ثمَّ بعثَ ﷺ عبد الله بن جَحْشِ الأَسَدِيَّ إِلى... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ ثمَّ بعثَ ﷺ عبد الله بن جَحْشِ الأَسَدِيَّ إِلى نَخْلَةَ رجب رأس سبعة عشر شهراً من الهجرة اثني رجلاً المهاجرين كُل اثنين يعتقبان بعير فوصلوا إلى بطن نخلة يرصُدُون عِيراً لقريش وفي هذهِ السَّرِيَّة سمّى جحش أمير المؤمنين وكان رسولُ كتب له كتاباً وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ولما فَتَحَ الكتاب وجد ( إِذَا نَظَرْتَ كِتَابي هذا فَامْضِ حَتَّى تَنْزِلَ بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ فَتَرْصُدَ بِهَا قُرَيْشَاً وتَعْلَمَ لنا مِنْ أَخْبَارِهم ) فقال : سمعاً وطاعة وأخبر أصحابه بذلك وبأنه لا يستكرههم فمن أحب الشهادة فلينهض ومن كرة الموت فليرجع وأما أنا فناهض فَمَضَوْا كُلِّهم فلما كان أثناء الطريق أضل سعد أبي وقاص وعتبة غزوان بعيراً لهما كانا يَعْتَقِبَانِهِ فتخلفا طلبه وبَعُدَ نزل بنخلة فمرت به عِيرٌ تَحْمِلُ زييباً وأدماً وتجارة فيها عمرو الحَضْرَمِي وعثمان ونوفل ابنا ابن المغيرة والحكم كيسان مولى بني فتشاور المسلمون وقالوا نحن آخر يوم الشهر الحرام فإن قاتلناهم انتهكنا وإن كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ ثمَّ بعثَ ﷺ عبد الله بن جَحْشِ الأَسَدِيَّ إِلى نَخْلَةَ في رجب ، على رأس سبعة عشر شهراً من الهجرة ، في اثني عشر رجلاً من المهاجرين ، كُل اثنين يعتقبان على بعير ، فوصلوا إلى بطن نخلة يرصُدُون عِيراً لقريش ، وفي هذهِ السَّرِيَّة سمّى عبد الله عبد الله بن جحش أمير المؤمنين ، وكان رسولُ الله ﷺ كتب له كتاباً ، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ، ثم ينظر فيه ، ولما فَتَحَ الكتاب ، وجد فيه ( إِذَا نَظَرْتَ في كِتَابي هذا ، فَامْضِ حَتَّى تَنْزِلَ نَخْلَةَ بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ ، فَتَرْصُدَ بِهَا قُرَيْشَاً ، وتَعْلَمَ لنا مِنْ أَخْبَارِهم ) فقال : سمعاً وطاعة وأخبر أصحابه بذلك ، وبأنه لا يستكرههم ، فمن أحب الشهادة ، فلينهض ، ومن كرة الموت ، فليرجع ، وأما أنا فناهض فَمَضَوْا كُلِّهم ، فلما كان في أثناء الطريق ، أضل سعد بن أبي وقاص ، وعتبة بن غزوان بعيراً لهما كانا يَعْتَقِبَانِهِ ، فتخلفا في طلبه ، وبَعُدَ عبد الله بن جحش حتى نزل بنخلة ، فمرت به عِيرٌ لقريش تَحْمِلُ زييباً وأدماً وتجارة فيها عمرو بن الحَضْرَمِي ، وعثمان ، ونوفل ابنا عبد الله ابن المغيرة ، والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة ، فتشاور المسلمون وقالوا : نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام ، فإن قاتلناهم ، انتهكنا الشهر الحرام ، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحَرَمَ ، ثم أجمعوا على ملاقاتهم ، فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله ، وأسروا عثمان والحكم ، وأفلَتَ نوفل ، ثم قَدِمُوا بالعير والأسيرين ، وقد عزلوا من ذلك الخمس ، وهو أول خمس كان في الإسلام ، وأول قتيل في الإسلام ، وأول أسيرين في الإسلام ، وأنكر رسول الله ﷺ عليهم ما فعلوه ، واشتدَّ تعنت قريش وإنكارهم ذلك ، وزعموا أنهم قد وجدوا مقالاً ، فقالوا : قد أحل محمد الشهر الحرام ، واشتد على المسلمين ذلك ، حتى أنزل الله تعالى ﴿ يَسْتَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالُ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدُّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الحرامِ وَإخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلُ ﴾ ، يقول سبحانه : هذا الذي أنكرتموه عليهم ، وإن كان كبيراً ، فما ارتكبتموه أنتم من الكفر بالله ، والصد عن سبيله ، وعن بيته ، وإخراج المسلمين الذين هم أهله منه ، والشرك الذي أنتم عليه ، والفتنة التي حصلت منكم به ، أكبر عند الله من قتالهم في الشهر الحرام. ❝
❞ ثمَّ بعثَ ﷺ عبد الله بن جَحْشِ الأَسَدِيَّ إِلى نَخْلَةَ في رجب ، على رأس سبعة عشر شهراً من الهجرة ، في اثني عشر رجلاً من المهاجرين ، كُل اثنين يعتقبان على بعير ، فوصلوا إلى بطن نخلة يرصُدُون عِيراً لقريش ، وفي هذهِ السَّرِيَّة سمّى عبد الله عبد الله بن جحش أمير المؤمنين ، وكان رسولُ الله ﷺ كتب له كتاباً ، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ، ثم ينظر فيه ، ولما فَتَحَ الكتاب ، وجد فيه ( إِذَا نَظَرْتَ في كِتَابي هذا ، فَامْضِ حَتَّى تَنْزِلَ نَخْلَةَ بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ ، فَتَرْصُدَ بِهَا قُرَيْشَاً ، وتَعْلَمَ لنا مِنْ أَخْبَارِهم ) فقال : سمعاً وطاعة وأخبر أصحابه بذلك ، وبأنه لا يستكرههم ، فمن أحب الشهادة ، فلينهض ، ومن كرة الموت ، فليرجع ، وأما أنا فناهض فَمَضَوْا كُلِّهم ، فلما كان في أثناء الطريق ، أضل سعد بن أبي وقاص ، وعتبة بن غزوان بعيراً لهما كانا يَعْتَقِبَانِهِ ، فتخلفا في طلبه ، وبَعُدَ عبد الله بن جحش حتى نزل بنخلة ، فمرت به عِيرٌ لقريش تَحْمِلُ زييباً وأدماً وتجارة فيها عمرو بن الحَضْرَمِي ، وعثمان ، ونوفل ابنا عبد الله ابن المغيرة ، والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة ، فتشاور المسلمون وقالوا : نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام ، فإن قاتلناهم ، انتهكنا الشهر الحرام ، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحَرَمَ ، ثم أجمعوا على ملاقاتهم ، فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله ، وأسروا عثمان والحكم ، وأفلَتَ نوفل ، ثم قَدِمُوا بالعير والأسيرين ، وقد عزلوا من ذلك الخمس ، وهو أول خمس كان في الإسلام ، وأول قتيل في الإسلام ، وأول أسيرين في الإسلام ، وأنكر رسول الله ﷺ عليهم ما فعلوه ، واشتدَّ تعنت قريش وإنكارهم ذلك ، وزعموا أنهم قد وجدوا مقالاً ، فقالوا : قد أحل محمد الشهر الحرام ، واشتد على المسلمين ذلك ، حتى أنزل الله تعالى { يَسْتَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالُ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدُّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الحرامِ وَإخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلُ } ، يقول سبحانه : هذا الذي أنكرتموه عليهم ، وإن كان كبيراً ، فما ارتكبتموه أنتم من الكفر بالله ، والصد عن سبيله ، وعن بيته ، وإخراج المسلمين الذين هم أهله منه ، والشرك الذي أنتم عليه ، والفتنة التي حصلت منكم به ، أكبر عند الله من قتالهم في الشهر الحرام. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ ثمَّ بعثَ ﷺ عبد الله بن جَحْشِ الأَسَدِيَّ إِلى نَخْلَةَ في رجب ، على رأس سبعة عشر شهراً من الهجرة ، في اثني عشر رجلاً من المهاجرين ، كُل اثنين يعتقبان على بعير ، فوصلوا إلى بطن نخلة يرصُدُون عِيراً لقريش ، وفي هذهِ السَّرِيَّة سمّى عبد الله عبد الله بن جحش أمير المؤمنين ، وكان رسولُ الله ﷺ كتب له كتاباً ، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ، ثم ينظر فيه ، ولما فَتَحَ الكتاب ، وجد فيه ( إِذَا نَظَرْتَ في كِتَابي هذا ، فَامْضِ حَتَّى تَنْزِلَ نَخْلَةَ بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ ، فَتَرْصُدَ بِهَا قُرَيْشَاً ، وتَعْلَمَ لنا مِنْ أَخْبَارِهم ) فقال : سمعاً وطاعة وأخبر أصحابه بذلك ، وبأنه لا يستكرههم ، فمن أحب الشهادة ، فلينهض ، ومن كرة الموت ، فليرجع ، وأما أنا فناهض فَمَضَوْا كُلِّهم ، فلما كان في أثناء الطريق ، أضل سعد بن أبي وقاص ، وعتبة بن غزوان بعيراً لهما كانا يَعْتَقِبَانِهِ ، فتخلفا في طلبه ، وبَعُدَ عبد الله بن جحش حتى نزل بنخلة ، فمرت به عِيرٌ لقريش تَحْمِلُ زييباً وأدماً وتجارة فيها عمرو بن الحَضْرَمِي ، وعثمان ، ونوفل ابنا عبد الله ابن المغيرة ، والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة ، فتشاور المسلمون وقالوا : نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام ، فإن قاتلناهم ، انتهكنا الشهر الحرام ، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحَرَمَ ، ثم أجمعوا على ملاقاتهم ، فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله ، وأسروا عثمان والحكم ، وأفلَتَ نوفل ، ثم قَدِمُوا بالعير والأسيرين ، وقد عزلوا من ذلك الخمس ، وهو أول خمس كان في الإسلام ، وأول قتيل في الإسلام ، وأول أسيرين في الإسلام ، وأنكر رسول الله ﷺ عليهم ما فعلوه ، واشتدَّ تعنت قريش وإنكارهم ذلك ، وزعموا أنهم قد وجدوا مقالاً ، فقالوا : قد أحل محمد الشهر الحرام ، واشتد على المسلمين ذلك ، حتى أنزل الله تعالى ﴿ يَسْتَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالُ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدُّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الحرامِ وَإخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلُ ﴾ ، يقول سبحانه : هذا الذي أنكرتموه عليهم ، وإن كان كبيراً ، فما ارتكبتموه أنتم من الكفر بالله ، والصد عن سبيله ، وعن بيته ، وإخراج المسلمين الذين هم أهله منه ، والشرك الذي أنتم عليه ، والفتنة التي حصلت منكم به ، أكبر عند الله من قتالهم في الشهر الحرام. ❝
❞ وقد تقدّم أن أبا سفيان قال عِند انصرافه من أُحد مَوْعِدُكُم وإيَّانا العام القابل ببدر ، فلما كان شعبان ، وقيل : ذو القعدة من العام القابِلِ ، خرج رسولُ اللَّهِ ﷺ لموعِده في ألف وخمسمئة ، وكانت الخيل عشرةَ أفراس ، وحَمَلَ لِواءَه علي بن أبي طالب ، واستخلف على المدينةِ عبد الله بن رواحة ، فانتهى إلى بدر ، فأقام بها ثمانية أيام ينتظِرُ المشركين ، وخرج أبو سفيان بالمشركين من مكَّةَ ، وهم ألفان ، ومعهم خمسون فرساً ، فلما انْتَهَوْا إِلَى مَرَّ الظَّهْرَانِ - على مَرْحَلَة مِنْ مَكَّة - قال لهم أبو سفيان : إن العام عام جَدْب ، وقد رأيتُ أني أرجعُ بكم ، فانصرَفُوا راجعين ، وأخلفوا الموعِدَ ، فَسُمِّيت هذه بدر الموعد ، وتسمَّى بدرَ الثانية. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وقد تقدّم أن أبا سفيان قال عِند انصرافه من أُحد مَوْعِدُكُم وإيَّانا العام القابل ببدر ، فلما كان شعبان ، وقيل : ذو القعدة من العام القابِلِ ، خرج رسولُ اللَّهِ ﷺ لموعِده في ألف وخمسمئة ، وكانت الخيل عشرةَ أفراس ، وحَمَلَ لِواءَه علي بن أبي طالب ، واستخلف على المدينةِ عبد الله بن رواحة ، فانتهى إلى بدر ، فأقام بها ثمانية أيام ينتظِرُ المشركين ، وخرج أبو سفيان بالمشركين من مكَّةَ ، وهم ألفان ، ومعهم خمسون فرساً ، فلما انْتَهَوْا إِلَى مَرَّ الظَّهْرَانِ - على مَرْحَلَة مِنْ مَكَّة - قال لهم أبو سفيان : إن العام عام جَدْب ، وقد رأيتُ أني أرجعُ بكم ، فانصرَفُوا راجعين ، وأخلفوا الموعِدَ ، فَسُمِّيت هذه بدر الموعد ، وتسمَّى بدرَ الثانية. ❝