خِلافٌ زوجي! أنتِ أيضاً صحابيَّة! وتُحبين أن تدخلي بيوت... 💬 أقوال أدهم شرقاوي 📖 كتاب أنتِ أيضا صحابية
- 📖 من ❞ كتاب أنتِ أيضا صحابية ❝ أدهم شرقاوي 📖
█ خِلافٌ زوجي! أنتِ أيضاً صحابيَّة! وتُحبين أن تدخلي بيوت أخواتكِ الصحابيات لتتعلمي فالبيوت تتشابه والناس هم الناس كل عصرٍ وها أنتِ اليوم رفقة نبيكِ وحبيبكِ ﷺ وقد جاء لزيارة ابنته فاطمة! لم يجد النبيُّ ﷺ عليَّ بن أبي طالب البيت فسأل فاطمة عنه فأخبرته انه قد حدث بينهما خلاف زوجي فخرجَ من البيتِ ولا تعرفُ أين هو الآن! فتركها وخرج وطلب رجلٍ يبحث له عن عليِّ فعادَ إليه وأخبره أنه نائم المسجد فذهبَ فإذا وقد وضع خدَّه الأرض وقد أصابَ التراب فقال له: قُمْ أبا تُراب! وجعلَ يمسحُ بيده الشريفة وجهه! يا صحابيَّة لعلَّكِ لاحظتِ النبيَّ لم يسأل سبب الخلاف الذي وقع بينها وبين زوجها ولم يطلب منها تسردَ عليه وقائع الحادثة ولا ماذا قالت قال لها! أراد يُعلمكِ البيوت أسرار! وقد أحبَّ يحفظ سرَّ فإذا بينكِ زوجكِ فلا تُسارعي بنشر غسيل هذا ولو أمام أهلكِ! اُتركي الأمر وبينه ما استطعتِ فإنكما ستصطلحان نهاية المطاف داعي لأن تتشوه صورة عند أهلكِ دعيهم يحبونه ودعيه يُحبُّهم لا تجعليهم يشعرون أنكِ تعيشين ميدان حرب لأنكِ تُخفين عنهم كتاب أيضا صحابية مجاناً PDF اونلاين 2025 أنت الحضن الحنون الذي نأوي هاربين مشقة الحياة الكتف لا نستغني الإتكاء رغم رقته! العكاز الإستناد نعومته! مصنع الرجال مهد الأبطال! لست ضلعا قاصراً أبداً مخلوقاً ضعيفاً يستحق الشفقة أنت نصف المجتمع التي تلدين تربين النصف الآخر رجل إلى الدنيا كان يوماً جنيناً بطنك يأكل صحتك عافيتك ملك أو زعيم مفكر ثري ناجح قطعة لحم صغيرة بين يديك نبي ربيتيه صنعتيه عظيم فارفعي رأسك عالياً!
❞ خِلافٌ زوجي! أنتِ أيضاً صحابيَّة! وتُحبين أن تدخلي بيوت أخواتكِ الصحابيات لتتعلمي، فالبيوت تتشابه، والناس هم الناس في كل عصرٍ، وها أنتِ اليوم في رفقة نبيكِ وحبيبكِ ﷺ وقد جاء لزيارة ابنته فاطمة! لم يجد النبيُّ ﷺ عليَّ بن أبي طالب في البيت، فسأل فاطمة عنه، فأخبرته انه قد حدث بينهما خلاف زوجي، فخرجَ من البيتِ ولا تعرفُ أين هو الآن! فتركها النبيُّ ﷺ وخرج أيضاً، وطلب من رجلٍ أن يبحث له عن عليِّ، فعادَ إليه وأخبره أنه نائم في المسجد، فذهبَ إليه، فإذا هو نائم وقد وضع خدَّه على الأرض، وقد أصابَ التراب خدَّه، فقال له: قُمْ أبا تُراب! وجعلَ النبيُّ ﷺ يمسحُ بيده الشريفة التراب عن وجهه! يا صحابيَّة، لعلَّكِ لاحظتِ أن النبيَّ ﷺ لم يسأل ابنته عن سبب الخلاف، الذي وقع بينها وبين زوجها، ولم يطلب منها أن تسردَ عليه وقائع الحادثة، ولا ماذا قالت له، ولا ماذا قال لها! أراد أن يُعلمكِ أن البيوت أسرار! وقد أحبَّ أن يحفظ سرَّ ابنته، فإذا وقع بينكِ وبين زوجكِ خلاف، فلا تُسارعي بنشر غسيل هذا الخلاف، ولو أمام أهلكِ! اُتركي الأمر بينكِ وبينه ما استطعتِ، فإنكما ستصطلحان نهاية المطاف، فلا داعي لأن تتشوه صورة زوجكِ عند أهلكِ، دعيهم يحبونه، ودعيه يُحبُّهم، لا تجعليهم يشعرون أنكِ تعيشين في ميدان حرب، لأنكِ تُخفين عنهم ساعات الهناءة معه، وتنشرين ساعات الخصام ! فالخلاف يبقى صغيراً ما دام حبيساً بين جدران البيت، ومتى خرجَ من الباب وتناقله الناس، صار ككرة الثلج التي كلما تدحرجتْ صارت أكبر! يا صحابيَّة، الخلافات الزوجية تقعُ في كل البيوت، وهي شيء طبيعي جداً! المهم إذا وقعتْ أن لا تُهدر فيها الكرامات، ولا تُستباحُ فيها الحُرمات! ولا يُفجر فيها بالخصومة! حتى إذا اصطلحنا بقي أحدنا قادراً على أن ينظر في عين الآخر! مشاكل الحياة تُسَوَّى، ولكن جروح القلب والكرامة من العسير أن تلتئم! يا صحابيَّة، لا شيء أجمل من خلاف النبلاء! غضبتْ فاطمة رضي الله عنها فتركها عليُّ وخرج ريثما تهدأ، لا تقفي أمام زوجكِ نافشة ريشكِ كالديكِ، تردين عليه الكلمة بعشر كلمات، اتركيه ريثما يهدأ، الردود وقت المشكلة تفاقمها، وما يُقال في تلك اللحظة ، قد يكون موجعاً أكثر من المشكلة نفسها! تواري قليلاً في غرفتكِ، توضئي وصلي ركعتين وأطفئي نار الشيطان، إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعثُ سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمهم فتنة! يجيء أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول له: ما صنعتَ شيئاً، ثم يجيءُ أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأته، فيدنيه إبليسُ منه ويقول له: نعم أنت! الشيطان يحبُّ أن تستعر الخلافات في البيوت، لأن البيوت التي تُسلب الوفاق والرحمة، هي بيئة خصبة لكل الآثام والشرور، فأغلقي على الشيطان الباب! يا صحابيَّة، مهما حدث بينكِ وبين زوجكِ لا تتركي بيتكِ، بيتكِ هو عرشُكِ والملكة لا تُغادر عرشها! بيتكِ هو حصنُكِ فلا تكشفي نفسكِ، أنتِ لديكِ بنات وهُنَّ ينظرنَ إليكِ، فلا تزرعي في أذهانهنَّ أن مغادرة البيت هو الحل، لا تفسدي صورة زوجكِ في أذهان أولادكِ، لا تجعليه وحشاً بلحظة طيش وقلة صبر، ولأجل شيءٍ يحدثُ في كل البيوت، أوتحسبين أن البيوت التي لا صوت فيها ليس فيها مشاكل، مخطئة أنتِ! كل البيوت فيها مشاكل وخلافات، ولكن الناس يعضّون على جراحهم لتستمر الحياة! يا صحابيَّة، جاء أبو بكر الصِّديق لزيارة ابنته عائشة، فاستأذن على النبيِّ ﷺ، فإذا عائشة ترفعُ صوتها على رسول الله ﷺ، فقال لها: يا بنت فلانة ترفعين صوتكِ على النبي ﷺ! وهمَّ بها ليضربها! فحالَ النبيُّ ﷺ بينه وبينها، ثم خرج أبو بكر فجعل النبيُّ ﷺ يقول لها: ألمْ تريني حِلتُ بينكِ وبين الرجل؟! ثم استأذن أبو بكر مرةً أخرى فسمعَ تضاحكهما، فقال أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما! يا صحابيَّة، مهما بلغتِ من الإيمان فلن تدركي إيمان عائشة، ومهما بلغ زوجكِ من الصلاح، فأين هو من صلاح النبيِّ ﷺ وها قد وقع بينهما خلاف زوجي! ليست المشكلة الحقيقية أن يقع الخلاف، وإنما المشكلة الحقيقية كيف نتصرف في هذا الخلاف؟! وصحيح أن الرجل هو رب البيت ويتحمل مسؤولية كبيرة فيه، ولكن هدوء البيت وسكينته هو وظيفة الزوجة لا الزوج، ولا تتعجبي، أو تتهميني أني أتحزَّبُ للرجال، أنتِ زوجتي، وابنتي، وأمي، وأختي، وعمتي، وخالتي، أنتِ عرضي، وشرفي، وأنا في صفِّكِ ومعكِ، لهذا أخبركِ بالحقيقة وأضعها نصب عينيكِ، واقرئي قول ربكِ: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ واقرئي قول ربكِ: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ السَّكن والطمأنينة والهدوء هو وظيفة الزوجة، صحيح أن الزوج عامل مهم ومؤثر، وقد يكون عاملاً مساعداً، أو عاملاً مُعسراً، ولكن السَّكن وظيفتكِ قبل أن تكون وظيفته! ومتى قمتِ بهذه الوظيفة على أكمل وجه، كان كالخاتم في إصبعكِ!. ❝
❞ خِلافٌ زوجي! أنتِ أيضاً صحابيَّة! وتُحبين أن تدخلي بيوت أخواتكِ الصحابيات لتتعلمي، فالبيوت تتشابه، والناس هم الناس في كل عصرٍ، وها أنتِ اليوم في رفقة نبيكِ وحبيبكِ ﷺ وقد جاء لزيارة ابنته فاطمة! لم يجد النبيُّ ﷺ عليَّ بن أبي طالب في البيت، فسأل فاطمة عنه، فأخبرته انه قد حدث بينهما خلاف زوجي، فخرجَ من البيتِ ولا تعرفُ أين هو الآن! فتركها النبيُّ ﷺ وخرج أيضاً، وطلب من رجلٍ أن يبحث له عن عليِّ، فعادَ إليه وأخبره أنه نائم في المسجد، فذهبَ إليه، فإذا هو نائم وقد وضع خدَّه على الأرض، وقد أصابَ التراب خدَّه، فقال له: قُمْ أبا تُراب! وجعلَ النبيُّ ﷺ يمسحُ بيده الشريفة التراب عن وجهه! يا صحابيَّة، لعلَّكِ لاحظتِ أن النبيَّ ﷺ لم يسأل ابنته عن سبب الخلاف، الذي وقع بينها وبين زوجها، ولم يطلب منها أن تسردَ عليه وقائع الحادثة، ولا ماذا قالت له، ولا ماذا قال لها! أراد أن يُعلمكِ أن البيوت أسرار! وقد أحبَّ أن يحفظ سرَّ ابنته، فإذا وقع بينكِ وبين زوجكِ خلاف، فلا تُسارعي بنشر غسيل هذا الخلاف، ولو أمام أهلكِ! اُتركي الأمر بينكِ وبينه ما استطعتِ، فإنكما ستصطلحان نهاية المطاف، فلا داعي لأن تتشوه صورة زوجكِ عند أهلكِ، دعيهم يحبونه، ودعيه يُحبُّهم، لا تجعليهم يشعرون أنكِ تعيشين في ميدان حرب، لأنكِ تُخفين عنهم ساعات الهناءة معه، وتنشرين ساعات الخصام ! فالخلاف يبقى صغيراً ما دام حبيساً بين جدران البيت، ومتى خرجَ من الباب وتناقله الناس، صار ككرة الثلج التي كلما تدحرجتْ صارت أكبر! يا صحابيَّة، الخلافات الزوجية تقعُ في كل البيوت، وهي شيء طبيعي جداً! المهم إذا وقعتْ أن لا تُهدر فيها الكرامات، ولا تُستباحُ فيها الحُرمات! ولا يُفجر فيها بالخصومة! حتى إذا اصطلحنا بقي أحدنا قادراً على أن ينظر في عين الآخر! مشاكل الحياة تُسَوَّى، ولكن جروح القلب والكرامة من العسير أن تلتئم! يا صحابيَّة، لا شيء أجمل من خلاف النبلاء! غضبتْ فاطمة رضي الله عنها فتركها عليُّ وخرج ريثما تهدأ، لا تقفي أمام زوجكِ نافشة ريشكِ كالديكِ، تردين عليه الكلمة بعشر كلمات، اتركيه ريثما يهدأ، الردود وقت المشكلة تفاقمها، وما يُقال في تلك اللحظة ، قد يكون موجعاً أكثر من المشكلة نفسها! تواري قليلاً في غرفتكِ، توضئي وصلي ركعتين وأطفئي نار الشيطان، إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعثُ سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمهم فتنة! يجيء أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول له: ما صنعتَ شيئاً، ثم يجيءُ أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأته، فيدنيه إبليسُ منه ويقول له: نعم أنت! الشيطان يحبُّ أن تستعر الخلافات في البيوت، لأن البيوت التي تُسلب الوفاق والرحمة، هي بيئة خصبة لكل الآثام والشرور، فأغلقي على الشيطان الباب! يا صحابيَّة، مهما حدث بينكِ وبين زوجكِ لا تتركي بيتكِ، بيتكِ هو عرشُكِ والملكة لا تُغادر عرشها! بيتكِ هو حصنُكِ فلا تكشفي نفسكِ، أنتِ لديكِ بنات وهُنَّ ينظرنَ إليكِ، فلا تزرعي في أذهانهنَّ أن مغادرة البيت هو الحل، لا تفسدي صورة زوجكِ في أذهان أولادكِ، لا تجعليه وحشاً بلحظة طيش وقلة صبر، ولأجل شيءٍ يحدثُ في كل البيوت، أوتحسبين أن البيوت التي لا صوت فيها ليس فيها مشاكل، مخطئة أنتِ! كل البيوت فيها مشاكل وخلافات، ولكن الناس يعضّون على جراحهم لتستمر الحياة! يا صحابيَّة، جاء أبو بكر الصِّديق لزيارة ابنته عائشة، فاستأذن على النبيِّ ﷺ، فإذا عائشة ترفعُ صوتها على رسول الله ﷺ، فقال لها: يا بنت فلانة ترفعين صوتكِ على النبي ﷺ! وهمَّ بها ليضربها! فحالَ النبيُّ ﷺ بينه وبينها، ثم خرج أبو بكر فجعل النبيُّ ﷺ يقول لها: ألمْ تريني حِلتُ بينكِ وبين الرجل؟! ثم استأذن أبو بكر مرةً أخرى فسمعَ تضاحكهما، فقال أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما! يا صحابيَّة، مهما بلغتِ من الإيمان فلن تدركي إيمان عائشة، ومهما بلغ زوجكِ من الصلاح، فأين هو من صلاح النبيِّ ﷺ وها قد وقع بينهما خلاف زوجي! ليست المشكلة الحقيقية أن يقع الخلاف، وإنما المشكلة الحقيقية كيف نتصرف في هذا الخلاف؟! وصحيح أن الرجل هو رب البيت ويتحمل مسؤولية كبيرة فيه، ولكن هدوء البيت وسكينته هو وظيفة الزوجة لا الزوج، ولا تتعجبي، أو تتهميني أني أتحزَّبُ للرجال، أنتِ زوجتي، وابنتي، وأمي، وأختي، وعمتي، وخالتي، أنتِ عرضي، وشرفي، وأنا في صفِّكِ ومعكِ، لهذا أخبركِ بالحقيقة وأضعها نصب عينيكِ، واقرئي قول ربكِ: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ واقرئي قول ربكِ: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ السَّكن والطمأنينة والهدوء هو وظيفة الزوجة، صحيح أن الزوج عامل مهم ومؤثر، وقد يكون عاملاً مساعداً، أو عاملاً مُعسراً، ولكن السَّكن وظيفتكِ قبل أن تكون وظيفته! ومتى قمتِ بهذه الوظيفة على أكمل وجه، كان كالخاتم في إصبعكِ!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ خِلافٌ زوجي! أنتِ أيضاً صحابيَّة! وتُحبين أن تدخلي بيوت أخواتكِ الصحابيات لتتعلمي، فالبيوت تتشابه، والناس هم الناس في كل عصرٍ، وها أنتِ اليوم في رفقة نبيكِ وحبيبكِ ﷺ وقد جاء لزيارة ابنته فاطمة! لم يجد النبيُّ ﷺ عليَّ بن أبي طالب في البيت، فسأل فاطمة عنه، فأخبرته انه قد حدث بينهما خلاف زوجي، فخرجَ من البيتِ ولا تعرفُ أين هو الآن! فتركها النبيُّ ﷺ وخرج أيضاً، وطلب من رجلٍ أن يبحث له عن عليِّ، فعادَ إليه وأخبره أنه نائم في المسجد، فذهبَ إليه، فإذا هو نائم وقد وضع خدَّه على الأرض، وقد أصابَ التراب خدَّه، فقال له: قُمْ أبا تُراب! وجعلَ النبيُّ ﷺ يمسحُ بيده الشريفة التراب عن وجهه! يا صحابيَّة، لعلَّكِ لاحظتِ أن النبيَّ ﷺ لم يسأل ابنته عن سبب الخلاف، الذي وقع بينها وبين زوجها، ولم يطلب منها أن تسردَ عليه وقائع الحادثة، ولا ماذا قالت له، ولا ماذا قال لها! أراد أن يُعلمكِ أن البيوت أسرار! وقد أحبَّ أن يحفظ سرَّ ابنته، فإذا وقع بينكِ وبين زوجكِ خلاف، فلا تُسارعي بنشر غسيل هذا الخلاف، ولو أمام أهلكِ! اُتركي الأمر بينكِ وبينه ما استطعتِ، فإنكما ستصطلحان نهاية المطاف، فلا داعي لأن تتشوه صورة زوجكِ عند أهلكِ، دعيهم يحبونه، ودعيه يُحبُّهم، لا تجعليهم يشعرون أنكِ تعيشين في ميدان حرب، لأنكِ تُخفين عنهم ساعات الهناءة معه، وتنشرين ساعات الخصام ! فالخلاف يبقى صغيراً ما دام حبيساً بين جدران البيت، ومتى خرجَ من الباب وتناقله الناس، صار ككرة الثلج التي كلما تدحرجتْ صارت أكبر! يا صحابيَّة، الخلافات الزوجية تقعُ في كل البيوت، وهي شيء طبيعي جداً! المهم إذا وقعتْ أن لا تُهدر فيها الكرامات، ولا تُستباحُ فيها الحُرمات! ولا يُفجر فيها بالخصومة! حتى إذا اصطلحنا بقي أحدنا قادراً على أن ينظر في عين الآخر! مشاكل الحياة تُسَوَّى، ولكن جروح القلب والكرامة من العسير أن تلتئم! يا صحابيَّة، لا شيء أجمل من خلاف النبلاء! غضبتْ فاطمة رضي الله عنها فتركها عليُّ وخرج ريثما تهدأ، لا تقفي أمام زوجكِ نافشة ريشكِ كالديكِ، تردين عليه الكلمة بعشر كلمات، اتركيه ريثما يهدأ، الردود وقت المشكلة تفاقمها، وما يُقال في تلك اللحظة ، قد يكون موجعاً أكثر من المشكلة نفسها! تواري قليلاً في غرفتكِ، توضئي وصلي ركعتين وأطفئي نار الشيطان، إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعثُ سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمهم فتنة! يجيء أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول له: ما صنعتَ شيئاً، ثم يجيءُ أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأته، فيدنيه إبليسُ منه ويقول له: نعم أنت! الشيطان يحبُّ أن تستعر الخلافات في البيوت، لأن البيوت التي تُسلب الوفاق والرحمة، هي بيئة خصبة لكل الآثام والشرور، فأغلقي على الشيطان الباب! يا صحابيَّة، مهما حدث بينكِ وبين زوجكِ لا تتركي بيتكِ، بيتكِ هو عرشُكِ والملكة لا تُغادر عرشها! بيتكِ هو حصنُكِ فلا تكشفي نفسكِ، أنتِ لديكِ بنات وهُنَّ ينظرنَ إليكِ، فلا تزرعي في أذهانهنَّ أن مغادرة البيت هو الحل، لا تفسدي صورة زوجكِ في أذهان أولادكِ، لا تجعليه وحشاً بلحظة طيش وقلة صبر، ولأجل شيءٍ يحدثُ في كل البيوت، أوتحسبين أن البيوت التي لا صوت فيها ليس فيها مشاكل، مخطئة أنتِ! كل البيوت فيها مشاكل وخلافات، ولكن الناس يعضّون على جراحهم لتستمر الحياة! يا صحابيَّة، جاء أبو بكر الصِّديق لزيارة ابنته عائشة، فاستأذن على النبيِّ ﷺ، فإذا عائشة ترفعُ صوتها على رسول الله ﷺ، فقال لها: يا بنت فلانة ترفعين صوتكِ على النبي ﷺ! وهمَّ بها ليضربها! فحالَ النبيُّ ﷺ بينه وبينها، ثم خرج أبو بكر فجعل النبيُّ ﷺ يقول لها: ألمْ تريني حِلتُ بينكِ وبين الرجل؟! ثم استأذن أبو بكر مرةً أخرى فسمعَ تضاحكهما، فقال أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما! يا صحابيَّة، مهما بلغتِ من الإيمان فلن تدركي إيمان عائشة، ومهما بلغ زوجكِ من الصلاح، فأين هو من صلاح النبيِّ ﷺ وها قد وقع بينهما خلاف زوجي! ليست المشكلة الحقيقية أن يقع الخلاف، وإنما المشكلة الحقيقية كيف نتصرف في هذا الخلاف؟! وصحيح أن الرجل هو رب البيت ويتحمل مسؤولية كبيرة فيه، ولكن هدوء البيت وسكينته هو وظيفة الزوجة لا الزوج، ولا تتعجبي، أو تتهميني أني أتحزَّبُ للرجال، أنتِ زوجتي، وابنتي، وأمي، وأختي، وعمتي، وخالتي، أنتِ عرضي، وشرفي، وأنا في صفِّكِ ومعكِ، لهذا أخبركِ بالحقيقة وأضعها نصب عينيكِ، واقرئي قول ربكِ: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ واقرئي قول ربكِ: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ السَّكن والطمأنينة والهدوء هو وظيفة الزوجة، صحيح أن الزوج عامل مهم ومؤثر، وقد يكون عاملاً مساعداً، أو عاملاً مُعسراً، ولكن السَّكن وظيفتكِ قبل أن تكون وظيفته! ومتى قمتِ بهذه الوظيفة على أكمل وجه، كان كالخاتم في إصبعكِ!. ❝
❞ أنتِ أيضاً صحابيَّة! تخيّلي معي هذا المشهد، وعيشيه بقلبكِ وروحكِ؛ جالسةٌ أنتِ مع النبيِّ ﷺ تُكحلين عينيكِ برؤية وجهه ﷺ تفتحين قلبكِ على مصراعيه لتسمعي حديثه ﷺ فالحبيبُ ﷺ يُسمعُ بالقلب لا بالأذن! وتمرُّ جنازة فيثني الصحابة عليها خيراً، لربما تسمعينهم يقولون: كان هذا الميت صديقاً وفياً، وزوجاً مُحبّاً، وابناً باراً، وجاراً كريماً، كان يتصدَّقُ على المساكين، ويسدُّ دَيْن المدينين، كان يجبرُ الخواطرُ، ويربتُ على الأكتاف، كثيراً ما مسح دمعة حزين، ومدَّ يد المساعدة لمتعثر، كان صديقاً للمصحف، ومشَّاءً إلى المساجد! فقال النبيُّ ﷺ: وجبتْ! ومضى وقت قصير ومرَّتْ جنازة أخرى، فأثنى الصحابة عليها شرّاً! لربما تسمعينهم يقولون: كان هذا الميت صديقاً غادراً، وزوجاً قاسياً، وابناً عاقاً، وجاراً لا يُؤتمن، لم يتصدّقْ يوماً على مسكين، كان يكسرُ الخواطر بأفعاله، ويجرح الكرامات بأقواله، كان هاجر للقرآن، ولا تعرف قدماه طريق المسجد! فقال النبيُّ ﷺ: وجبتْ! فسأله الصحابة: ما وجبتْ يا رسول الله؟ فقال: من أثنيتم عليه خيراً وجبتْ له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرّاً وجبتْ له النار، أنتم شهداء الله في الأرض! أما الآنَ وقد سمعتِ كل هذا، وعرفتِ أنكِ ستُحملين يوماً على الأكتاف إلى قبركِ، وأن الناس الذين تتعاملين معهم اليوم، هم شُهداء الله في الأرض، فأصلحي شُهودكِ! كوني ابنةً بارَّةً، حتى إذا متِّ قال أبواكِ: اللهمَّ ارحمْ بنتاً جبرتْ خواطرنا وأحسنتْ معاملتنا كانت تغضُّ صوتها، وتنتقي كلامها وتُسابق جميع أخواتها في رضانا! كوني زوجةً مُحبَّة، حتى إذا متِّ قال زوجكِ: اللهم ارحمْ زوجةً أحبتني كروحها، صانتْ عِرضي، وأنارتْ بيتي، عطفتْ على أولادي، واحترمتْ أهلي، اللهم إنها كانتْ صابرة في الضَّراء، شاكرة في السَّراء، فاجعلْ قبرها روضةً من رياض الجنّة! كوني أُماً رؤوماً، حتى إذا متِّ قال أولادكِ: اللهم ارحمْ أُماً حنوناً، وقلباً عطوفاً، أفنتْ عمرها في سبيلنا، وقدمتنا على نفسها، أمرتنا بالصلاة، ولاحقتنا على الصيام، وحفَّظتنا القرآن، اللهمَّ إنها لم تُميِّزْ بيننا، ولم توغر صدورنا على بعضٍ، وتركتنا بعدها إخوة متحابين، فاللهمَّ أكرِمْ نُزلها، وأنِرْ قبرها! كوني أُختاً طيِّبة، حتى إذا متِّ قال إخوتكِ: اللهمَّ إنها كانتْ شقيقة الروح وقطعة القلب، وصلتْنا حين قطعناها، وأعطتنا حين منعناها، ما سمعنا منها إلا خيراً، وما رأينا منها إلا خيراً فاللهمَّ اجعلْ قبرها روضةً من رياض الجنَّة! كوني كنَّةً حنوناً، حتى إذا متِّ قالتْ حماتكِ: اللهمَّ إنها كانتْ لي ابنةً أكثر من بناتي، جبرتْ خاطري، وراعتْ مشاعري، وأعانتْ ابني على برِّي، اللهم كُنْ بها رحيماً كما كانتْ بي رحيمة! كوني حماةً طيِّبة، حتى إذا متِّ قالتْ كنتُكِ: اللهمَّ إنها كانت لي أُماً مع أمي، ساندتني حين ضعفتُ، وواستني حين حزنتُ، وأمرتْ ابنها بحُسن معاملتي، ولم تُفضِّل أولاد غيري على أولادي، اللهمَّ عاملها اليوم بما يليقُ بكرمكَ! كوني جارةً مُحبَّة، حتى إذا متِّ قالتْ جارتكِ: اللهمَّ إنها كانت لي أُختاً كانتْ في المصائب كتفاً وفي النوائب عكازاً ما كشفتْ لنا سراً، ولا هتكتْ لنا عِرضاً، كانتْ تزورُ مريضنا، وتُعزي في ميّتنا، تُهدينا الطعام، وتُلقي علينا السَّلام، فاللهم كُن لها جاراً وجواراً! كوني صديقةً مأمونة، حتى إذا متِّ قالتْ صديقتكِ: اللهمَّ إنها كانتْ من نِعمكَ عليَّ، كانتْ تُذكرني بكَ، وتحثني على طاعتكَ، أهدتني مصحفاً هو رفيقي، وسُبحةً هي دوماً في يدي، لم تُفشِ لي سرِّاً، كنتُ إذا اعوججتُ باللطفِ قوَّمتني، وإن حزنتُ واستني في حزني، وإن فرحتُ شاركتني في فرحي، اللهمَّ إنها فتحتْ لي قلبها وبيتها، فابنِ لها بيتاً في الجنة!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ أنتِ أيضاً صحابيَّة! تخيّلي معي هذا المشهد، وعيشيه بقلبكِ وروحكِ؛ جالسةٌ أنتِ مع النبيِّ ﷺ تُكحلين عينيكِ برؤية وجهه ﷺ تفتحين قلبكِ على مصراعيه لتسمعي حديثه ﷺ فالحبيبُ ﷺ يُسمعُ بالقلب لا بالأذن! وتمرُّ جنازة فيثني الصحابة عليها خيراً، لربما تسمعينهم يقولون: كان هذا الميت صديقاً وفياً، وزوجاً مُحبّاً، وابناً باراً، وجاراً كريماً، كان يتصدَّقُ على المساكين، ويسدُّ دَيْن المدينين، كان يجبرُ الخواطرُ، ويربتُ على الأكتاف، كثيراً ما مسح دمعة حزين، ومدَّ يد المساعدة لمتعثر، كان صديقاً للمصحف، ومشَّاءً إلى المساجد! فقال النبيُّ ﷺ: وجبتْ! ومضى وقت قصير ومرَّتْ جنازة أخرى، فأثنى الصحابة عليها شرّاً! لربما تسمعينهم يقولون: كان هذا الميت صديقاً غادراً، وزوجاً قاسياً، وابناً عاقاً، وجاراً لا يُؤتمن، لم يتصدّقْ يوماً على مسكين، كان يكسرُ الخواطر بأفعاله، ويجرح الكرامات بأقواله، كان هاجر للقرآن، ولا تعرف قدماه طريق المسجد! فقال النبيُّ ﷺ: وجبتْ! فسأله الصحابة: ما وجبتْ يا رسول الله؟ فقال: من أثنيتم عليه خيراً وجبتْ له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرّاً وجبتْ له النار، أنتم شهداء الله في الأرض! أما الآنَ وقد سمعتِ كل هذا، وعرفتِ أنكِ ستُحملين يوماً على الأكتاف إلى قبركِ، وأن الناس الذين تتعاملين معهم اليوم، هم شُهداء الله في الأرض، فأصلحي شُهودكِ! كوني ابنةً بارَّةً، حتى إذا متِّ قال أبواكِ: اللهمَّ ارحمْ بنتاً جبرتْ خواطرنا وأحسنتْ معاملتنا كانت تغضُّ صوتها، وتنتقي كلامها وتُسابق جميع أخواتها في رضانا! كوني زوجةً مُحبَّة، حتى إذا متِّ قال زوجكِ: اللهم ارحمْ زوجةً أحبتني كروحها، صانتْ عِرضي، وأنارتْ بيتي، عطفتْ على أولادي، واحترمتْ أهلي، اللهم إنها كانتْ صابرة في الضَّراء، شاكرة في السَّراء، فاجعلْ قبرها روضةً من رياض الجنّة! كوني أُماً رؤوماً، حتى إذا متِّ قال أولادكِ: اللهم ارحمْ أُماً حنوناً، وقلباً عطوفاً، أفنتْ عمرها في سبيلنا، وقدمتنا على نفسها، أمرتنا بالصلاة، ولاحقتنا على الصيام، وحفَّظتنا القرآن، اللهمَّ إنها لم تُميِّزْ بيننا، ولم توغر صدورنا على بعضٍ، وتركتنا بعدها إخوة متحابين، فاللهمَّ أكرِمْ نُزلها، وأنِرْ قبرها! كوني أُختاً طيِّبة، حتى إذا متِّ قال إخوتكِ: اللهمَّ إنها كانتْ شقيقة الروح وقطعة القلب، وصلتْنا حين قطعناها، وأعطتنا حين منعناها، ما سمعنا منها إلا خيراً، وما رأينا منها إلا خيراً فاللهمَّ اجعلْ قبرها روضةً من رياض الجنَّة! كوني كنَّةً حنوناً، حتى إذا متِّ قالتْ حماتكِ: اللهمَّ إنها كانتْ لي ابنةً أكثر من بناتي، جبرتْ خاطري، وراعتْ مشاعري، وأعانتْ ابني على برِّي، اللهم كُنْ بها رحيماً كما كانتْ بي رحيمة! كوني حماةً طيِّبة، حتى إذا متِّ قالتْ كنتُكِ: اللهمَّ إنها كانت لي أُماً مع أمي، ساندتني حين ضعفتُ، وواستني حين حزنتُ، وأمرتْ ابنها بحُسن معاملتي، ولم تُفضِّل أولاد غيري على أولادي، اللهمَّ عاملها اليوم بما يليقُ بكرمكَ! كوني جارةً مُحبَّة، حتى إذا متِّ قالتْ جارتكِ: اللهمَّ إنها كانت لي أُختاً كانتْ في المصائب كتفاً وفي النوائب عكازاً ما كشفتْ لنا سراً، ولا هتكتْ لنا عِرضاً، كانتْ تزورُ مريضنا، وتُعزي في ميّتنا، تُهدينا الطعام، وتُلقي علينا السَّلام، فاللهم كُن لها جاراً وجواراً! كوني صديقةً مأمونة، حتى إذا متِّ قالتْ صديقتكِ: اللهمَّ إنها كانتْ من نِعمكَ عليَّ، كانتْ تُذكرني بكَ، وتحثني على طاعتكَ، أهدتني مصحفاً هو رفيقي، وسُبحةً هي دوماً في يدي، لم تُفشِ لي سرِّاً، كنتُ إذا اعوججتُ باللطفِ قوَّمتني، وإن حزنتُ واستني في حزني، وإن فرحتُ شاركتني في فرحي، اللهمَّ إنها فتحتْ لي قلبها وبيتها، فابنِ لها بيتاً في الجنة!. ❝