█ ويجمع أسلوبه هذا بين العلم والشاعرية إذ يعتمد الوثائق والإحصاءات وكثافة المعلومات للتدليل الوقائع كما يوجز بلاغة أشبه بالحكمة خلاصة آرائه مما يثبت الأذهان بعض العبارات البليغة مثل : هو الإنسان كبير منذ البدء حتى لا يكتفى بذاته إن حرية الآخر ليست هي الحد الذي تقف عنده حريتي ولكن شرط حریتی ویبنی جارودي الكتابة وحدات صغرى منفصلة مكونة من عبارة أو مقطع قصير دون المطولات التحليلية الشاقة مستلهما باسكال كتابه «الخطرات» نيتشه هكذا تكلم زرادشت؛ يجعل قراءته يسيرة ومثيرة الجهود القارئ آن ومع الإيجاز تتزاحم مؤلفات أسماء الأعلام والحوادث التاريخية والسياسية والاقتصادية وقد حرصنا الإطار تزويد الترجمة بهوامش شارحة عمل المترجمين أسفل الصفحة أما هوامش المؤلف فيجدها نهاية الكتاب كتاب كيف نصنع المستقبل؟ مجاناً PDF اونلاين 2024 "كيف المستقبل" نظرة فلسفية يلقى "روجيه جارودى" خلالها الضوء الحضارة الغربية الحديثة وسلبياتها الكامنة فى جسد العالم العربى فهو يقدم كشف حساب عسير لهذه الحضارة؛ مبرزاً كافة جوانب الثقافة التى أبرزت العنصرية وأكدت فكرة استبعاد ويصور التحولات الاقتصادية والتعليمية لابد وأن تحدث؛ كى تمكن العرب الوحدة الإنسانية
❞ الجزء الأول
ما هي أخطار الهلاك في القرن العشرين؟
١ - كوكب مريض وعالم متصدع.
- التبادلات غير المتكافئة.
- الغرب طارئ شطر العالم إلى ثلاثة أشطر.
- هتلر كسب الحرب . ❝
❞ هدف الكتاب
إيقاف المسيرة المتوجهة نحو الفوضى .
القرن العشرون أصبح خلفنا بحرائقه وخرائبه وصحاريه . القرن الحادى والعشرون إذا استمر في هذه المسيرة نحو الفوضى فلن يكمل سنواته المائة .
ما العمل؟
هذا الكتاب يسعى لأن يقدم بداية للإجابة عن هذا السؤال : كيف
يمكن بناء القرن الحادى والعشرين، بحيث لا يغتال أطفالنا؟
علينا ألا نستهين بثقل المهمة. نحن نعيش قلقا ناجماً عن مرحلة تاريخية اعتقد الغرب فيها أنه الشكل الوحيد للثقافة وللحضارة
باعتباره الشعب المختار، فارضاً على العالم سيطرته .
ينبغي إذن أن نستعيد اللحظة التي بدأ فيها هذا الخطأ في المسار. والكوارث المتعاقبة التي ترتبت عليها : ثلاثة انشطارات للغرب تؤدى
إلى عالم متصدع .
هناك ألفا عام يعاد التفكير فيهما، وألف ثالثة للبناء كي تخلق
بينهما وحدة . يا له من مشروع مجنون! نعم، ولكن لا مفر من الشروع فيه في لحظة قادتنا فيها حكمة الحكماء إلى شفا الهاوية.
يجب الوعى بعبثية ما هو كائن، وبما يمكننا القيام به من أجل أن
نعثر على معنى الحياتنا وعن معنى لعالمنا .
ولكن ربما تقول : ليست مهنتي أن أكون فيلسوفا !
فأجيبك وليست مهنتي أن أكون حارسا ليليا، ولكنني رأيت النار تنشب في المنازل المجاورة وتدفعها الريح باتجاهك .
وهكذا باعتباري قد عشت هذا القرن الملعون، لم أشأ أن أموت دون أن أصرخ صرخة الإيقاظ : انتباه افتحوا أعينكم، ينبغي أن تكون ثاقبة حتى ترى الأفق. وتلزم أيضا الأيادي لتقبض على طوق النجاة. علينا إدارة الظهر لليل، وألا ننتظر الظهيرة لنعتقد في وجود الشمس .
روچيه جارودي . ❝