█ ˝عندما تبكي الذكريات˝ للكاتبة هيا أكرم أبو عيسى صادر عن ديوان العرب للنشر والتوزيع 📚📚 كتاب عندما الذكريات مجاناً PDF اونلاين 2024 ؛ مجموعة قصصية تتحدث ذكريات أليمة يعيشها أفراد مجتمع متهالك مبني عادات وتقاليد بالية تحكم أفراده بالموت قبل أن يولد حتى؛ ومن هذه القصص أيضا ما تحدثت معنى الاخوة والحب والصداقة التي لا ندرك معناها الا بعد يرسل لنا القدر رسالة عنوانها الموت
❞ باختصار... هي ˝ كما النجوم في السماء˝.
لم أنسَ تلك الليلة التي لطالما علقت برأسي كل أحداثها وكل تفاصيلها...
تلك الليلة التي لم أعرف قبلها ما هو الحزن وما هي الدموع؛ أذكرها جيدًا وأذكر كل ما حملته في طياتها من فوضى مشاعر. كانت أمي تجلس وحيدة منقبضة القلب؛ تنظر إلى التلفاز لكنها شاردة الذهن..
كان صوته مرتفع؛ كاد أن يسمع صوته أحد الجيران وهي لا تلقي بالًا إلا لما يجول في خاطرها من خوف.
وها هم إخوتي.. يربتون على وجع بعضهم البعض بالدعوات والصلوات؛ دعواتهم ترفع إلى السماء؛ دموع تلامس الأرض؛ ظهرٌ منحنٍ للإله وصوت شهقات جارحة تخرج معها يا جبار.. يا مجيب.
وها أنا ما زلت ألملم بقايا ثوب زفافي؛ ما زالت فرحتي في شريط ذكريات حلم العمر؛ ما زلت أريد المزيد من الأيام لتتسع فرحتي..
يفاجئني شعور بالضيق؛ ثقل يسيطر على قلبي؛ أحلام مزعجة طيلة الليل، هواجس وخوف وشرود طيلة النهار.. لا أعلم سببًا واضحًا لها...
....
٢٤_ مارس...
اليوم الأول... والمرة الأولى من كل شعور، التي لا تنسى أبدًا.
ذات يوم استيقظت مُتوكلة على الله؛ تاركةً له خوفي ووجعي؛ واضعة كل جسدي وقلبي وحياتي بين يديه مطمئنة قلبي وروحي..
استقبلت يومي بابتسامة؛ ربما كانت كاذبة أو ربما مؤمنة كل الإيمان بالله.
بدأت أتجول في بيتي؛ أرتب ما يريد الترتيب متفقدة أجزاء منزلي الجديد؛ وإذ بهاتفي المحمول يرن..
ألو...
ألو؛ كيف حالك أختي؟
عزيزتي آلاء، الحمد لله حبيبتي، وأنت كيف أصبحت؟ الحمد لله، لكن لست على ما يرام..
لماذا؟ ما الذي حدث؟ أختك ملاك؛ ما بها؟
اليوم موعد العملية.. ولكنها خطيرة . ❝
❞ After several days... ˝I was filled with a chaotic mix of emotions, fear unlike any I had felt before. I took a deep breath and leaned on anything I could find, pretending to be steady and joining them with a confident stature. With a clear and audible voice, I said, ˝Good evening and God bless you all.˝ The large room was filled with men and women, all waiting for me to enter. All eyes were on me, scrutinizing me. I walked in, and despite my inherent fragility, my confidence helped me. I sat next to his mother, and he sat with his wife on the left side of me. Although there was some distance between us, I could see him clearly, as if he were sitting in front of me. Nothing obstructed my view.˝ ˝When I looked at them, I saw people whose faces were lit up with joy, happiness, and beauty. They welcomed me, and I welcomed them. I don˝t know the secret of acceptance on their faces. The session was cheerful, and we exchanged conversation. As for me and Youssef, our looks were like those of a thief who fears that someone will see him. Until his older brother asked us to sit together to get acquainted. Of course, I couldn˝t see him in a session where all eyes were on me, and we couldn˝t talk either. But now that we sat together, I saw that handsome young man, tall and with a lifted forehead, walking with confidence and a tense back. He had almost sleepy eyes, a dark complexion, long hair . ❝
❞ ˝ لا حاجة اليوم لنا بقلوبنا ؛ أصبحنا نخاف أن نبوح بما نشعر ؛ أصبح الجفاء هو الطريق الذي نسلك ؛
أصبحنا كالغرباء ..وكأننا لم نكن يوما الملجأ والمنجا ؛ وكأننا لم نكن الأرض والوطن والمنفى ؛
واليوم كالمغتربين في أوطانهم ؛ أو كالذين استيقظوا قبل أن تبدأ أحلامهم ؛ أتظن أننا نعود بعد هذا ونحن الذين كنا لا نفترق ؟
أتظن بأن القدر ساعٍ إلينا ونحن بأيدينا قررنا أن نحترق ؟
تملك منا الكبرياء وحطم قلوبنا العند ..
أراك مكسورًا فأتجاهل ؛ وتراني مكسورة فتتهاون ..
كم لبثنا في حبنا البريء ؟ وكم سنبقا في أنانيتنا نزيد ؟
لا مجال للبقاء بعد هذا ؛ فقد أصبحنا كالغرباء ˝ . ❝