ثم نقض العهد بنُو النضير ، وكان ذلك بعد بدر بستة أشهر ،... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ ثم نقض العهد بنُو النضير وكان ذلك بعد بدر بستة أشهر وسبب أنه ﷺ خرج إليهم نفرِ من أَصْحَابه وكلمهم أن يُعينُوهُ دِية الكِلابِينِ اللَّذِيْنِ قتلَهُمَا عَمرُو بنُ أُمِّيَّة مْرِي فقالوا : نفعلُ يا أبا القاسم اجلس ها هنا نَقْضِي حاجتك وخلا بعضُهم ببعض وسول الشيطانُ الشقاء الَّذِي كُتِبَ عليهم فتآمروا بقتله وقالوا أيكم يأخذ هذه الرحا ويصعد فيُلقيها رأسه يَشْدَخُه بها ؟ فقال أشقاهم عمر بن جحاش أنا لهم سلامُ بْنُ مِشْكم لا تفعلوا فوالله ليُخَبِّرن بما هممتُم به وإنه لنقض الذي بيننا وبينه وجاء الوحي الفور إليه ربه تبارك وتعالى هموا فنهض مسرعاً وتوجه إلى المدينة ولَحِقَهُ أصحابه نهضت ولم نَشْعُرْ بك فأخبرهم همَّتْ يهود وبعث رسولُ اللهﷺ ( اخرجُوا مِن ولا تساكِنُوني وقد أجلتكم عشراً فمن وجدتُ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ ) فأقاموا أياماً يتجهزُونَ وأرسل المنافِقُ عبد الله أبي تَخْرُجُوا دياركم فإن معي ألفين يدخُلونَ معكم حصنكم فيموتون دونكم وتنصُرُكم قريظة وحلفاؤكم غَطفان وطَمِعَ رئيسهم حيي أخطب فيما قال له رسول يقول إنا كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه ألف هذا الكتب أثناء السفر تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه مع العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ ثم نقض العهد بنُو النضير ، وكان ذلك بعد بدر بستة أشهر ، وسبب ذلك أنه ﷺ خرج إليهم في نفرِ من أَصْحَابه ، وكلمهم أن يُعينُوهُ في دِية الكِلابِينِ اللَّذِيْنِ قتلَهُمَا عَمرُو بنُ أُمِّيَّة مْرِي فقالوا : نفعلُ يا أبا القاسم ، اجلس ها هنا نَقْضِي حاجتك ، وخلا بعضُهم ببعض ، وسول الشيطانُ الشقاء الَّذِي كُتِبَ عليهم ، فتآمروا بقتله ﷺ ، وقالوا : أيكم يأخذ هذه الرحا ويصعد ، فيُلقيها على رأسه يَشْدَخُه بها ؟ فقال أشقاهم عمر بن جحاش : أنا ، فقال لهم سلامُ بْنُ مِشْكم : لا تفعلوا فوالله ليُخَبِّرن بما هممتُم به ، وإنه لنقض العهد الذي بيننا وبينه ، وجاء الوحي على الفور إليه ﷺ من ربه تبارك وتعالى بما هموا به ، فنهض ﷺ مسرعاً ، وتوجه إلى المدينة ، ولَحِقَهُ أصحابه ، فقالوا : نهضت ولم نَشْعُرْ بك ، فأخبرهم ﷺ بما همَّتْ يهود به ، وبعث إليهم رسولُ اللهﷺ ( أن اخرجُوا مِن المدينة ، ولا تساكِنُوني بها، وقد أجلتكم عشراً، فمن وجدتُ بعد ذلك بها ضَرَبْتُ عُنُقَهُ ) فأقاموا أياماً يتجهزُونَ ، وأرسل إليهم المنافِقُ عبد الله بن أبي : أن لا تَخْرُجُوا من دياركم ، فإن معي ألفين يدخُلونَ معكم حصنكم ، فيموتون دونكم ، وتنصُرُكم قريظة وحلفاؤكم من غَطفان ، وطَمِعَ رئيسهم حيي بن أخطب فيما قال له ، وبعث إلى رسول الله ﷺ يقول : إنا لا نَخْرُجُ مِن دِيَارِنَا ، فاصْنَعْ ما بَدَا لك ، فكبر رسول الله ﷺ وأصحابه ونهضُوا إليه وعلي بن أبي طالب يحمِل اللواء ، فلما انتهى إليهم ، قاموا على حصونهم يرمون وحلفاؤهم بالنبل والحجارة ، واعتزلتهم قريظة ، وخانهم ابن أبي غَطفان ، ولهذا شبه سبحانه وتعالى قصتهم ، وجعل مثلهم ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ للْإِنسَانِ أكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِن بَرِى مِنكَ ﴾ ، فإن سورة الحشر هي سورة بني النضير ، وفيها مبدأ قصتهم ونهايتها ، فحاصرهُم رسولُ الله ﷺ ، وقَطَعَ نخلهم ، وحَرَّقَ ، فأرسلوا إليه : نحن نخرج عن المدينة ، فأنزلهم على أن يخرجوا عنها بنفوسهم وذراريهم ، وأن لهم ما حَمَلَتِ الإبلُ إِلَّا السلاح ، وقبض النبي ﷺ الأموال والحَلْقَةَ ، وهي السلاح ، وكانت بنو النضير خالصة لرسول الله ﷺ لنوائبه ومصالح المُسلمين ، ولم يُخمّسها لأن الله أفاءها عليه ، ولم يُوجِفِ المُسْلِمُونَ عَلَيْهَا بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ ، وَخَمْسَ قُرَيْظَةَ ، قال مالك : خمس رسول الله ﷺ قريظة ، ولم يُخمس بني النضير ، لأن المسلمين لم يُوجِفُوا بخيلهم ولا ركابهم على بني النضير ، كما أوجفوا على قريظة وأجلاهم إلى خيبر ، وفيهم حيي بن أخطب كبيرهم ، وقبض السلاح ، واستولى على أرضهم وديارهم وأموالهم ، فوجد من السلاح خمسين درعاً ، وخمسين بيضة ، وثلاثمائة وأربعين سيفاً ، وقال : هؤلاء في قَوْمِهِمْ بِمَنْزِلَةِ بني المُغِيرَةِ فِي قُرَيْشٍ وكانت قصتهم في ربيع الأول سنة أربع من الهجرة. ❝
❞ ثم نقض العهد بنُو النضير ، وكان ذلك بعد بدر بستة أشهر ، وسبب ذلك أنه ﷺ خرج إليهم في نفرِ من أَصْحَابه ، وكلمهم أن يُعينُوهُ في دِية الكِلابِينِ اللَّذِيْنِ قتلَهُمَا عَمرُو بنُ أُمِّيَّة مْرِي فقالوا : نفعلُ يا أبا القاسم ، اجلس ها هنا نَقْضِي حاجتك ، وخلا بعضُهم ببعض ، وسول الشيطانُ الشقاء الَّذِي كُتِبَ عليهم ، فتآمروا بقتله ﷺ ، وقالوا : أيكم يأخذ هذه الرحا ويصعد ، فيُلقيها على رأسه يَشْدَخُه بها ؟ فقال أشقاهم عمر بن جحاش : أنا ، فقال لهم سلامُ بْنُ مِشْكم : لا تفعلوا فوالله ليُخَبِّرن بما هممتُم به ، وإنه لنقض العهد الذي بيننا وبينه ، وجاء الوحي على الفور إليه ﷺ من ربه تبارك وتعالى بما هموا به ، فنهض ﷺ مسرعاً ، وتوجه إلى المدينة ، ولَحِقَهُ أصحابه ، فقالوا : نهضت ولم نَشْعُرْ بك ، فأخبرهم ﷺ بما همَّتْ يهود به ، وبعث إليهم رسولُ اللهﷺ ( أن اخرجُوا مِن المدينة ، ولا تساكِنُوني بها، وقد أجلتكم عشراً، فمن وجدتُ بعد ذلك بها ضَرَبْتُ عُنُقَهُ ) فأقاموا أياماً يتجهزُونَ ، وأرسل إليهم المنافِقُ عبد الله بن أبي : أن لا تَخْرُجُوا من دياركم ، فإن معي ألفين يدخُلونَ معكم حصنكم ، فيموتون دونكم ، وتنصُرُكم قريظة وحلفاؤكم من غَطفان ، وطَمِعَ رئيسهم حيي بن أخطب فيما قال له ، وبعث إلى رسول الله ﷺ يقول : إنا لا نَخْرُجُ مِن دِيَارِنَا ، فاصْنَعْ ما بَدَا لك ، فكبر رسول الله ﷺ وأصحابه ونهضُوا إليه وعلي بن أبي طالب يحمِل اللواء ، فلما انتهى إليهم ، قاموا على حصونهم يرمون وحلفاؤهم بالنبل والحجارة ، واعتزلتهم قريظة ، وخانهم ابن أبي غَطفان ، ولهذا شبه سبحانه وتعالى قصتهم ، وجعل مثلهم { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ للْإِنسَانِ أكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِن بَرِى مِنكَ } ، فإن سورة الحشر هي سورة بني النضير ، وفيها مبدأ قصتهم ونهايتها ، فحاصرهُم رسولُ الله ﷺ ، وقَطَعَ نخلهم ، وحَرَّقَ ، فأرسلوا إليه : نحن نخرج عن المدينة ، فأنزلهم على أن يخرجوا عنها بنفوسهم وذراريهم ، وأن لهم ما حَمَلَتِ الإبلُ إِلَّا السلاح ، وقبض النبي ﷺ الأموال والحَلْقَةَ ، وهي السلاح ، وكانت بنو النضير خالصة لرسول الله ﷺ لنوائبه ومصالح المُسلمين ، ولم يُخمّسها لأن الله أفاءها عليه ، ولم يُوجِفِ المُسْلِمُونَ عَلَيْهَا بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ ، وَخَمْسَ قُرَيْظَةَ ، قال مالك : خمس رسول الله ﷺ قريظة ، ولم يُخمس بني النضير ، لأن المسلمين لم يُوجِفُوا بخيلهم ولا ركابهم على بني النضير ، كما أوجفوا على قريظة وأجلاهم إلى خيبر ، وفيهم حيي بن أخطب كبيرهم ، وقبض السلاح ، واستولى على أرضهم وديارهم وأموالهم ، فوجد من السلاح خمسين درعاً ، وخمسين بيضة ، وثلاثمائة وأربعين سيفاً ، وقال : هؤلاء في قَوْمِهِمْ بِمَنْزِلَةِ بني المُغِيرَةِ فِي قُرَيْشٍ وكانت قصتهم في ربيع الأول سنة أربع من الهجرة. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ ثم نقض العهد بنُو النضير ، وكان ذلك بعد بدر بستة أشهر ، وسبب ذلك أنه ﷺ خرج إليهم في نفرِ من أَصْحَابه ، وكلمهم أن يُعينُوهُ في دِية الكِلابِينِ اللَّذِيْنِ قتلَهُمَا عَمرُو بنُ أُمِّيَّة مْرِي فقالوا : نفعلُ يا أبا القاسم ، اجلس ها هنا نَقْضِي حاجتك ، وخلا بعضُهم ببعض ، وسول الشيطانُ الشقاء الَّذِي كُتِبَ عليهم ، فتآمروا بقتله ﷺ ، وقالوا : أيكم يأخذ هذه الرحا ويصعد ، فيُلقيها على رأسه يَشْدَخُه بها ؟ فقال أشقاهم عمر بن جحاش : أنا ، فقال لهم سلامُ بْنُ مِشْكم : لا تفعلوا فوالله ليُخَبِّرن بما هممتُم به ، وإنه لنقض العهد الذي بيننا وبينه ، وجاء الوحي على الفور إليه ﷺ من ربه تبارك وتعالى بما هموا به ، فنهض ﷺ مسرعاً ، وتوجه إلى المدينة ، ولَحِقَهُ أصحابه ، فقالوا : نهضت ولم نَشْعُرْ بك ، فأخبرهم ﷺ بما همَّتْ يهود به ، وبعث إليهم رسولُ اللهﷺ ( أن اخرجُوا مِن المدينة ، ولا تساكِنُوني بها، وقد أجلتكم عشراً، فمن وجدتُ بعد ذلك بها ضَرَبْتُ عُنُقَهُ ) فأقاموا أياماً يتجهزُونَ ، وأرسل إليهم المنافِقُ عبد الله بن أبي : أن لا تَخْرُجُوا من دياركم ، فإن معي ألفين يدخُلونَ معكم حصنكم ، فيموتون دونكم ، وتنصُرُكم قريظة وحلفاؤكم من غَطفان ، وطَمِعَ رئيسهم حيي بن أخطب فيما قال له ، وبعث إلى رسول الله ﷺ يقول : إنا لا نَخْرُجُ مِن دِيَارِنَا ، فاصْنَعْ ما بَدَا لك ، فكبر رسول الله ﷺ وأصحابه ونهضُوا إليه وعلي بن أبي طالب يحمِل اللواء ، فلما انتهى إليهم ، قاموا على حصونهم يرمون وحلفاؤهم بالنبل والحجارة ، واعتزلتهم قريظة ، وخانهم ابن أبي غَطفان ، ولهذا شبه سبحانه وتعالى قصتهم ، وجعل مثلهم ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ للْإِنسَانِ أكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِن بَرِى مِنكَ ﴾ ، فإن سورة الحشر هي سورة بني النضير ، وفيها مبدأ قصتهم ونهايتها ، فحاصرهُم رسولُ الله ﷺ ، وقَطَعَ نخلهم ، وحَرَّقَ ، فأرسلوا إليه : نحن نخرج عن المدينة ، فأنزلهم على أن يخرجوا عنها بنفوسهم وذراريهم ، وأن لهم ما حَمَلَتِ الإبلُ إِلَّا السلاح ، وقبض النبي ﷺ الأموال والحَلْقَةَ ، وهي السلاح ، وكانت بنو النضير خالصة لرسول الله ﷺ لنوائبه ومصالح المُسلمين ، ولم يُخمّسها لأن الله أفاءها عليه ، ولم يُوجِفِ المُسْلِمُونَ عَلَيْهَا بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ ، وَخَمْسَ قُرَيْظَةَ ، قال مالك : خمس رسول الله ﷺ قريظة ، ولم يُخمس بني النضير ، لأن المسلمين لم يُوجِفُوا بخيلهم ولا ركابهم على بني النضير ، كما أوجفوا على قريظة وأجلاهم إلى خيبر ، وفيهم حيي بن أخطب كبيرهم ، وقبض السلاح ، واستولى على أرضهم وديارهم وأموالهم ، فوجد من السلاح خمسين درعاً ، وخمسين بيضة ، وثلاثمائة وأربعين سيفاً ، وقال : هؤلاء في قَوْمِهِمْ بِمَنْزِلَةِ بني المُغِيرَةِ فِي قُرَيْشٍ وكانت قصتهم في ربيع الأول سنة أربع من الهجرة. ❝
❞ قال ابن إسحاق : ولما أراد رسول الله ﷺ الخروج إلى غزوة تبوك ، خلف عليَّ بن أبي طالب على أهله ، فارْجَفَ به المنافقون ، وقالوا : ما خلفه إلَّا استثقالاً وتخففاً منه ، فأخذ علي رضي الله عنه سلاحه ، ثم خرج حتى أتى رسول الله ﷺ وهو نازل بالجُرفِ ، فقال : يا نبي الله ! زعم المنافقون أنك إنما خلفتني لأنك استثقلتني وتخففت مني ، فقال ﷺ ( كَذَبُوا ولكِنِّي خَلَّفْتُكَ لما تركْتُ وَرَائِي ، فَارْجِعْ فَاخْلُفْني في أَهْلِي وَأَهْلِكَ ، أَفَلَا تَرْضى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُون مِنْ مُوسى؟ إِلَّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي ) ، فرجع علي إلى المدينة. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ قال ابن إسحاق : ولما أراد رسول الله ﷺ الخروج إلى غزوة تبوك ، خلف عليَّ بن أبي طالب على أهله ، فارْجَفَ به المنافقون ، وقالوا : ما خلفه إلَّا استثقالاً وتخففاً منه ، فأخذ علي رضي الله عنه سلاحه ، ثم خرج حتى أتى رسول الله ﷺ وهو نازل بالجُرفِ ، فقال : يا نبي الله ! زعم المنافقون أنك إنما خلفتني لأنك استثقلتني وتخففت مني ، فقال ﷺ ( كَذَبُوا ولكِنِّي خَلَّفْتُكَ لما تركْتُ وَرَائِي ، فَارْجِعْ فَاخْلُفْني في أَهْلِي وَأَهْلِكَ ، أَفَلَا تَرْضى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُون مِنْ مُوسى؟ إِلَّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي ) ، فرجع علي إلى المدينة. ❝