سامحوني على هذه اللفتة الحزينة ..فالشعراءُ مثلُ كلِّ... 💬 أقوال حسان شمسي باشا 📖 كتاب الداء و الدواء بين الأطباء و الأدباء

- 📖 من ❞ كتاب الداء و الدواء بين الأطباء و الأدباء ❝ حسان شمسي باشا 📖

█ سامحوني هذه اللفتة الحزينة فالشعراءُ مثلُ كلِّ المخلوقات ألمَّ المرضُ بهم أو بأقربائهم فمنهم من تلقَّاهُ بالصبر ورحابة الصدر ومنهم مَنْ حزِنَ وسالت دموعُه وفي كل هذا وذاك أوحى إليهم شعراً نضَحتْ حروفُه بالحزن والألم ومن الشعراء منْ أصاب أبناءهم وبناتهم فهذه الشاعرة "عائشة التيمورية" تنسج قصيدةً أجمل قصائدها بنتها " توحيدة التي بلغت ثماني عشرة سنة فتزوجتْ فما مرَّ عرسها شهرٌ حتى أصابها مرضٌ مفاجئٌ فماتت!! و روَّعتْ الصدمةُ عائشةَ وشدَهتْها ونسيت كلَّ شئ إلا ابنتَها فقالت فيها قصائدَ تُبكي الصخرَ وتحركُ الجمادَ ومن أروع ما قالت القصيدة تصفُ بنْتها وقد رأتْ عجْزَ الطبيب وراحت تودِّعُ أمَّها : لما يأسَ الطبيبِ وعجْزَه ودمعُ المقلتين غـزيرُ أمّاهُ قد الطبيبُ فاتني مما أؤمِّل الحياة نــصيرُ أماهُ عزَّ اللقاءُ وفي غدٍ سترينَ نعشي كالعروس يسيرُ وسينتهي المسعى إلى اللحدِ الذي هو منزلي وله الجموع تصيرُ قولي لربِّ اللحد رفقاً بابنتي جاءت عروساً ساقَها التقديرُ وتصوروا الأمَّ وهي تعودُ الدار فلا تلقى وترى جهازَ العرس زال باقياً ويرنُّ أذنها صوتُ العروس كتاب الداء الدواء بين الأطباء الأدباء مجاناً PDF اونلاين 2024 استعرض الدكتور حسان باشا عددًا القضايا الطب الحديث والشعر العربي كالقلب والأدب والأرق ونصائح وآلام والشيب النظريات العلمية وهموم المشيب ومساجلات والأدباء وغيرها متعمقًا أسرار جسم الإنسان وخواطر محاضرة جمع متعة الشعر ولذة المعرفة الطبية جاء ذلك ألقاها مجلس حمد الجاسر يوم السبت 23 جمادى الأولى 1436هـ وأدارها محمد خير البقاعي وأشار وجود علاقة متجسدة هي تربط هاتين المهنتين إن جاز التعبير يتجسد الإحساس؛ فالطبيب يحس بآلام الناس ويحاول معالجتها وكذا الشاعر وآمالهم وهذا الإحساس يجعل قمة وعيه وتركيزه؛ حيث ينقب عن موطن ليصف المناسب الأدب يأخذ مواطن الألم فيصفها بعبارة أدبية تختلف باختلاف الوسيط الأدبي فتكون مفصلة الرواية ومقتضبة القصة القصيرة وشديدة الكثافة واللطف والطبيب كالأديب علاقتهم بعامة الناس؛ فالناس يشعرون بالألم ولا يستطيعون تشخيصه وإن استطاعوا توصيفه علاجه والأطباء بما أوتوه تجربة وخبرة وموهبة التشخيص ووصف العلاج العامة لا مشاعرهم بصورة أدبية؛ فيلقطها الأديب صورة مبدعة كما ناشد بضرورة التعامل الإنساني مع المريض وزرع الطمأنينة والثقة وعدم التهويل لكي يستطيع مواجهة مرضه ويتلقى للتخلص واستعرض محاضرته العديد الأبيات الشعرية لبعض الذين عبّروا وأثره وذلك لما حل مرض بأحد أقاربهم استشهد بأبيات لشعراء تصف القلب وحالات تقلبه الحزن والفرح والعين وآثار سهامها ثم فتح المجال ختام المحاضرة للمداخلات أثرت الموضوع والأسئلة تفضل بالرد عليها

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ سامحوني على هذه اللفتة الحزينة ..فالشعراءُ مثلُ كلِّ المخلوقات .. ألمَّ المرضُ بهم أو بأقربائهم .. فمنهم من تلقَّاهُ بالصبر ورحابة الصدر.. ومنهم مَنْ حزِنَ وسالت دموعُه..

وفي كل هذا وذاك أوحى المرضُ إليهم شعراً ..نضَحتْ حروفُه بالحزن والألم..

ومن الشعراء منْ أصاب المرضُ أبناءهم وبناتهم .. فهذه الشاعرة "عائشة التيمورية" تنسج قصيدةً من أجمل قصائدها في بنتها " توحيدة " التي بلغت ثماني عشرة سنة فتزوجتْ .. فما مرَّ على عرسها شهرٌ حتى أصابها مرضٌ مفاجئٌ فماتت!! .

و روَّعتْ الصدمةُ عائشةَ وشدَهتْها .. ونسيت كلَّ شئ إلا ابنتَها ..فقالت فيها قصائدَ تُبكي الصخرَ وتحركُ الجمادَ .. ومن أروع ما قالت هذه القصيدة التي تصفُ فيها بنْتها.. وقد رأتْ عجْزَ الطبيب وراحت تودِّعُ أمَّها :



لما رأتْ يأسَ الطبيبِ وعجْزَه .. قالت ودمعُ المقلتين غـزيرُ..

أمّاهُ قد كلَّ الطبيبُ و فاتني.. مما أؤمِّل في الحياة نــصيرُ..

أماهُ قد عزَّ اللقاءُ وفي غدٍ .. سترينَ نعشي كالعروس يسيرُ..

وسينتهي المسعى إلى اللحدِ الذي .. هو منزلي.. وله الجموع تصيرُ..

قولي لربِّ اللحد رفقاً بابنتي .. جاءت عروساً ساقَها التقديرُ..

وتصوروا الأمَّ وهي تعودُ إلى الدار فلا تلقى ابنتَها.. وترى جهازَ العرس ما زال باقياً .. ويرنُّ في أذنها صوتُ العروس تقول لها :

صوني جهازَ العرس تذكاراً فلي.. قد كان منه إلى الزفاف سرورُ..

أماه لا تنسي بحق بنوَّتي .. قبري لئلا يحزن المقــبـورُ..

فأجابتها أمُّها بالقول :

فأحببْتُها والدمعُ يحبسُ منطقي .. والدهرُ من بعد الجوار يجـورُ..

لا تُوصِ ثكلى قد أذابَ فؤادَها .. حزنٌ عليك وحسرةٌ وزفـيرُ..

والله لا أسلو التلاوةَ والدُّعا .. ما غرَّدتْ فوق الغصون طيورُ..

أبكيكِ حتى نلتقي في جنةٍ .. برياض خُلْدٍ زيَّنتْها الحــورُ. ❝

حسان شمسي باشا

منذ 3 سنوات ، مساهمة من: فتاة تقرأ
2
0 تعليقاً 1 مشاركة