█ ظلام وبؤر ضوء تظهر وتختفي يسير عارف مرتجفا نحو ذلك الشخص الواقف وبيده سياط يضرب به تلك المرآة المكبلة بالغلال شاهد أحد القبور يتلفت حوله فيجد نفسه وسط المقابر يلتفت للخلف محاولاً الرجوع ليجد أمامه مجموعة من الراقصين يأدون مشاهد دراما حركية ويضاء خلفهم شاشة عرض يعرض عليها أحداث التاريخ العربي القديم يصحو نومه فزعاً ويحمد الله أنه حلم ثم يدون أوراق بجواره ما رأى حلمه رقص وشاشة يذهب ليغتسل ويصلى الصبح ويذهب للمسجد لصلاة الجمعة وبعدها للمقابر لزيارة والديه ولكنه يفاجئ بوجود سيدة ترتدي الأسود وتقف القبر تبكي فينظر لها وتظهر ملامحه الغضب وكاد أن يغادر سريعاً لولا أنها قامت بالنداء عليه فوقف مواليها ظهره لا ينظر فتقرب منه لتقف خلفه المرآة: هم الأن دار الحق ونحن الباطل فلماذا تعاقبني أنا بما حدث منهم ولا ذنب لي فيه عارف: أرجو يكون هذا أخر لقاء بيننا فأنت غير مرحب بوجودك هنا علمك كل القسوة؟ شأن لكِ فقط أذهبي تعودي مرة آخري تبكي ويغادر سريعاَ دون كتاب مائة عام بلا تاريخ مجاناً PDF اونلاين 2024 تبدأ الرواية بعرض مسرحي داخل مستشفى نفسي الهدف منها دمج المرضي المجتمع تناقش المسرحية مواقف تاريخية عديدة وخاصة خواتيم الدولة العثمانية وبعض الخيانات التي تعرضت ومقابلها المستشفى بعض أيضا تصل لحد القتل وينتهي العرض بفكرة إن كان قد سرق فلدينا نحن القدرة عمل جديد فكرة بناء العمل كانت قائمة الأساس فكرة الوحدة العربية والبعد عن التفكك فالغرب سعي لتمزيق أوصال الأمة وعلمونا كلمة استقلال ووحدة وهم الغرب توحدوا تحت راية اليورو هناك صنعوا لنا الكيماويات للزراعة ولما بيعوزوا زرع عندنا بيقولوا عاوزينه طبيعي بدون كيماوي
❞ ˝ عمل أدبي تحول لمسرحية˝
(يذهب عارف لمكتبه ويدخل عليه غفران)
غفران :- د/ عارف اكتب بسرعه اللي هقولك عليه وياريت ماتقطعنيش .. علمونا كلمة استقلال ووحده .. وخلونا نسيب وحدتنا لوحدتنا .. كنا موحدين .. اصبحنا وحيدين .. وعملوا لنفسهم عمله موحده .. علمونا اننا نتكلم بلسانهم ونستخدم لغتهم علشان نلاقي شغل في بلادنا العربيه .. ادونا الكيماوي نزرع بيه ارضنا .. ولما يعوزوا زرع من عندنا بيقولوا عاوزينه زرع طبيعي من غير كيماوي
(يخرج غفران سريعاً)
عارف :- معقولة تكون ديه فلسفتك في الحياه .. والله ما بقيت عارف من فينا اللي المفروض يكون نزيل هنا
(يعود غفران سريعاً)
غفران :- اسمع وماتكتبش .. عارف خيوط اللعبه في ايد مين .. طب انت عارف ان اللي فاكرين نفسهم مسكين خيوط اللعبه هما نفسهم جواها .. كلنا .. كلنا بنؤدي الدور اللي مرسوم وفاكرين اننا فاهمين الا اللي عارفين
(يخرج غفران)
عارف :- يعني ايه .. كلنا عايشين وفاكرين اننا فاهمين واحنا في الخيط مربوطين
(تدخل امل ومعها غفران)
عارف :- في حاجه تاني حتمليهالي يا غفران
امل :- هو لسه ملاك اولاني .. ده معايا من بدري في المرور علي المرضي وافتكر كلام عاوز يقولهولك في المسرحيه وجبته وجيت
عارف :- طب ماهو لسه ممليني الكلام فعلاً .. حتي هتلاقيه عندك هناك
(يشير عارف نحو الورق وتذهب له امل ويقف عارف امام غفران في تحدي)
امل :- بعد ما كنا موحدين .. بقينا وحيدين
عارف :- علمونا نتكلم بلسانهم ولغتهم
غفران :- عاوزين زرعهم بدون كيماوي
امل :- ايوه .. نفس الكلام
غفران :- كلنا بنؤدي نفس الدور
امل :- الكلام ده مش موجود
محمود زيدان حافظ . ❝
❞ يقولون عني أني بلا عقل؛ وأشفق عليهم من تخمة عقولهم وأنتم ايها المتحذلقون تقرؤون ولا تفهمون ثم ترددون فتبهرون ويظن العامة أنكم العالمون دمتم سالمون فبكم هم يقودون وكأنكم كالحاملون للأسفار ولا تعلمون ما تحملون.
نعم أنا هو ذا ذلك المجذوب، المجنون، المهطول، أنا أي شيء تقولونه عني يفرحني لأنكم لستم بعارفين فلا لوم على الجاهلين. لو أنكم حقا من العارفين لكنتم ممن يفرون.
فالعارفين لا يمكثون ولا للعامة معروفون . ❝
❞ أصبح منزلها الجديد يطلق عليه هذا اللقب، فالكل يقصد الدار لينال مبتغاه وتُبرع هي في أعمال السحر وتسخير الجان وأهل القرية يظنون أنها مبروكة ومستجابة الدعاء.
وتمر السنوات ويكبر الصغير ولا أحد يعرف له اسم فهو معروف بينهم بالمهيب ويفوق في السحر أمه، ولا يضاهيه أحد في أعماله وأسحاره حتى أنه إن أراد المرور بالقرية لا يجرؤ أحد على رفع عينه والنظر إليه؛ فهناك غرابان يلازمانه دائماً، أحدهما فوق كتفه الأيسر وينظر للخلف والآخر فوق كتفه الأيمن وينظر للأمام، وامتلأت القلوب منه رعباً.
ويتقدم العمر بالزغدانة وتقترب من أيامها الأخيرة في الدنيا ويتوافد على منزلها المئات من الأطباء والآلاف من مريديها يحاولون شفاءها مما أصابها ولكنها في الأخير تخرج روحها لبارئها، ويأمر المهيب بدفن الأم في نفس المكان الذي دُفِنَ فيه أخوه من قبل، ومن شدة خوف أهل القرية يبنون لها مقاماً فوق قبرها ليزوره الناس وكأنها أحد أولياء الله الصالحين، ويصبح يوم وفاتها هو يوم مولد يتوافد إليه الناس من كل حدب وصوب ويكتب على قبرها مقام الشيخة زغدانة.
ويظل المقام والمنزل قبلة الملتاع وكذلك قبلة أهل الشر، ومهيب تزداد شيطنته يوماً بعد يوم ويزداد نفوذه وسطوته وبلغ من العمر ما بلغ ولا يريد الزواج ولا حاجة له بذلك، فهناك النساء ترتمي أسفل قدميه كل ليلة ليدنسهن ويهرس شرفهن وأعراضهن، وجمعيهن مباحات وأزواجهن يعلمون ولا يستطيعون الاعتراض.
حتى جاء ذلك اليوم الذي يسبق عيد الأضحى، ونزل فيه مهيب للقرية لتقع عينه عليها (نور ابنة عمران) ترزي القرية ذات الثامنة عشر عاماً، يتهافت عليها الخطاب منذ أن بلغت الثانية عشر من عمرها وجميعهم يرفضهم الأب؛ فهي ذات جمال رباني لم تنَله واحدة من أهل القرية قبلها، وأصبح الذئب الجائع يحوم حولها، وكانت هي شديدة الحياء ولا تبرح منزلها إلا فيما ندر، وذات مساء يذهب المهيب لمنزل عمران ولأول مرة يكون وحده دون غربانه، حتى لا تخشاه الفتاة ويتلجلج عمران في حديثه فهو يخشى غضبه، وتخرج الفتاة من غرفتها وتجلس أمام مهيب في ثبات لم يعتَد عليه، وطلبت منه أن يقدم ما عنده لمن ستكون زوجته، فيذهل من قولها ويعرض عليها مهراً مليون جنيه، وبمثلهم ذهب ومنزل لأهلها أكبر من منزل عمدة القرية.
_ نور: هذا فقط ما تستطيع تقديمه لي؟ أنا نور أجمل بنات القرية وجميع القرى التي حولنا!
_ مهيب: لكِ الأمر وعليَّ تحقيقه.
_ نور: تضع لي خمسة ملايين في البنك، وتعطي أبي مهراً مليونين وتحضر ما تشاء من الذهب وما قطعته على نفسك من منزل جديد لوالدي؛ وهذه طلبات مستطاعة، أما أنا فأنا أخاف أن يكون داري بجوار قبر، فهل ترتضي أنت أن تكون زوجتك خائفة من شيء وأنت حيٌّ ترزق؟
تظهر علامات الغضب عليه وتلمع عيناه الغريبة وتكمل نور حديثها:
أرى أن كلماتي قد أثارت حفيظتك، ولكنك لست مجبراً على شيء فلك حرية الاختيار والقرار الآن في يدك.
_ مهيب: دعيني أفكر فيما قلتِ وبعدها أقرر ما سيكون، وحتى هذا الوقت فأنا قد أتممت خطبتك فكوني على قدر ذلك.
_ نور: لا.. فأنا ستتم خطبتي حين تنتهي من تفكيرك وتقرر ما سيكون.
ينهض غاضباً وتلتفت هي لوالدها.
_ نور: أبي العزيز أأحضر لك الطعام؟
يتوجه نحو الباب غاضباً ويهم بالخروج ولكنه يقف ويلتفت لها.
_ مهيب: وعدتُك أن تأمري وأنا ألبي أوامرك، وهذا ما سيحدث ومن اليوم أنتِ خطيبتي وجهزي لعرسك في ليلة اكتمال القمر.
_ نور: ستكون هذه الليلة ليلة عذري الشرعي، ولكن ما دامت تلك رغبتك فهيت لك؛ ولك ما تشاء.
يفرغ فاه وكأنه مبتسم.
_ مهيب: نتمم العرس وبعدها نفعل ما نشاء.
يغادر مهيب مسرعاً وتأتي له غربانه ويدخل لمنطقة خلاء بعيدة عن القرية ويبدأ ببعض الطقوس وترتيل عزيمة استدعاء ويحضر له ما استدعى وتقف الغربان وكأنها أصنام حجرية، ويقترب من مهيب ذلك الحاضر ليقفا وجهاً لوجهٍ . ❝