فكرة السلام لم تُحقِقْ حتى الآن استقلالها وشخصيتها... 💬 أقوال مالك بن نبي 📖 كتاب مشكلة الثقافة
- 📖 من ❞ كتاب مشكلة الثقافة ❝ مالك بن نبي 📖
█ فكرة السلام لم تُحقِقْ حتى الآن استقلالها وشخصيتها الخاصة كتاب مشكلة الثقافة مجاناً PDF اونلاين 2025 الثقافة نبذة الناشر: تتناول فصوله تعريف من عدة وجهات نظر الجانب النفسي الاجتماعي للعلاقة الثقافية توجيه الأفكار معنى التاريخ معناه التربية الأزمة تعايش الثقافات اتجاه العالمية و قد أضيف إلى آخر الكتاب بعد طبعته الثانية فصل بعنوان "ما ضد L'anti Culture" هو الأصل مقال كان كتبه إحدى المجلات الناطقة بالفرنسية قام بترجمته عمر كامل مسقاوي تلميذ المؤلف الوصي نشر أضافه هذا لما رأى أنه يتمم عن تنفيذاً لوصيته تبليغ أفكاره قارئي العربية جاء استجابة لتساؤلات الطلاب الذين كانوا يرتادون مجلس الأستاذ مالك بن نبي القاهرة مستوضيحين مفهوم فيما كتب (شروط النهضة) (فكرة الإفريقية الآسيوية) فشعر بالحاجة جمع عرضها جديد صورة تحليلية تحفز الفكر العربي الإسلامي تحركه باتجاه اكتشاف الحقائق المصطلحات بوسائله ووفق المعطيات النابعة تجربته إقتباسات : “إن الجمال وجه الوطن العالم فلنحفظ جمالنا كي نحفظ كرامتنا” “يقال أن المجتمع يعيش طبقاً لمبادئ القرآن ولكن الأصح نقول يتكلم لعدم وجود المنطق العملي سلوكه” “ليس يكفي أبداً ننتج لابد توجيهها لدورها المتحد” “إن الذي ينقص المسلم ليس منطق الفكرة, العمل والحركة, وهو لا يفكر ليعمل بل ليقول كلاماً مٌجرداً, إنه أكثر ذلك يبغض أولئك يفكرون تفكيراً مؤثراً” “في أكداساً الكراهية والحقد تصفيتها” “لم يعد ينتظر الخلاص يد العلم يُبعث الضمير الإنساني جديد”
❞ إن النشاط الاجتماعي والثقافي لفكرة ما، مرتبط في الواقع ببعض الشروط النفسية الاجتماعية التي بدونها تفقد الفكرة فاعليتها. فالفكرة من حيث كونها فكرة ليست مصدراً للثقافة، أعني عنصراً صالحاً لتحديد سلوك ونمط معين من أنماط الحياة، فإن فاعليتها ذات علاقة وظيفية بطبيعة علاقتها بمجموع الشروط النفسية الزمنية، التي ينطبع بها مستوى الحضارة في المجتمع؛ وهو مستوى قد يتغير بطريقتين: فهو عندما يرتفع تعرض له في الطريق أفكار ليست من بين القوى الجوهرية التي نتجت عنها الحركة التاريخية، فإذا بهذه الأفكار تتقادم ثم تختفي ففكرة حجر الفلاسفة التي كانت من أكبر دوافع الفكر العلمي خلال العصر الوسيط، هذه الفكرة قد ماتت منذ أعلن (لافوازييه) نتائج أبحاثه الكيميائية. وهو عندما يهبط تنقطع صلة بعض الأفكار بالوسط الاجتماعي ذاته، أعني أنها تنقطع من منابع خلقية وعقلية صدرت عنها، فتكسب هذه الأفكار وجوداً صناعياً غير تاريخي، وبذلك تفقد كل معنى اجتماعي. ومن أمثلة ذلك أن تراث ابن خلدون قد ظهر في العالم الإسلامي، وهو مع ذلك لم يسهم في تقدمه العقلي أو الاجماعي، لأن هذا التراث في ذلك العصر كان يمثل فكرة لا صلة لها إطلاقاً بالوسط الاجتماعي. ومهما يكن من شيء، فليست الفكرة في تلك المرحلة هي التي تفقد وحدها معناها الثقافي وقدرتها على إبداع الأشياء، بل إن الشيء نفسه يفقد أيضاً مقدرته على إنتاج الأفكار. وخذ مثلاً على ذلك تفاحة (نيوتن) الشهيرة، وتخيل ما كان يمكن أن تؤديه لو أنها بدلاً من أن تقع على رأس ذلك الرياضي الكبير وقعت على رأس جده الذي عاصر عهد جيوم الفاتح إن من المؤكد أنها لم تكن لتخلق فكرة الجاذبية، بل كانت ستكون حينئذ كومة صغيرة من الروث بعد أن يأكلها جد (نيوتن) بكل بساطة. فقد بان إذن أن الفكرة والشيء لا يكسبان قيمة ثقافية إلا في ظل بعض الشروط. ❝ ⏤مالك بن نبي
❞ إن النشاط الاجتماعي والثقافي لفكرة ما، مرتبط في الواقع ببعض الشروط النفسية الاجتماعية التي بدونها تفقد الفكرة فاعليتها. فالفكرة من حيث كونها فكرة ليست مصدراً للثقافة، أعني عنصراً صالحاً لتحديد سلوك ونمط معين من أنماط الحياة، فإن فاعليتها ذات علاقة وظيفية بطبيعة علاقتها بمجموع الشروط النفسية الزمنية، التي ينطبع بها مستوى الحضارة في المجتمع؛ وهو مستوى قد يتغير بطريقتين: فهو عندما يرتفع تعرض له في الطريق أفكار ليست من بين القوى الجوهرية التي نتجت عنها الحركة التاريخية، فإذا بهذه الأفكار تتقادم ثم تختفي ففكرة حجر الفلاسفة التي كانت من أكبر دوافع الفكر العلمي خلال العصر الوسيط، هذه الفكرة قد ماتت منذ أعلن (لافوازييه) نتائج أبحاثه الكيميائية.
وهو عندما يهبط تنقطع صلة بعض الأفكار بالوسط الاجتماعي ذاته، أعني أنها تنقطع من منابع خلقية وعقلية صدرت عنها، فتكسب هذه الأفكار وجوداً صناعياً غير تاريخي، وبذلك تفقد كل معنى اجتماعي. ومن أمثلة ذلك أن تراث ابن خلدون قد ظهر في العالم الإسلامي، وهو مع ذلك لم يسهم في تقدمه العقلي أو الاجماعي، لأن هذا التراث في ذلك العصر كان يمثل فكرة لا صلة لها إطلاقاً بالوسط الاجتماعي. ومهما يكن من شيء، فليست الفكرة في تلك المرحلة هي التي تفقد وحدها معناها الثقافي وقدرتها على إبداع الأشياء، بل إن الشيء نفسه يفقد أيضاً مقدرته على إنتاج الأفكار. وخذ مثلاً على ذلك تفاحة (نيوتن) الشهيرة، وتخيل ما كان يمكن أن تؤديه لو أنها بدلاً من أن تقع على رأس ذلك الرياضي الكبير وقعت على رأس جده الذي عاصر عهد جيوم الفاتح إن من المؤكد أنها لم تكن لتخلق فكرة الجاذبية، بل كانت ستكون حينئذ كومة صغيرة من الروث بعد أن يأكلها جد (نيوتن) بكل بساطة. فقد بان إذن أن الفكرة والشيء لا يكسبان قيمة ثقافية إلا في ظل بعض الشروط. ❝