كان ﷺ إذا دخل على أهله بالليل يُسلّم تسليماً لا... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ كان ﷺ إذا دخل أهله بالليل يُسلّم تسليماً لا يُوقِظُ النَّائِمَ ويُسْمِعُ اليَقْظَانَ كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 من تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه
وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم أن القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد بن حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ قَبَسات من غزوة تَبوك ..
وقام عُلبَة بن زيد فصلى من الليل وبكي ، وقال : اللهم إنك قد أمرت بالجهاد ، ورغبت فيه ، ثم لم تجعل عندي ما أتقوى به مع رسولك ﷺ ، ولم تجعل في يد رسولك ﷺ ما يحملني عليه ، وإني أتصَدَّق على كُل مسلم بكُل مَظْلِمَةٍ أصابني فيها من مال ، أو جسد ، أو عِرض، ثم أصبحَ مع الناس ، فقال النبي ﷺ ( أين المُتَصَدِّقُ هذِهِ اللَّيْلَة ) ، فلم يقُم إليه أحد ، ثم قال ﷺ ( أَيْنَ المُتَصَدِّقُ ، فَلْيَقُمْ ) ، فَقَام إليه عُلبة بن زيد فأخبره ، فقال النبي ﷺ ( أَبْشِرُ ، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَقَدْ كُتِبَتْ في الزَّكَاةِ المتقبلة ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ قَبَسات من غزوة تَبوك .. وقام عُلبَة بن زيد فصلى من الليل وبكي ، وقال : اللهم إنك قد أمرت بالجهاد ، ورغبت فيه ، ثم لم تجعل عندي ما أتقوى به مع رسولك ﷺ ، ولم تجعل في يد رسولك ﷺ ما يحملني عليه ، وإني أتصَدَّق على كُل مسلم بكُل مَظْلِمَةٍ أصابني فيها من مال ، أو جسد ، أو عِرض، ثم أصبحَ مع الناس ، فقال النبي ﷺ ( أين المُتَصَدِّقُ هذِهِ اللَّيْلَة ) ، فلم يقُم إليه أحد ، ثم قال ﷺ ( أَيْنَ المُتَصَدِّقُ ، فَلْيَقُمْ ) ، فَقَام إليه عُلبة بن زيد فأخبره ، فقال النبي ﷺ ( أَبْشِرُ ، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَقَدْ كُتِبَتْ في الزَّكَاةِ المتقبلة ) . ❝
❞ رجعنا إلى قصة تبوك ، وقد كان رهط من المنافقين منهم وديعة بن ثابت أخو بني عمرو بن عوف ، ومنهم رجل من أشجع حليف لبني سلمة يقال له : مَخْشي بن حُمَير ، قال بعضهم لبعض : أتحسبون جِلاد بني الأصفر ، كقتال العرب بعضهم لبعض ؟ ، والله لكأنا بكم غداً مُقرنين في الجبال ، إرجافاً وترهيباً للمؤمنين ، فقال مَخْشِي بن حمير : والله لوددت أني أقاضي على أن يُضرب كُلُّ منا مئةَ جَلدة ، وإِنَّا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه ، وقال رسول الله ﷺ لعمار بن ياسر ( أدرك القَوْمَ ، فإنهم قد احْتَرَقُوا ، فَسَلْهُم عَمَّا قالوا ؟ فإن أنكروا ، فَقُلْ : بل قُلتُم : كذا وكذا ) ، فانطلق إليهم عمار ، فقال لهم ذلك ، فأتوا رسول الله ﷺ يعتذِرُون إليه ، فقال وديعة بن ثابت كنا نخوض ونلعب ، فأنزل الله فيهم { وَلَئن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } ، فقال مخشي بن حمير : يا رسول الله ! قعد بيَّ اسمي واسم أبي ، فكان الذي عُفي عنه في هذه الآية ، وتَسمَّى عبد الرحمن ، وسأل الله أن يُقتل شهيداً لا يُعلم بمكانه ، فقتل يوم اليمامة ، فلم يوجد له أثر. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ رجعنا إلى قصة تبوك ، وقد كان رهط من المنافقين منهم وديعة بن ثابت أخو بني عمرو بن عوف ، ومنهم رجل من أشجع حليف لبني سلمة يقال له : مَخْشي بن حُمَير ، قال بعضهم لبعض : أتحسبون جِلاد بني الأصفر ، كقتال العرب بعضهم لبعض ؟ ، والله لكأنا بكم غداً مُقرنين في الجبال ، إرجافاً وترهيباً للمؤمنين ، فقال مَخْشِي بن حمير : والله لوددت أني أقاضي على أن يُضرب كُلُّ منا مئةَ جَلدة ، وإِنَّا ننفلت أن ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه ، وقال رسول الله ﷺ لعمار بن ياسر ( أدرك القَوْمَ ، فإنهم قد احْتَرَقُوا ، فَسَلْهُم عَمَّا قالوا ؟ فإن أنكروا ، فَقُلْ : بل قُلتُم : كذا وكذا ) ، فانطلق إليهم عمار ، فقال لهم ذلك ، فأتوا رسول الله ﷺ يعتذِرُون إليه ، فقال وديعة بن ثابت كنا نخوض ونلعب ، فأنزل الله فيهم ﴿ وَلَئن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ﴾ ، فقال مخشي بن حمير : يا رسول الله ! قعد بيَّ اسمي واسم أبي ، فكان الذي عُفي عنه في هذه الآية ، وتَسمَّى عبد الرحمن ، وسأل الله أن يُقتل شهيداً لا يُعلم بمكانه ، فقتل يوم اليمامة ، فلم يوجد له أثر . ❝
❞ وكان هديه ﷺ أنَّ من أسلم على شيء في يده ، فهو له ، ولم ينظر إلى سببه قبل الإسلام ، بل يُقره في يده كما كان قبل الإسلام ، ولم يكن يُضَمِّنُ المشركين إذا أسلموا ما أتلفوه على المسلمين من نفس ، أو مال حال الحرب ولا قبله ، وعزم الصِّدِّيقُ على تضمين المحاربين من أهل الرّدة دياتِ المسلمين وأموالهم ، فقال عمر : تلك دماء أصيبت في سبيل الله ، وأجورهم على الله ، ولا دية لشهيد ، فاتفق الصحابة على ما قال عمر ، ولم يكن أيضاً يَرُدُّ على المسلمين أعيان أموالهم التي أخذها منهم الكفار قهراً بعد إسلامهم ، بل كانوا يرونها بأيديهم ، ولا يتعرَّضُون لها سواء في ذلك العقار والمنقول ، هذا هديه ﷺ الذي لا شك فيه ، ولما فتح مكة قام إليه رجال من المهاجرين يسألونه أن يرد عليهم دورهم التي استولى عليها المشركون ، فلم يرد على واحد منهم داره ، وذلك لأنهم تركوها لله ، وخرجوا عنها ابتغاء مرضاته ، فأعاضهم عنها دوراً خيراً منها في الجنة ، فليس لهم أن يرجعوا فيما تركوه لله ، بل أبلغ من ذلك أنه لم يُرخص للمهاجر أن يُقيم بمكة بعد نُسُكِه أكثر من ثلاث ، لأنه قد ترك بلده لله ، وهاجر منه ، فليس له أن يعود يستوطنه ، ولهذا رثى لسعد بن خولة ، وسماه بائساً أن مات بمكة ، ودُفِنَ بها بعد هجرته منها. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وكان هديه ﷺ أنَّ من أسلم على شيء في يده ، فهو له ، ولم ينظر إلى سببه قبل الإسلام ، بل يُقره في يده كما كان قبل الإسلام ، ولم يكن يُضَمِّنُ المشركين إذا أسلموا ما أتلفوه على المسلمين من نفس ، أو مال حال الحرب ولا قبله ، وعزم الصِّدِّيقُ على تضمين المحاربين من أهل الرّدة دياتِ المسلمين وأموالهم ، فقال عمر : تلك دماء أصيبت في سبيل الله ، وأجورهم على الله ، ولا دية لشهيد ، فاتفق الصحابة على ما قال عمر ، ولم يكن أيضاً يَرُدُّ على المسلمين أعيان أموالهم التي أخذها منهم الكفار قهراً بعد إسلامهم ، بل كانوا يرونها بأيديهم ، ولا يتعرَّضُون لها سواء في ذلك العقار والمنقول ، هذا هديه ﷺ الذي لا شك فيه ، ولما فتح مكة قام إليه رجال من المهاجرين يسألونه أن يرد عليهم دورهم التي استولى عليها المشركون ، فلم يرد على واحد منهم داره ، وذلك لأنهم تركوها لله ، وخرجوا عنها ابتغاء مرضاته ، فأعاضهم عنها دوراً خيراً منها في الجنة ، فليس لهم أن يرجعوا فيما تركوه لله ، بل أبلغ من ذلك أنه لم يُرخص للمهاجر أن يُقيم بمكة بعد نُسُكِه أكثر من ثلاث ، لأنه قد ترك بلده لله ، وهاجر منه ، فليس له أن يعود يستوطنه ، ولهذا رثى لسعد بن خولة ، وسماه بائساً أن مات بمكة ، ودُفِنَ بها بعد هجرته منها . ❝