الفَتحُ الأعظم ... وأمر رسول الله ﷺ الناس بالجهاز ،... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ الفَتحُ الأعظم وأمر رسول الله ﷺ الناس بالجهاز وأمر أهله أن يُجهزوه فدخل أبو بكر ابنته عائشة رضي عنها وهي تُحَرِّكُ بعض جهاز فقال : أي بنية أمركن بتجهيزه ؟ قالت نعم فتجهز قال فأين تَرَيْنَهُ يُريد قالت: لا والله ما أدري ثم إن أعلم أنه سائر إلى مكة فأمرهم بالجد والتجهيز وقال ( اللَّهُمَّ خُذِ العُيُونَ والأَخْبَارَ عَنْ قُرَيْشٍ حَتَّى نَبْغَتَهَا فِي بِلَادِهَا ) الناسُ وكتب حاطب بن أبي بلتعة قريش كتاباً يخبرهم بمسير إليهم أعطاه امرأة وجعل لها جعلاً تبلغه قريشاً فجعلته قرون رأسها خرجَتْ به وأتى الخبرُ مِن السماء بما صنع فبعث علياً والزبير وغير ابن إسحاق يقول بعث والمقداد انطلقا حتى تأتيا رَوْضَة خاخ فإنَّ بها ظعينة معها كتاب فانطلقا تعادى بهما خَيْلُهما وجدا المرأة بذلك المكان فاستنزلاها وقالا معك فقالت ففتشا رحلها فلم يجدا شيئاً لها علي عنه أحلف بالله كذب رسولُ اللهِ ولا كذبنا لَتُخْرِجَنَّ الكِتَابَ أو لنُجَرِّدَنُكِ فلما رأت الجدَّ زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 من تأليف قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه وقد ألف هذا الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ الفَتحُ الأعظم .. وأمر رسول الله ﷺ الناس بالجهاز ، وأمر أهله أن يُجهزوه ، فدخل أبو بكر على ابنته عائشة الله رضي عنها ، وهي تُحَرِّكُ بعض جهاز رسول الله ﷺ ، فقال : أي بنية ، أمركن رسول الله ﷺ بتجهيزه ؟ قالت : نعم ، فتجهز ، قال : فأين تَرَيْنَهُ يُريد ، قالت: لا والله ما أدري ، ثم إن رسول الله ﷺ أعلم الناس أنه سائر إلى مكة ، فأمرهم بالجد والتجهيز ، وقال ﷺ ( اللَّهُمَّ خُذِ العُيُونَ والأَخْبَارَ عَنْ قُرَيْشٍ حَتَّى نَبْغَتَهَا فِي بِلَادِهَا ) ، فتجهز الناسُ ، وكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش كتاباً يخبرهم بمسير رسول الله ﷺ إليهم ، ثم أعطاه امرأة ، وجعل لها جعلاً على أن تبلغه قريشاً ، فجعلته في قرون في رأسها ، ثم خرجَتْ به ، وأتى رسول الله ﷺ الخبرُ مِن السماء بما صنع حاطب ، فبعث ﷺ علياً والزبير ، وغير ابن إسحاق يقول : بعث علياً والمقداد والزبير ، فقال ﷺ ( انطلقا حتى تأتيا رَوْضَة خاخ ، فإنَّ بها ظعينة معها كتاب إلى قريش ، فانطلقا تعادى بهما خَيْلُهما ، حتى وجدا المرأة بذلك المكان ، فاستنزلاها ، وقالا : معك كتاب ؟ فقالت : ما كتاب ، ففتشا رحلها ، فلم يجدا شيئاً ، فقال لها علي - رضي الله عنه -: أحلف بالله ما كذب رسولُ اللهِ ﷺ ولا كذبنا ، والله لَتُخْرِجَنَّ الكِتَابَ أو لنُجَرِّدَنُكِ ، فلما رأت الجدَّ منه ، قالت : أَعْرِض ، فأعرض ، فحلت قرون رأسها ، فاستخرجت الكتاب منها ، فدفعته إليهما ، فأتيا به رسول الله ﷺ ، فإذا فيه : مِن حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم بمسير رسول الله ﷺ إليهم ، فدعا رسول الله ﷺ حاطبا ، فقال : ما هذا يا حَاطِبُ ؟ فقال : لا تَعْجَل عليَّ يا رسول الله ، والله إني لمؤمن بالله ورسوله ، وما ارتددتُ ، ولا بدَّلتُ ، ولكني كنتُ امرءاً ملصقاً في قريش لست من أنفسهم ، ولي فيهم أهل وعشيرة وولد ، وليس لي فيهم قرابة ، يحمونهم ، وكان مَنْ معك لهم قرابات يحمونهم ، فأحببتُ إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي ، فقال عُمَرُ بنُ الخطاب : دعني يا رسول الله أضرب عنقه ، فإنه قد خانَ الله ورسوله ، وقد نافق ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْراً ، وما يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ ، لَعَلَّ اللَّه قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُم ) ، فَذَرَفَتْ عَيْنَا عمر وقال : الله ورسوله أعلم ، ثم مضى رسول الله ﷺ وَهُوَ صائم ، والناسُ صيام ، حتى إذا كانوا بالحديد ـ وهو الذي تسميه النَّاسُ اليومَ قُدَيْداً - أفطر وأفطر الناس معه. ❝
❞ الفَتحُ الأعظم ... وأمر رسول الله ﷺ الناس بالجهاز ، وأمر أهله أن يُجهزوه ، فدخل أبو بكر على ابنته عائشة الله رضي عنها ، وهي تُحَرِّكُ بعض جهاز رسول الله ﷺ ، فقال : أي بنية ، أمركن رسول الله ﷺ بتجهيزه ؟ قالت : نعم ، فتجهز ، قال : فأين تَرَيْنَهُ يُريد ، قالت: لا والله ما أدري ، ثم إن رسول الله ﷺ أعلم الناس أنه سائر إلى مكة ، فأمرهم بالجد والتجهيز ، وقال ﷺ ( اللَّهُمَّ خُذِ العُيُونَ والأَخْبَارَ عَنْ قُرَيْشٍ حَتَّى نَبْغَتَهَا فِي بِلَادِهَا ) ، فتجهز الناسُ ، وكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش كتاباً يخبرهم بمسير رسول الله ﷺ إليهم ، ثم أعطاه امرأة ، وجعل لها جعلاً على أن تبلغه قريشاً ، فجعلته في قرون في رأسها ، ثم خرجَتْ به ، وأتى رسول الله ﷺ الخبرُ مِن السماء بما صنع حاطب ، فبعث ﷺ علياً والزبير ، وغير ابن إسحاق يقول : بعث علياً والمقداد والزبير ، فقال ﷺ ( انطلقا حتى تأتيا رَوْضَة خاخ ، فإنَّ بها ظعينة معها كتاب إلى قريش ، فانطلقا تعادى بهما خَيْلُهما ، حتى وجدا المرأة بذلك المكان ، فاستنزلاها ، وقالا : معك كتاب ؟ فقالت : ما كتاب ، ففتشا رحلها ، فلم يجدا شيئاً ، فقال لها علي - رضي الله عنه -: أحلف بالله ما كذب رسولُ اللهِ ﷺ ولا كذبنا ، والله لَتُخْرِجَنَّ الكِتَابَ أو لنُجَرِّدَنُكِ ، فلما رأت الجدَّ منه ، قالت : أَعْرِض ، فأعرض ، فحلت قرون رأسها ، فاستخرجت الكتاب منها ، فدفعته إليهما ، فأتيا به رسول الله ﷺ ، فإذا فيه : مِن حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم بمسير رسول الله ﷺ إليهم ، فدعا رسول الله ﷺ حاطبا ، فقال : ما هذا يا حَاطِبُ ؟ فقال : لا تَعْجَل عليَّ يا رسول الله ، والله إني لمؤمن بالله ورسوله ، وما ارتددتُ ، ولا بدَّلتُ ، ولكني كنتُ امرءاً ملصقاً في قريش لست من أنفسهم ، ولي فيهم أهل وعشيرة وولد ، وليس لي فيهم قرابة ، يحمونهم ، وكان مَنْ معك لهم قرابات يحمونهم ، فأحببتُ إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي ، فقال عُمَرُ بنُ الخطاب : دعني يا رسول الله أضرب عنقه ، فإنه قد خانَ الله ورسوله ، وقد نافق ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْراً ، وما يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ ، لَعَلَّ اللَّه قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُم ) ، فَذَرَفَتْ عَيْنَا عمر وقال : الله ورسوله أعلم ، ثم مضى رسول الله ﷺ وَهُوَ صائم ، والناسُ صيام ، حتى إذا كانوا بالحديد ـ وهو الذي تسميه النَّاسُ اليومَ قُدَيْداً - أفطر وأفطر الناس معه. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ الفَتحُ الأعظم .. وأمر رسول الله ﷺ الناس بالجهاز ، وأمر أهله أن يُجهزوه ، فدخل أبو بكر على ابنته عائشة الله رضي عنها ، وهي تُحَرِّكُ بعض جهاز رسول الله ﷺ ، فقال : أي بنية ، أمركن رسول الله ﷺ بتجهيزه ؟ قالت : نعم ، فتجهز ، قال : فأين تَرَيْنَهُ يُريد ، قالت: لا والله ما أدري ، ثم إن رسول الله ﷺ أعلم الناس أنه سائر إلى مكة ، فأمرهم بالجد والتجهيز ، وقال ﷺ ( اللَّهُمَّ خُذِ العُيُونَ والأَخْبَارَ عَنْ قُرَيْشٍ حَتَّى نَبْغَتَهَا فِي بِلَادِهَا ) ، فتجهز الناسُ ، وكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش كتاباً يخبرهم بمسير رسول الله ﷺ إليهم ، ثم أعطاه امرأة ، وجعل لها جعلاً على أن تبلغه قريشاً ، فجعلته في قرون في رأسها ، ثم خرجَتْ به ، وأتى رسول الله ﷺ الخبرُ مِن السماء بما صنع حاطب ، فبعث ﷺ علياً والزبير ، وغير ابن إسحاق يقول : بعث علياً والمقداد والزبير ، فقال ﷺ ( انطلقا حتى تأتيا رَوْضَة خاخ ، فإنَّ بها ظعينة معها كتاب إلى قريش ، فانطلقا تعادى بهما خَيْلُهما ، حتى وجدا المرأة بذلك المكان ، فاستنزلاها ، وقالا : معك كتاب ؟ فقالت : ما كتاب ، ففتشا رحلها ، فلم يجدا شيئاً ، فقال لها علي - رضي الله عنه -: أحلف بالله ما كذب رسولُ اللهِ ﷺ ولا كذبنا ، والله لَتُخْرِجَنَّ الكِتَابَ أو لنُجَرِّدَنُكِ ، فلما رأت الجدَّ منه ، قالت : أَعْرِض ، فأعرض ، فحلت قرون رأسها ، فاستخرجت الكتاب منها ، فدفعته إليهما ، فأتيا به رسول الله ﷺ ، فإذا فيه : مِن حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم بمسير رسول الله ﷺ إليهم ، فدعا رسول الله ﷺ حاطبا ، فقال : ما هذا يا حَاطِبُ ؟ فقال : لا تَعْجَل عليَّ يا رسول الله ، والله إني لمؤمن بالله ورسوله ، وما ارتددتُ ، ولا بدَّلتُ ، ولكني كنتُ امرءاً ملصقاً في قريش لست من أنفسهم ، ولي فيهم أهل وعشيرة وولد ، وليس لي فيهم قرابة ، يحمونهم ، وكان مَنْ معك لهم قرابات يحمونهم ، فأحببتُ إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي ، فقال عُمَرُ بنُ الخطاب : دعني يا رسول الله أضرب عنقه ، فإنه قد خانَ الله ورسوله ، وقد نافق ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْراً ، وما يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ ، لَعَلَّ اللَّه قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُم ) ، فَذَرَفَتْ عَيْنَا عمر وقال : الله ورسوله أعلم ، ثم مضى رسول الله ﷺ وَهُوَ صائم ، والناسُ صيام ، حتى إذا كانوا بالحديد ـ وهو الذي تسميه النَّاسُ اليومَ قُدَيْداً - أفطر وأفطر الناس معه. ❝
❞ ولم يكن من هديهﷺ تغميض عينيه في الصلاة ، وقد تقدم أنه كان في التشهد يومىء ببصره إلى أصبعه في الدعاء ، ولا يُجَاوِزُ بَصَرُهُ إشارته. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ ولم يكن من هديهﷺ تغميض عينيه في الصلاة ، وقد تقدم أنه كان في التشهد يومىء ببصره إلى أصبعه في الدعاء ، ولا يُجَاوِزُ بَصَرُهُ إشارته. ❝