█ “كم من مرة أدبرتُ وتشاغلتُ فإذا بالرحمات تزداد وبالعطايا تُساق كأنه يتودد إليك وأنت معرض ويطلبك مستغن وهو الغني المحتاج ما شردتُ يومًا ثم طرقت بابه فشعرت أنه أوصد لغير رجعة بل دائما أشعر يقبلني كل حال حتى ولو ردك الخلق وكرهوك لا أغفل عن خوف عقوبته أو تأخر إجابته ولكن ودّه عودني ما قطعني هو معي وإن أبعدني فحجاب العزة سِترٌ يحجبنا ولطائف الود تسري وراء الحجاب فما محنة إلا ووجدت منحه فيها أكثر وما بُعد انقطع فيه فضله نذهب ونروح ويحفظ لنا ودًّا قديمًا وعهدًا بين يديه قطعناه لحظات صدق معه فإن تبدل الحال وشردت النفس تراءت الألطاف حجاب البعد كنور يتخلل الستور وبريق صبحٍ يسري عبر كوة الجدار فالودود ما قطع والكريم صان عهده ” كتاب حديث نفس: خواطر معرفة مجاناً PDF اونلاين 2024 نبذة الكتاب : : عبارة الخواطر منثورة قسمين الأول: طرق النفس والثاني: النفس الكتاب أرجو أن يكون مساعدا للقاريء الاقتراب نفسه ومعرفتها ولا أزعم أني استوعبت الأمر حاولت هي ومضات تنير الطريق وتفتح باب التأمل إن محاولات فهم تبدأ منذ الصغر وتمتد طول العمر آخر لحظة الحياة يأخذنا هذا رحلة نحاول استكشاف التساؤلات التي تطرأ الخاطر ويمر بها الإنسان يوميًا البحث إجابات وحوار مع الذات حول الإيمان والمعرفة والنفس والآخرين حولنا هذا التأمل ربما تساعدك التقرب نفسك والتصالح الكون
❞ “في كل يوم يزداد يقيني أن ما جهلته أكثر مما علمته، وأن ما فاتني أضعاف ما أدركته.
مع الوقت توقفت عن طلب الإحاطة بكل شئ، بل غاية مرادي الانتباه لأهم شئ في كل وقت.
إن جلست مع صديق فلا أطلب معرفة ما في قلبه وكشف ما ستره، بل حسبي أن أبذل غاية الوسع في فهم كلامه والشعور بمراده، وإن قمت بين يدي الله فحسبي الآن تعقل كلماتي التي ارددها بلساني وفهم مقامي.
وهكذا لم أعد أطلب في العلوم الإحاطة بها، بل الوقوف علي المهم منها، ولا أهم مما تحتاجه، وأحوج ما تطلبه ما تُطالب به.” . ❝
❞ هكذا كلُّ شيءٍ يمضي، السعادةُ والحزنُ، فلا شيءَ في هذه الدنيا يبقى على حالِه، وتُطوَى صفَحاتُ الأعمارِ، وتنتهي الضحكاتُ، ومَن كانَ يملأُ الدنيا ضجيجًا، يرحلُ ليحلَّ محلَّه غيرُه . ❝
❞ فجلست أحدق في هذه الكواكب ذاهلاً مشدوها ، وانقطعت أفكاري عن الجريان وأحسست بضآلتي ، حتى خلتني عدماً ، ثم صَغُرت هذه الكواكب في نظري لما رأيت شيئاً أعظم منها ، صغرت لما رأيت السماء ˝ سقفاً مرفوعاً ˝ حتى غدت كلها ˝ مصابيح تزين السماء الدنيا ˝ ، ورأيت السماوات تطيف بها كلها ، تحيط بهذا الفضاء ˝ سبعاً طباقاً ˝ ، ورأيت الجنة من وراء ذلك ˝ عرضها السماوات والأرض ˝ ، ورأيت العرش والكرسي وتلك الكائنات العظيمة ، فأحسست أن عقلي ينهدم ويتحطم حين يحاول التفكير فيها وهي مخلوقة ، فكيف به حين يحاول التفكير في الخالق؟! ، وذهبت أقابل بين هذه العظمة الهائلة التي لا يدنو من تصورها العقل ، وتلك الدقة الهائلة ، دقة الجراثيم التي يمر الألف منها من ثقب إبرة ، دقة الكهارب التي يكون منها في الذرة الواحدة مئات من الكواكب الصغيرة ، يدور بعضها على بعض كما تدور كواكب المجموعة الشمسية... ذهبت أقابل بين هذا وذاك فعجزت ، وأنكرت نفسي وجحدتها وامتلاتُ إيماناً بالخالق الأعظم ، فصحت من أعماق قلبي : لا إله إلا الله . ❝