كانت أسفاره ﷺ دائرة بين أربعة أسفار : سفره لهجرته ،... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ كانت أسفاره ﷺ دائرة بين أربعة أسفار : سفره لهجرته وسفره للجهاد وهو أكثرها للعمرة للحج وكان إذا أراد سفراً أقرع نسائه فأيَّتُهن خرج سهمها سافر بها معه ولما حج بهن جميعاً من أول النهار يستحِبُّ الخروج يوم الخميس ودعا الله تبارك وتعالى أن يُبارك لأُمَّتِهِ بكورها بعث سرية أو جيشاً بعثهم وأمر المسافرين كانوا ثلاثة يؤمروا أحدهم ونهى يُسافر الرجل وحده وأخبر الراكِبَ شَيْطَانٌ والرَّاكِبانِ شَيْطَانَانِ وَالثَّلاثَةُ رَكْب وذُكر عنه أنه كان يقول حين ينهض للسفر ( اللَّهُم إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وبكَ اعْتَصَمْتُ اكْفِني ما أهمني وَمَا لاَ أَهْتَمُّ بِهِ اللَّهُمَّ زَوْدْنِي التَّقْوَى وَاغْفِرْ لِي ذَنْبي وَوَجُهْنِي لِلخَيْرِ أَيْنَمَا ) قدمت إليه دابته ليركبها بسم الله) يضع رجله الركاب وإذا استوى ظهرها قال الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ثُمَّ يَقُولُ الحَمْدُ لله ثم اللَّهُ أَكْبَرُ كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن أية مصادر ينقل منها يحتاج أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ كانت أسفاره ﷺ دائرة بين أربعة أسفار : سفره لهجرته ، وسفره للجهاد ، وهو أكثرها ، وسفره للعمرة ، وسفره للحج ، وكان إذا أراد سفراً ، أقرع بين نسائه ، فأيَّتُهن خرج سهمها ، سافر بها معه ، ولما حج سافر بهن جميعاً ، وكان إذا سافر خرج من أول النهار ، وكان يستحِبُّ الخروج يوم الخميس ، ودعا الله تبارك وتعالى أن يُبارك لأُمَّتِهِ في بكورها ، وكان إذا بعث سرية أو جيشاً ، بعثهم من أول النهار ، وأمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا أحدهم ، ونهى أن يُسافر الرجل وحده ، وأخبر أن الراكِبَ شَيْطَانٌ ، والرَّاكِبانِ شَيْطَانَانِ ، وَالثَّلاثَةُ رَكْب ، وذُكر عنه أنه كان يقول حين ينهض للسفر ( اللَّهُم إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وبكَ اعْتَصَمْتُ ، اللَّهُم اكْفِني ما أهمني وَمَا لاَ أَهْتَمُّ بِهِ ، اللَّهُمَّ زَوْدْنِي التَّقْوَى ، وَاغْفِرْ لِي ذَنْبي ، وَوَجُهْنِي لِلخَيْرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهْتُ ) ، وكان إذا قدمت إليه دابته ليركبها ، يقول ( بسم الله) حين يضع رجله في الركاب ، وإذا استوى على ظهرها قال ( الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، ثُمَّ يَقُولُ الحَمْدُ لله ، الحَمْدُ لله ، الحَمْدُ لِلَّهِ ، ثم يقول اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، ثم يقولُ سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَاغْفِر لِي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ ) ، وكان يقول ( اللَّهُم إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُم هَوَّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُم أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ ، وَالخَلِيفَةُ في الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَابَةِ المُنْقَلَبِ ، وَسُوءِ المَنْظَرِ في الأَهْلِ وَالمَالِ ، وإذا رجع ، قالهن ، وزاد فيهن آيبون تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) ، وكان هو وأصحابه إذا عَلوا الثنايا ، كبَّروا ، وإذا هبطوا الأودية ، سبحوا ، وكان إذا أشرف على قرية يُريد دخولها يقولُ ( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ ، وَرَبَّ الأَرضين السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَما ذَرَيْنَ أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا ، وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا ) ، وذكر عنه أنه كان يقول ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرِ مَا جَمَعْتَ فِيهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جَمَعْتَ فِيهَا ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا جَنَاهَا ، وَأَعِذْنَا مِنْ وَبَاهَا ، وَحَببنَا إِلَى أَهْلِهَا ، وَحَبِّبْ صَالِحِي أَهْلِهَا إِلَيْنَا) . وكان يقصر الرباعية ، فيُصليها ركعتين من حين يخرج مسافراً إلى أن يرجع إلى المدينة ، ولم يثبت عنه أنه أتمَّ الرُّباعية في سفره البتة ، وكان من هديه ﷺ في سفره الاقتصار على الفرض ، ولم يُحفظ عنه أنه صلى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها إلا ما كان من الوتر وسنة الفجر ، فإنه لم يكن ليدعهما ، حضراً ولا سفراً ، وكان من هديه ﷺ صلاة التطوع على راحلته حيث توجهت به ، وكان يومىء إيماء برأسه في ركوعه ، وسجوده ، وسجوده أخفض من ركوعه ، وكان من هديه ﷺ ، أنه إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس ، أخر الظهر إلى وقت العصر ، ثم نزل فجمع بينهما ، فإن زالت الشمس قبل أن يَرتَحِلَ ، صلَّى الظهر ، ثم ركب ، وكان إذا أعجله السير ، أخَّر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء في وقت العشاء ، ولم يكن من هديه ﷺ الجمع راكباً في سفره ، كما يفعله كثير من الناس ، ولا الجمع حال نزوله أيضاً ، وإنما كان يجمع إذا جد به السير ، وإذا سار عقيب الصلاة ، ولم يَحدُّ ﷺ لأمته مسافة محدودة للقصر والفطر ، بل أطلق لهم ذلك في مطلق السفر والضرب في الأرض ، كما أطلق لهم التيمم في كل سفر ، وأما ما يُروى عنه من التحديد باليوم أو اليومين أو الثلاثة ، فلم يصح عنه منها شيء البتة ، والله أعلم. ❝
❞ كانت أسفاره ﷺ دائرة بين أربعة أسفار : سفره لهجرته ، وسفره للجهاد ، وهو أكثرها ، وسفره للعمرة ، وسفره للحج ، وكان إذا أراد سفراً ، أقرع بين نسائه ، فأيَّتُهن خرج سهمها ، سافر بها معه ، ولما حج سافر بهن جميعاً ، وكان إذا سافر خرج من أول النهار ، وكان يستحِبُّ الخروج يوم الخميس ، ودعا الله تبارك وتعالى أن يُبارك لأُمَّتِهِ في بكورها ، وكان إذا بعث سرية أو جيشاً ، بعثهم من أول النهار ، وأمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا أحدهم ، ونهى أن يُسافر الرجل وحده ، وأخبر أن الراكِبَ شَيْطَانٌ ، والرَّاكِبانِ شَيْطَانَانِ ، وَالثَّلاثَةُ رَكْب ، وذُكر عنه أنه كان يقول حين ينهض للسفر ( اللَّهُم إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وبكَ اعْتَصَمْتُ ، اللَّهُم اكْفِني ما أهمني وَمَا لاَ أَهْتَمُّ بِهِ ، اللَّهُمَّ زَوْدْنِي التَّقْوَى ، وَاغْفِرْ لِي ذَنْبي ، وَوَجُهْنِي لِلخَيْرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهْتُ ) ، وكان إذا قدمت إليه دابته ليركبها ، يقول ( بسم الله) حين يضع رجله في الركاب ، وإذا استوى على ظهرها قال ( الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، ثُمَّ يَقُولُ الحَمْدُ لله ، الحَمْدُ لله ، الحَمْدُ لِلَّهِ ، ثم يقول اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، ثم يقولُ سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَاغْفِر لِي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ ) ، وكان يقول ( اللَّهُم إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُم هَوَّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُم أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ ، وَالخَلِيفَةُ في الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَابَةِ المُنْقَلَبِ ، وَسُوءِ المَنْظَرِ في الأَهْلِ وَالمَالِ ، وإذا رجع ، قالهن ، وزاد فيهن آيبون تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) ، وكان هو وأصحابه إذا عَلوا الثنايا ، كبَّروا ، وإذا هبطوا الأودية ، سبحوا ، وكان إذا أشرف على قرية يُريد دخولها يقولُ ( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ ، وَرَبَّ الأَرضين السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَما ذَرَيْنَ أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا ، وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا ) ، وذكر عنه أنه كان يقول ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرِ مَا جَمَعْتَ فِيهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جَمَعْتَ فِيهَا ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا جَنَاهَا ، وَأَعِذْنَا مِنْ وَبَاهَا ، وَحَببنَا إِلَى أَهْلِهَا ، وَحَبِّبْ صَالِحِي أَهْلِهَا إِلَيْنَا) . وكان يقصر الرباعية ، فيُصليها ركعتين من حين يخرج مسافراً إلى أن يرجع إلى المدينة ، ولم يثبت عنه أنه أتمَّ الرُّباعية في سفره البتة ، وكان من هديه ﷺ في سفره الاقتصار على الفرض ، ولم يُحفظ عنه أنه صلى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها إلا ما كان من الوتر وسنة الفجر ، فإنه لم يكن ليدعهما ، حضراً ولا سفراً ، وكان من هديه ﷺ صلاة التطوع على راحلته حيث توجهت به ، وكان يومىء إيماء برأسه في ركوعه ، وسجوده ، وسجوده أخفض من ركوعه ، وكان من هديه ﷺ ، أنه إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس ، أخر الظهر إلى وقت العصر ، ثم نزل فجمع بينهما ، فإن زالت الشمس قبل أن يَرتَحِلَ ، صلَّى الظهر ، ثم ركب ، وكان إذا أعجله السير ، أخَّر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء في وقت العشاء ، ولم يكن من هديه ﷺ الجمع راكباً في سفره ، كما يفعله كثير من الناس ، ولا الجمع حال نزوله أيضاً ، وإنما كان يجمع إذا جد به السير ، وإذا سار عقيب الصلاة ، ولم يَحدُّ ﷺ لأمته مسافة محدودة للقصر والفطر ، بل أطلق لهم ذلك في مطلق السفر والضرب في الأرض ، كما أطلق لهم التيمم في كل سفر ، وأما ما يُروى عنه من التحديد باليوم أو اليومين أو الثلاثة ، فلم يصح عنه منها شيء البتة ، والله أعلم. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ كانت أسفاره ﷺ دائرة بين أربعة أسفار : سفره لهجرته ، وسفره للجهاد ، وهو أكثرها ، وسفره للعمرة ، وسفره للحج ، وكان إذا أراد سفراً ، أقرع بين نسائه ، فأيَّتُهن خرج سهمها ، سافر بها معه ، ولما حج سافر بهن جميعاً ، وكان إذا سافر خرج من أول النهار ، وكان يستحِبُّ الخروج يوم الخميس ، ودعا الله تبارك وتعالى أن يُبارك لأُمَّتِهِ في بكورها ، وكان إذا بعث سرية أو جيشاً ، بعثهم من أول النهار ، وأمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا أحدهم ، ونهى أن يُسافر الرجل وحده ، وأخبر أن الراكِبَ شَيْطَانٌ ، والرَّاكِبانِ شَيْطَانَانِ ، وَالثَّلاثَةُ رَكْب ، وذُكر عنه أنه كان يقول حين ينهض للسفر ( اللَّهُم إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وبكَ اعْتَصَمْتُ ، اللَّهُم اكْفِني ما أهمني وَمَا لاَ أَهْتَمُّ بِهِ ، اللَّهُمَّ زَوْدْنِي التَّقْوَى ، وَاغْفِرْ لِي ذَنْبي ، وَوَجُهْنِي لِلخَيْرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهْتُ ) ، وكان إذا قدمت إليه دابته ليركبها ، يقول ( بسم الله) حين يضع رجله في الركاب ، وإذا استوى على ظهرها قال ( الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، ثُمَّ يَقُولُ الحَمْدُ لله ، الحَمْدُ لله ، الحَمْدُ لِلَّهِ ، ثم يقول اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، ثم يقولُ سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَاغْفِر لِي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ ) ، وكان يقول ( اللَّهُم إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُم هَوَّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُم أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ ، وَالخَلِيفَةُ في الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَابَةِ المُنْقَلَبِ ، وَسُوءِ المَنْظَرِ في الأَهْلِ وَالمَالِ ، وإذا رجع ، قالهن ، وزاد فيهن آيبون تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) ، وكان هو وأصحابه إذا عَلوا الثنايا ، كبَّروا ، وإذا هبطوا الأودية ، سبحوا ، وكان إذا أشرف على قرية يُريد دخولها يقولُ ( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ ، وَرَبَّ الأَرضين السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَما ذَرَيْنَ أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا ، وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا ) ، وذكر عنه أنه كان يقول ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرِ مَا جَمَعْتَ فِيهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جَمَعْتَ فِيهَا ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا جَنَاهَا ، وَأَعِذْنَا مِنْ وَبَاهَا ، وَحَببنَا إِلَى أَهْلِهَا ، وَحَبِّبْ صَالِحِي أَهْلِهَا إِلَيْنَا) . وكان يقصر الرباعية ، فيُصليها ركعتين من حين يخرج مسافراً إلى أن يرجع إلى المدينة ، ولم يثبت عنه أنه أتمَّ الرُّباعية في سفره البتة ، وكان من هديه ﷺ في سفره الاقتصار على الفرض ، ولم يُحفظ عنه أنه صلى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها إلا ما كان من الوتر وسنة الفجر ، فإنه لم يكن ليدعهما ، حضراً ولا سفراً ، وكان من هديه ﷺ صلاة التطوع على راحلته حيث توجهت به ، وكان يومىء إيماء برأسه في ركوعه ، وسجوده ، وسجوده أخفض من ركوعه ، وكان من هديه ﷺ ، أنه إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس ، أخر الظهر إلى وقت العصر ، ثم نزل فجمع بينهما ، فإن زالت الشمس قبل أن يَرتَحِلَ ، صلَّى الظهر ، ثم ركب ، وكان إذا أعجله السير ، أخَّر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء في وقت العشاء ، ولم يكن من هديه ﷺ الجمع راكباً في سفره ، كما يفعله كثير من الناس ، ولا الجمع حال نزوله أيضاً ، وإنما كان يجمع إذا جد به السير ، وإذا سار عقيب الصلاة ، ولم يَحدُّ ﷺ لأمته مسافة محدودة للقصر والفطر ، بل أطلق لهم ذلك في مطلق السفر والضرب في الأرض ، كما أطلق لهم التيمم في كل سفر ، وأما ما يُروى عنه من التحديد باليوم أو اليومين أو الثلاثة ، فلم يصح عنه منها شيء البتة ، والله أعلم. ❝
❞ هديه ﷺ في زكاة الفطر فرضها رسول الله ﷺ على المسلم ، وعلى مَنْ يَمُونُهُ منْ صَغير وكبير ، ذكر وأنثى ، حرِّ وَعَبْدِ ، صاعاً مِنْ تمْر ، أو صاعاً مِنْ شَعير ، أو صاعاً مِنْ أَقط ، أو صاعاً من زبيب ، وروي عنه : أو صاعاً من دقيق ، وروي عنه : نصف صاع من بر ، وكان من هديه ﷺ إخراج هذه الصدقة قبل صلاة العيد ، وفي السنن عنه أنه قال ( مَنْ أداها قَبْلَ الصَّلاة ، فَهِي زَكَاةٌ مَقْبُولة ، ومَنْ أَدَّاها بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِي صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ ) ، وفي الصحيحين عن ابن عمر قال : أَمَرَ رَسُولُ الله ﷺ بزكاةِ الفِطْرِ أَن تُؤدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلاة ، ومقتضى هذين الحديثين ، أنه لا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد ، وأنها تفوتُ بالفراغ من الصلاة ، وهذا هو الصواب فإنه لا مُعارِض لهذين الحديثين ولا ناسخ ، ولا إجماع يدفع القول بهما ، وكان شيخنا يُقوي ذلك وينصره ، وكان من هديه ﷺ تخصيص المساكين بهذه الصدقة ، ولم يكن يقسمها على الأصناف الثمانية قبضة قبضة ، ولا أمر بذلك ، ولا فعله أحد أصحابه ، ولا من بعدهم ، بل أحد القولين عندنا : إنه لا يجوز إخراجها إلا على المساكين خاصة ، وهذا القول أرجحُ من القول بوجوب قسمتها على الأصناف الثمانية. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ هديه ﷺ في زكاة الفطر
فرضها رسول الله ﷺ على المسلم ، وعلى مَنْ يَمُونُهُ منْ صَغير وكبير ، ذكر وأنثى ، حرِّ وَعَبْدِ ، صاعاً مِنْ تمْر ، أو صاعاً مِنْ شَعير ، أو صاعاً مِنْ أَقط ، أو صاعاً من زبيب ، وروي عنه : أو صاعاً من دقيق ، وروي عنه : نصف صاع من بر ، وكان من هديه ﷺ إخراج هذه الصدقة قبل صلاة العيد ، وفي السنن عنه أنه قال ( مَنْ أداها قَبْلَ الصَّلاة ، فَهِي زَكَاةٌ مَقْبُولة ، ومَنْ أَدَّاها بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِي صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ ) ، وفي الصحيحين عن ابن عمر قال : أَمَرَ رَسُولُ الله ﷺ بزكاةِ الفِطْرِ أَن تُؤدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلاة ، ومقتضى هذين الحديثين ، أنه لا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد ، وأنها تفوتُ بالفراغ من الصلاة ، وهذا هو الصواب فإنه لا مُعارِض لهذين الحديثين ولا ناسخ ، ولا إجماع يدفع القول بهما ، وكان شيخنا يُقوي ذلك وينصره ، وكان من هديه ﷺ تخصيص المساكين بهذه الصدقة ، ولم يكن يقسمها على الأصناف الثمانية قبضة قبضة ، ولا أمر بذلك ، ولا فعله أحد أصحابه ، ولا من بعدهم ، بل أحد القولين عندنا : إنه لا يجوز إخراجها إلا على المساكين خاصة ، وهذا القول أرجحُ من القول بوجوب قسمتها على الأصناف الثمانية. ❝