لقد عكف العلماء على دراسة القرآن الكريم وكثرت فيه المصنفات والمؤلفات ومنها الدراسات الإستشراقية حيث كانت مشتملة على فوائد ومخاطر في آن واحد، وخطورتها تتمثل في أنها معروضة أمام الدارسين والباحثين من المسلمين وغير المسلمين عرضاً منهجياً يغري بالتعامل معها، وهذا وضع يستلزم أن تقوم جهودٌ دراسية بحثية من قبل المتخصصين المخلصين تضع هذه الدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم في موضع العرض النقدي الذي يظهر مظآن الفائدة منها ويدفع عنها وينبه إلى الأغاليط والأخطاء التي وردت فيها ويحذر منها. من هنا، اختار المؤلف من هذه الدراسات على ما يعرف بدائرة المعارف الإسلامية، حيث يوجد فيها الكثير من الدقائق والقضايا المتعلقة بالتفسير كانت جديرة بالنظر والبحث والدراسة الدقيقة التي تقوم على منهجية واضحة تتسم بالأمانة والموضوعية، خاصة وإن هذه الموسوعة كانت من تأليف مجموعة من المستشرقين. وهذه الموسوعة تتألف من ستة عشر جزءاً مترجمة إلى اللغة العربية وهي التي اعتمد عليها هذا الكتاب، وقد تناول هذا الكتاب التفسير وما يتعلق به في هذه الدائرة من حيث الوقوف على قواعد وأصول التفسير ثم بيان الغايات والأهداف التي تتناول الآيات والتفسير في ضوئها. ويقف الكتاب على تلك المقاصد والأهداف بعد الدراسة والتحليل والنقد، ومدى موافقتها أو مخالفتها، ثم ما المنهجية المتبعة لدى هؤلاء في طرحها وتعرضهم لقضايا التفسير وموضوعاته. وقد اشتمل هذا الكتاب على ثلاثة فصول ومبحث تمهيد كالآتي: المبحث التمهيدي: المستشرقون والقرآن الكريم، الفصل الأول: التفسير ومصادره في دائرة المعارف الإسلامية، الفصل الثاني: التفسير الموضوعي في دائرة المعارف من خلال الآيات، الفصل الثالث: القصص القرآني ومنهج البحث في التفسير في الدائرة.