█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّف ❞ علاء عبد الحميد ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2024 ❰ له مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها رحلة الي معرفه الله حديث نفس: خواطر معرفة النفس الحب والخوف الناشرين : دار دون للنشر والتوزيع ❱
❞ فجلست أحدق في هذه الكواكب ذاهلاً مشدوها ، وانقطعت أفكاري عن الجريان وأحسست بضآلتي ، حتى خلتني عدماً ، ثم صَغُرت هذه الكواكب في نظري لما رأيت شيئاً أعظم منها ، صغرت لما رأيت السماء ˝ سقفاً مرفوعاً ˝ حتى غدت كلها ˝ مصابيح تزين السماء الدنيا ˝ ، ورأيت السماوات تطيف بها كلها ، تحيط بهذا الفضاء ˝ سبعاً طباقاً ˝ ، ورأيت الجنة من وراء ذلك ˝ عرضها السماوات والأرض ˝ ، ورأيت العرش والكرسي وتلك الكائنات العظيمة ، فأحسست أن عقلي ينهدم ويتحطم حين يحاول التفكير فيها وهي مخلوقة ، فكيف به حين يحاول التفكير في الخالق؟! ، وذهبت أقابل بين هذه العظمة الهائلة التي لا يدنو من تصورها العقل ، وتلك الدقة الهائلة ، دقة الجراثيم التي يمر الألف منها من ثقب إبرة ، دقة الكهارب التي يكون منها في الذرة الواحدة مئات من الكواكب الصغيرة ، يدور بعضها على بعض كما تدور كواكب المجموعة الشمسية... ذهبت أقابل بين هذا وذاك فعجزت ، وأنكرت نفسي وجحدتها وامتلاتُ إيماناً بالخالق الأعظم ، فصحت من أعماق قلبي : لا إله إلا الله . ❝
❞ أؤمنُ أنّ رحلتنا في هذه الحياة طويلة مجهِدة، وأن زادنا فيها من معرفتنا بنفوسنا ضئيل، وأن عوائق الاستمتاع لأصواتنا الداخلية كبير، وأن غربتنا عن نفوسنا قد طال أمدها، واتسع مداها . ❝
❞ هذه رحلة عقلية تسير بك في خطواتِ مُرَتَّبَة على طريق معرفة الله تعالى عقلاً : كيف عرفنا وجوده و ألوهيته؟ و كيف فهمنا أنه متصرف في هذا الوجود على وَفق مشيئته و حكمته . ❝
❞ إنك أبداً لن تعرف إذا ما كنت متوكلاً ومطمئناً لرزق الله لك ما لم تشعر بالفقر أو تقترب منه بشدة، فيسهل على الإنسان أن يدعى أنه لا يخاف أمر الرزق ما دام راتبه مستمراً وجيبه ممتلئاً وفي دولابه أو حسابه بعض المال المرصد لطوارئ الزمان. ولكن توكلك الحقيقي يظهر عندما تنفد أموالك ، او تفقد وظيفتك لا قد الله لك ذلك أو تمر بك أزمة مالية لا تعلم متى انفراجها ولا تجد من يقرضك مالاً. حينها يظهر يقينك من شكك وتوكلك من عدمه . ❝
❞ “نقض العزائم
تنوي أن تصوم الغد، فتستيقظ وقد فترت عزيمتك ووهنت إرادتك، تعزم علي الصلاة في المسجد، فتسمع المؤذن فكأن المسجد تباعد وشعرت بثقل الطريق.
ليس الأمر بكسل أو لا مبالاة، ولكن الأمر تثبيط للهم ونزع للإرادة، كأن الأمر من خارجك، وكأن إرادتك كيس امتلأ هواء ثم شكه دبوس فجأة.
لو كان الأمر قرارا مسبقا بألا تفعل لهان الأمر، أو كان كسلاً عارضاً أو مستمراً لفهمت ما يحدث، ولكن الأمر اشبه بجبر خارجي، وبقهر علوي!
نعم، إرادتنا قد تُسلب في لحظة، لتعلم أنه ليس لك من الأمر شئ، وأن السير إليه فضيلة قد يحال بينك وبينها وقتنا يريد، وليس باباً تدخل منه عليه وقتما تريد، فهو العزيز المتعال سبحانه.
وأخبرك بسر صغير وجدته من نفسي، وهي أن معظم السلوب هذه نتيجة إستهانة سابقة، فأمر الأدب معه خطير سبحانه.
إن بعض الفرص تُمنح وتأتيك بلا سبق تدبير منك، فإن لقيتها بإستهتار وقلة إكتراث أورثت ما وصفناه وأتبعها منع قد يطول امده.
بل أذهب إلي أبعد من هذا، فقد كنت قديماً ربما أعتذر عن موعد درس أو باب خير لمجئ صديق حبيب أحب مجلسه وأشتاق إليه، فحُرمت من إنتظام الدروس لعامين أو يزيد.
ليس الأمر علاقة ندية معه - سبحانه وتعالي - يقف لنا فيها علي الخطأ ويعاقب دوماً علي الذلة، بل هو - سبحانه - يعفو عن كثير ، ولكن الله - سبحانه - أيضاً يعاملنا بصفاته، وقد يتجلي علي العبد بصفة العزيز فتوصد أمامه أبواب العمل والمثول بين يديه، فلا محيص من الدخول عليه بالذلة والإنكسار ودوام الإفتقار، حتي يحترق جوفك خوفاً من الطرد، وحتي ينطق دمعك بطلب القرب، فإن قابلت عزته بذلتك، ربما أقال عثرتك وقبل توبتك.
فلو أنك أعطيت موعداً لصديق واتفقت معه علي تناول الغداء معه، ثم لما كان في طريقه إليك، جاءتك حسناء تدعوك لتناول الغداء معها بلا سابق موعد، فاتصلت لصديقك متعللا بحالة وفاة أو مرض شديد ، ثم خرجت معها في مطعم لتفاجأ بدخول صديقك نفس المطعم ويراك صحيحاً جالساً فرحاً مع هذه الحسناء، فيدرك علي الفور انك اختلقت الأعتذار من أجل هذه الجلسة الرخيصة، إن أدني ما سيفعله معك هو قطع علاقته معك وسقوطك من نظره، فلو لم يدل تصرفك هذا سوي علي الخسة ودناءة الأصل فلا خسة في الوجود.
لست أدعي أن الإله يعاملنا معاملة الصديق، ولكني قصدت بضرب المثال بيان سوء الأدب معه - سبحانه - إذا أعرضنا عنه ميلاً لدنيا أو آثرنا شيئاً خسيساً علي عمل شريف، فسوء الأدب هو المشترك بين المثالين، وعقوبة سوء الأدب الطرد.
فخذها مني نصيحة العمر: لا تُقدم علي رضا الله أمراً، ولا تؤثر علي لقائه لقاء، فإن كنت فعلت وعوقبت بالحرمان فادخل عليه من باب الذلة والإنكسار، لعل العزيز يجود بكرمه، ولا يقنط من رحمة الله إلا جاحد.” . ❝