█ _ معن محمود عثمان ضمرة 2005 حصريا بحث أكاديمي ❞ الحوار القرآن الكريم (ماجستير) ❝ عن جامعة النجاح الوطنية 2025 (ماجستير): يأتي هذه الموضوع إطار ما يمكن تسميته إعادة استدعاء الكريم؛ ذلك لأن الذي صنع الأمة حتى تسمّت به وعُرِفَتْ بين الناس بأنها أمّة قد تقلّصت مساحات حضوره حياتها بشكلٍ كبيرٍ ولمعترض أن يقول: كيف وهو يتلى آناء الليل وأطراف النهار؟! فأقول: إنّ هذا الأمر لا يغيّر من الحقيقة شيئًا فالقضية ليست طلبًا لمزيد التلاوة؛ بل هي دعوة لما فوق وأعني التدبّر والفهم والعمل فمن الملاحظات الجليّة أنّ الاستنباط لم يعد بالشّكل كان عليه قبل! فإذا كانت الأمّة عصورها السالفة جعلت منطلقها وغايتها ومحور اهتمامها منه تنطلق وإليه تعود تقيس وعلى ضوئه تحاكم وتزن تتعرف ثقافات الشعوب والحضارات فإنّ وضعنا الحالي تغيّر كثيرًا! وهذا الوضع يحتاج منّا إلى مراجعة شاملة السؤال الكبير: «كيف نتعامل مع الكريم؟» لم تَرِد كلمة (حوار) إلا آيات ثلاث جاءت اثنتان منها سورة الكهف معرض الحديث قصة صاحب الجنتين وحواره صاحبه يملك مالًا كثيرًا فقال تعالى عنهما الموضع الأول: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا}[الكهف: 34] وقال نفس السورة: {قَالَ صَاحِبُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ نُطْفَةٍ سَوَّاكَ رَجُلًا}[الكهف: 37] أما الآية الثالثة التي وردت فيها فهي المجادلة قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}[المجادلة: 1] إلا باعتباره وسيلة تواصلية أوسع منْ حصْره الكلمة فقد جاء التعبير عنه بمفردات أخرى قريبة أهمها (الجدل) تسعة وعشرين موضعًا منها: 1 {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}[النساء: 107] 2 {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا}[النساء: 109] 3 {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}[الأنعام: 25] 4 {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}[الأنعام: 121] 5 قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}[الأعراف: 71] ثم حصر مساحته الآيات تتضمن مادة (حوار أو جدل) حكمهما…؛ نعتبر كلّ المواد الحوارية الواردة شاهدة لهذا الموضوع؛ مثلًا لموسى: {اذْهَبَا فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}[طه: 43 44] أورد ابن كثير أقوالًا عديدة بيان المراد بالقول الليّن ثم لخّص بقوله: «والحاصل أقوالهم دعوتهما له تكون بكلامٍ رقيقٍ ليّن سهل رفيق؛ ليكون أوقع النفوس وأبلغ وأنجع كما قال {ادْعُ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: 125] فانظر جعل {فقُولَا لينًا} شبيهًا بقوله بِالْحِكْمَةِ} قدمت الأطروحة استكمالا لمتطلبات درجة الماجستير أصول الدين بكلية الدراسات العليا نابلس فلسطين ويتحدث :مفهوم ,نماذج ,حوارات إبراهيم _عليه السلام ,دروس وعبر حوار نوح_ ويتكون اربع مباحث وآدابه مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل