❞❝
❞ أردفت ˝منار˝ بألم صامت، لكنه ظاهر مع كل حرف تنطق به: أنسى؟ هو الألم ده ليه نسيان؟ إلا اي هو شعور الفرحة يا مـي؟ يعني الناس بتحس بإيه لما تكون فرحانة؟ تعرفي أنا واحشني اوي احساس الفرحة، مفتقداه، هي السبب سرقت أيامي وفرحتي بقالي ٢٠ سنة عايشة في عذاب، ويوم ما قلت هتجوز واعيش مع حبيبي جات هي وخطفت فرحة عيني بكل أريحية، بس تمام أنا مش هسمح لها تسرق اللي باقي من عمري، اللي جاي كله هيترسم بخط ايدي، ايدي أنا وبس مفيش مخلوق هيكتب فيه نقطة.
= أيوا كده يا منورة عايزاكي قوية ومتخافيش من حاجة، عشان القوي بيعملوا له ألف حساب، ومش عايزة أشوف دموعك تاني، قاومي وواجهي وخاطري واعملي كل اللي يناسبك أنتي وبس، شوفي هتبقى مبسوطة ازاي واعملي الحاجة دي من غير تفكير، أنتِ تعبتي كتير وعيطتي كتير وبقالنا سنين عايشين العذاب ده سوا، بس دلوقتي هنتفرق فـ آن الأوان بقى منار تقوى، وتشد حيلها.
نظرت إلى ˝مـي˝ تردف بدموع: أنا آسفة عارفة إنك زعلانة عشان همشي بس...
قاطعتها ˝مـي˝ قائلة: مش مهم المهم إنك تكوني بخير، وطالما بعدك من هنا هيكون كويس ليكي فـ أنا هساعدك تبعدي، لما تكوني مبسوطة أنا كمان هكون مبسوطة.
ضمتها ˝منار˝ إليها قائلة: هتوحشيني أوي.
= وأنتِ كمان يا نور عيني، بس متخافيش أنا معاكِ حتى لو كنتي بعيد عمر المسافات ما تبعدنا طول ما قلوبنا مع بعض.
أدمعت عيناها وهي تحتضن صديقتها، والأخرى تبكِ، تشدد على عناقها.
#_لم_يعد_قلبي_سجينًا.
إيـمـان زكريـا ˝ياقـوت˝ . ❝
❞ ˝ماذا لو عاد نادمًا˝
وعن ماذا سيندم؟، هل احتراق روحي، أم تحطم قلبي، أم تلك النيران المشتعلة داخلي، عن ماذا سيندم؟، عن رحيله أم الآلآم الذي جعلني أعيشها، ولكن ليعلم جيدًا أنه لن يستطيع اختراق قلبي مرة أخرى، فقد بنيتُ له حصن منيعًا، والفضل له في النهاية، كان السُم وأخذت الترياق، ولن يعد إلى حياتي مرة أخرى، سيعود نادمًا؟، ليتألم أولًا ثم يتعلم وبعدها يندم ويرى ما الذي أضاعه بيده، أعطيتُك الحب ووهبتني الهجر، وتبًا لحب ستعاني به نفسي، ليذهب إلى حيث أتى، أو إلى الجحيم حتى، لا فارق بالنسبة لي، ولكن مهما تألم، مهما تأوه، مهما آلمه الكمد، يكن قليلًا عليه، تركتني وذهبت إذن لتتعذب بقدري على الأقل، ستعود نادمًا؟، عد إذن لأجعلك تندم لأنك فكرت بالعودة من الأساس، لستُ تلك الأنثى التي تخضع بدافع الحب أو لأنني اشتقتُ إليك، وكنت أنتظرك، لا لستُ هكذا أنا أعرف كيف أتحكم بنبض قلبي، أنا الذي يحركه لمن ينبض، وأنت سرقت ذلك النبض وذهبت دون أسباب، لتعيش طيلة حياتك حيران تحاول اللجوء إليّ وأنا لا أراك في الأفق، هكذا قد تهدأ نيراني قليلًا.
إيـمـان زكريـا . ❝
❞ ˝سأصلُ إليكِ مهما صعُب السبيل˝
_ أميرتي انتظرك منذ زمن هنا، لأراكِ.
= منذ متى وأنت تنتظر؟ وكيف وجدتني؟
_ منذ سواد الليل، أجلس هُنا أعزف على الكمان ألحانك المفضلة قد تستمعين إليها، فتأتي إلى الشرفة، أما عن كيف وجدتك فقد دلني قلبي ووصلتُ سالمًا.
= وإلى متى سنكون هكذا؟
_ إلى أن يحين اللقاء، وتسمح لنا الدنيا بإكمال قصتنا.
= تُرى متى ستسمح؟
_ لا أعلم عزيزتي، ولكن يبدو أنها حرب عليّ ربحها، لأصلُ إليكِ.
= وهل ستظل هكذا طوال الحرب، ساهر الليالي في الشوارع كـلاجئ؟
_ وإن كنتُ لاجئ، فأنا لاجئ للحب، ترك الدنيا خلف ظهره، وأتى ليرى دُنيته.
= وكيف أتيت كل تلك المسافة؟
_ أنا العاشق على استعداد بالسير بلاد لأجل معشوقتي، اشتقتُ كثيرًا لكِ، اشتقت لحدقتيكِ اللامعتين، وترانيم صوتك، اشتقتُ لأمسك بيدك نسير سويًا على شاطئ.
= يا ليت الدنيا لم تقف بيننا، كنا معًا يد بيد.
_ سيحدث يا ملاذي سيحدث، ولكن إلى أن يحدث سأظل أنا روميو وأنتِ جوليت، نلتقي خلف القضبان هكذا، حتى تُصبحين لي.
والجميل في القول أن من يُحب بصدق يحاول، يعافر، يقف بسلاحه أمامه الصعوبات، يعزف للحب حتى لا ينتهي حلمه بأن يكن مع أميرته، الحُب الصادق يا عزيزي يستحق أن تنشب حرب وتفوز بها، إن عشق قلبك فسلام على الدنيا بعينك، هو لا يراها إلا في عين معشوقه، وإن بُنِي حاجز بينهما، وابتعدت المسافات كالسماء والأرض، سيحلق طائرًا، يبحث بقلبه عن من جعله متيم به، وسيصل إليه حتمًا، من يحب لا يتغلغل اليأس إلى قلبه مهما طالت صعوبات الحياة، مهما انغرزت الأشواك، وطال العذاب، هو يعلم أن الراحة هنا في عين من أصبح نبض قلبه، من يحب يحارب إلى آخر نفس وقطرة دماء، ومهما كان السبيل سيصل.
إيـمـان زكريـا♡ . ❝