█ كتاب كيف نصنع المستقبل؟ مجاناً PDF اونلاين 2024 "كيف المستقبل" هو نظرة فلسفية يلقى "روجيه جارودى" من خلالها الضوء الحضارة الغربية الحديثة وسلبياتها الكامنة فى جسد العالم العربى فهو يقدم كشف حساب عسير لهذه الحضارة؛ مبرزاً كافة جوانب الثقافة التى أبرزت العنصرية وأكدت فكرة استبعاد الآخر ويصور التحولات الاقتصادية والسياسية والتعليمية لابد وأن تحدث؛ كى تمكن العرب الوحدة الإنسانية
❞ ويجمع في أسلوبه هذا بين العلم والشاعرية، إذ يعتمد على الوثائق والإحصاءات، وكثافة المعلومات للتدليل على الوقائع ، كما يوجز في بلاغة أشبه بالحكمة خلاصة آرائه ، مما يثبت في الأذهان بعض العبارات البليغة مثل : هذا هو الإنسان، كبير منذ البدء حتى لا يكتفى بذاته، إن حرية الآخر ليست هي الحد الذي تقف عنده حريتي، ولكن هي شرط حریتی ویبنی جارودي أسلوبه في الكتابة على وحدات صغرى منفصلة مكونة من عبارة، أو مقطع قصير، دون المطولات التحليلية الشاقة، مستلهما باسكال في كتابه «الخطرات»، أو نيتشه في هكذا تكلم زرادشت؛ مما يجعل قراءته يسيرة ومثيرة الجهود القارئ في آن. ومع هذا الإيجاز، تتزاحم في مؤلفات جارودي أسماء الأعلام والحوادث التاريخية والسياسية والاقتصادية، وقد حرصنا في هذا الإطار على تزويد الترجمة بهوامش شارحة، هي من عمل المترجمين في أسفل الصفحة، أما هوامش المؤلف فيجدها القارئ في نهاية الكتاب . ❝
❞ إن معنى الكلمات نفسه قد تشوه فنستمر في أن نطلق كلمة
تقدم على انحراف أعمى يؤدى إلى تدمير الإنسان والطبيعة . ونطلق كلمة ديمقراطية» على أشنع قطيعة عرفها التاريخ بين من يملكون ومن لا يملكون.
ونطلق كلمة «حرية» على نظام يسمح - بذريعة التبادل وحرية السوق - لأولئك الأكثر قوة أن يفرضوا الديكتاتورية عديمة الإنسانية ، تلك التي تسمح لهم بابتلاع الضعفاء .
ونطلق كلمة «عولمة» لا على حركة تؤدى إلى وحدة متألفة الأنغام للعالم، عن طريق اشتراك كل الثقافات، ولكن بالعكس على انقسام يتنامى بين الشمال والجنوب نابع من وحدة إمبريالية وطبقية .. انقسام يدمر تنوع هذه الحضارات ومنتجاتها لفرض لا ثقافة الراغبين في
التحكم في الكوكب (1) .
ونطلق كلمة تنمية على نمو اقتصادى بلا غاية ، ينتج بإيقاع متسارع أي شيء سواء كان مفيداً أو غير مفيد، مؤذياً أو حتى مميتا ، كالأسلحة والمخدرات، وليس تنمية الإمكانات البشرية الخلاقة للإنسان ولكل إنسان . يضاف إلى هذا اللامعنى بطالة البعض الذين لم يعد يمكنهم أن ينتجوا ، لأن ثلثي العالم لم يعد يمكنهم أن يستهلكوا، حتى من أجل بقائهم على قيد الحياة. إن هجرة من هم أكثر فقراً ليست سوى عبور من عالم المجاعة إلى عالم البطالة والاستعباد . ❝