█ لآن وهو داخل بيته مكان آخر بعيد كل البعد عن الأحداث إلا أن صورة "ساهر الصريطي " ظهرت منعكسة أعين الآن جالس مقعده الوحيد بمنزله النائي فيظل هو يفحص تلك الرؤيا ويطالع تفاصيلها عينيه كالممسوس ممتنعًا الحركة يشاهد ما حدث قصر "الصريطي #ابن_آوى كتاب حلمي مهران ابن آوى مجاناً PDF اونلاين 2024 نظر له صاحب العباءة من خلف قناعه المخيف ثم شرع يضع المزيد الأثقال الجانب الآخر بتريثٍ وهدوء كيلو تلو حتى اشتد الحبل بلا أدنى ارتخاء غدا كخطٍ هندسي مستقيم وبدأ جسد "ساهر" الارتفاع لتفارق قدماه الأرض مقاومًا قوة الجاذبية بقوة الرافعة عملية فيزيائية محكمة ومتقنة وكلما صرخ مطوِّقًا عنقه وضاغطًا حلقه ليكاد يسحق حلقومه ؛ليتمنى لحظتها تخرج روحه ـ سريعًا وتمر هذا الضيق الخانق فلا تكاد تجد لها منفسًا منه!
❞ بعد إصابته في جبهة المخ، تتغير طباع مهران حيث تطارده تلك الرؤى التي تساعده على فك الغاز قضاياه ؛ إذ تتعدى – أحيانا – حدود الواقع، ليخلق لنفسه عالمًا مثيراً يترافع فيه نهارا عن الأبرياء ويحارب فيه خصومه بالليل تحت جنح الظلام بايدلوجية مصرية قديمة تجعل منه رمزا في الشارع المصري . ❝
❞ تبسم صاحب العباءة من وراء قناعه وهو يضع ريشة بيضاء قبل هذا الوزن الأخير، ليرتفع ˝ساهر˝ عن الأرض وما انفكت قدماه تتخبطان يمنة ويسرة، كغريق يحاول ـ بلا فائدة ـ النجاة وهو لا يحسن السباحة، ويتحرك معه صاحب العباءة برأسه ـ سآخرا ـ يمينًا ويسارًا، وهو يدندن ذاك الإيقاع المخيف مستمتعًا بلحظات قصيرة مرت على ˝ساهر˝ كالدهور، شاهد فيها شريط حياته كاملًا، ليتأكد أنه لم يُظْلَمْ قط، بل نال كل الوقت الكافي له في الدنيا، ليستسلم وهو يلمح نفسه في انعكاس أعين القاتل، وقد دونت تلك اللحظة المجيدة!
تلك اللحظة التي ظلت داخل أعين ˝حلمي مهران˝ . ❝
❞ حلمي مهران شخصيةٌ شيطانيةٌ؛ إن تمكَّنتْ مِن عقلك ألْهَتْكَ، وإن ألْهَتْكَ أسَرَتكَ ، وإن أسَرَتكَ سَلَبتْ لُبَّك، وحينها لا تَلومَّنَ إلا نفسك . ❝