غزوة ذات السلاسل .. وهي وراء وادي القُرى بضم السين... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ غزوة ذات السلاسل وهي وراء وادي القُرى بضم السين الأولى وفتحها لغتان وبينها وبين المدينة عشرة أيام وكانت جمادى الآخرة سنة ثمان قال ابن سعد : بلغ رسول الله ﷺ أن جمعاً من قضاعة قد تجمَّعُوا يُرِيدُونَ يدنُوا إلى أطراف فدعا عمرو بن العاص فعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء وبعثه ثلاثمئة سَراة المهاجرين والأنصار ومعهم ثلاثون فرساً وأمره يستعين بمن مر به بلي وعُذْرَة ويَلْقَينِ فسار الليل وكَمَن النهار فلما قَرُبَ مِن القوم بلغه لهم كثيراً فبعث رافع مَكِيثِ الجُهَني يستمده إليه أبا عبيدة الجراح مئتين وعقد وبعث وفيهم أبو بكر وعمر يلحق بعمرو وأن يكونا جميعاً ولا يختلفا لحق أراد يَؤُم الناس فقال إنما قَدِمْتَ عليَّ مدداً وأنا الأمير فأطاعه فكان يُصلِّي بالناس وسار حتى وطىء بلاد فدوخها أتى أقصى بلادهم ولقي آخر ذلك فحمل عليهم المسلمون فهربوا البلاد وتفرَّقُوا وبعثَ عوف مالك الأشجعي بريداً فأخبره بقُفولهم وسلامتهم وما كان غزاتهم كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن أية مصادر ينقل منها ما يحتاج أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ غزوة ذات السلاسل . وهي وراء وادي القُرى بضم السين الأولى وفتحها لغتان ، وبينها وبين المدينة عشرة أيام ، وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان ، قال ابن سعد : بلغ رسول الله ﷺ أن جمعاً من قضاعة قد تجمَّعُوا يُرِيدُونَ أن يدنُوا إلى أطراف المدينة ، فدعا رسول الله ﷺ عمرو بن العاص ، فعقد له لواء أبيض ، وجعل معه راية سوداء ، وبعثه في ثلاثمئة من سَراة المهاجرين والأنصار ، ومعهم ثلاثون فرساً ، وأمره أن يستعين بمن مر به من بلي ، وعُذْرَة ، ويَلْقَينِ ، فسار الليل ، وكَمَن النهار ، فلما قَرُبَ مِن القوم ، بلغه أن لهم جمعاً كثيراً ، فبعث رافع بن مَكِيثِ الجُهَني إلى رسول الله ﷺ يستمده ، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مئتين ، وعقد له لواء ، وبعث له سَراة المهاجرين والأنصار ، وفيهم أبو بكر وعمر وأمره أن يلحق بعمرو ، وأن يكونا جميعاً ولا يختلفا ، فلما لحق به ، أراد أبو عبيدة أن يَؤُم الناس ، فقال عمرو : إنما قَدِمْتَ عليَّ مدداً وأنا الأمير ، فأطاعه أبو عبيدة ، فكان عمرو يُصلِّي بالناس وسار حتى وطىء بلاد قضاعة ، فدوخها حتى أتى إلى أقصى بلادهم ، ولقي في آخر ذلك جمعاً ، فحمل عليهم المسلمون فهربوا في البلاد ، وتفرَّقُوا ، وبعثَ عوف بن مالك الأشجعي بريداً إلى رسول الله ﷺ فأخبره بقُفولهم وسلامتهم وما كان في غزاتهم ، وذكر ابن إسحاق نزولهم على ماء لِجُذام يقال له : السلسل ، قال : وبذلك سميت ذات السلاسل . وفي هذه الغزوة احتلم أمير الجيش عمرو بن العاص ، وكانت ليلة باردة ، فخاف على نفسه من الماء ، فتيمم وصلى بأصحابه الصبح ، فذكروا ذلك للنبي ﷺ ، فقال ﷺ يا عمرو ، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جنب ؟ ) ، فأخبره بالذي منعه من الاغتسال ، وقال : سمعتُ الله يقول ﴿ وَلَا نَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ رَحِيمًا ﴾ ، فَضَحِكَ رسول الله ﷺ ولم يَقُل شيئاً. ❝
❞ غزوة ذات السلاسل .. وهي وراء وادي القُرى بضم السين الأولى وفتحها لغتان ، وبينها وبين المدينة عشرة أيام ، وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان ، قال ابن سعد : بلغ رسول الله ﷺ أن جمعاً من قضاعة قد تجمَّعُوا يُرِيدُونَ أن يدنُوا إلى أطراف المدينة ، فدعا رسول الله ﷺ عمرو بن العاص ، فعقد له لواء أبيض ، وجعل معه راية سوداء ، وبعثه في ثلاثمئة من سَراة المهاجرين والأنصار ، ومعهم ثلاثون فرساً ، وأمره أن يستعين بمن مر به من بلي ، وعُذْرَة ، ويَلْقَينِ ، فسار الليل ، وكَمَن النهار ، فلما قَرُبَ مِن القوم ، بلغه أن لهم جمعاً كثيراً ، فبعث رافع بن مَكِيثِ الجُهَني إلى رسول الله ﷺ يستمده ، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مئتين ، وعقد له لواء ، وبعث له سَراة المهاجرين والأنصار ، وفيهم أبو بكر وعمر وأمره أن يلحق بعمرو ، وأن يكونا جميعاً ولا يختلفا ، فلما لحق به ، أراد أبو عبيدة أن يَؤُم الناس ، فقال عمرو : إنما قَدِمْتَ عليَّ مدداً وأنا الأمير ، فأطاعه أبو عبيدة ، فكان عمرو يُصلِّي بالناس وسار حتى وطىء بلاد قضاعة ، فدوخها حتى أتى إلى أقصى بلادهم ، ولقي في آخر ذلك جمعاً ، فحمل عليهم المسلمون فهربوا في البلاد ، وتفرَّقُوا ، وبعثَ عوف بن مالك الأشجعي بريداً إلى رسول الله ﷺ فأخبره بقُفولهم وسلامتهم وما كان في غزاتهم ، وذكر ابن إسحاق نزولهم على ماء لِجُذام يقال له : السلسل ، قال : وبذلك سميت ذات السلاسل . وفي هذه الغزوة احتلم أمير الجيش عمرو بن العاص ، وكانت ليلة باردة ، فخاف على نفسه من الماء ، فتيمم وصلى بأصحابه الصبح ، فذكروا ذلك للنبي ﷺ ، فقال ﷺ يا عمرو ، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جنب ؟ ) ، فأخبره بالذي منعه من الاغتسال ، وقال : سمعتُ الله يقول { وَلَا نَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ رَحِيمًا } ، فَضَحِكَ رسول الله ﷺ ولم يَقُل شيئاً. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ غزوة ذات السلاسل . وهي وراء وادي القُرى بضم السين الأولى وفتحها لغتان ، وبينها وبين المدينة عشرة أيام ، وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان ، قال ابن سعد : بلغ رسول الله ﷺ أن جمعاً من قضاعة قد تجمَّعُوا يُرِيدُونَ أن يدنُوا إلى أطراف المدينة ، فدعا رسول الله ﷺ عمرو بن العاص ، فعقد له لواء أبيض ، وجعل معه راية سوداء ، وبعثه في ثلاثمئة من سَراة المهاجرين والأنصار ، ومعهم ثلاثون فرساً ، وأمره أن يستعين بمن مر به من بلي ، وعُذْرَة ، ويَلْقَينِ ، فسار الليل ، وكَمَن النهار ، فلما قَرُبَ مِن القوم ، بلغه أن لهم جمعاً كثيراً ، فبعث رافع بن مَكِيثِ الجُهَني إلى رسول الله ﷺ يستمده ، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مئتين ، وعقد له لواء ، وبعث له سَراة المهاجرين والأنصار ، وفيهم أبو بكر وعمر وأمره أن يلحق بعمرو ، وأن يكونا جميعاً ولا يختلفا ، فلما لحق به ، أراد أبو عبيدة أن يَؤُم الناس ، فقال عمرو : إنما قَدِمْتَ عليَّ مدداً وأنا الأمير ، فأطاعه أبو عبيدة ، فكان عمرو يُصلِّي بالناس وسار حتى وطىء بلاد قضاعة ، فدوخها حتى أتى إلى أقصى بلادهم ، ولقي في آخر ذلك جمعاً ، فحمل عليهم المسلمون فهربوا في البلاد ، وتفرَّقُوا ، وبعثَ عوف بن مالك الأشجعي بريداً إلى رسول الله ﷺ فأخبره بقُفولهم وسلامتهم وما كان في غزاتهم ، وذكر ابن إسحاق نزولهم على ماء لِجُذام يقال له : السلسل ، قال : وبذلك سميت ذات السلاسل . وفي هذه الغزوة احتلم أمير الجيش عمرو بن العاص ، وكانت ليلة باردة ، فخاف على نفسه من الماء ، فتيمم وصلى بأصحابه الصبح ، فذكروا ذلك للنبي ﷺ ، فقال ﷺ يا عمرو ، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جنب ؟ ) ، فأخبره بالذي منعه من الاغتسال ، وقال : سمعتُ الله يقول ﴿ وَلَا نَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ رَحِيمًا ﴾ ، فَضَحِكَ رسول الله ﷺ ولم يَقُل شيئاً. ❝
❞ فسار رسول الله ﷺ إلى بدر ، وخَفَضَ أبو سفيان فَلَحِقَ بساحل البحر ، ولما رأى أنه قد نجا ، وأحرز العير كتب إلى قريش أن ارجعوا ، فإنكم إنما خرجتُم لِتُخْرِزُوا عيركم ، فأتاهم الخبر ، وهم بالجُحْفَةِ ، فهموا بالرجوع ، فقال أبو جهل : والله لا نرجع حتى نَقْدَمَ بَدراً ، فنقيم بها ، ونُطْعِمَ مَنْ حَضَرَنَا من العرب ، وتخافُنَا العرب بعد ذلك ، فأشار الأخنس بن شريق عليهم بالرجوع ، فَعَصَوْه ، فرجع هو وبنو زُهرة ، فلم يشهد بدراً زُهري ، فاغتبطت بنو زهرة بعد برأي الأخنس ، فلم يزل فيهم مطاعاً معظماً ، وأرادَتْ بنو هاشم الرجوع ، فاشتد عليهم أبو جهل ، وقال : لا تُفَارِقُنَا هذه العصابة حتى نَرْجِعَ فساروا ، وسارَ رسولُ الله ﷺ حتى نزل عشياً أدنى ماء من مياه بدر ، فقال ( أَشْيرُوا عَلَيَّ في المَنْزِل ) ، فقال الحُبَابُ بنُ المنذر : يا رسول الله ! أنا عالم بها وبِقُلُبِهَا ، إن رأيت أن نسير إلى قُلُب قد عرفناها ، فهي كثيرة الماء ، عذبة ، فننزل عليها ونسبق القوم إليها ونُغوّر ما سواها من المياه ، وسار المشركون سراعاً يريدون الماء ، وبعث علياً وسعداً والزبير إلى بدر يلتمسون الخبر ، فَقَدِمُوا بعبدين لقريش ، ورسول الله ﷺ قائم يصلي ، فسألهما : أصحابُه مَنْ أنتما ؟ قالا : نحن سُقاةٌ لقريش ، فكره ذلك أصحابه ، وودوا لو كانا لعير أبي سفيان ، فلما سلم رسول الله ﷺ قال لهما ( أَخْبِرَانِي أَيْنَ قُرَيْس؟ ) قالا : وراء هذا الكثيب ، فقال ﷺ ( كم القوم ؟ ) فقالا : لا علم لنا ، فقال ( كم ينحرونَ كُلَّ يوم ؟ ) فقالا : يوماً عشراً ، ويوماً تسعاً ، فقال رسول الله ﷺ ( القومُ ما بين تسعمئة إلى الألف ) ، فأنزل الله عزّ وجلَّ في تلك الليلة مطراً واحداً ، فكان على المشركين وابلاً شديداً منعهم من التقدم ، وكان على المسلمين طَلاً ، طهرهم به ، وأذهب عنهم رِجْسَ الشيطان ، ووطأ به الأرض ، وصلب به الرمل ، وثبت الأقدام ، ومهد به المنزل ، وربط به على قلوبهمو، فسبق رسول الله ﷺ وأصحابه إلى الماء ، فنزلوا عليه شطر الليل وصنعوا الحياض ، ثم غوَّروا ما عداها من المياه ، ونزل رسول الله وأصحابه على الحياض ، وبُنيَّ لرسول الله ﷺ عريش يكون فيها على تل يُشرِفُ على المعركة ، ومشى في موضع المعركة ، وجعل يُشير بيده هذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان إن شاء الله ، فما تعدى أحد منهم موضع إشارته ، فلما طلع المشركون وتراءى الجمعان ، قال رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ هذه قُرَيْسٌ جَاءَتْ بِخيلائِها وفَخْرِهَا ، جَاءَتْ تُحادُك ، وَتَكذِّبُ رَسُولَكَ ، وقام ، ورفع يديه ، واستنصر ربه وقال ( اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ ) ، فالتزمه الصديق من ورائه ، وقال : يا رسول الله ! أبشر ، فوالذي نفسي بيده ، لَيُنجِزَنَّ اللَّهُ لكَ ما وَعَدَك. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ فسار رسول الله ﷺ إلى بدر ، وخَفَضَ أبو سفيان فَلَحِقَ بساحل البحر ، ولما رأى أنه قد نجا ، وأحرز العير كتب إلى قريش أن ارجعوا ، فإنكم إنما خرجتُم لِتُخْرِزُوا عيركم ، فأتاهم الخبر ، وهم بالجُحْفَةِ ، فهموا بالرجوع ، فقال أبو جهل : والله لا نرجع حتى نَقْدَمَ بَدراً ، فنقيم بها ، ونُطْعِمَ مَنْ حَضَرَنَا من العرب ، وتخافُنَا العرب بعد ذلك ، فأشار الأخنس بن شريق عليهم بالرجوع ، فَعَصَوْه ، فرجع هو وبنو زُهرة ، فلم يشهد بدراً زُهري ، فاغتبطت بنو زهرة بعد برأي الأخنس ، فلم يزل فيهم مطاعاً معظماً ، وأرادَتْ بنو هاشم الرجوع ، فاشتد عليهم أبو جهل ، وقال : لا تُفَارِقُنَا هذه العصابة حتى نَرْجِعَ فساروا ، وسارَ رسولُ الله ﷺ حتى نزل عشياً أدنى ماء من مياه بدر ، فقال ( أَشْيرُوا عَلَيَّ في المَنْزِل ) ، فقال الحُبَابُ بنُ المنذر : يا رسول الله ! أنا عالم بها وبِقُلُبِهَا ، إن رأيت أن نسير إلى قُلُب قد عرفناها ، فهي كثيرة الماء ، عذبة ، فننزل عليها ونسبق القوم إليها ونُغوّر ما سواها من المياه ، وسار المشركون سراعاً يريدون الماء ، وبعث علياً وسعداً والزبير إلى بدر يلتمسون الخبر ، فَقَدِمُوا بعبدين لقريش ، ورسول الله ﷺ قائم يصلي ، فسألهما : أصحابُه مَنْ أنتما ؟ قالا : نحن سُقاةٌ لقريش ، فكره ذلك أصحابه ، وودوا لو كانا لعير أبي سفيان ، فلما سلم رسول الله ﷺ قال لهما ( أَخْبِرَانِي أَيْنَ قُرَيْس؟ ) قالا : وراء هذا الكثيب ، فقال ﷺ ( كم القوم ؟ ) فقالا : لا علم لنا ، فقال ( كم ينحرونَ كُلَّ يوم ؟ ) فقالا : يوماً عشراً ، ويوماً تسعاً ، فقال رسول الله ﷺ ( القومُ ما بين تسعمئة إلى الألف ) ، فأنزل الله عزّ وجلَّ في تلك الليلة مطراً واحداً ، فكان على المشركين وابلاً شديداً منعهم من التقدم ، وكان على المسلمين طَلاً ، طهرهم به ، وأذهب عنهم رِجْسَ الشيطان ، ووطأ به الأرض ، وصلب به الرمل ، وثبت الأقدام ، ومهد به المنزل ، وربط به على قلوبهمو، فسبق رسول الله ﷺ وأصحابه إلى الماء ، فنزلوا عليه شطر الليل وصنعوا الحياض ، ثم غوَّروا ما عداها من المياه ، ونزل رسول الله وأصحابه على الحياض ، وبُنيَّ لرسول الله ﷺ عريش يكون فيها على تل يُشرِفُ على المعركة ، ومشى في موضع المعركة ، وجعل يُشير بيده هذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان إن شاء الله ، فما تعدى أحد منهم موضع إشارته ، فلما طلع المشركون وتراءى الجمعان ، قال رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ هذه قُرَيْسٌ جَاءَتْ بِخيلائِها وفَخْرِهَا ، جَاءَتْ تُحادُك ، وَتَكذِّبُ رَسُولَكَ ، وقام ، ورفع يديه ، واستنصر ربه وقال ( اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ ) ، فالتزمه الصديق من ورائه ، وقال : يا رسول الله ! أبشر ، فوالذي نفسي بيده ، لَيُنجِزَنَّ اللَّهُ لكَ ما وَعَدَك. ❝