█ كان النبي ﷺ يمر الصبيان فيُسلم عليهم وكان يخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب الشاة لأهله ويعلف البعير ويأكل مع الخادم ويجالس المساكين ويمشي الأرملة واليتيم حاجتهما ويبدأ من لقيه بالسلام ويجيب دعوة دعاه ولو إلى أيسر شيء هين المؤنة لين الخلق كريم الطبع جميل المعاشرة طلق الوجه بساما متواضعا غير ذِلَّة جَوّاد سَرّف رقيق القلب رحيما بكل مسلم خافض الجناح للمؤمنين الجانب لهم كتاب مدارج السالكين (ط العلمية) مجاناً PDF اونلاين 2024 هذا الكتاب هو خير ما كتب الإمام ابن القّيم وحسبنا به تهذيب النفوس والأخلاق والتأدب بآداب المتقين الصادقين مما يدل أوضح دلالة أنه كان أولئك المهتدين الذين طابت نفوسهم بتقوى الله فجاء ليسدّ الحاجة الماسّة إليه عصر المادة يجمع النشاط المادي عند الناس صفاء الأرواح وتقوى وتهذيب الأخلاق حتى يجعل للعرب والمسلمين فيما آتاهم الأسباب المادية والغنى والثراء الحاضر والمنتظر المستقبل حياة عزيزة كريمة آمنة ظل الإسلام والإمام القيّم كتابه ينبه أن كمال الإنسان إنما بالعلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى ودين الحق وبتكميله لغيره هذين الأمرين وبالتوصية بالحق والصبر عليه وما إلا الإيمان وليس ذلك بالإقبال القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثاره فإنه الكفيل بمصالح العباد المعاش والمعاد والموصل سبيل الرشاد فالحقيقة والطريقة والأذواق والمواجيد الصحيحة كلها لا تقبس مشكاته ولا تستثمر شجراته القيم كله بالكلام فاتحة وأم وعلى بعض تضمنته هذه السورة المطالب الرد جميع طوائف أهل البدع والضلال منازل السائرين ومقامات العارفين والفرق بين وسائلها وغاياتها ومواهبها وكسبياتها وبيان يقوم مقامها يسد مسدها ولذلك لم ينزل تعالى التوراة الإنجيل مثلها ونظراً لأهمية فقد عمل تحقيقه حيث تم تخريج آياته وأهم أحاديثه والتعليق نصوصه بما يفيد المطالع فيها جانب أعطى نبذة يسيرة عن الفرق الإسلامية ووقف المصطلحات الصوفية والفلسفية وإتماماً للنفع وضعت ترجمة لشيخ مستهل
❞ وإن أعطاك الله ما أعطاك بلا سؤال منك ، فاسأله أن يجعله عونا لك على طاعته وبلاغا إلى مرضاته ، ولا يجعله قاطعا لك عنه ، ولا مبعدا عن مرضاته ، ولا تظن أن عطائه كل ما أعطى لكرامة عبده عليه ، ولا منعه كل ما يمنعه لهوان عبده عليه ، ولكن عطائه ومنعه إبتلاء وامتحان يمتحن به عباده . ❝
❞ الذكر ˝ منشور الولاية ˝ الذي من أُعطيه إتصل ، ومن منعه عُزل ، وهو قوت قلوب القوم ، التي متى ما فارقها صارت الأجساد لها قبورا ، وعمارة ديارهم التي إذا تعطلت عنه صارت بورا ، وهو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع الطريق ، وماؤهم الذي يطفئون به التهاب الحريق ، ودواء أسقامهم الذي متى ما فارقهم إنتكست منه القلوب ، والسبب الواصل ، والعلاقة التي كانت بينهم وبين علام الغيوب ، به يستدفعون الآفات ويستكشفون الكربات ، وتهون عليهم به المصيبات ، إذا أضلهم البلاء فإليه ملجؤهم ، وإذا نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم ، فهو رياض جنتهم التي فيها يتقلبون ، ورؤوس أموال سعادتهم التي بها يتاجرون ، يدع القلب الحزين ضاحكا مسرورا ، ويوصل الذاكر إلى المذكور ، بل يدع الذاكر مذكورا . ❝
❞ فلله هِمَّة نفسٍ قطعت جميع الأكوان فما ألقَت عصى السير إلا بين يدي الرحمن تبارك وتعالى ، فسجدت بين يديه سجدة الشكر على الوصول إليه ، فلم تَزَّل ساجدة حتى قيل لها : ( يا أيّتُها النَّفس المُطمئنَّة ارجعي إِلى ربِّك راضية مرضيّة فادخلي في عبادي وادخُلي جنَّتي ) . ❝