█ _ مصطفى خليفة 0 حصريا كتاب ❞ القوقعة يوميات متلصص ❝ 2024 متلصص: إنّه زمن “القوقعة” حيث يختلط كل شيء لا حدود فاصلة بين الماضي والحاضر السوريالي والواقعي هي ليست مجرّد رواية يقصّها علينا أحدهم نص يختزن الرعب الخوف الظلم الإحتضار تدور الأحداث ثمانينيّات القرن أثناء احتدام الصراع المسلّح النظام السوري والأخوان المسلمين يعود “مصطفى خليفة” إلى بلاده من فرنسا بعد حصوله إجازة الإخراج السينمائي “بلادي (سوريا) بحاجة إليّ أكثر أي دولة أُخْرَى” وهكذا كان يترك خلفه شيء: صديقته مقاهي باريس حقوق الإنسان البيرة وأشياء أُخْرَى يصل المطار يوقفه الأمن يأخذوه التحقيق بتهمة الانتماء تنظيم “الإخوان المسلمين” علماً انه مسيحي حسب الهويّة وملحد المعتقد وهناك يختفي لمدّة 13 سنة ثلاثة أشهر وثلاثة عشرة يوماً سجون كتب الأدب مجاناً PDF اونلاين هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع النثر المنظوم الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر
❞ الفائض الرئيسي في السجن هو الوقت ،
هذا الفائض يتيح للسجين أن يغوص في شيئين ..
الماضي .. و المستقبل
وقد يكون السبب في ذلك هو محاولات السجين الحثيثة للهرب من الحاضر و نسيانه نسيانًا تامًا .
و الغوص في هذين الشيئين قد يحولان الإنسان إما إلى ..... إنسان حكيم هادئ ،
أو إلى شخص نرجسي عاشق لذاته ومنكفئ لا
يتعاطى مع الآخرين إلا في الحدود الدنيا ،
أو إلى ..... مجنون . ❝
❞ ﻗرأت ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﺎ أن رﺟﺎل إﺣدى اﻟﻘﺑﺎﺋل }اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ اﻟﺗﻘوا ﺑﺎﻹﻧﺳﺎن اﻷورﺑﻲ اﻷﺑﯾض ﻷول ﻣرة ﻧظروا
إﻟﻰ ﺑﻌﺿﮭم اﻟﺑﻌض ﺑدھﺷﺔ، وﺗﺳﺎءﻟوا: ھذا اﻟرﺟل، ﻟﻣﺎذا ﻗﺎم ﺑﺳﻠﺦ وﺟﮭﮫ
وﺗﺧﯾﻠت أن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺷرطﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ، ھؤﻻء اﻟذﯾن أراھم اﻣﺎﻣﻲ، ذوو وﺟوه ﻣﺳﻠوﺧﺔ، أﯾﺔ ﻗوة ﺳﻠﺧت ھذه اﻟوﺟوه ؟ ... ﻛﯾف ﺳﻠﺧت ؟... ﻟﻣﺎذا ؟... أﯾن ؟... ﻟﺳت أدري ﻟﻛن ﻣﺎ أراه أن اﻟوﺟوه اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻻ ﺗﺷﺑﮫ وﺟوه ﺑﺎﻗﻲ
اﻟﺑﺷر، وﺟوه أھﻠﻧﺎ وأﺻدﻗﺎﺋﻧﺎ !!... ﻣﺳﺣﺔ ﻏﯾر ﺑﺷرﯾﺔ ... ھﻲ ﻏﯾر ﻣرﺋﯾﺔ، ﺻﺣﯾﺢ، وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻗطﻌﺎً ﻣوﺟودة . ❝
❞ الغبار .. الغبار يغطي كل شيء في المدينة , الطرقات , الشوارع , الجدران , كلها مغطاة بطبقة رقيقة من الغبار الأصفر الناعم , أوراق الاشجار الخضراء .. التي كنت أعرفها سابقاً زاهية لامعة بخضرتها .. مغطاة بهذه الطبقة الرقيقة من الغبار .
حتى وجوه الناس السائرين في الشوارع و المتسكعين في الساحات و على الارصفة .. مغطاة بهذه الطبقة الغبارية الصفراء .
يغسلون وجوههم , يجففونها , لكن الغبار لا يزول , يبدو ملتصقاً بالوجوه أو أنه من تكوينها . ❝
❞ أنا أؤمن بقول يقول إن الإنسان لا يموت دفعة واحدة ،
كلما مات له قريب أو صديق أو واحد من معارفه
فإن الجزء الذي كان يحتله هذا الصديق أو القريب ...
يموت في نفس هذا الإنسان !..
ومع الأيام وتتابع سلسلة الموت ...
تكثر الأجزاء التي تموت داخلنا ...
تكبر المساحة التي يحتلها الموت ...
و أنا يا لينا ... أحمل مقبرة كبيرة داخلي ، تفتح هذه القبور أبوابها ليلاً ...
ينظر إليّ نزلاؤها .. يحادثونني ويعاتبونني . ❝
❞ يا لينا أنا أؤمن بقول يقول أنّ الإنسان لا يموت دفعة واحدة، كلما مات له قريب أو صديق أو واحد من معارفه، فإنّ الجزء الذي كان يحتله هذا الصديق أو القريب يموت في نفس هذا الإنسان. ومع الأيام وتتابع سلسة الموت. تكثر الأجزاء التي تموت داخلنا. تكبر المساحة التي يحتلّها الموت . ❝
❞ رأسنا منخفض قليلاً، أكتافنا متهدلة. وقفة فيها خشوع، وقفة تصاغر وذل، كيف اتفق جميع السجناء على هذه الوضعية وكأننا تدربنا عليها سابقاً ؟! لست أدري.
كأن كل واحد منا يحاول الاختباء داخل ذاته . ❝
❞ في حضور الناس أحسّ بالوحشة والغربة، أشعر أنّ هناك عبئًا ثقيلا ملقى على كاهلي. ولا يزول هذا الإحساس إلا عندما أعود إلى غرفتي، أستلقي على سريري وأحدّق بالسقف. أبقى ساعات.. ساعات طويلة على هذه الشاكلة.. ودون أن أفكّر بشيئ” . ❝
❞ في حضور الناس أحسّ بالوحشة والغربة، أشعر أنّ هناك عبئًا ثقيلا ملقى على كاهلي. ولا يزول هذا الإحساس إلا عندما أعود إلى غرفتي، أستلقي على سريري وأحدّق بالسقف. أبقى ساعات... ساعات طويلة على هذه الشاكلة... ودون أن أفكّر بشيء . ❝
❞ لكل إنسان لغة تواصلٍ خاصة به , يستخدمُها بإقامة العلاقات المتفاوتة بالبعد و القرب عن الناس ..
هذهِ اللغة , لغتي الخاصة بالتواصل مع الناس , مفقودة / ميّتة !
و الأكثر من ذلك أنّهُ ليس لديّ الرغبةُ بالمطلق في إيجاد لغة تواصلٍ جديدة , أو إحياء القديمة . ❝
❞ أتجوّل هائمًا على وجهي في الشوارع و الطرقات و الحدائق حولي الكثير من الناس , لكني لا ألحظُ الوجُوه ! أحسُّ الناس كتلة هلامية , أو كتلة أثيرية , جزء من الهواء المُحيط بي , لا أُلاحِظُ شيئًا أو وجهًا ! فالإنسانُ عادةً لا يَرَى الهواءَ المُحيط به ! . ❝