت حدقتاه :
● هذا أمر عجيب .. أمرٌ لا يُصَدَق .!
● قال الرجل الثرثار .. كيف .. ماذا تعني .. ماذا حدث ؟
● قال الطبيب و هو يبتلع لعابه من الإنفعال :
الكلية التي أستُئصِلَت ..
● قال الرجل الثرثار في فضول :
ما خطبها .. ؟
● قال الطبيب :
يقول تقرير الباثولوجي .. إنه كان بها سرطان وليد في أول مراحله .
و خيَّم الصمت على الثلاثة برهة و كأن على رؤسهم الطير ..
● ثم استأنف الطبيب الكلام :
لولا هذا الحادث الذي إستأصلنا بسببه الكلية لكان المصاب سيهلك بالسرطان حتماً .. هذا عجيب .. هذا حادث إنقاذ .. هذا حادث مُلاطَفة .. و ليس نكبة .
إن ما حدث كان خيراً لا حد له ..
● و ابتسم الرجل المطمئن إبتسامة واهنة في فراشه و قال : الحمد لله .
إن الله يعاملني بنياتي ، فقد كنت دائماً أُحسِن الظن به .
و التفت إلى صاحبه الثرثار قائلا :
أرأيت يا صديقي .. فذلك هو الخير الباطن في الشر ..
و سكت الطبيب ساهِماً .
و بُهِتَ الذي كَفَر .. فلم يجد ما يقول ..
قصة / ملاطفة
من كتـــاب / نقـطــة الغـليــان
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝