ولما رجع ﷺ إلى المَدِينَةِ ، جاءه أبو بصير رجل من قريش... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ ولما رجع ﷺ إلى المَدِينَةِ جاءه أبو بصير رجل من قريش مسلماً فأرسلوا طلبه رجلين وقالوا : العهد الذي جعلت لنا فدفعه الرجلين فخرجا به حتى بلغا ذا الحُلَيْفَةِ فنزلوا يأكلون تمر لهم فقال لأحد واللهِ إِنِّي لأرى سيفك هذا جيداً فاستله الآخر أَجَلْ والله إنه لجيد لقد جربت ثم أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه برد وفر يعدو بلغ المدينة فدخل المسجد رسول الله حين رآه ( لَقَدْ رَأى ذُعْرَاً ) فلما انتهى النبي قال قُتِلَ صاحبي وإني لمقتول فجاء يا نبي قد أوفى ذمتك رددتني إليهم فأنجاني منهم ﷺ: وَيْلُ أمهِ مِسْعَرٍ حَرْبٍ لو كَانَ لَهُ أَحَدٌ سمِع ذلك عرف أنه سيرده فخرج أتى سيف البحر وينفلت جندل بن سهيل فلحق بأبي فلا يخرُجُ مِن أسلم إلا لحق اجتمعت عصابة فوالله لا يسمعُونَ بعير لقُريش خرجت الشام اعترضُوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت تناشده والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمن فأنزل عز وجل { وهُوَ كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف ابن قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع يخصه مع العلم أن القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ ولما رجع ﷺ إلى المَدِينَةِ ، جاءه أبو بصير رجل من قريش مسلماً ، فأرسلوا في طلبه رجلين ، وقالوا : العهد الذي جعلت لنا ، فدفعه إلى الرجلين ، فخرجا به حتى بلغا ذا الحُلَيْفَةِ ، فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين : واللهِ إِنِّي لأرى سيفك هذا جيداً ، فاستله الآخر ، فقال : أَجَلْ والله إنه لجيد ، لقد جربت به ثم جربت ، فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه ، فأمكنه منه ، فضربه به حتى برد ، وفر الآخر يعدو حتى بلغ المدينة ، فدخل المسجد ، فقال رسول الله ﷺ حين رآه ( لَقَدْ رَأى هذا ذُعْرَاً ) ، فلما انتهى إلى النبي ﷺ قال : قُتِلَ والله صاحبي ، وإني لمقتول ، فجاء أبو بصير ، فقال : يا نبي الله ، قد والله أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم ، فأنجاني الله منهم ، فقال النبي ﷺ: ( وَيْلُ أمهِ مِسْعَرٍ حَرْبٍ ، لو كَانَ لَهُ أَحَدٌ ) ، فلما سمِع ذلك ، عرف أنه سيرده إليهم ، فخرج حتى أتى سيف البحر ، وينفلت منهم جندل بن سهيل ، فلحق بأبي بصير ، فلا يخرُجُ مِن قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير ، حتى اجتمعت منهم عصابة ، فوالله لا يسمعُونَ بعير لقُريش خرجت إلى الشام إلا اعترضُوا لها ، فقتلوهم ، وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي ﷺ تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم ، فمن أتاه منهم ، فهو آمن ، فأنزل الله عز وجل ﴿ وهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ﴾ حتى بلغ ﴿ حَميَّةَ الْجاهِلِيَّة ﴾ ، وكانت حميتهم أنهم لم يُقِرُّوا أنه نبي الله ، ولم يَقرُّوا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وحالوا بينهم وبين البيت. ❝
❞ ولما رجع ﷺ إلى المَدِينَةِ ، جاءه أبو بصير رجل من قريش مسلماً ، فأرسلوا في طلبه رجلين ، وقالوا : العهد الذي جعلت لنا ، فدفعه إلى الرجلين ، فخرجا به حتى بلغا ذا الحُلَيْفَةِ ، فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين : واللهِ إِنِّي لأرى سيفك هذا جيداً ، فاستله الآخر ، فقال : أَجَلْ والله إنه لجيد ، لقد جربت به ثم جربت ، فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه ، فأمكنه منه ، فضربه به حتى برد ، وفر الآخر يعدو حتى بلغ المدينة ، فدخل المسجد ، فقال رسول الله ﷺ حين رآه ( لَقَدْ رَأى هذا ذُعْرَاً ) ، فلما انتهى إلى النبي ﷺ قال : قُتِلَ والله صاحبي ، وإني لمقتول ، فجاء أبو بصير ، فقال : يا نبي الله ، قد والله أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم ، فأنجاني الله منهم ، فقال النبي ﷺ: ( وَيْلُ أمهِ مِسْعَرٍ حَرْبٍ ، لو كَانَ لَهُ أَحَدٌ ) ، فلما سمِع ذلك ، عرف أنه سيرده إليهم ، فخرج حتى أتى سيف البحر ، وينفلت منهم جندل بن سهيل ، فلحق بأبي بصير ، فلا يخرُجُ مِن قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير ، حتى اجتمعت منهم عصابة ، فوالله لا يسمعُونَ بعير لقُريش خرجت إلى الشام إلا اعترضُوا لها ، فقتلوهم ، وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي ﷺ تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم ، فمن أتاه منهم ، فهو آمن ، فأنزل الله عز وجل { وهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } حتى بلغ { حَميَّةَ الْجاهِلِيَّة } ، وكانت حميتهم أنهم لم يُقِرُّوا أنه نبي الله ، ولم يَقرُّوا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وحالوا بينهم وبين البيت. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ ولما رجع ﷺ إلى المَدِينَةِ ، جاءه أبو بصير رجل من قريش مسلماً ، فأرسلوا في طلبه رجلين ، وقالوا : العهد الذي جعلت لنا ، فدفعه إلى الرجلين ، فخرجا به حتى بلغا ذا الحُلَيْفَةِ ، فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين : واللهِ إِنِّي لأرى سيفك هذا جيداً ، فاستله الآخر ، فقال : أَجَلْ والله إنه لجيد ، لقد جربت به ثم جربت ، فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه ، فأمكنه منه ، فضربه به حتى برد ، وفر الآخر يعدو حتى بلغ المدينة ، فدخل المسجد ، فقال رسول الله ﷺ حين رآه ( لَقَدْ رَأى هذا ذُعْرَاً ) ، فلما انتهى إلى النبي ﷺ قال : قُتِلَ والله صاحبي ، وإني لمقتول ، فجاء أبو بصير ، فقال : يا نبي الله ، قد والله أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم ، فأنجاني الله منهم ، فقال النبي ﷺ: ( وَيْلُ أمهِ مِسْعَرٍ حَرْبٍ ، لو كَانَ لَهُ أَحَدٌ ) ، فلما سمِع ذلك ، عرف أنه سيرده إليهم ، فخرج حتى أتى سيف البحر ، وينفلت منهم جندل بن سهيل ، فلحق بأبي بصير ، فلا يخرُجُ مِن قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير ، حتى اجتمعت منهم عصابة ، فوالله لا يسمعُونَ بعير لقُريش خرجت إلى الشام إلا اعترضُوا لها ، فقتلوهم ، وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي ﷺ تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم ، فمن أتاه منهم ، فهو آمن ، فأنزل الله عز وجل ﴿ وهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ﴾ حتى بلغ ﴿ حَميَّةَ الْجاهِلِيَّة ﴾ ، وكانت حميتهم أنهم لم يُقِرُّوا أنه نبي الله ، ولم يَقرُّوا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وحالوا بينهم وبين البيت. ❝