هديه ﷺ في الجنائز : كان هديه ﷺ في الجنائز أكمل الهدي ،... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ هديه ﷺ الجنائز : كان أكمل الهدي مخالفاً لهدي سائر الأمم مشتملاً الإحسان إلى الميت ومعاملته بما ينفعه قبره ويوم معاده وعلى أهله وأقاربه وكان من إقامة العبودية للرب تبارك وتعالى الأحوال والإحسان وتجهيزه الله أحسن أحواله وأفضلها ووقوفه ووقوف أصحابه صفوفاً يحمدون ويستغفرون له ويسألون المغفرة والرحمة والتجاوز عنه ثم المشي بين يديه أن يودعوه حفرته يقوم هو وأصحابه سائلين التثبيت أحوج ما كان إليه يتعاهده بالزيارة والسلام عليه والدعاء كما يتعاهد الحي صاحبه دار الدنيا فأول ذلك تعاهده مرضه وتذكيره الآخرة وأمره بالوصية والتوبة وأمر حضره بتلقينه شهادة لا إله إلا لتكون آخر كلامه النهي عن عادة التي تؤمِنُ بالبعث والنشور مِن لطم الخُدُود وشق الثياب وحلق الرؤوس ورفع الصوت بالندب والنياحة وتوابع وسَنَّ الخشوع للميت والبكاء الذي صوت معه وحُزْنَ القلب يفعل ويقول ( تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ وَلَا نَقُولُ يُرضِي الرَّبِّ ) لأمته الحمد والاسترجاع والرضى كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن معيشته وعباداته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن أية مصادر ينقل منها يحتاج أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ هديه ﷺ في الجنائز : كان هديه ﷺ في الجنائز أكمل الهدي ، مخالفاً لهدي سائر الأمم ، مشتملاً على الإحسان إلى الميت ومعاملته بما ينفعه في قبره ويوم معاده ، وعلى الإحسان إلى أهله وأقاربه ، وكان من هديه في الجنائز إقامة العبودية للرب تبارك وتعالى على أكمل الأحوال ، والإحسان إلى الميت وتجهيزه إلى الله على أحسن أحواله وأفضلها ، ووقوفه ووقوف أصحابه صفوفاً يحمدون الله ويستغفرون له ، ويسألون له المغفرة والرحمة والتجاوز عنه ، ثم المشي بين يديه إلى أن يودعوه حفرته ، ثم يقوم هو وأصحابه بين يديه على قبره سائلين له التثبيت أحوج ما كان إليه ، ثم يتعاهده بالزيارة له في قبره ، والسلام عليه والدعاء له كما يتعاهد الحي صاحبه في دار الدنيا ، فأول ذلك تعاهده في مرضه ، وتذكيره الآخرة ، وأمره بالوصية ، والتوبة ، وأمر من حضره بتلقينه شهادة أن لا إله إلا الله لتكون آخر كلامه ، ثم النهي عن عادة الأمم التي لا تؤمِنُ بالبعث والنشور ، مِن لطم الخُدُود ، وشق الثياب ، وحلق الرؤوس ، ورفع الصوت بالندب ، والنياحة وتوابع ذلك ، وسَنَّ ﷺ الخشوع للميت ، والبكاء الذي لا صوت معه ، وحُزْنَ القلب ، وكان يفعل ذلك ويقول ( تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ وَلَا نَقُولُ إلا ما يُرضِي الرَّبِّ ) ، وسَنَّ لأمته الحمد والاسترجاع والرضى عن الله ، ولم يكن ذلك منافياً لدمع العين وحزن القلب ، ولذلك كان ﷺ أرضى الخلقِ عن الله في قضائه ، وأعظمهم ، وبكى مع ذلك يوم موت ابنه إبراهيم رأفة منه ، ورحمة للولد ، ورقة عليه ، والقلب ممتلىء بالرضى عن الله عز وجل وشكره ، واللسانُ مشتغل بذكره وحمده ، وكان من هديه ﷺ الاسراع بتجهيز الميت إلى الله ، وتطهيره ، وتنظيفه ، وتطييبه ، وتكفينه في الثياب البيض ، ثم يُؤتى به إليه ، فيُصلي عليه بعد أن كان يُدعى إلى الميت عند احتضاره فيُقيم عنده حتى يقضي ، ثم يحضر تجهيزه ، ثم يُصلِّي عليه ، ويشيعه إلى قبره ، ثم رأى الصحابة أن ذلك يشق عليه ، فكانوا إذا قضى الميت ، دعوه فحضر ، تجهيزه وغسله وتكفينه ، ثم رأوا أن ذلك يشق عليه ، فكانوا هم يُجهزون ، ميتهم ، ويحملونه إليه ﷺ على سريره ، فيُصلي عليه خارج المسجد ، ولم يكن من هديه الراتب الصلاة عليه في المسجد ، وإنما كان يُصلي على الجنازة خارج المسجد ، وربما كان يصلي أحياناً على الميت في المسجد ، كما صلى على سهيل بن بيضاء وأخيه في المسجد ، ولكن لم يكن ذلك سنته وعادته ، وكان من هديه ﷺ تسجيةُ الميت إذا مات وتغميض عينيه ، وتغطية وجهه و بدنه ، وكان رُبما يُقبل الميت كما قبَّل عثمان بن مظعون وبكى ، وكذلك الصديق أكب عليه ، فقبله بعد موته ، وكان ﷺ يأمر بغسل الميت ثلاثاً أو خمساً ، أو أكثر بحسب ما يراه الغاسل ، ويأمر بالكافور في الغسلة الأخيرة ، وكان لا يُغسل الشُّهَداءَ قَتْلَى المعركة ، وذكر الإمام أحمد أنه نهى عن تغسيلهم ، وكان ينزع عنهم الجلود والحديد ويَدفنُهم في ثيابهم ، ولم يُصل عليهم ، وكان إذا مات المُحرِمُ ، أمر أن يُغسل بماء وسدر ، ويكفن في ثوبيه وهما ثوبا إحرامه ، إزاره ورداؤه وينهى عن تطييبه وتغطية رأسه ، وكان يأمر من ولي الميت أن يُحسن كفنه ، ويُكفنه في البياض ، وينهى عن المغالاة في الكفن ، وكان إذا قصَّرَ الكفن عن سَتر جميع البدن غطّى رأسه ، وجعل على رجليه من العشب. ❝
❞ هديه ﷺ في الجنائز : كان هديه ﷺ في الجنائز أكمل الهدي ، مخالفاً لهدي سائر الأمم ، مشتملاً على الإحسان إلى الميت ومعاملته بما ينفعه في قبره ويوم معاده ، وعلى الإحسان إلى أهله وأقاربه ، وكان من هديه في الجنائز إقامة العبودية للرب تبارك وتعالى على أكمل الأحوال ، والإحسان إلى الميت وتجهيزه إلى الله على أحسن أحواله وأفضلها ، ووقوفه ووقوف أصحابه صفوفاً يحمدون الله ويستغفرون له ، ويسألون له المغفرة والرحمة والتجاوز عنه ، ثم المشي بين يديه إلى أن يودعوه حفرته ، ثم يقوم هو وأصحابه بين يديه على قبره سائلين له التثبيت أحوج ما كان إليه ، ثم يتعاهده بالزيارة له في قبره ، والسلام عليه والدعاء له كما يتعاهد الحي صاحبه في دار الدنيا ، فأول ذلك تعاهده في مرضه ، وتذكيره الآخرة ، وأمره بالوصية ، والتوبة ، وأمر من حضره بتلقينه شهادة أن لا إله إلا الله لتكون آخر كلامه ، ثم النهي عن عادة الأمم التي لا تؤمِنُ بالبعث والنشور ، مِن لطم الخُدُود ، وشق الثياب ، وحلق الرؤوس ، ورفع الصوت بالندب ، والنياحة وتوابع ذلك ، وسَنَّ ﷺ الخشوع للميت ، والبكاء الذي لا صوت معه ، وحُزْنَ القلب ، وكان يفعل ذلك ويقول ( تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ وَلَا نَقُولُ إلا ما يُرضِي الرَّبِّ ) ، وسَنَّ لأمته الحمد والاسترجاع والرضى عن الله ، ولم يكن ذلك منافياً لدمع العين وحزن القلب ، ولذلك كان ﷺ أرضى الخلقِ عن الله في قضائه ، وأعظمهم ، وبكى مع ذلك يوم موت ابنه إبراهيم رأفة منه ، ورحمة للولد ، ورقة عليه ، والقلب ممتلىء بالرضى عن الله عز وجل وشكره ، واللسانُ مشتغل بذكره وحمده ، وكان من هديه ﷺ الاسراع بتجهيز الميت إلى الله ، وتطهيره ، وتنظيفه ، وتطييبه ، وتكفينه في الثياب البيض ، ثم يُؤتى به إليه ، فيُصلي عليه بعد أن كان يُدعى إلى الميت عند احتضاره فيُقيم عنده حتى يقضي ، ثم يحضر تجهيزه ، ثم يُصلِّي عليه ، ويشيعه إلى قبره ، ثم رأى الصحابة أن ذلك يشق عليه ، فكانوا إذا قضى الميت ، دعوه فحضر ، تجهيزه وغسله وتكفينه ، ثم رأوا أن ذلك يشق عليه ، فكانوا هم يُجهزون ، ميتهم ، ويحملونه إليه ﷺ على سريره ، فيُصلي عليه خارج المسجد ، ولم يكن من هديه الراتب الصلاة عليه في المسجد ، وإنما كان يُصلي على الجنازة خارج المسجد ، وربما كان يصلي أحياناً على الميت في المسجد ، كما صلى على سهيل بن بيضاء وأخيه في المسجد ، ولكن لم يكن ذلك سنته وعادته ، وكان من هديه ﷺ تسجيةُ الميت إذا مات وتغميض عينيه ، وتغطية وجهه و بدنه ، وكان رُبما يُقبل الميت كما قبَّل عثمان بن مظعون وبكى ، وكذلك الصديق أكب عليه ، فقبله بعد موته ، وكان ﷺ يأمر بغسل الميت ثلاثاً أو خمساً ، أو أكثر بحسب ما يراه الغاسل ، ويأمر بالكافور في الغسلة الأخيرة ، وكان لا يُغسل الشُّهَداءَ قَتْلَى المعركة ، وذكر الإمام أحمد أنه نهى عن تغسيلهم ، وكان ينزع عنهم الجلود والحديد ويَدفنُهم في ثيابهم ، ولم يُصل عليهم ، وكان إذا مات المُحرِمُ ، أمر أن يُغسل بماء وسدر ، ويكفن في ثوبيه وهما ثوبا إحرامه ، إزاره ورداؤه وينهى عن تطييبه وتغطية رأسه ، وكان يأمر من ولي الميت أن يُحسن كفنه ، ويُكفنه في البياض ، وينهى عن المغالاة في الكفن ، وكان إذا قصَّرَ الكفن عن سَتر جميع البدن غطّى رأسه ، وجعل على رجليه من العشب.. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ هديه ﷺ في الجنائز : كان هديه ﷺ في الجنائز أكمل الهدي ، مخالفاً لهدي سائر الأمم ، مشتملاً على الإحسان إلى الميت ومعاملته بما ينفعه في قبره ويوم معاده ، وعلى الإحسان إلى أهله وأقاربه ، وكان من هديه في الجنائز إقامة العبودية للرب تبارك وتعالى على أكمل الأحوال ، والإحسان إلى الميت وتجهيزه إلى الله على أحسن أحواله وأفضلها ، ووقوفه ووقوف أصحابه صفوفاً يحمدون الله ويستغفرون له ، ويسألون له المغفرة والرحمة والتجاوز عنه ، ثم المشي بين يديه إلى أن يودعوه حفرته ، ثم يقوم هو وأصحابه بين يديه على قبره سائلين له التثبيت أحوج ما كان إليه ، ثم يتعاهده بالزيارة له في قبره ، والسلام عليه والدعاء له كما يتعاهد الحي صاحبه في دار الدنيا ، فأول ذلك تعاهده في مرضه ، وتذكيره الآخرة ، وأمره بالوصية ، والتوبة ، وأمر من حضره بتلقينه شهادة أن لا إله إلا الله لتكون آخر كلامه ، ثم النهي عن عادة الأمم التي لا تؤمِنُ بالبعث والنشور ، مِن لطم الخُدُود ، وشق الثياب ، وحلق الرؤوس ، ورفع الصوت بالندب ، والنياحة وتوابع ذلك ، وسَنَّ ﷺ الخشوع للميت ، والبكاء الذي لا صوت معه ، وحُزْنَ القلب ، وكان يفعل ذلك ويقول ( تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ وَلَا نَقُولُ إلا ما يُرضِي الرَّبِّ ) ، وسَنَّ لأمته الحمد والاسترجاع والرضى عن الله ، ولم يكن ذلك منافياً لدمع العين وحزن القلب ، ولذلك كان ﷺ أرضى الخلقِ عن الله في قضائه ، وأعظمهم ، وبكى مع ذلك يوم موت ابنه إبراهيم رأفة منه ، ورحمة للولد ، ورقة عليه ، والقلب ممتلىء بالرضى عن الله عز وجل وشكره ، واللسانُ مشتغل بذكره وحمده ، وكان من هديه ﷺ الاسراع بتجهيز الميت إلى الله ، وتطهيره ، وتنظيفه ، وتطييبه ، وتكفينه في الثياب البيض ، ثم يُؤتى به إليه ، فيُصلي عليه بعد أن كان يُدعى إلى الميت عند احتضاره فيُقيم عنده حتى يقضي ، ثم يحضر تجهيزه ، ثم يُصلِّي عليه ، ويشيعه إلى قبره ، ثم رأى الصحابة أن ذلك يشق عليه ، فكانوا إذا قضى الميت ، دعوه فحضر ، تجهيزه وغسله وتكفينه ، ثم رأوا أن ذلك يشق عليه ، فكانوا هم يُجهزون ، ميتهم ، ويحملونه إليه ﷺ على سريره ، فيُصلي عليه خارج المسجد ، ولم يكن من هديه الراتب الصلاة عليه في المسجد ، وإنما كان يُصلي على الجنازة خارج المسجد ، وربما كان يصلي أحياناً على الميت في المسجد ، كما صلى على سهيل بن بيضاء وأخيه في المسجد ، ولكن لم يكن ذلك سنته وعادته ، وكان من هديه ﷺ تسجيةُ الميت إذا مات وتغميض عينيه ، وتغطية وجهه و بدنه ، وكان رُبما يُقبل الميت كما قبَّل عثمان بن مظعون وبكى ، وكذلك الصديق أكب عليه ، فقبله بعد موته ، وكان ﷺ يأمر بغسل الميت ثلاثاً أو خمساً ، أو أكثر بحسب ما يراه الغاسل ، ويأمر بالكافور في الغسلة الأخيرة ، وكان لا يُغسل الشُّهَداءَ قَتْلَى المعركة ، وذكر الإمام أحمد أنه نهى عن تغسيلهم ، وكان ينزع عنهم الجلود والحديد ويَدفنُهم في ثيابهم ، ولم يُصل عليهم ، وكان إذا مات المُحرِمُ ، أمر أن يُغسل بماء وسدر ، ويكفن في ثوبيه وهما ثوبا إحرامه ، إزاره ورداؤه وينهى عن تطييبه وتغطية رأسه ، وكان يأمر من ولي الميت أن يُحسن كفنه ، ويُكفنه في البياض ، وينهى عن المغالاة في الكفن ، وكان إذا قصَّرَ الكفن عن سَتر جميع البدن غطّى رأسه ، وجعل على رجليه من العشب. ❝
❞ فسار رسول الله ﷺ إلى بدر ، وخَفَضَ أبو سفيان فَلَحِقَ بساحل البحر ، ولما رأى أنه قد نجا ، وأحرز العير كتب إلى قريش أن ارجعوا ، فإنكم إنما خرجتُم لِتُخْرِزُوا عيركم ، فأتاهم الخبر ، وهم بالجُحْفَةِ ، فهموا بالرجوع ، فقال أبو جهل : والله لا نرجع حتى نَقْدَمَ بَدراً ، فنقيم بها ، ونُطْعِمَ مَنْ حَضَرَنَا من العرب ، وتخافُنَا العرب بعد ذلك ، فأشار الأخنس بن شريق عليهم بالرجوع ، فَعَصَوْه ، فرجع هو وبنو زُهرة ، فلم يشهد بدراً زُهري ، فاغتبطت بنو زهرة بعد برأي الأخنس ، فلم يزل فيهم مطاعاً معظماً ، وأرادَتْ بنو هاشم الرجوع ، فاشتد عليهم أبو جهل ، وقال : لا تُفَارِقُنَا هذه العصابة حتى نَرْجِعَ فساروا ، وسارَ رسولُ الله ﷺ حتى نزل عشياً أدنى ماء من مياه بدر ، فقال ( أَشْيرُوا عَلَيَّ في المَنْزِل ) ، فقال الحُبَابُ بنُ المنذر : يا رسول الله ! أنا عالم بها وبِقُلُبِهَا ، إن رأيت أن نسير إلى قُلُب قد عرفناها ، فهي كثيرة الماء ، عذبة ، فننزل عليها ونسبق القوم إليها ونُغوّر ما سواها من المياه ، وسار المشركون سراعاً يريدون الماء ، وبعث علياً وسعداً والزبير إلى بدر يلتمسون الخبر ، فَقَدِمُوا بعبدين لقريش ، ورسول الله ﷺ قائم يصلي ، فسألهما : أصحابُه مَنْ أنتما ؟ قالا : نحن سُقاةٌ لقريش ، فكره ذلك أصحابه ، وودوا لو كانا لعير أبي سفيان ، فلما سلم رسول الله ﷺ قال لهما ( أَخْبِرَانِي أَيْنَ قُرَيْس؟ ) قالا : وراء هذا الكثيب ، فقال ﷺ ( كم القوم ؟ ) فقالا : لا علم لنا ، فقال ( كم ينحرونَ كُلَّ يوم ؟ ) فقالا : يوماً عشراً ، ويوماً تسعاً ، فقال رسول الله ﷺ ( القومُ ما بين تسعمئة إلى الألف ) ، فأنزل الله عزّ وجلَّ في تلك الليلة مطراً واحداً ، فكان على المشركين وابلاً شديداً منعهم من التقدم ، وكان على المسلمين طَلاً ، طهرهم به ، وأذهب عنهم رِجْسَ الشيطان ، ووطأ به الأرض ، وصلب به الرمل ، وثبت الأقدام ، ومهد به المنزل ، وربط به على قلوبهمو، فسبق رسول الله ﷺ وأصحابه إلى الماء ، فنزلوا عليه شطر الليل وصنعوا الحياض ، ثم غوَّروا ما عداها من المياه ، ونزل رسول الله وأصحابه على الحياض ، وبُنيَّ لرسول الله ﷺ عريش يكون فيها على تل يُشرِفُ على المعركة ، ومشى في موضع المعركة ، وجعل يُشير بيده هذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان إن شاء الله ، فما تعدى أحد منهم موضع إشارته ، فلما طلع المشركون وتراءى الجمعان ، قال رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ هذه قُرَيْسٌ جَاءَتْ بِخيلائِها وفَخْرِهَا ، جَاءَتْ تُحادُك ، وَتَكذِّبُ رَسُولَكَ ، وقام ، ورفع يديه ، واستنصر ربه وقال ( اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ ) ، فالتزمه الصديق من ورائه ، وقال : يا رسول الله ! أبشر ، فوالذي نفسي بيده ، لَيُنجِزَنَّ اللَّهُ لكَ ما وَعَدَك. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ فسار رسول الله ﷺ إلى بدر ، وخَفَضَ أبو سفيان فَلَحِقَ بساحل البحر ، ولما رأى أنه قد نجا ، وأحرز العير كتب إلى قريش أن ارجعوا ، فإنكم إنما خرجتُم لِتُخْرِزُوا عيركم ، فأتاهم الخبر ، وهم بالجُحْفَةِ ، فهموا بالرجوع ، فقال أبو جهل : والله لا نرجع حتى نَقْدَمَ بَدراً ، فنقيم بها ، ونُطْعِمَ مَنْ حَضَرَنَا من العرب ، وتخافُنَا العرب بعد ذلك ، فأشار الأخنس بن شريق عليهم بالرجوع ، فَعَصَوْه ، فرجع هو وبنو زُهرة ، فلم يشهد بدراً زُهري ، فاغتبطت بنو زهرة بعد برأي الأخنس ، فلم يزل فيهم مطاعاً معظماً ، وأرادَتْ بنو هاشم الرجوع ، فاشتد عليهم أبو جهل ، وقال : لا تُفَارِقُنَا هذه العصابة حتى نَرْجِعَ فساروا ، وسارَ رسولُ الله ﷺ حتى نزل عشياً أدنى ماء من مياه بدر ، فقال ( أَشْيرُوا عَلَيَّ في المَنْزِل ) ، فقال الحُبَابُ بنُ المنذر : يا رسول الله ! أنا عالم بها وبِقُلُبِهَا ، إن رأيت أن نسير إلى قُلُب قد عرفناها ، فهي كثيرة الماء ، عذبة ، فننزل عليها ونسبق القوم إليها ونُغوّر ما سواها من المياه ، وسار المشركون سراعاً يريدون الماء ، وبعث علياً وسعداً والزبير إلى بدر يلتمسون الخبر ، فَقَدِمُوا بعبدين لقريش ، ورسول الله ﷺ قائم يصلي ، فسألهما : أصحابُه مَنْ أنتما ؟ قالا : نحن سُقاةٌ لقريش ، فكره ذلك أصحابه ، وودوا لو كانا لعير أبي سفيان ، فلما سلم رسول الله ﷺ قال لهما ( أَخْبِرَانِي أَيْنَ قُرَيْس؟ ) قالا : وراء هذا الكثيب ، فقال ﷺ ( كم القوم ؟ ) فقالا : لا علم لنا ، فقال ( كم ينحرونَ كُلَّ يوم ؟ ) فقالا : يوماً عشراً ، ويوماً تسعاً ، فقال رسول الله ﷺ ( القومُ ما بين تسعمئة إلى الألف ) ، فأنزل الله عزّ وجلَّ في تلك الليلة مطراً واحداً ، فكان على المشركين وابلاً شديداً منعهم من التقدم ، وكان على المسلمين طَلاً ، طهرهم به ، وأذهب عنهم رِجْسَ الشيطان ، ووطأ به الأرض ، وصلب به الرمل ، وثبت الأقدام ، ومهد به المنزل ، وربط به على قلوبهمو، فسبق رسول الله ﷺ وأصحابه إلى الماء ، فنزلوا عليه شطر الليل وصنعوا الحياض ، ثم غوَّروا ما عداها من المياه ، ونزل رسول الله وأصحابه على الحياض ، وبُنيَّ لرسول الله ﷺ عريش يكون فيها على تل يُشرِفُ على المعركة ، ومشى في موضع المعركة ، وجعل يُشير بيده هذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان إن شاء الله ، فما تعدى أحد منهم موضع إشارته ، فلما طلع المشركون وتراءى الجمعان ، قال رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ هذه قُرَيْسٌ جَاءَتْ بِخيلائِها وفَخْرِهَا ، جَاءَتْ تُحادُك ، وَتَكذِّبُ رَسُولَكَ ، وقام ، ورفع يديه ، واستنصر ربه وقال ( اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ ) ، فالتزمه الصديق من ورائه ، وقال : يا رسول الله ! أبشر ، فوالذي نفسي بيده ، لَيُنجِزَنَّ اللَّهُ لكَ ما وَعَدَك. ❝