█ كلما مرت حربٌ هوجاء قطاع غزة تأتي جدتي للمبيتِ بيتنا نهرعُ إليها نلتفُّ حولها كحباتِ لؤلؤ مكنون ونبدأ الهتاف والمطالبة بسماعِ قصةٍ جديدة متناسين بذلك ضرب النار من حولنا تاركين مخاوف الحرب تجوب الأرجاء فنحن هنا بحمى الحكايا والذكرى تبتسمُ مظهرةً ابتسامتها ما تآكل أسنانها وتبدأ بسرد التي بها تذكر لنا مجد جدي الذي رحل وتركها تتوكأُ جميلِ ذكراه كتاب حدثتني مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ أوصى جدي أحد الأبناء بتتبعه فقد كان يعلم مدى خوفه قبل الزواج فمن أين جاءته تلك الشجاعة فجأة، خرج عمي يتتبعه من بعيد وعندما وصل منطقة الغابة من دون قصد كسرت أغصان يابسة تحت قدميه رغم مشيته المتأنية، ما أن صدر صوت كسر الأغصان إلا وصدر صراخ العريس المرتعش وهمّ بالجري نحو بيته وعروسه من بعده تنادي باسمه أن انتظرني، انتظرني، سيأكلني الذئب! وعاد عمي إلى جدي بخفي حنين فلا شجاعةً فيه تَلَمّس، ولا مروءةً من صنيعه تحسّس . ❝
❞ أخذ يتفننُ في تقشيرهما، ويزيل اللب بعناية فائقة عنهما، قطع أول لقمةٍ ورماها نحوَ فمه وألحقها بالثانية وأعقبها بالثالثة، وإذا به كلما اشتدَّ المضغ، تغيَّر لونه واشرأبَ عنقه، واعتصرت عيناه من حدة الطعم، لم يحتمل ما حلَّ به من تلك الحبات اللعينة، سبقه السعال و التلعثم عن سوء المذاق، خرج من المجلس إلى الحمام، وأخذ يتقيأ ما جنى به على معدته من كثير الطعام . ❝