█ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) قوله تعالى : إياك نعبد رجع من الغيبة إلى الخطاب التلوين ; لأن أول السورة هاهنا خبرا عن الله وثناء عليه كقوله وسقاهم ربهم شرابا طهورا ثم قال إن هذا كان لكم جزاء وعكسه حتى إذا كنتم الفلك وجرين بهم ما يأتي و ( ) معناه نطيع والعبادة الطاعة والتذلل وطريق معبد مذللا للسالكين قاله الهروي ونطق المكلف به إقرار بالربوبية وتحقيق لعبادة إذ سائر الناس يعبدون سواه أصنام وغير ذلك وإياك نستعين أي نطلب العون والتأييد والتوفيق قال السلمي حقائقه سمعت محمد بن عبد شاذان يقول أبا حفص الفرغاني أقر ب فقد برئ الجبر والقدر إن قيل لم قدم المفعول الفعل ؟ له اهتماما وشأن العرب تقديم الأهم يذكر أن أعرابيا سب آخر فأعرض المسبوب عنه فقال الساب أعني الآخر وعنك أعرض فقدما وأيضا لئلا يتقدم ذكر العبد المعبود فلا يجوز نعبدك ونستعينك ولا ونستعين فيقدم كناية وإنما يتبع لفظ القرآن وقال العجاج : إياك أدعو فتقبل ملقي واغفر خطاياي وكثر ورقي ويروى وثمر وأما قول الشاعر كتاب تفسير سورة الفاتحة مجاناً PDF اونلاين 2025 سُورَةُ الْفَاتِحَة أو السبع المثاني أمّ الكتاب هي أعظم سُورة الكريم لقول النَّبي مُحمَّد: «﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْن﴾ والقرآن العظيم الَّذي أوتيته» وذلك لأنها افتتح بها المصحف الكتابة ولأنها تفتتح الصلاة القراءة لِسُورة أسماء كثيرة عدَّها السيوطي الإتقان علوم خمسةً وعشرين اسمًا بين ألقاب وصفات جرت ألسنة القراء عهد السلف ومِنها: القُرآن وسُورة الْحَمْد والوافية والكافية وقد أجمع جُمهور العُلماء أنَّ آيات سبع آياتٍ باتفاق القُرّاء والمُفسّرين ولم يشذ إلَّا ثلاثة: الحسن البصري إنَّهُنَّ ثمان عمرو عبيد والحسين الجعفي ست واستدل الجُمهور بقول الرسول: «السبع المثاني» وتعد السُّورة مَكِّية أُنزلت قبل هجرة الرَّسول مكة وهو أكثر وكان ترتيبها النزول خامسًا بدر الدين الزركشي بعد العلق القلم المُزمل وسورة المُدثر اشتملت أغراض عدة وهي: حمد وتمجيده والثناء بذكر أسمائه وتنزيهه جميع النقائص وإثبات البعث والجزاء وإفراده بالعبادة والاستعانة والتوجه إليه بطلب الهداية الصراط المستقيم والتضرع بتثبيتهم والإخبار قصص الأمم السابقين كما اشتملت الترغيب الأعمال الصالحة وذكَّرت بأساسيات الدين: شكر نعم قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ والإخلاص لله ﴿إياك نستعين﴾ والصحبة ﴿صراط الذين أنعمت عليهم﴾ وتذكر الحسنى وصفاته ﴿الرحمن الرحيم﴾ والاستقامة ﴿اهدنا المستقيم﴾ والآخرة ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾ بالإضافة لأهمية الدعاء وإن لسورة أهمية كبيرة الإسلام وكذلك حياة المسلم فهي ركن عظيم أركان فالصلاة لا تصح تُقرأ فيها الرأي الراجح عند جمهور العلماء روي أبي هريرة النبي قال: «من صلى صلاةً يقرأ بأم خِدَاجَ ثلاثاً غير تمام» وفي رواية أخرى: «لا صلاة لمن بفاتحة الكتاب» كتاب نافع عبارة دورة علمية لطلاب برنامج إعداد المفسّر شهر ذي القعدة عام 1437هـ جمع المؤلف أثابه أمكن مسائل واجتهد بيان معانيها وهداياتها وتقريب أقوال المفسّرين علومها ومسائلها