█ مُشْرِقُ للنَّدَى ومِن حَسَبِ السَّيْ فِ لِمُسْتَلِّه ضياءُ حَديِدِهْ ضَحَكَاتٌ إثْرِهِنَّ العَطَايَا وَبُرُوقُ السَّحَابِ قبلَ رُعُودِهْ ثم ردد المعنى وأسقط البشر منه وصير مكانه الرعد فقال أبي الصقر: يُولِيكَ صَدْرَ الَيْومِ قاصِيَة الغِنَى بِفَوائدٍ قَدْ كُنَّ أَمْسِ مَوَاعِدَا سَوْمَ السَّحَائِبِ ما بَدَأْنَ بَوَارِقاً عَارِضٍ إلاَّ ثَنَيْنَ رَوَاعِدَا ثم الأول بحاله المعتز بالله وأحسن: متهلِّلٌ طَلْقٌ إذا وعدَ بالبِشْرِ أتْبَعَ بِشْرَهُ بالنَّائِلِ كالمُزْنِ إنْ سَطَعتْ لوامعُ بَرْقِهِ أَجْلَتْ لنَا عَنْ دِيَمةٍ أَوْ وَابِلِ وهذا فإنما ابتدأه أبو نواس يمدح قوماً من قريش أرجوزةٍ وصف فيها الحمام: بِشْرُهُمُ النَّوالِ اللاَّحِقِ كالْبَرْقِ يبدوُ جُودٍ دَافِقِ والغيثُ يخْفَي وقْعُه للرَّامقِ لم تَجِدْهُ بِدَليلِ البارقِ ومن تبحر شعر تمام وجد كل محسنٍ بعده لائذاً به كما أن بعد بشارٍ لائذ ببشار ومنتسب إليه أكثر إحسانه قال تمام: فَسَواءٌ إِجَابَتِي غَيْرَ دَاعِ وَدُعَائي بالقَاعِ مُجيبِ كتاب أخبار مجاناً PDF اونلاين 2024 تمام رسالة الصولي إلى مزاحم بن فاتك ما جاء تفضيل تمام وهو نسبه حبيب أوس الطائي صليبةً ومولده بقرية يقال لها جاسم سيمر ذكرها أخباره إن شاء الله فضله حدثني محمد يزيد عبد الأكبر النحوي قال: قدم عمارة عقيلٍ بغداد فاجتمع الناس وكتبوا شعره وسمعوا وعرضوا عليه الأشعار له بعضهم: هاهنا شاعر يزعم قوم أنه أشعر طراً ويزعم غيرهم ضد ذلك فقال: أنشدوني
❞ أَثْبَتُ الرَّحْمنُ بالسَّعْدِ المْضُي ... دَوْلَةً قَائِمَةً لاَ تَنْقْضِي
لأَبِي الْعَبَّاسِ عَفْواً سَاقَهَا قَدَرُ اللهِ الإِمَامِ الْمُرْتَضِي
دَوْلَةٌ يَأْملُهَا كُلُّ الْوَرَى ... مَالَهَا إِنْ ذُكِرَتْ مِنْ مُبْغِضِ
كَاَنَ وَجْهُ المُلْكِ مُسْوَدّاً فَقَدْ ... قَابَلَ اللَّحْظَ بِوَجْهٍ أَبْيَضِ
يَا أَمِينَ اللهِ يَا مَنْ جُودُهُ ... إِنْ كَبَا دَهْرِي بِحَظِّي مُنْهِضِي
غَلَبُ الْوَجْدِ وفِقْدَانُ الرِّضَي ... وكَلاَّ جِسْمِي بِهَمٍّ مُمْرِضِ
كانَ حَظِّي بِكَ نَحْوِي مُقْبِلاً ... فَانْثَنَى عَنْهُ بِوَجْهٍ مُعْرِضِ
أَقْرَضَ الدَّهْرُ شَبَابِي شَيْبَةً ... لَمْ أَكُنْ أَطْلُبُهَا مِنْ مُقْرِضِ
لَيْسَ لِلشُّهْبِ إِذَا مَا جَارَتِ ال ... دُّهْمَ في سَبْقِ الْهَوَى مِنْ رائِضِ
أسفَتْ نَفْسِي عَلَى قُرْبِي الَّذي ... كَانَ مِنْ يَومِ احْتِفَالِي مُغْرِضِي
لَكَ عَبْدٌ مَسَّهُ بَعْدَكُ مَا ... وَكَّلَ الْجِسْمَ بِدَاءٍ مُحْرِضِ
قُضيَ الْبُعْدُ عَلَيْهِ كَارِهاً ... لاَ يَرُدُّ النَّاسُ أَمْراً قَدْ قُضِي
كُلَّ يَوْمٍ يَنْتَضِي سَيْفَ أَذًى ... بِالتَّكَاذِيبِ عَلَيْكُمْ مُنْتَضِي
مَا يُبَالِي إِذْ رَأَى فِيكَ ألْمَي ... غَضِبَ الدَّهْرُ عَلَيْهِ أَمْ رَضِي
وهذه الأَبيات لم تَهَّن بها المدة، ولا راضها الفكر. وإنما قيلت مقتضية فليست بالمختارة، وإن صفرت من العيب. ولولا الحاجة دعت إلى ذكرها ما ذكرتها، وسيمر بعون الله من جيد الشعر في أوقاته ما يعفى عليها إن شاء الله . ❝