❞ حين تكتب الروح قبل القلم نحن لا نكتب الكلمات، بل نرسم الأرواح على الورق، نغزل من الحروف مشاعر غير مرئية، لكنها تسكن القلوب. نبحث في ظلال العبارات عن ضوء، وفي أعماق المعاني عن وطن، وفي صمت الأوراق عن صوت يشبهنا. الكتابة ليست مجرد حرفة تُتقن، بل هي جرح ينزف في الروح، لا يبرأ إلا بالحبر. هي اعتراف صامت بكل ما عجزنا عن قوله، وصرخة مكبوتة خلف جدران الصمت التي بنيناها حول أنفسنا. إنها الأمل حين ينهار العالم، والمأوى حين تشتد العاصفة، والنافذة التي نطل منها على حقيقتنا حين تتوه بنا الدروب. كم من كلمة عابرة لم يلتفت إليها أحد، لكنها أنقذت روحًا من الضياع؟ وكم من سطر كُتب بعفوية، لكنه أصبح وطنًا لمن لم يجد مأوى؟ نحن لا نكتب لنُبهر، بل لنُشعر. لا نبحث عن التصفيق، بل عن قارئ يلتقط نبضنا بين السطور، فيقرؤنا بقلبه قبل عينيه. في كل رواية أكتبها، أترك جزءًا مني بين صفحاتها، جزءًا لا يعود إليّ أبدًا، لكنه يظل حيًا في ذاكرة من يقرؤه. ربما يمر أحدهم يومًا بجملة كتبتها في كتاب منسي على رف بعيد، فيشعر وكأنها كُتبت له وحده. في تلك اللحظة، أدرك أنني لم أكتب سدى. نحن نكتب، ليس لنخلّد أسماءنا، بل لنهمس للحياة بأننا مررنا من هنا، تاركين أثرًا لا تمحوه الأيام. بقلم الكاتب الأردني ورئيس الكُتّاب العربي في المهجر #محمود #عمر #محمد #جمعه. ❝ ⏤𝑴𝑨𝑯𝑴𝑶𝑼𝑫
❞ حين تكتب الروح قبل القلم
نحن لا نكتب الكلمات، بل نرسم الأرواح على الورق، نغزل من الحروف مشاعر غير مرئية، لكنها تسكن القلوب. نبحث في ظلال العبارات عن ضوء، وفي أعماق المعاني عن وطن، وفي صمت الأوراق عن صوت يشبهنا.
الكتابة ليست مجرد حرفة تُتقن، بل هي جرح ينزف في الروح، لا يبرأ إلا بالحبر. هي اعتراف صامت بكل ما عجزنا عن قوله، وصرخة مكبوتة خلف جدران الصمت التي بنيناها حول أنفسنا. إنها الأمل حين ينهار العالم، والمأوى حين تشتد العاصفة، والنافذة التي نطل منها على حقيقتنا حين تتوه بنا الدروب.
كم من كلمة عابرة لم يلتفت إليها أحد، لكنها أنقذت روحًا من الضياع؟ وكم من سطر كُتب بعفوية، لكنه أصبح وطنًا لمن لم يجد مأوى؟ نحن لا نكتب لنُبهر، بل لنُشعر. لا نبحث عن التصفيق، بل عن قارئ يلتقط نبضنا بين السطور، فيقرؤنا بقلبه قبل عينيه.
في كل رواية أكتبها، أترك جزءًا مني بين صفحاتها، جزءًا لا يعود إليّ أبدًا، لكنه يظل حيًا في ذاكرة من يقرؤه. ربما يمر أحدهم يومًا بجملة كتبتها في كتاب منسي على رف بعيد، فيشعر وكأنها كُتبت له وحده. في تلك اللحظة، أدرك أنني لم أكتب سدى.
نحن نكتب، ليس لنخلّد أسماءنا، بل لنهمس للحياة بأننا مررنا من هنا، تاركين أثرًا لا تمحوه الأيام.