وإستنصر المسلمون الله ، وإستغاثوه وأخلصوا له ،... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ وإستنصر المسلمون الله وإستغاثوه وأخلصوا له وتضرَّعُوا إليهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَائِكَتِهِ { أَنِّي مَعَكُمْ فَثبتوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ كَفَرُوا الرعب } وأوحى إلى رسوله ﷺ مُمِدُّكُم بِأَلْفِ مِنَ الْمَلَئكَةِ مُردِفِينَ وبات رسول يصلي جذع شجرة هناك وكانت ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان السنة الثانية للهجرة فلما أصبحوا أقبلت قريش كتائبها واصطف الفريقان فمشى حكيم بن حزام وعتبة ربيعة أن يرْجِعُوا ولا يقاتلوا فأبى ذلك أبو جهل وجرى بينه وبين عتبة كلام وأمر أخا عمرو الحضرمي يطلب دَمَ أخيه فكشف عن استه وصرخ : واعَمْراه فحمي القوم ونشبتِ الحرب وعَدَّلَ الصفوف ثم رجع العريش هو وأبو بكر خاصة وقام سعد معاذ قوم الأنصار باب يحمون وخرج وشيبة ابنا والوليد يطلبون المبارزة فخرج إليهم ثلاثة عبد رواحة وعوف ومُعَوِّذ عفراء فقالوا لهم أنتم ؟ قالوا أكفاء كرام وإنما نُريد بني عمنا فبرز علي وعُبيدة الحارث وحمزة فقَتل قِرْنَه الوليد كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ وإستنصر المسلمون الله ، وإستغاثوه وأخلصوا له ، وتضرَّعُوا إليهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَائِكَتِهِ ﴿ أَنِّي مَعَكُمْ فَثبتوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرعب ﴾ ، وأوحى الله إلى رسوله ﷺ ﴿ ان مُمِدُّكُم بِأَلْفِ مِنَ الْمَلَئكَةِ مُردِفِينَ ﴾ ، وبات رسول الله ﷺ يصلي إلى جذع شجرة هناك ، وكانت ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة ، فلما أصبحوا أقبلت قريش في كتائبها ، واصطف الفريقان ، فمشى حكيم بن حزام وعتبة بن ربيعة في قريش ، أن يرْجِعُوا ولا يقاتلوا ، فأبى ذلك أبو جهل ، وجرى بينه وبين عتبة كلام ، وأمر أبو جهل أخا عمرو بن الحضرمي أن يطلب دَمَ أخيه عمرو ، فكشف عن استه ، وصرخ : واعَمْراه ، فحمي القوم ، ونشبتِ الحرب ، وعَدَّلَ رسول الله ﷺ الصفوف ، ثم رجع إلى العريش هو وأبو بكر خاصة ، وقام سعد بن معاذ في قوم من الأنصار على باب العريش ، يحمون رسول الله ﷺ ، وخرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ، يطلبون المبارزة ، فخرج إليهم ثلاثة الأنصار : عبد الله بن رواحة ، وعوف ، ومُعَوِّذ ، ابنا عفراء ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ فقالوا : من الأنصار ، قالوا : أكفاء كرام ، وإنما نُريد بني عمنا ، فبرز إليهم علي وعُبيدة بن الحارث وحمزة ، فقَتل علي قِرْنَه الوليد ، وقَتل حمزة قرنه عتبة ، وقيل : شيبة ، واختلف عُبيدة وقِرنه ضربتين ، فكَرَّ علي وحمزة على قِرن عبيدة ، فقتلاه واحتملا عبيدة ، وقد قطعت رجله ، فلم يزل ضَمِنَا حتى مات بالصَّفْراءِ ، ثم حمي الوطيس ، واستدارت رحى الحرب ، واشتد القتال ، وأخذ رسول الله ﷺ في الدعاء والابتهال ومناشدة ربه عز وجل ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه فردَّه عليه الصديق ، وقال : بغض مناشَدَتِكَ رَبَّكَ ، فَإِنَّهُ منجز لَكَ ما وَعَدَكَ ، فأغفى رسول الله ﷺ إغفاءة واحدة وأخذ القوم النعاس في حال الحرب ، ثم رفع رسولُ الله ﷺ رأسه فقال ( أَبْشِرْ يا أَبَا بَكْر ! هذا جِبْرِيلُ عَلَى تَنَايَاه النقع ) ، وجاء النصر ، وأنزل الله جنده ، وأيد رسوله والمؤمنين ، ومنحهم أكتاف المُشركين أسراً وقتلاً ، فقتلوا منهم سبعين ، وأسروا سبعين. ❝
❞ وإستنصر المسلمون الله ، وإستغاثوه وأخلصوا له ، وتضرَّعُوا إليهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَائِكَتِهِ { أَنِّي مَعَكُمْ فَثبتوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرعب } ، وأوحى الله إلى رسوله ﷺ { ان مُمِدُّكُم بِأَلْفِ مِنَ الْمَلَئكَةِ مُردِفِينَ } ، وبات رسول الله ﷺ يصلي إلى جذع شجرة هناك ، وكانت ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة ، فلما أصبحوا أقبلت قريش في كتائبها ، واصطف الفريقان ، فمشى حكيم بن حزام وعتبة بن ربيعة في قريش ، أن يرْجِعُوا ولا يقاتلوا ، فأبى ذلك أبو جهل ، وجرى بينه وبين عتبة كلام ، وأمر أبو جهل أخا عمرو بن الحضرمي أن يطلب دَمَ أخيه عمرو ، فكشف عن استه ، وصرخ : واعَمْراه ، فحمي القوم ، ونشبتِ الحرب ، وعَدَّلَ رسول الله ﷺ الصفوف ، ثم رجع إلى العريش هو وأبو بكر خاصة ، وقام سعد بن معاذ في قوم من الأنصار على باب العريش ، يحمون رسول الله ﷺ ، وخرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ، يطلبون المبارزة ، فخرج إليهم ثلاثة الأنصار : عبد الله بن رواحة ، وعوف ، ومُعَوِّذ ، ابنا عفراء ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ فقالوا : من الأنصار ، قالوا : أكفاء كرام ، وإنما نُريد بني عمنا ، فبرز إليهم علي وعُبيدة بن الحارث وحمزة ، فقَتل علي قِرْنَه الوليد ، وقَتل حمزة قرنه عتبة ، وقيل : شيبة ، واختلف عُبيدة وقِرنه ضربتين ، فكَرَّ علي وحمزة على قِرن عبيدة ، فقتلاه واحتملا عبيدة ، وقد قطعت رجله ، فلم يزل ضَمِنَا حتى مات بالصَّفْراءِ ، ثم حمي الوطيس ، واستدارت رحى الحرب ، واشتد القتال ، وأخذ رسول الله ﷺ في الدعاء والابتهال ومناشدة ربه عز وجل ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه فردَّه عليه الصديق ، وقال : بغض مناشَدَتِكَ رَبَّكَ ، فَإِنَّهُ منجز لَكَ ما وَعَدَكَ ، فأغفى رسول الله ﷺ إغفاءة واحدة وأخذ القوم النعاس في حال الحرب ، ثم رفع رسولُ الله ﷺ رأسه فقال ( أَبْشِرْ يا أَبَا بَكْر ! هذا جِبْرِيلُ عَلَى تَنَايَاه النقع ) ، وجاء النصر ، وأنزل الله جنده ، وأيد رسوله والمؤمنين ، ومنحهم أكتاف المُشركين أسراً وقتلاً ، فقتلوا منهم سبعين ، وأسروا سبعين. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وإستنصر المسلمون الله ، وإستغاثوه وأخلصوا له ، وتضرَّعُوا إليهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَائِكَتِهِ ﴿ أَنِّي مَعَكُمْ فَثبتوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرعب ﴾ ، وأوحى الله إلى رسوله ﷺ ﴿ ان مُمِدُّكُم بِأَلْفِ مِنَ الْمَلَئكَةِ مُردِفِينَ ﴾ ، وبات رسول الله ﷺ يصلي إلى جذع شجرة هناك ، وكانت ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة ، فلما أصبحوا أقبلت قريش في كتائبها ، واصطف الفريقان ، فمشى حكيم بن حزام وعتبة بن ربيعة في قريش ، أن يرْجِعُوا ولا يقاتلوا ، فأبى ذلك أبو جهل ، وجرى بينه وبين عتبة كلام ، وأمر أبو جهل أخا عمرو بن الحضرمي أن يطلب دَمَ أخيه عمرو ، فكشف عن استه ، وصرخ : واعَمْراه ، فحمي القوم ، ونشبتِ الحرب ، وعَدَّلَ رسول الله ﷺ الصفوف ، ثم رجع إلى العريش هو وأبو بكر خاصة ، وقام سعد بن معاذ في قوم من الأنصار على باب العريش ، يحمون رسول الله ﷺ ، وخرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ، يطلبون المبارزة ، فخرج إليهم ثلاثة الأنصار : عبد الله بن رواحة ، وعوف ، ومُعَوِّذ ، ابنا عفراء ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ فقالوا : من الأنصار ، قالوا : أكفاء كرام ، وإنما نُريد بني عمنا ، فبرز إليهم علي وعُبيدة بن الحارث وحمزة ، فقَتل علي قِرْنَه الوليد ، وقَتل حمزة قرنه عتبة ، وقيل : شيبة ، واختلف عُبيدة وقِرنه ضربتين ، فكَرَّ علي وحمزة على قِرن عبيدة ، فقتلاه واحتملا عبيدة ، وقد قطعت رجله ، فلم يزل ضَمِنَا حتى مات بالصَّفْراءِ ، ثم حمي الوطيس ، واستدارت رحى الحرب ، واشتد القتال ، وأخذ رسول الله ﷺ في الدعاء والابتهال ومناشدة ربه عز وجل ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه فردَّه عليه الصديق ، وقال : بغض مناشَدَتِكَ رَبَّكَ ، فَإِنَّهُ منجز لَكَ ما وَعَدَكَ ، فأغفى رسول الله ﷺ إغفاءة واحدة وأخذ القوم النعاس في حال الحرب ، ثم رفع رسولُ الله ﷺ رأسه فقال ( أَبْشِرْ يا أَبَا بَكْر ! هذا جِبْرِيلُ عَلَى تَنَايَاه النقع ) ، وجاء النصر ، وأنزل الله جنده ، وأيد رسوله والمؤمنين ، ومنحهم أكتاف المُشركين أسراً وقتلاً ، فقتلوا منهم سبعين ، وأسروا سبعين. ❝
❞ ثبت عنه ﷺ ، أنه استسقى على وجوه ، 🔸️أحدها : يوم الجمعة على المنبر في أثناء خطبته ، وقال ( اللَّهُم أَغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا ) . 🔸️الوجه الثاني : أنه ﷺ وعد الناس يوماً يخرجون فيه إلى المصلى ، فخرج لما طلعت الشمس متواضعاً ، متبذلاً ، متخشعاً ، متوسلاً ، متضرعاً ، فلما وافى المصلَّى ، صَعِدَ المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه وكبَّره ، وكان مما حُفِظَ من خطبته ودعائه ( الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين ، الرَّحْمنِ الرَّحيم ، مالِكِ يَوْمِ الدِّين ، لا إله إلا اللَّهُ ، يَفْعَلُ ما يُريد ، اللَّهُم أَنْتَ اللهُ لا إله إلا أنت ، تَفْعَل ما تُريدُ ، اللَّهُم لا إلا إله إلا أَنْتَ ، أَنْتَ الغَنيُّ وَنَحْن الفُقَراءُ ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الغَيْثَ ، وَاجْعَل ما أَنْزَلْتَه علينا قُوَّةً لَنَا ، وَبلاغاً إلى حين ) ، ثم رفع يديه ، وأخذ في التضرع ، والابتهال ، والدعاء ، وبالغ في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ، ثم حول إلى الناس ظهره ، واستقبل القبلة وحوَّل إذ ذاك رداءه وهو مستقبل القبلة ، فجعل الأيمن على الأيسر ، والأيسر على الأيمن ، وظهر الرداء لبطنه ، وبطنه لظهره ، وكان الرداء خميصة سوداء ، وأخذ في الدعاء مستقبل القبلة ، والناس كذلك ، ثم نزل فصلى بهم ركعتين كصلاة العيد من غير أذان ولا إقامة ولا نداء البتة ، جهر فيهما بالقراءة ، وقرأ في الأولى بعد فاتحة الكتاب ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى ) ، وفي الثانية ( هل أتاك حديث الغاشية ) . 🔸️الوجه الثالث : إستسقى على منبر المدينة مجردا في غير يوم جمعة ، ولم يُحفظ عنه ﷺ في هذا الاستسقاء صلاة . 🔸️الوجه الرابع : أنه استسقى وهو جالس في المسجد ، فرفع يديه ، ودعا الله عز وجل ، فحُفِظَ مِن دعائه حينئذ ( اللَّهُم اسْقِنا غَيْئاً مُغيثاً مَرِيعاً طَبَقاً عَاجِلا غَيْرَ رَائِثٍ ، نافِعاً غَيْرَ ضَارٌ ) . 🔸️الوجه الخامس : أنه ﷺ استسقى عند أحجار الزيت قريباً من الزوراء ، وهي خارج باب المسجد الذي يُدعى اليوم باب السلام نحو قذفة حجر ، ينعطف عن يمين الخارج من المسجد . 🔸️الوجه السادس : أنه استسقى في بعض غزواته لما سبقه المشركون إلى الماء ، فأصاب المسلمين العطش ، فشَكَوْا إلى رسول الله ﷺ ، وقال بعضُ المنافقين : لو كان نبياً ، لاستسقى لقومه ، كما استسقى موسى لقومه ، فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال ( أَوَقَدْ قَالُوها ؟ عَسَى رَبُّكُم أَنْ يَسْقِيَكُمْ ) ، ثُمَّ بَسَطَ يَدَيْهِ ، ودعا ، فما ردَّ يديه من دعائه ، حتى أظلَّهُمُ السَّحابُ ، وأُمطروا ، فأفعم السيلُ الوادي ، فشرب الناس ، فارتَوَوْا ، وحفظ من دعائه في الاستسقاء ( اللَّهُم اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَكَ ، وانْشُر رَحْمَتك ، وأحي بَلَدَكَ المَيْت ، اللَّهُم اسْقِنا غَيْئاً مُغِيثاً مريئاً مريعاً نافعاً غير ضار ، عاجلا غير آجل ) ، وأُغيث ﷺ في كل مرة إستسقى بها ، واستسقى مرة فقام إليه أبو لبابة فقال : يا رسول الله إن التمر في المرابد ، فقال رسول الله ﷺ ( اللَّهُم اسْقِنَا حَتَّى يَقومَ أبو لبابة عُرياناً ، فَيَسُدَّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِه بإزاره ) ، فأمطرت فاجتمعوا إلى أبي لبابة ، فقالوا : إنها لن تُقلع حتى تقوم عُرياناً ، فتسدَّ ثعلب مربدك بإزارك كما قال رسول الله ﷺ ، ففعل ، فاستهلت السماء ، ولما كثر المطر ، سألوه الاستصحاء ، فاستصحى لهم ، وقال ( اللَّهُم حَوَالَيْنَا ولا عَلَيْنَا اللَّهُم على الآكام والجبال والطراب ، وبطون الأودية ، وَمَنَابِت الشَّجَر ) ، وكان ﷺ إذا رأى مطراً ، قال ( اللَّهُم صيِّباً نَافِعا ) ، وكان يحسِرُ ثوبه حتى يُصيبه من المطر ، فسئل عن ذلك ، فقال ( لانه حَديثُ عَهْدِ بِرَبِّه ) ، وكان إذا رأى الغيم والريح ، عُرِفَ ذلك في وجهه ، فأقبل وأدبر ، فإذا أمطرت سُرِّيَ عنه ، وذهب عنه ذلك ، وكان يخشى أن يكون فيه العذاب ، قال الشافعي : وروي عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعاً أنه كان إذا استسقى قال ( اللَّهُم اسْقِنَا غيثاً مُغيثاً هَنِيئاً مَرِيئًا غَدَقاً مُجلَّلاً عَامَّا طَبَقاً سَحَّاً دائماً ، اللَّهُم اسْقِنَا الغَيْثَ ، ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخلق مِن اللأواءِ والجهد والضَّنْك ما لا نشكوه إلا إليك ، اللهم أنبت لنا الزَّرَعَ ، وأَدِرَّ لنا الضَّرْعَ واسْقِنا من بركات السماء ، وأنبت لنا من بركات الأرضِ ، اللهم ارفع عنا الجَهْدَ والجُوعَ والعُري ، واكشف عنا مِن البلاء ما لا يكشِفُه غيرك ، اللهم إنا نستغفرك ، إنك كنت غفاراً ، فأرسل السماء علينا مدراراً ) ، قال الشافعي رحمه الله : وأحبُّ أن يدعو الإمام بهذا ، قال : وبلغني أن النبي ﷺ كان إذا دعا في الاستسقاء رفع يديه ، وبلغنا أن النبي ﷺ كان يتمطر في أول مطرة حتى يُصيب جسده ، قال وبلغني أن بعض أصحاب النبي ﷺ كان إذا أصبح وقد مُطِرَ الناس ، قال : مُطرنا بِنُوءِ الفَتح ، ثم يقرأ : ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فلا مُمْسِكَ لَهَا ، قال : وأخبرني من لا أتهم عن عبد العزيز بن عمر ، عن مكحول ، عن النبي ﷺ أنه قال ( اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش ، وإقامة الصلاة ، ونزول الغيث ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ ثبت عنه ﷺ ، أنه استسقى على وجوه ، 🔸️أحدها : يوم الجمعة على المنبر في أثناء خطبته ، وقال ( اللَّهُم أَغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا ) . 🔸️الوجه الثاني : أنه ﷺ وعد الناس يوماً يخرجون فيه إلى المصلى ، فخرج لما طلعت الشمس متواضعاً ، متبذلاً ، متخشعاً ، متوسلاً ، متضرعاً ، فلما وافى المصلَّى ، صَعِدَ المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه وكبَّره ، وكان مما حُفِظَ من خطبته ودعائه ( الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين ، الرَّحْمنِ الرَّحيم ، مالِكِ يَوْمِ الدِّين ، لا إله إلا اللَّهُ ، يَفْعَلُ ما يُريد ، اللَّهُم أَنْتَ اللهُ لا إله إلا أنت ، تَفْعَل ما تُريدُ ، اللَّهُم لا إلا إله إلا أَنْتَ ، أَنْتَ الغَنيُّ وَنَحْن الفُقَراءُ ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الغَيْثَ ، وَاجْعَل ما أَنْزَلْتَه علينا قُوَّةً لَنَا ، وَبلاغاً إلى حين ) ، ثم رفع يديه ، وأخذ في التضرع ، والابتهال ، والدعاء ، وبالغ في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ، ثم حول إلى الناس ظهره ، واستقبل القبلة وحوَّل إذ ذاك رداءه وهو مستقبل القبلة ، فجعل الأيمن على الأيسر ، والأيسر على الأيمن ، وظهر الرداء لبطنه ، وبطنه لظهره ، وكان الرداء خميصة سوداء ، وأخذ في الدعاء مستقبل القبلة ، والناس كذلك ، ثم نزل فصلى بهم ركعتين كصلاة العيد من غير أذان ولا إقامة ولا نداء البتة ، جهر فيهما بالقراءة ، وقرأ في الأولى بعد فاتحة الكتاب ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى ) ، وفي الثانية ( هل أتاك حديث الغاشية ) . 🔸️الوجه الثالث : إستسقى على منبر المدينة مجردا في غير يوم جمعة ، ولم يُحفظ عنه ﷺ في هذا الاستسقاء صلاة . 🔸️الوجه الرابع : أنه استسقى وهو جالس في المسجد ، فرفع يديه ، ودعا الله عز وجل ، فحُفِظَ مِن دعائه حينئذ ( اللَّهُم اسْقِنا غَيْئاً مُغيثاً مَرِيعاً طَبَقاً عَاجِلا غَيْرَ رَائِثٍ ، نافِعاً غَيْرَ ضَارٌ ) . 🔸️الوجه الخامس : أنه ﷺ استسقى عند أحجار الزيت قريباً من الزوراء ، وهي خارج باب المسجد الذي يُدعى اليوم باب السلام نحو قذفة حجر ، ينعطف عن يمين الخارج من المسجد . 🔸️الوجه السادس : أنه استسقى في بعض غزواته لما سبقه المشركون إلى الماء ، فأصاب المسلمين العطش ، فشَكَوْا إلى رسول الله ﷺ ، وقال بعضُ المنافقين : لو كان نبياً ، لاستسقى لقومه ، كما استسقى موسى لقومه ، فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال ( أَوَقَدْ قَالُوها ؟ عَسَى رَبُّكُم أَنْ يَسْقِيَكُمْ ) ، ثُمَّ بَسَطَ يَدَيْهِ ، ودعا ، فما ردَّ يديه من دعائه ، حتى أظلَّهُمُ السَّحابُ ، وأُمطروا ، فأفعم السيلُ الوادي ، فشرب الناس ، فارتَوَوْا ، وحفظ من دعائه في الاستسقاء ( اللَّهُم اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَكَ ، وانْشُر رَحْمَتك ، وأحي بَلَدَكَ المَيْت ، اللَّهُم اسْقِنا غَيْئاً مُغِيثاً مريئاً مريعاً نافعاً غير ضار ، عاجلا غير آجل ) ، وأُغيث ﷺ في كل مرة إستسقى بها ، واستسقى مرة فقام إليه أبو لبابة فقال : يا رسول الله إن التمر في المرابد ، فقال رسول الله ﷺ ( اللَّهُم اسْقِنَا حَتَّى يَقومَ أبو لبابة عُرياناً ، فَيَسُدَّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِه بإزاره ) ، فأمطرت فاجتمعوا إلى أبي لبابة ، فقالوا : إنها لن تُقلع حتى تقوم عُرياناً ، فتسدَّ ثعلب مربدك بإزارك كما قال رسول الله ﷺ ، ففعل ، فاستهلت السماء ، ولما كثر المطر ، سألوه الاستصحاء ، فاستصحى لهم ، وقال ( اللَّهُم حَوَالَيْنَا ولا عَلَيْنَا اللَّهُم على الآكام والجبال والطراب ، وبطون الأودية ، وَمَنَابِت الشَّجَر ) ، وكان ﷺ إذا رأى مطراً ، قال ( اللَّهُم صيِّباً نَافِعا ) ، وكان يحسِرُ ثوبه حتى يُصيبه من المطر ، فسئل عن ذلك ، فقال ( لانه حَديثُ عَهْدِ بِرَبِّه ) ، وكان إذا رأى الغيم والريح ، عُرِفَ ذلك في وجهه ، فأقبل وأدبر ، فإذا أمطرت سُرِّيَ عنه ، وذهب عنه ذلك ، وكان يخشى أن يكون فيه العذاب ، قال الشافعي : وروي عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعاً أنه كان إذا استسقى قال ( اللَّهُم اسْقِنَا غيثاً مُغيثاً هَنِيئاً مَرِيئًا غَدَقاً مُجلَّلاً عَامَّا طَبَقاً سَحَّاً دائماً ، اللَّهُم اسْقِنَا الغَيْثَ ، ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخلق مِن اللأواءِ والجهد والضَّنْك ما لا نشكوه إلا إليك ، اللهم أنبت لنا الزَّرَعَ ، وأَدِرَّ لنا الضَّرْعَ واسْقِنا من بركات السماء ، وأنبت لنا من بركات الأرضِ ، اللهم ارفع عنا الجَهْدَ والجُوعَ والعُري ، واكشف عنا مِن البلاء ما لا يكشِفُه غيرك ، اللهم إنا نستغفرك ، إنك كنت غفاراً ، فأرسل السماء علينا مدراراً ) ، قال الشافعي رحمه الله : وأحبُّ أن يدعو الإمام بهذا ، قال : وبلغني أن النبي ﷺ كان إذا دعا في الاستسقاء رفع يديه ، وبلغنا أن النبي ﷺ كان يتمطر في أول مطرة حتى يُصيب جسده ، قال وبلغني أن بعض أصحاب النبي ﷺ كان إذا أصبح وقد مُطِرَ الناس ، قال : مُطرنا بِنُوءِ الفَتح ، ثم يقرأ : ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فلا مُمْسِكَ لَهَا ، قال : وأخبرني من لا أتهم عن عبد العزيز بن عمر ، عن مكحول ، عن النبي ﷺ أنه قال ( اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش ، وإقامة الصلاة ، ونزول الغيث ). ❝