ملخص كتاب " كيف تقطع علاقتك بهاتفك؟ "
منقول من x.com ، مساهمة من: حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ
إن الهاتف يعد أول شيء يمسك به الإنسان المعاصر بعد الاستيقاظ من النوم، كما أنه يعد آخر شيء ينظر إليه قبل الخلود إلى النوم، كما يمضي عليه أغلب يومه.
ثم يتساءل أين ضاع الوقت وكيف مضى؟
1- علاقاتنا بالهواتف الذكية
الهواتف الذكية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، فهي تسهّل التواصل، وتوفر لنا المعلومات، وتساعدنا في توثيق اللحظات، لكنها في الوقت نفسه تحوّلنا إلى أدوات بدلًا من أن تبقى مجرد أدوات لنا.
الكثير منا يجد صعوبة في الجلوس دون تصفح الهاتف، أو يشعر بالقلق إذا نسيه في المنزل، لكن المشكلة ليست في الهاتف نفسه، بل في علاقتنا به.
لقد تسلل إلى حياتنا بسرعة لم تترك لنا فرصة لإعادة النظر في تأثيره علينا. إنه وسيلة يُفترض أن تقوّي العلاقات، لكنها في الواقع قد تضعفها. لذا، من المهم أن نحدد حدودًا واضحة بين حياتنا الرقمية والواقعية، ونمنح أنفسنا وقتًا للتفكير في طبيعة علاقتنا بالهاتف، لنكون نحن المتحكمين فيه، لا العكس.
2- تأثير الهواتف الذكية في العقل والنفس
إن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية لا يؤثر فقط على قدرتنا على التركيز والتذكر والتفكير العميق، بل يمتد ليؤثر في صحتنا النفسية والعاطفية، إذ تربطه الدراسات بحالات العصاب، والاندفاعية، وضعف التعاطف، واضطرابات النوم، والشعور بالقلق والعزلة والاكتئاب.
إن المعلومات المعروضة على الإنترنت ومواقع التواصل تُهدد ذاكرتنا وانتباهنا، وتؤدي إلى مشكلات نفسية مثل النرجسية واضطراب الوسواس القهري. لذا، عليك أن تحاول الانفصال عن هاتفك لمدة 24 ساعة، رغم صعوبة ذلك في البداية، لكنه سيمكنك من استعادة وقتك، والعودة إلى القراءة، وقضاء وقت ممتع مع العائلة، وإعادة التواصل مع نفسك. ستدرك حينها أن الأمر لا يتعلق فقط بتغيير علاقتك بالهاتف، بل بإحداث تغيير عميق في حياتك بأكملها.
3- إدمان الهواتف الذكية
إن قادة التكنولوجيا مثل ستيف جوبز وبيل جيتس يدركون خطورة الإدمان على الهواتف الذكية، ولذلك يفرضون قيودًا صارمة على استخدام أبنائهم لها، في حين أننا نحن الذين نستهلك هذه المنتجات نقع في فخ الإدمان دون وعي. فالأمر لا يتعلق بالمحتوى الذي نبحث عنه، بل بالحاجة المستمرة لرؤية شيء جديد، ما يؤدي إلى سلوك إدماني يجعلنا غير قادرين على التحكم في وقتنا أو رغباتنا.
كما أن تطبيقات الهواتف مصممة خصيصًا لاستغلال احتياجنا الفطري للانتماء، حيث أصبح زر الإعجاب وسيلة للحكم على الآخرين، مما يجعلنا نعيش في قلق دائم حول مدى قبولنا اجتماعيًا، وهو ما قد يؤدي إلى مشاعر الاكتئاب وضعف الثقة بالنفس.
4- الخوف من التفويت
إن شركات الهواتف الذكية والتطبيقات لا تكتفي بمعرفة التأثيرات الإدمانية لمنتجاتها، بل تصممها عمدًا لإبقائنا مشدودين إليها عبر ما يُعرف بـ"انخراط المستهلك"، حيث يتم التلاعب بكيمياء المخ، خاصة بمادة الدوبامين، التي تمنحنا الشعور بالإثارة والمتعة، مما يجعلنا نكرر التجربة مرارًا. والأخطر من ذلك أن أدمغتنا تبدأ بإفراز الدوبامين بمجرد التفكير في الهاتف، ما يخلق ارتباطًا قهريًا يدفعنا إلى تفقده باستمرار.
كما تغذي هذه الهواتف مشاعر القلق عبر تقديم مثيرات جديدة بشكل متواصل، مما يرسخ لدينا "الخوف من التفويت"، فنجد أنفسنا أسرى عادة التصفح المستمر، رغم أنها تزيد من توترنا بدلًا من تهدئته.
5- اليقظة الدهنية ومقاومة الرغبة والاندفاع
العلاقة مع الهواتف الذكية يمكن تصحيحها عبر ممارسة اليقظة الذهنية، والتي تعني توجيه انتباهنا بوعي إلى أفكارنا وانفعالاتنا دون حكم أو مقاومة، مما يساعدنا على إدراك الدوافع التي تدفعنا إلى استخدام الهاتف بشكل قهري.
فغالبًا ما يكون الإدمان نتيجة محاولة تحسين الشعور أو تجنب الضيق، لذلك لا يمكن تقليل الاستخدام دون فهم الأسباب العاطفية وراءه. من خلال اليقظة، يمكننا ملاحظة لحظة اندفاعنا نحو الهاتف، والتوقف قليلاً للتساؤل: ما الذي نبحث عنه؟ ما الذي نحاول تجنبه؟ وما التأثير لو لم نلتقط الهاتف؟ هذا الوعي التدريجي يمنحنا القدرة على التحرر من الاستخدام القهري واستعادة السيطرة على انتباهنا وحياتنا.