❞أُم شلاشل والكنز المرصود❝ ، بقلم د. محمـد فتحى فوزى 💬 أقوال د. محمـد فتحي فوزي 📖 كتاب يومياتي

- 📖 من ❞ كتاب يومياتي ❝ د. محمـد فتحي فوزي 📖

█ ❞أُم شلاشل والكنز المرصود❝ بقلم د محمـد فتحى فوزى كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات

❞أُم شلاشل والكنز المرصود❝ ، بقلم د. محمـد فتحى فوزى

منقول من divlancer.com ، مساهمة من: د. محمـد فتحي فوزي
في أيام الفراعنة في مصر القديمة كانوا يدفنون الملوك والملكات في مقابر، صنعت خصيصا لهم بعد تحنيطهم، وعمل الإجراءات اللازمة لمراسم الجنازة الملكية، ثم مواراتهم التراب.

يتم توظيف حرس خاص لتلك المقابر وذلك لحراستها من عبث العابثين؛ لأنهم يضعون مجوهرات وحلى الحكام المنتقلون للعالم الآخر، المستخدمين لها في الحياة الدنيا معهم في أماكنهم التي نحتت لهم في الصخر أو جوف الأرض.

وهكذا تمر السنون والأعوام على هذه المقابر ولا أحد يعلم عنها شيئا إلا الباحثون في ذلك المجال، فكانت كنوز مخفية محاطة بالأسرار، وسحر الكهنة، حتى لا يسطو عليها أحد.

وغدا لصوص الأنتيكات والمقابر الثرية ينقبون عن هذه االخبيئات حتى يعثروا عليها بالبحث والحفر، ويستخرجونها من باطن الأرض، ويعكفون على تنظيفها وتلميعها، ثم يبيعونها خارج مصر للأجانب والمهتمين بالآثار المصرية القديمة.

وفي جنوب صعيد مصر معبدا رابضا بها منذ ألوف السنين أسسه بطليموس الثالث عام سبعة وثلاثين ومئتين قبل الميلاد وأستمر بناءه حتى بطليموس الزمار عام سبعة وخمسين قبل الميلاد، فاستغرق بناؤه مئة وثمانين عاما دون التشطيبات، فافتتح للزيارة منذ ذلك العهد، واستكملت تشطيباته في عهد بطليموس الثالث عشر وافتتحته الملكة كليوباترا السابعة بحفل عظيم رسمي عام اثنتين وأربعين قبل الميلاد متقدما عن الفتح الروماني لمصر بإحدى عشرة سنة تقريبا.

وحول ذلك المعبد تدور الحكايات الكثيره من الحواديت والأساطير حول ذلك المعبد، وينسج الخيال ومنها تحضرني حدوتة "أم شلاشل والكنز المرصود"، والتي كانت حول المعبد مساكن خَرِبة يزعمون أنها مساكن الموظفين والإداريين العاملين بالمعبد، ثم التجار وعامة الشعب.

وهذه المنطقة مرتع للحيوانات الضالة، وملجأ للعقارب والثعابين والحشرات السامة، ولا يطؤها إلا القليل جدا من الناس والعابرين لمصالحهم متجهين لسوق البلدة للتجارة أو لأغراض أخري مجاوره مزارع القصب وحقوله، فكان مكانا موحشا مخيفا يحوطه الصمت الأزلي، به تلَّا يدعونه "الشرف"، وبسطحه أماكن تُشبه الكهوف، تأوى إليه بعض الكلاب الضالة، وبسفحه على الأرض تماثيلا ناقصة الصُنع تالفة من أعمدة فرعونية مُسمطة صغيرة لم يتقن بعض المثالين القدماء نحتها.

فكانوا يقذفون بهذه الأعمدة في المنطقة المجاورة للمعبد ثم ينحتون تماثيلا وأعمدة جديدة، أكثر إتقانا لعرضها فى صالةالمعبد، فما فتئت تحوم حول تلك المنطقة الحواديت المفزعة.

ويحكون أنه تسمع فى تلك الأماكن أو الكهوف أصوات صاجات نحاسية ذات أصوات رنانة تُشبه الموسيقى، لتلفت نظر السامعين العابرين لهذا السبيل، فتارة تظهر شبح امرأة متمايلة يُمنة ويُسرة ثم تختفى، وما برحت مابين الظهور والإختفاء، وسرها أنها تخفى تحت قدميها كنزا فرعونيا به كل أنواع المجوهرات أخفاه أحد الملوك الفراعنة فى تلك البقعة وسرعان ما انفك لصوص الآثار ينقبون عنه فى تلك المنطقة، حاملين المشاعل ليلا تتبعهم نساءهم المتشحات بالعباءات السوداء من شعور رؤوسهن إلى أخمص أقدامهن ظانين منهم إبعاد ظهور شبح تلك الراقصة التى تُسمع جلاجل صاجاتها دون صورتها أثناء توهج تلك المشاعل.

وفى الظلام الدامس تظهر بصورتها وموسيقاها المجلجلة، ويقصون أن هذه "العفريتة" كنوع من الجِن، وضعها السحرة الفراعنة كرصد للكنز والمحافظة عليه من النهب وعندما يقترب المتسللون منها تصيبهم خيبة الأمل فى الإستيلاء على المقبرة المرصودة والكنز الدفين.

فذلك الشبح يهلكهم ويقضى عليهم فشرعوا يتقربون لهذه "العفريتة" بالقرابين ومنها ذبح الذبائح لينولوا رضاها وتفتح لهم مقبرة الكنز على مصراعيها ليغرفوها وطفق السحرة يقدمون من أقاصي البلاد والدول ويكتبون الطلاسم ويطلقون البخور، ويتمتمون بالمشعوذات لإنهاء ذلك الرصد.

فلم يفلحوا في شيء مما صنعوه، وما زالت المنطقة موحشة مخيفة متسربلة بدثار الغموض تُحيطها لعنة الفراعنة إذا اقترب أحد من مقبرتها كما يعتقدون، ومازالت الراقصة الشبح "أم شلاشل" وكنزها المرصود قابعا في مخيلة الكبار والصغار يتعشمون به عشم إبليس في الجنة.
مساهمة من:

د. محمـد فتحي فوزي

منذ 1 سنة
1
0 تعليقاً 0 مشاركة