من بين دفتيه: " قرأت في الماضي قصة عن رجل يرى وجه إنسان لا يعرفه على الحائط وجه شغل فكره وأطار النوم من عينيه وأقض مضجعه لبعض الليالي، قرأت تلك القصة بحثا فيها عن حالتي التي تشبهها جداً، هناك وجه يلازمني منذ سنواتي الدراسية الأخيرة بالجامعة. وجه مطبوع في خلفية عقلي، يلازمني بشكل ضبابي في كل طرقي، يركض نحو الوجوه التي أراها فلا يتطابق مع إياها، ولا أذكر صاحبه أبدا مهما زاد عمري، وما يبقي أثره علي قويا هكذا ليس مرافقته لي الدائمة في يومى، بل للعبه دور البطولة في نومي ، كلما اسدلت جفوني لتفتح ستائر مسرح الأحلام ظهر لي، وسيم الملامح يظهر في أي دور مهما اختلف حلمي، نادرا ما تحدث أو ابتسم ، وحين يحدث ذلك لا أراه بوضوح، بل ألمح الابتسامة في نهايتها أو أسمعه وأنا مشغولة بتفصيلة أخرى في الحلم، أراه كل يوم منذ سنوات ولا أدرى من هو. ببداية هذا الأمر كنت مخطوبة بالفعل لجارنا، كتمت عنه الأمر في البداية ولكن مع توالي تلك الأحلام يوميا شعرت بالذنب، فأنا لا أرى خطيبي أبدا في أي من أحلامى، بل وأذكر ملامح زائري اليومي الغامض بشكل أوضح وأدق من تذكرى لملامح خطيبى نفسه، صارحته فابتسم في كياسة وأخبرني أن الأمر لا مشكلة فيه فهو رغما عني. وبعد فترة قصيرة سألني....." وعن الكتاب.. "من جاور السعيد" مجموعة قصصية شائكة، فازت في جائزة إلياس فركوح للقصة القصيرة، والتي تقيمها دار خطوط وظلال الأردنية، لتشارك في معرض القاهرة للكتاب 2022 ، وتتكون من 17 قصة مختلفة الرواة، تتنوع المواقف بها ولكن تتكاتف جميعها تحت مظلة إنسانية وأجتماعية واحدة. ونشرت منها قصة مظروف في المصري اليوم، وقصة قطرات في مجلة العربي الكويتية وتم قراءتها في البرنامج الثقافي علي إذاعة مونت كارلو الدولية.