دليل الكتب والمؤلفين ودور النشر والفعاليات الثقافيّة ، اقتباسات و مقتطفات من الكتب ، أقوال المؤلفين ، اقتباسات ومقاطع من الكتب مصنّفة حسب التخصص ، نصوص وصور من الكتب ، وملخصات فيديو للكتب ومراجعات وتقييمات 2025
تنبيه: متصفحك لا يدعم التثبيت على الشاشة الرئيسية.
×
❞ توقفت الكلمات عن كونها وسيلة للتواصل بين الناس. اضطررنا أكثر فأكثر إلى اللجوء إلى تعابير الوجه والإيماءات؛ لغة الصمت.. ❝ ⏤ألكسندر رومانوفيتش بيليايف
❞ توقفت الكلمات عن كونها وسيلة للتواصل بين الناس. اضطررنا أكثر فأكثر إلى اللجوء إلى تعابير الوجه والإيماءات˝؛ لغة الصمت. ❝
❞ فلسطين… الأرض التي تنبض بالمقاومة
بقلم: روان ياسر
لا تزال فلسطين، رغم مرور السنين وتعاقب الأجيال، عنوانًا للكرامة وصوتًا لا ينكسر في وجه الظلم. إنها الأرض التي لا تعرف الاستسلام، والمكان الذي تتحول فيه المعاناة إلى أمل، والصمت إلى نداء مقاومة يسمعه العالم بأسره.
فلسطين ليست مجرد جغرافيا، بل تاريخ حيّ ينبض في كل حجر، وكل شارع، وكل زيتونة تقف شامخة رغم نيران الاحتلال. في القدس، تسكن الروح، وعلى أسوارها تُروى القصص. في غزة، يولد الصمود من تحت الأنقاض، وفي نابلس والخليل ورام الله، يعيش الإصرار في قلوب الناس، كما لو أن الوطن نفسه قد زرع في دمائهم.
الاحتلال لم يستطع أن يسرق هوية الفلسطينيين، ولا أن يُطفئ نور الحقيقة. فكل طفل يحمل في عينيه خارطة الوطن، وكل أم تُغني لطفلها عن \"العودة\"، وكل شهيد يُعيد للعالم تعريف الشجاعة والكرامة.
اليوم، تقف فلسطين ليست فقط كقضية سياسية، بل كرمز عالمي للنضال من أجل الحرية. من شوارع العواصم العالمية إلى وسوم التواصل الاجتماعي، بات اسمها يُردد بلسان الملايين، ويُنقش في ضمير كل من يؤمن بالعدالة.
وفي النهاية، تبقى فلسطين أكثر من قضية… إنها إيمان راسخ بأن النصر قادم، مهما طال الليل، ومهما اشتدت العواصف.
روان ياسر. ❝ ⏤إسلام فتحي الشندويلي
❞ فلسطين… الأرض التي تنبض بالمقاومة
بقلم: روان ياسر
لا تزال فلسطين، رغم مرور السنين وتعاقب الأجيال، عنوانًا للكرامة وصوتًا لا ينكسر في وجه الظلم. إنها الأرض التي لا تعرف الاستسلام، والمكان الذي تتحول فيه المعاناة إلى أمل، والصمت إلى نداء مقاومة يسمعه العالم بأسره.
فلسطين ليست مجرد جغرافيا، بل تاريخ حيّ ينبض في كل حجر، وكل شارع، وكل زيتونة تقف شامخة رغم نيران الاحتلال. في القدس، تسكن الروح، وعلى أسوارها تُروى القصص. في غزة، يولد الصمود من تحت الأنقاض، وفي نابلس والخليل ورام الله، يعيش الإصرار في قلوب الناس، كما لو أن الوطن نفسه قد زرع في دمائهم.
الاحتلال لم يستطع أن يسرق هوية الفلسطينيين، ولا أن يُطفئ نور الحقيقة. فكل طفل يحمل في عينيه خارطة الوطن، وكل أم تُغني لطفلها عن ˝العودة˝، وكل شهيد يُعيد للعالم تعريف الشجاعة والكرامة.
اليوم، تقف فلسطين ليست فقط كقضية سياسية، بل كرمز عالمي للنضال من أجل الحرية. من شوارع العواصم العالمية إلى وسوم التواصل الاجتماعي، بات اسمها يُردد بلسان الملايين، ويُنقش في ضمير كل من يؤمن بالعدالة.
وفي النهاية، تبقى فلسطين أكثر من قضية… إنها إيمان راسخ بأن النصر قادم، مهما طال الليل، ومهما اشتدت العواصف.
❞ الآن أجلس أتأمل الحقيقة لا شيء باق و لا أحد سيظل بجانبي للنهاية...فقط أنا و علاقتي مع إلهي .. تلك العلاقة الطيبة حبي لربي مبعث للطمانينة و الأمان و مع ذلك الحب كل شيء باق و الجميع موجود بجواري .. الحمد لله دائما و أبدا الحمدلله عدد ذرات الرمال و عدد أوراق الشجر و عدد حبات المياه في كل بحر و نهر.. الحمدلله عدد أنفاس البشر و عدد ما كان و ما سيكون و عدد الفراشات و الزهور..عدد الجبال و التلال و الطيور و المآذن و عدد ما حمدك الحامدون و غفل عن حمدك الغافلون.. أحبك ربي و أحب رسولك الكريم الذي بعثته بالحق و خاض معركة الحق حتى يصل إلينا النور..تحمل سيدنا و حبيبي و نور العيون سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الأذى و ما لا يتحمله بشر في سبيلي و سبيل غيري من المسلمين و إن شاء الله أكون من المؤمنين رغم التقصير ..اللهم تقبلنا في عبادك و إمائك المؤمنين و المؤمنات و كل من قرأ كلماتي الخارجة من نبضات قلبي..آمين ♥️♥️♥️ يا رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم. ❝ ⏤هدى العقبى
❞ الآن أجلس أتأمل الحقيقة لا شيء باق و لا أحد سيظل بجانبي للنهاية..فقط أنا و علاقتي مع إلهي . تلك العلاقة الطيبة حبي لربي مبعث للطمانينة و الأمان و مع ذلك الحب كل شيء باق و الجميع موجود بجواري . الحمد لله دائما و أبدا الحمدلله عدد ذرات الرمال و عدد أوراق الشجر و عدد حبات المياه في كل بحر و نهر. الحمدلله عدد أنفاس البشر و عدد ما كان و ما سيكون و عدد الفراشات و الزهور.عدد الجبال و التلال و الطيور و المآذن و عدد ما حمدك الحامدون و غفل عن حمدك الغافلون. أحبك ربي و أحب رسولك الكريم الذي بعثته بالحق و خاض معركة الحق حتى يصل إلينا النور.تحمل سيدنا و حبيبي و نور العيون سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الأذى و ما لا يتحمله بشر في سبيلي و سبيل غيري من المسلمين و إن شاء الله أكون من المؤمنين رغم التقصير .اللهم تقبلنا في عبادك و إمائك المؤمنين و المؤمنات و كل من قرأ كلماتي الخارجة من نبضات قلبي.آمين ♥️♥️♥️ يا رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم. ❝
❞ أم المؤمنين
(سودة بنت زمعة)
هي ثاني زوجات الرسول محمد، ومن السابقين الأولين في الإسلام. فما سيرة السيدة سودة؟
نسبها ومولدها
وُلدت في مكة في عائلة قرشية، هي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس، وأمها الشموس بنت قيس ، بنت أخي سلمى بنت عمرو بن زيد أمِّ عبد المطلب، تزوَّجها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمٍّ لها هو: السكران بن عمرو ، وهاجر بها السكران إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وأنجبت منه ابنها عبدالله،ورُوى عن ابن عبّاس قال:
كانت سودة بنت زمعة عند السَّكْرَان بن عَمْرو أخي سهيل بن عمرو فرأت في المنام كأنّ النبيّ أقبل يمشي حتى وطئ على عُنقها، فأخبرت زوجها بذلك فقال: «وأبيك لئن صَدَقَت رؤياك لأموتنّ وليتزَوّجنّك رسول الله»، فقالت: حجرًا وسترًا.
وقال هشام: الحجر تنفي عن نفسها ذاك.
ثمّ رأت في المنام ليلةً أُخرى أنّ قَمَرًا انقضّ عليها من السماء وهي مُضطجعة، فأخبرت زوجها فقال: «وأبيك لئن صَدَقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرًا حتى أموت وتزوّجين من بعدي».
فاشتكى السكران من يومه ذلك فلم يلبث إلا قليلًا،ثم رجع بها إلى مكة فمات عنها. فأمست السيدة سودة -رضي الله عنها- بين أهل زوجها المشركين وحيدة لا عائل لها ولا معين؛ حيث أبوها ما زال على كفره وضلاله، ولم يزل أخوها عبد الله بن زمعة على دين آبائه، وهذا هو حالها قبل زواج الرسول صلى الله عليه وسلم منها.
زواجها من النبي
كان رحيل السيدة خديجة رضي الله عنها مثير أحزان كبرى في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصَّة أن رحيلها تزامن مع رحيل عمِّه أبي طالب -كما سبق أن أشرنا- حتى سُمِّي هذا العام بعام الحزن.
وفي هذا الجو المعتم حيث الحزن والوَحدة، وافتقاد مَنْ يرعى شئون البيت والأولاد، أشفق عليه أصحابه رضوان الله عليهم، فبعثوا إليه خولة بنت حكيم السلمية -رضي الله عنها- امرأة عثمان بن مظعون رضي الله عنه، ورفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة، تسأله أن يتزوج.
وقالت له: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَاكَ قَدْ دَخَلَتْكَ خَلَّةٌ لِفَقْدِ خَدِيجَةَ».
قال: «أَجَلْ أُمُّ الْعِيَالِ، وَرَبَّةُ الْبَيْتِ».
فقالت: «أَلا أَخْطُبُ عَلَيْكَ؟»، قال: «بَلَى أَمَا إِنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِذَلِكَ.» فسألها: «وَمَن؟»
قالت: «إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا»
فقال: «وَمَنِ البِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّب؟»
فذكرت له البكر عائشة بنت أبي بكر والثيب سودة بنت زمعة
فقال: «فَاذْكُرِيْهِمَا عَلَيّ».
فلمَّا انتهت عدة سودة خطبتها خولة على النبي
فقالت: «أمري إليك يا رسول الله.»
فقال النبي: «مري رجلا من قومك يزوجك»
فأمَّرت حاطب بن عمرو أخا السكران، فتزوجها.
وكان زواجها في رمضان سنة عشرة من البعثة النبوية، وبنى بسودة بمكّة، ثم بَنَى بعائشة بعد ذلك حين قدم المدينة.
وتعدُّ السيدة سودة أوَّل امرأة تزوَّجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، وكانت قد بلغت من العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمسين من عمره، ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا؛ لأن السيدة سودة لم تكن بذات جمال ولا حسب، ولا مطمع فيها للرجال، وقد أيقنوا أنه إنما ضمَّها رفقًا بحالها، وشفقة عليها، وحفظًا لإسلامها، وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة، وكأنهم علموا أنه زواج تمَّ لأسباب إنسانيَّة.
وحين حانت الهجرة إلى المدينة المنورة أمر النبي محمد زيد بن حارثة وأبا رافع الأنصاري أن يأخذا أهل بيته ليهاجروا إلى المدينة، فأخذا سودة ومعها فاطمة الزهراء وأم كلثوم بنت محمد وأم أيمن وأسامة بن زيد.
صفات السيدة سودة
وتُطالعنا سيرة السيدة سودة -رضي الله عنها- بأنها قد جمعت ملامح عظيمة وخصالاً طيبة، كان منها أنها كانت معطاءة تُكْثِر من الصدقة،
عُرفت بكرمها، فأرسل إليها عمر بن الخطاب بِغرَارة من دَراهم ففرقتها على الفقراء كلها.
وقد وَهَبَتْ رضي الله عنها يومها لعائشة؛ ففي صحيح مسلم أنها: \"لَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ\".
وفي ذلك نزلت الأية: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا﴾ سورة النساء الآية.
قالت عنها عائشة: «ما من الناس أحد أحبّ إليّ أن أكون في مِسْلَاخه من سَوْدة؛ إن بها إلا حدّة فيها كانت تسرع منها الفيئة.»
كانتْ مِن العابِداتِ الزَّاهِداتِ؛ ولذلِكَ تمنَّتْ عائِشةُ رضِيَ الله عنها أنْ تَكونَ في مِسْلاخِ سَوْدةَ، أي أن تُصبِحَ كأنَّها هيَ في العِبادةِ.
وقد ضمَّتْ إلى تلك الصفات لطافةً في المعشر، ودعابةً في الرُّوح؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى ابن سعد في طبقاته عن إبراهيم، قال: قالت سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدم. قال: فضحك.
مكانة سودة
وكانت سودة ممن نزل فيها آيات الحجاب، فخرجت ذات مرة ليلًا لقضاء حوائجها وكانت امرأة طويلة جسيمة تفرُعُ النساء جسمًا لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب فعرفها فقال: عرَفناكِ يا سَودَةُ، حِرصًا على أن يَنزِلَ الحجابُ، فنزلت الآيات: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) سورة الأحزاب.
وروت سودة خمسة أحاديث؛ منها في الصحيحين حديث واحد عن البخاري، وروى عنها عبد الله بن عباس، ويحيى بن عبد الله الأنصاري.
فروى لها ابن الزبير أنها قالت: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحج قال: \"أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه قبل منك\" قال: نعم، قال: فالله أرحم حج عن أبيك».
شهدت سودة غزوة خيبر مع النبي وأطعمها النبي من الغنائم ثمانين وَسْقًا تمرًا وعشرين وَسْقًا شعيًرا، ويقال قمح. وشهدت معه حجة الوداع، واستأذنته أن تصلي الصبح بمنى ليلة المزدلفة فأذن لها، فعن عائشة: «استأذنت سودة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ليلة المزدلفة أن تدفع قبل حطمة الناس، وكانت امرأة ثبطة، يعني ثقيلة، فأذن لها، ولأن أكون استأذنته أحبّ إليّ من معروج به.»
ولم تحج سودة بعدها ولزمت بيتها حتى وفاتها، فكانت تقول: «لا أحج بعدها أبدًا»، وتقول: «حججت واعتمرت فأنا أقر في بيتي، كما أمرني الله عز وجل»، وكانت زوجات النبي يحججن إلا سودة بنت زمعة وزينب بنت جحش، قالتا: «لا تحركنا دابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وفاتها
توفيت أم المؤمنين سودة بنت زمعة -رضي الله عنها- سنة 54هـ في شوال، بالمدينة المنورة في خلافة معاوية.
#أمهات_المؤمنين
#صفاءفوزي. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ أم المؤمنين
(سودة بنت زمعة)
هي ثاني زوجات الرسول محمد، ومن السابقين الأولين في الإسلام. فما سيرة السيدة سودة؟
نسبها ومولدها
وُلدت في مكة في عائلة قرشية، هي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس، وأمها الشموس بنت قيس ، بنت أخي سلمى بنت عمرو بن زيد أمِّ عبد المطلب، تزوَّجها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمٍّ لها هو: السكران بن عمرو ، وهاجر بها السكران إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وأنجبت منه ابنها عبدالله،ورُوى عن ابن عبّاس قال:
كانت سودة بنت زمعة عند السَّكْرَان بن عَمْرو أخي سهيل بن عمرو فرأت في المنام كأنّ النبيّ أقبل يمشي حتى وطئ على عُنقها، فأخبرت زوجها بذلك فقال: «وأبيك لئن صَدَقَت رؤياك لأموتنّ وليتزَوّجنّك رسول الله»، فقالت: حجرًا وسترًا.
وقال هشام: الحجر تنفي عن نفسها ذاك.
ثمّ رأت في المنام ليلةً أُخرى أنّ قَمَرًا انقضّ عليها من السماء وهي مُضطجعة، فأخبرت زوجها فقال: «وأبيك لئن صَدَقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرًا حتى أموت وتزوّجين من بعدي».
فاشتكى السكران من يومه ذلك فلم يلبث إلا قليلًا،ثم رجع بها إلى مكة فمات عنها. فأمست السيدة سودة -رضي الله عنها- بين أهل زوجها المشركين وحيدة لا عائل لها ولا معين؛ حيث أبوها ما زال على كفره وضلاله، ولم يزل أخوها عبد الله بن زمعة على دين آبائه، وهذا هو حالها قبل زواج الرسول صلى الله عليه وسلم منها.
زواجها من النبي
كان رحيل السيدة خديجة رضي الله عنها مثير أحزان كبرى في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصَّة أن رحيلها تزامن مع رحيل عمِّه أبي طالب -كما سبق أن أشرنا- حتى سُمِّي هذا العام بعام الحزن.
وفي هذا الجو المعتم حيث الحزن والوَحدة، وافتقاد مَنْ يرعى شئون البيت والأولاد، أشفق عليه أصحابه رضوان الله عليهم، فبعثوا إليه خولة بنت حكيم السلمية -رضي الله عنها- امرأة عثمان بن مظعون رضي الله عنه، ورفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة، تسأله أن يتزوج.
وقالت له: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَاكَ قَدْ دَخَلَتْكَ خَلَّةٌ لِفَقْدِ خَدِيجَةَ».
قال: «أَجَلْ أُمُّ الْعِيَالِ، وَرَبَّةُ الْبَيْتِ».
فقالت: «أَلا أَخْطُبُ عَلَيْكَ؟»، قال: «بَلَى أَمَا إِنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِذَلِكَ.» فسألها: «وَمَن؟» قالت: «إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا» فقال: «وَمَنِ البِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّب؟» فذكرت له البكر عائشة بنت أبي بكر والثيب سودة بنت زمعة
فقال: «فَاذْكُرِيْهِمَا عَلَيّ».
فلمَّا انتهت عدة سودة خطبتها خولة على النبي
فقالت: «أمري إليك يا رسول الله.» فقال النبي: «مري رجلا من قومك يزوجك» فأمَّرت حاطب بن عمرو أخا السكران، فتزوجها.
وكان زواجها في رمضان سنة عشرة من البعثة النبوية، وبنى بسودة بمكّة، ثم بَنَى بعائشة بعد ذلك حين قدم المدينة.
وتعدُّ السيدة سودة أوَّل امرأة تزوَّجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، وكانت قد بلغت من العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمسين من عمره، ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا؛ لأن السيدة سودة لم تكن بذات جمال ولا حسب، ولا مطمع فيها للرجال، وقد أيقنوا أنه إنما ضمَّها رفقًا بحالها، وشفقة عليها، وحفظًا لإسلامها، وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة، وكأنهم علموا أنه زواج تمَّ لأسباب إنسانيَّة.
وحين حانت الهجرة إلى المدينة المنورة أمر النبي محمد زيد بن حارثة وأبا رافع الأنصاري أن يأخذا أهل بيته ليهاجروا إلى المدينة، فأخذا سودة ومعها فاطمة الزهراء وأم كلثوم بنت محمد وأم أيمن وأسامة بن زيد.
صفات السيدة سودة
وتُطالعنا سيرة السيدة سودة -رضي الله عنها- بأنها قد جمعت ملامح عظيمة وخصالاً طيبة، كان منها أنها كانت معطاءة تُكْثِر من الصدقة،
عُرفت بكرمها، فأرسل إليها عمر بن الخطاب بِغرَارة من دَراهم ففرقتها على الفقراء كلها.
وقد وَهَبَتْ رضي الله عنها يومها لعائشة؛ ففي صحيح مسلم أنها: ˝لَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ˝.
وفي ذلك نزلت الأية: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا﴾ سورة النساء الآية.
قالت عنها عائشة: «ما من الناس أحد أحبّ إليّ أن أكون في مِسْلَاخه من سَوْدة؛ إن بها إلا حدّة فيها كانت تسرع منها الفيئة.» كانتْ مِن العابِداتِ الزَّاهِداتِ؛ ولذلِكَ تمنَّتْ عائِشةُ رضِيَ الله عنها أنْ تَكونَ في مِسْلاخِ سَوْدةَ، أي أن تُصبِحَ كأنَّها هيَ في العِبادةِ.
وقد ضمَّتْ إلى تلك الصفات لطافةً في المعشر، ودعابةً في الرُّوح؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى ابن سعد في طبقاته عن إبراهيم، قال: قالت سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدم. قال: فضحك.
مكانة سودة
وكانت سودة ممن نزل فيها آيات الحجاب، فخرجت ذات مرة ليلًا لقضاء حوائجها وكانت امرأة طويلة جسيمة تفرُعُ النساء جسمًا لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب فعرفها فقال: عرَفناكِ يا سَودَةُ، حِرصًا على أن يَنزِلَ الحجابُ، فنزلت الآيات: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) سورة الأحزاب.
وروت سودة خمسة أحاديث؛ منها في الصحيحين حديث واحد عن البخاري، وروى عنها عبد الله بن عباس، ويحيى بن عبد الله الأنصاري.
فروى لها ابن الزبير أنها قالت: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحج قال: ˝أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه قبل منك˝ قال: نعم، قال: فالله أرحم حج عن أبيك».
شهدت سودة غزوة خيبر مع النبي وأطعمها النبي من الغنائم ثمانين وَسْقًا تمرًا وعشرين وَسْقًا شعيًرا، ويقال قمح. وشهدت معه حجة الوداع، واستأذنته أن تصلي الصبح بمنى ليلة المزدلفة فأذن لها، فعن عائشة: «استأذنت سودة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ليلة المزدلفة أن تدفع قبل حطمة الناس، وكانت امرأة ثبطة، يعني ثقيلة، فأذن لها، ولأن أكون استأذنته أحبّ إليّ من معروج به.» ولم تحج سودة بعدها ولزمت بيتها حتى وفاتها، فكانت تقول: «لا أحج بعدها أبدًا»، وتقول: «حججت واعتمرت فأنا أقر في بيتي، كما أمرني الله عز وجل»، وكانت زوجات النبي يحججن إلا سودة بنت زمعة وزينب بنت جحش، قالتا: «لا تحركنا دابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وفاتها
توفيت أم المؤمنين سودة بنت زمعة -رضي الله عنها- سنة 54هـ في شوال، بالمدينة المنورة في خلافة معاوية.