❞ رحلة في عالم الكتابة.. حوار مع الكاتبة ندىٰ وليد
لكل كاتب قصة بدأت بحروف بسيطة تحولت مع الوقت إلى عالم متكامل من الأفكار والمشاعر. البعض يكتب ليعبر عن نفسه، والبعض الآخر ليشارك رؤيته مع العالم، لكن في النهاية، الكتابة تظل فنًا يحتاج إلى شغف وصبر. في هذا الحوار، نقترب أكثر من عالم الكاتبة ندى وليد، لنتعرف على رحلتها، مصادر إلهامها، والتحديات التي واجهتها في مسيرتها الأدبية.
أجرت الحوار: الكاتبة والصحفية منـه محمد العجمي "أسيرة الظلام"
١- كيف بدأت رحلتك مع الكتابة؟
بدأت رحلتي مع الكتابة منذ أن تعلمت الحروف، كنت ألجأ إليها كلما شعرت بالضيق أو الفرح أو أي مشاعر أخرى. كنت أكتب كل شيء في دفتر مذكراتي، وكنت أحب تقليد أساليب الكتابة التي أقرأها في الكتب حتى بدأت أطور أسلوبي الخاص. الكتابة كانت وما زالت وسيلتي الوحيدة للتعبير عن مشاعري، فلا شيء يستطيع وصفها مثلي عندما أسكبها على الورق.
__ ٢- ما الدافع الذي يجعلك تستمرين في الكتابة رغم التحديات التي تواجهينها؟
لأنني وعدت نفسي أن أصل. الكتابة كانت حلمي منذ وقت طويل، ورغم رفض البعض ومحاولاتهم لإحباطي، إلا أنني تمسكت بحلمي وأصررت على تحقيقه مهما كانت الصعوبات.
__ ٣- كيف تختارين موضوعات أعمالك الأدبية؟ هل تعتمدين على تجاربك الشخصية أم تفضلين الخيال؟
كتاباتي مزيج بين الواقع والخيال. أستلهم الكثير من تجاربي الشخصية، وأضيف إليها لمسات من خيالي، فأخلق عوالم أهرب إليها وأعيش تفاصيلها من خلال قلمي.
__ ٤- خلال رحلتك الأدبية، لا بد أنك واجهت صعوبات. ما أصعب موقف تعرضتِ له ككاتبة، وكيف تغلبتِ عليه؟
واجهت رفضًا من بعض المقربين الذين لم يؤمنوا بموهبتي، لكنني لم أستسلم. أيضًا، كنت أعاني من ضيق الوقت بسبب دراستي، لكنني تعلمت تنظيم وقتي بحيث أوازن بين الكتابة والدراسة، لأن الكتابة ليست مجرد هواية، بل جزء أساسي من حياتي.
__ ٥- بعض الكتّاب يجدون صعوبة في تقبل النقد. كيف تتعاملين مع نقد القرّاء أو الآراء السلبية حول أعمالك؟
أؤمن بأن النقد البناء مهم، فهو يساعدني على تحسين كتاباتي. لكنني في الوقت نفسه أتحلى بالثقة بالنفس، فلا أسمح للنقد السلبي بأن يؤثر على شغفي أو يجعلني أشك في قدراتي.
__ ٦- هل هناك كتاب أو رواية معينة أثرت فيك وغيرت نظرتك للكتابة أو ساعدتك في تطوير أسلوبك؟
تأثرت كثيرًا بكتابات الكاتب أدهم الشرقاوي، وكذلك ببعض الكتب النفسية مثل عقدك النفسية سجينك الأبدي و أحببت وغدًا، فقد ساعدتني في فهم أعمق للنفس البشرية وتطوير أسلوبي في الكتابة.
__ ٧- برأيك، هل الكتابة موهبة فطرية فقط أم يمكن لأي شخص أن يتعلمها ويتقنها مع الممارسة؟
_ أعتقد أن الكتابة موهبة فطرية تميز بعض الأشخاص، لكن يمكن لأي شخص أن يتعلم أساسياتها. الفرق يكمن في الإبداع والقدرة على خلق أسلوب خاص، وهذا لا يتوفر عند الجميع.
٨- في ظل تطور التكنولوجيا وظهور الكتب الرقمية، كيف ترين مستقبل الأدب والكتابة؟
_ التكنولوجيا سلاح ذو حدين، فإذا تم استخدامها بشكل صحيح، يمكن أن تكون وسيلة رائعة لنشر الكتب وإيصالها لشريحة أوسع من القرّاء. لكن في المقابل، لا شيء يعوض متعة الإمساك بكتاب ورقي وقراءة كلماته ببطء وتأمل.
٩- عندما يكتب الكاتب، يكون هناك دائمًا صراع بين ما يريده لنفسه وما يطلبه الجمهور. هل تكتبين لنفسك أم للقرّاء؟ وما الشيء الذي ترفضين تغييره في كتاباتك حتى لو طالبك الجمهور بذلك؟
_ بدأت الكتابة لنفسي، فهي كانت وسيلتي للتعبير عن مشاعري. لكن مع مرور الوقت، أصبحت أراعي اهتمامات القرّاء وأكتب لهم أيضًا. ومع ذلك، هناك مبادئ في كتاباتي لا يمكنني تغييرها مهما كان الطلب، لأنها تعكس قيمي وقناعاتي.
١٠- لو اضطررتِ إلى إعادة كتابة أول عمل لك الآن، ما الشيء الذي ستغيرينه تمامًا؟ ولماذا؟
_ بصراحة، لا أعتقد أنني سأغير أي شيء. كل عمل كتبته يحمل جزءًا مني في تلك الفترة، وأفضّل أن يبقى كما هو كشاهد على تطوري ونضجي الأدبي.
١١- أخيرًا، ما النصيحة التي تقدمينها لمن يرغب في أن يصبح كاتبًا ناجحًا؟
_ أولًا، الصبر، فالنجاح لا يأتي من المحاولة الأولى. ثانيًا، التمسك بالمبادئ، فلا تكتب شيئًا قد يؤذي الآخرين أو يتعارض مع قيمك. وأخيرًا، لا تتخلَّ عن حلمك، مهما واجهت من صعوبات وتحديات.
الكتابة ليست مجرد مهنة أو هواية، بل هي عالم متكامل يعيشه الكاتب ويمنح من خلاله القرّاء نافذة إلى أفكاره وأحلامه. خلال هذا الحوار، اكتشفنا جانبًا من رحلة ندى وليد، وتعرفنا على أسرار نجاحها وأفكارها حول الكتابة ومستقبلها. نترككم مع كلماتها الأخيرة، التي قد تكون بداية حلم جديد لكاتب قادم.
أجرت الحوار: الكاتبة والصحفية منـه محمد العجمي "أسيرة الظلام. ❝