لما قَدِمَ النبي ﷺ المدينة ، صارَ الكفار معه ثلاثة... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ لما قَدِمَ النبي ﷺ المدينة صارَ الكفار معه ثلاثة أقسام 🔸️قسم صالحهم ووادعهم ألا يُحاربوه ولا يُظاهروا عليه يُوالوا عدوه وهم كفرهم آمِنُونَ دمائهم وأموالهم 🔸️وقسم حاربوه ونصبوا له العداوة 🔸️ وقسم تاركوه فلم يُصالِحوه ولم بل انتظروا ما يؤول إليه أمره وأمرُ أعدائه ثم من هؤلاء مَن كان يُحِبُّ ظهوره وانتصاره الباطن ومنهم ظهور وانتصارهم دخل الظاهر وهو مع ليأمن الفريقين وهؤلاء هم المنافقون فعامَلَ كُلَّ طَائِفَةٍ هذه الطوائف بما به ربُّه تبارك وتعالى فصالح يهود وكتب بينهم وبينه كتاب أمن وكانوا ثلاثَ طوائف حول : بني قينقاع وبني النضير قريظة فحاربته بنو بعد ذلك بدرٍ وشَرَقُوا بوقعة بدر وأظهروا البغي والحَسَدَ فسارت إليهم جنود يَقْدَمُهم عبد الله ورسوله يوم السبت للنصف شوال رأس مِن مُهاجَرِه وكان حلفاء أبي بن سلول رئيس المنافقين أشجع وحامل لواء المسلمين يومئذ حمزة المطلب واستخلف أبا لبابة المنذر وحاصرهم خمسة عشر ليلة إلى هلال ذي القَعْدَةِ زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر تكن أية مصادر ينقل منها يحتاج أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه العلم أن القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ لما قَدِمَ النبي ﷺ المدينة ، صارَ الكفار معه ثلاثة أقسام 🔸️قسم صالحهم ووادعهم على ألا يُحاربوه ، ولا يُظاهروا عليه ولا يُوالوا عليه عدوه ، وهم على كفرهم آمِنُونَ على دمائهم وأموالهم 🔸️وقسم حاربوه ونصبوا له العداوة 🔸️ وقسم تاركوه ، فلم يُصالِحوه ، ولم يُحاربوه ، بل انتظروا ما يؤول إليه أمره ، وأمرُ أعدائه ، ثم من هؤلاء مَن كان يُحِبُّ ظهوره ، وانتصاره في الباطن ، ومنهم من كان يُحِبُّ ظهور عدوه عليه وانتصارهم ومنهم من دخل معه في الظاهر ، وهو مع عدوه في الباطن ، ليأمن الفريقين ، وهؤلاء هم المنافقون ، فعامَلَ كُلَّ طَائِفَةٍ من هذه الطوائف بما أمره به ربُّه تبارك وتعالى ، فصالح يهود المدينة ، وكتب بينهم وبينه كتاب أمن ، وكانوا ثلاثَ طوائف حول المدينة : بني قينقاع ، وبني النضير ، وبني قريظة ، فحاربته بنو قينقاع بعد ذلك بعد بدرٍ ، وشَرَقُوا بوقعة بدر ، وأظهروا البغي والحَسَدَ ، فسارت إليهم جنود يَقْدَمُهم عبد الله ورسوله ﷺ يوم السبت للنصف من شوال على رأس مِن مُهاجَرِه ، وكان حلفاء عبد الله أبي بن سلول رئيس المنافقين ، وكانوا أشجع يهود المدينة ، وحامل لواء المسلمين يومئذ حمزة بن عبد المطلب ، واستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر ، وحاصرهم خمسة عشر ليلة إلى هلال ذي القَعْدَةِ ، وهم أَوَّلُ من حارب من اليهود ، وتحصَّنُوا في حصونهم ، فحاصرهم أشدَّ الحصار ، وقذف الله في قلوبهم الرعب الذي إذا أراد خذلان قوم وهزيمتهم أنزله عليهم ، وقذفه في قلوبهم ، فنزلوا على حكم رسول الله ﷺ في رقابهم وأموالهم ، ونسائهم وذريتهم ، فأمر بهم فكُتُفُوا ، وكلَّم عبد الله ابن أبي فيهم رسول الله ﷺ ، وألح عليه ، فوهبهم له ، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ، ولا يُجاوِرُوه بها ، فخرجوا إلى أُذرِعَاتٍ من أرض الشام ، فقل أن لَبِثُوا فيها حتى هَلَكَ أكثرهم ، وكانوا صاغة وتُجاراً ، وكانوا نحو الستمئة مقاتل ، وكانت دارهم في طرفِ المدينة ، وقبض منهم أموالهم ، فأخذ منها رسول الله ﷺ ثلاث قسي ودرعين ، وثلاثة أسياف وثلاثَةَ رماح وخَمْس غَنَائِمهم ، وكان الذي تولى جمع الغنائم محمد بن مسلمة. ❝
❞ لما قَدِمَ النبي ﷺ المدينة ، صارَ الكفار معه ثلاثة أقسام 🔸️قسم صالحهم ووادعهم على ألا يُحاربوه ، ولا يُظاهروا عليه ولا يُوالوا عليه عدوه ، وهم على كفرهم آمِنُونَ على دمائهم وأموالهم 🔸️وقسم حاربوه ونصبوا له العداوة 🔸️ وقسم تاركوه ، فلم يُصالِحوه ، ولم يُحاربوه ، بل انتظروا ما يؤول إليه أمره ، وأمرُ أعدائه ، ثم من هؤلاء مَن كان يُحِبُّ ظهوره ، وانتصاره في الباطن ، ومنهم من كان يُحِبُّ ظهور عدوه عليه وانتصارهم ومنهم من دخل معه في الظاهر ، وهو مع عدوه في الباطن ، ليأمن الفريقين ، وهؤلاء هم المنافقون ، فعامَلَ كُلَّ طَائِفَةٍ من هذه الطوائف بما أمره به ربُّه تبارك وتعالى ، فصالح يهود المدينة ، وكتب بينهم وبينه كتاب أمن ، وكانوا ثلاثَ طوائف حول المدينة : بني قينقاع ، وبني النضير ، وبني قريظة ، فحاربته بنو قينقاع بعد ذلك بعد بدرٍ ، وشَرَقُوا بوقعة بدر ، وأظهروا البغي والحَسَدَ ، فسارت إليهم جنود يَقْدَمُهم عبد الله ورسوله ﷺ يوم السبت للنصف من شوال على رأس مِن مُهاجَرِه ، وكان حلفاء عبد الله أبي بن سلول رئيس المنافقين ، وكانوا أشجع يهود المدينة ، وحامل لواء المسلمين يومئذ حمزة بن عبد المطلب ، واستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر ، وحاصرهم خمسة عشر ليلة إلى هلال ذي القَعْدَةِ ، وهم أَوَّلُ من حارب من اليهود ، وتحصَّنُوا في حصونهم ، فحاصرهم أشدَّ الحصار ، وقذف الله في قلوبهم الرعب الذي إذا أراد خذلان قوم وهزيمتهم أنزله عليهم ، وقذفه في قلوبهم ، فنزلوا على حكم رسول الله ﷺ في رقابهم وأموالهم ، ونسائهم وذريتهم ، فأمر بهم فكُتُفُوا ، وكلَّم عبد الله ابن أبي فيهم رسول الله ﷺ ، وألح عليه ، فوهبهم له ، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ، ولا يُجاوِرُوه بها ، فخرجوا إلى أُذرِعَاتٍ من أرض الشام ، فقل أن لَبِثُوا فيها حتى هَلَكَ أكثرهم ، وكانوا صاغة وتُجاراً ، وكانوا نحو الستمئة مقاتل ، وكانت دارهم في طرفِ المدينة ، وقبض منهم أموالهم ، فأخذ منها رسول الله ﷺ ثلاث قسي ودرعين ، وثلاثة أسياف وثلاثَةَ رماح وخَمْس غَنَائِمهم ، وكان الذي تولى جمع الغنائم محمد بن مسلمة. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ لما قَدِمَ النبي ﷺ المدينة ، صارَ الكفار معه ثلاثة أقسام 🔸️قسم صالحهم ووادعهم على ألا يُحاربوه ، ولا يُظاهروا عليه ولا يُوالوا عليه عدوه ، وهم على كفرهم آمِنُونَ على دمائهم وأموالهم 🔸️وقسم حاربوه ونصبوا له العداوة 🔸️ وقسم تاركوه ، فلم يُصالِحوه ، ولم يُحاربوه ، بل انتظروا ما يؤول إليه أمره ، وأمرُ أعدائه ، ثم من هؤلاء مَن كان يُحِبُّ ظهوره ، وانتصاره في الباطن ، ومنهم من كان يُحِبُّ ظهور عدوه عليه وانتصارهم ومنهم من دخل معه في الظاهر ، وهو مع عدوه في الباطن ، ليأمن الفريقين ، وهؤلاء هم المنافقون ، فعامَلَ كُلَّ طَائِفَةٍ من هذه الطوائف بما أمره به ربُّه تبارك وتعالى ، فصالح يهود المدينة ، وكتب بينهم وبينه كتاب أمن ، وكانوا ثلاثَ طوائف حول المدينة : بني قينقاع ، وبني النضير ، وبني قريظة ، فحاربته بنو قينقاع بعد ذلك بعد بدرٍ ، وشَرَقُوا بوقعة بدر ، وأظهروا البغي والحَسَدَ ، فسارت إليهم جنود يَقْدَمُهم عبد الله ورسوله ﷺ يوم السبت للنصف من شوال على رأس مِن مُهاجَرِه ، وكان حلفاء عبد الله أبي بن سلول رئيس المنافقين ، وكانوا أشجع يهود المدينة ، وحامل لواء المسلمين يومئذ حمزة بن عبد المطلب ، واستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر ، وحاصرهم خمسة عشر ليلة إلى هلال ذي القَعْدَةِ ، وهم أَوَّلُ من حارب من اليهود ، وتحصَّنُوا في حصونهم ، فحاصرهم أشدَّ الحصار ، وقذف الله في قلوبهم الرعب الذي إذا أراد خذلان قوم وهزيمتهم أنزله عليهم ، وقذفه في قلوبهم ، فنزلوا على حكم رسول الله ﷺ في رقابهم وأموالهم ، ونسائهم وذريتهم ، فأمر بهم فكُتُفُوا ، وكلَّم عبد الله ابن أبي فيهم رسول الله ﷺ ، وألح عليه ، فوهبهم له ، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ، ولا يُجاوِرُوه بها ، فخرجوا إلى أُذرِعَاتٍ من أرض الشام ، فقل أن لَبِثُوا فيها حتى هَلَكَ أكثرهم ، وكانوا صاغة وتُجاراً ، وكانوا نحو الستمئة مقاتل ، وكانت دارهم في طرفِ المدينة ، وقبض منهم أموالهم ، فأخذ منها رسول الله ﷺ ثلاث قسي ودرعين ، وثلاثة أسياف وثلاثَةَ رماح وخَمْس غَنَائِمهم ، وكان الذي تولى جمع الغنائم محمد بن مسلمة. ❝
❞ وأما صلاة الظهر ، فكان ﷺ يطيل قراءتها أحياناً ، حتى قال أبو سعيد : كانت صلاة الظهر تقام ، فيذهب الذاهب إلى البقيع ، فيقضي حاجته ، ثم يأتي أهله ، فيتوضأ ، ويدرك النبي ﷺ في الركعة الأولى مما يطيلها ، رواه مسلم ، وكان يقرأ فيها تارة بقدر (ألم تنزيل) وتارة بـ (سبح اسم ربك الأعلى) و (الليل إذا يغشى) وتارة بـ (السماء ذات البروج) و (السماء والطارق) ، وأما العصر ، فعلى النصف من قراءة صلاة الظهر إذا طالت ، وبقدرها إذا قصرت ، وأما المغرب ، فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم ، فإنه صلاها مرة بـ (الأعراف) فرقها في الركعتين ، ومرة بـ (الطور) ومرة بـ (المرسلات) ، قال أبو عمر بن عبد البر : روي عن النبي ﷺ أنه قرأ في المغرب بـ (المص) وأنه قرأ فيها بـ (الصافات) وأنه قرأ فيها بـ (حم الدخان) وأنه قرأ فيها بـ (سبح اسم ربك الأعلى) وأنه قرأ فيها بـ (التين والزيتون) وأنه قرأ فيها بـ (المعوذتين) وأنه قرأ فيها بـ (المرسلات) وأنه كان يقرأ فيها بقصار المفصل ، قال : وهي کلها آثار صحاح مشهورة ، انتهى ، وأما المداومة فيها على قراءة قصار المفصل دائماً ، فهو فعل مروان بن الحكم ، ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت ، وقال : مالك تقرأ في المغرب بقصار المفضل؟! وقد رأيت رسول اللہ ﷺ يقرأ في المغرب بطولي الطوليين ، قال : قلت : وما طولى الطوليين؟ قال : (الأعراف) وهذا حديث صحيح رواه أهل السنن ، وذكر النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قرأ في المغرب بسورة (الأعراف) فرقها في الركعتين ، فالمحافظة فيها على الآية القصيرة والسورة من قصار المفصل خلاف السُنة ، وهو من فعل مروان أبن الحكم .. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وأما صلاة الظهر ، فكان ﷺ يطيل قراءتها أحياناً ، حتى قال أبو سعيد : كانت صلاة الظهر تقام ، فيذهب الذاهب إلى البقيع ، فيقضي حاجته ، ثم يأتي أهله ، فيتوضأ ، ويدرك النبي ﷺ في الركعة الأولى مما يطيلها ، رواه مسلم ، وكان يقرأ فيها تارة بقدر (ألم تنزيل) وتارة بـ (سبح اسم ربك الأعلى) و (الليل إذا يغشى) وتارة بـ (السماء ذات البروج) و (السماء والطارق) ، وأما العصر ، فعلى النصف من قراءة صلاة الظهر إذا طالت ، وبقدرها إذا قصرت ، وأما المغرب ، فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم ، فإنه صلاها مرة بـ (الأعراف) فرقها في الركعتين ، ومرة بـ (الطور) ومرة بـ (المرسلات) ، قال أبو عمر بن عبد البر : روي عن النبي ﷺ أنه قرأ في المغرب بـ (المص) وأنه قرأ فيها بـ (الصافات) وأنه قرأ فيها بـ (حم الدخان) وأنه قرأ فيها بـ (سبح اسم ربك الأعلى) وأنه قرأ فيها بـ (التين والزيتون) وأنه قرأ فيها بـ (المعوذتين) وأنه قرأ فيها بـ (المرسلات) وأنه كان يقرأ فيها بقصار المفصل ، قال : وهي کلها آثار صحاح مشهورة ، انتهى ، وأما المداومة فيها على قراءة قصار المفصل دائماً ، فهو فعل مروان بن الحكم ، ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت ، وقال : مالك تقرأ في المغرب بقصار المفضل؟! وقد رأيت رسول اللہ ﷺ يقرأ في المغرب بطولي الطوليين ، قال : قلت : وما طولى الطوليين؟ قال : (الأعراف) وهذا حديث صحيح رواه أهل السنن ، وذكر النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قرأ في المغرب بسورة (الأعراف) فرقها في الركعتين ، فالمحافظة فيها على الآية القصيرة والسورة من قصار المفصل خلاف السُنة ، وهو من فعل مروان أبن الحكم. ❝