قدوم وفد النخع على رسول الله ﷺ .. وقَدِمَ عليه ﷺ وَفْدُ... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل)
- 📖 من ❞ كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد (كامل) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ قدوم وفد النخع رسول الله ﷺ وقَدِمَ عليه وَفْدُ النَّخْعِ وهُمْ آخِرُ الوفود قدوماً نصف المحرم سنة إحدى عشرة مئتي رجل فنزلوا دار الأضياف ثم جاؤوا مقرِّينَ بالإسلام وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل فقال منهم يقال له : زرارة عمرو يا ! إني رأيتُ سفري هذا عجباً قال ( وما رأيت ؟ ) أتاناً تركتها الحي كأنها ولدت جدياً أسفَع أحوى هَلْ تَرَكْتَ أَمَةٌ لَكَ مُصِرَّةٌ عَلَى حَمْل نعم فإنَّها قَد وَلَدَتْ غُلاماً وهُوَ ابْنُكَ فما باله أسفعَ أحوى؟ ادنُ مِنِّي فدنا منه بِكَ مِنْ بَرَص تكتمه والَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ وَلَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ غَيْرُكَ فَهُوَ ذُلِكَ ورأيتُ النعمان المنذر قرطان مُدَملجَانِ ومَسكتان ذلكَ مَلِكُ العَرَبِ رَجَعَ إِلَى أَحْسَن زِيهِ وبَهْجَتِهِ عجوزاً شمطاء قد خرجت من الأرض تِلْكَ بَقِيَّةُ الدُّنْيَا ناراً فحالَتْ بيني وبين ابن لي وهي تقولُ لَظَى كتاب زاد المعاد هدي خير العباد (كامل) مجاناً PDF اونلاين 2025 تأليف قيم الجوزية خمسة مجلدات يتناول الفقه وأصوله والسيرة والتاريخ وذكر فيه سيرة الرسول غزواته وحياته وبيّن هديه معيشته وعباداته ومعاملته لأصحابه وأعدائه ألف الكتب أثناء السفر ولم تكن معه أية مصادر ينقل منها ما يحتاج إليه أحاديث وأقوال وآراء تتعلق بمواضيع الكتاب ومع ذلك فقد ضمن كتابه نبوية الصحاح والسنن والمعاجم والسير وأثبت كل حديث الموضوع الذي يخصه مع العلم أن القيم كان يحفظ مسند الإمام أحمد حنبل يضم أكثر ثلاثين
❞ قدوم وفد النخع على رسول الله ﷺ . وقَدِمَ عليه ﷺ وَفْدُ النَّخْعِ ، وهُمْ آخِرُ الوفود قدوماً عليه في نصف المحرم سنة إحدى عشرة في مئتي رجل ، فنزلوا دار الأضياف ، ثم جاؤوا رسول الله ﷺ مقرِّينَ بالإسلام ، وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل ، فقال رجل منهم ، يقال له : زرارة بن عمرو : يا رسول الله ! إني رأيتُ في سفري هذا عجباً ، قال ﷺ ( وما رأيت ؟ ) ، قال : رأيتُ أتاناً تركتها في الحي كأنها ولدت جدياً أسفَع أحوى ، فقال له رسول الله ﷺ ( هَلْ تَرَكْتَ أَمَةٌ لَكَ مُصِرَّةٌ عَلَى حَمْل ؟ ) قال : نعم ، قال ﷺ ( فإنَّها قَد وَلَدَتْ غُلاماً وهُوَ ابْنُكَ ) ، قال : يا رسول الله ! فما باله أسفعَ أحوى؟ فقال ﷺ ( ادنُ مِنِّي ) ، فدنا منه ، فقال ﷺ ( هَلْ بِكَ مِنْ بَرَص تكتمه ؟ ) ، قال : والَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ ، وَلَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ غَيْرُكَ ، قال ﷺ ( فَهُوَ ذُلِكَ ) ، قال : يا رسول الله ورأيتُ النعمان بن المنذر عليه قرطان مُدَملجَانِ ومَسكتان قال ﷺ ( ذلكَ مَلِكُ العَرَبِ ، رَجَعَ إِلَى أَحْسَن زِيهِ وبَهْجَتِهِ ) ، قال يا رسول الله ! ورأيتُ عجوزاً شمطاء قد خرجت من الأرض ، قال ﷺ ( تِلْكَ بَقِيَّةُ الدُّنْيَا ) ، قال : ورأيتُ ناراً خرجت من الأرض ، فحالَتْ بيني وبين ابن لي يقال له : عمرو وهي تقولُ : لَظَى لَظَى ، بصير ، وأعمى ، أطعموني أكلكم أهلكم ومالكم ، قال رسول الله ﷺ ( تِلْكَ فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمان ) ، قال : يا رسول الله ! وما الفتنة ؟ قال ﷺ ( يَقْتُلُ النَّاسُ إمَامَهُمْ ، وَيَشْتَجِرُونَ اشْتِجَارَ أَطْباق الرأس ، - وخالف رسول الله ﷺ بين أصابعه ـ يحسب المسيء فيها أنه محسن ويَكُونُ دَمُ الْمُؤْمِن عِنْدَ المُؤْمِن فيها أَحلَى مِنْ شُرْبِ المَاءِ ، إِنْ مَاتَ ابنُكَ أَدْرَكْتَ الفِتْنَةِ ، وإِن مِتَ أنت أَدْركَها ابنك ) ، فقال : يا رسول الله ! ادع الله أن لا أدركها ، فقال له رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ لا يُدْرِكُها ) ، فمات وبقي ابنه ، وكان ممن خلع عثمان. ❝
❞ قدوم وفد النخع على رسول الله ﷺ .. وقَدِمَ عليه ﷺ وَفْدُ النَّخْعِ ، وهُمْ آخِرُ الوفود قدوماً عليه في نصف المحرم سنة إحدى عشرة في مئتي رجل ، فنزلوا دار الأضياف ، ثم جاؤوا رسول الله ﷺ مقرِّينَ بالإسلام ، وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل ، فقال رجل منهم ، يقال له : زرارة بن عمرو : يا رسول الله ! إني رأيتُ في سفري هذا عجباً ، قال ﷺ ( وما رأيت ؟ ) ، قال : رأيتُ أتاناً تركتها في الحي كأنها ولدت جدياً أسفَع أحوى ، فقال له رسول الله ﷺ ( هَلْ تَرَكْتَ أَمَةٌ لَكَ مُصِرَّةٌ عَلَى حَمْل ؟ ) قال : نعم ، قال ﷺ ( فإنَّها قَد وَلَدَتْ غُلاماً وهُوَ ابْنُكَ ) ، قال : يا رسول الله ! فما باله أسفعَ أحوى؟ فقال ﷺ ( ادنُ مِنِّي ) ، فدنا منه ، فقال ﷺ ( هَلْ بِكَ مِنْ بَرَص تكتمه ؟ ) ، قال : والَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ ، وَلَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ غَيْرُكَ ، قال ﷺ ( فَهُوَ ذُلِكَ ) ، قال : يا رسول الله ورأيتُ النعمان بن المنذر عليه قرطان مُدَملجَانِ ومَسكتان قال ﷺ ( ذلكَ مَلِكُ العَرَبِ ، رَجَعَ إِلَى أَحْسَن زِيهِ وبَهْجَتِهِ ) ، قال يا رسول الله ! ورأيتُ عجوزاً شمطاء قد خرجت من الأرض ، قال ﷺ ( تِلْكَ بَقِيَّةُ الدُّنْيَا ) ، قال : ورأيتُ ناراً خرجت من الأرض ، فحالَتْ بيني وبين ابن لي يقال له : عمرو وهي تقولُ : لَظَى لَظَى ، بصير ، وأعمى ، أطعموني أكلكم أهلكم ومالكم ، قال رسول الله ﷺ ( تِلْكَ فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمان ) ، قال : يا رسول الله ! وما الفتنة ؟ قال ﷺ ( يَقْتُلُ النَّاسُ إمَامَهُمْ ، وَيَشْتَجِرُونَ اشْتِجَارَ أَطْباق الرأس ، - وخالف رسول الله ﷺ بين أصابعه ـ يحسب المسيء فيها أنه محسن ويَكُونُ دَمُ الْمُؤْمِن عِنْدَ المُؤْمِن فيها أَحلَى مِنْ شُرْبِ المَاءِ ، إِنْ مَاتَ ابنُكَ أَدْرَكْتَ الفِتْنَةِ ، وإِن مِتَ أنت أَدْركَها ابنك ) ، فقال : يا رسول الله ! ادع الله أن لا أدركها ، فقال له رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ لا يُدْرِكُها ) ، فمات وبقي ابنه ، وكان ممن خلع عثمان. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ قدوم وفد النخع على رسول الله ﷺ . وقَدِمَ عليه ﷺ وَفْدُ النَّخْعِ ، وهُمْ آخِرُ الوفود قدوماً عليه في نصف المحرم سنة إحدى عشرة في مئتي رجل ، فنزلوا دار الأضياف ، ثم جاؤوا رسول الله ﷺ مقرِّينَ بالإسلام ، وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل ، فقال رجل منهم ، يقال له : زرارة بن عمرو : يا رسول الله ! إني رأيتُ في سفري هذا عجباً ، قال ﷺ ( وما رأيت ؟ ) ، قال : رأيتُ أتاناً تركتها في الحي كأنها ولدت جدياً أسفَع أحوى ، فقال له رسول الله ﷺ ( هَلْ تَرَكْتَ أَمَةٌ لَكَ مُصِرَّةٌ عَلَى حَمْل ؟ ) قال : نعم ، قال ﷺ ( فإنَّها قَد وَلَدَتْ غُلاماً وهُوَ ابْنُكَ ) ، قال : يا رسول الله ! فما باله أسفعَ أحوى؟ فقال ﷺ ( ادنُ مِنِّي ) ، فدنا منه ، فقال ﷺ ( هَلْ بِكَ مِنْ بَرَص تكتمه ؟ ) ، قال : والَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ ، وَلَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ غَيْرُكَ ، قال ﷺ ( فَهُوَ ذُلِكَ ) ، قال : يا رسول الله ورأيتُ النعمان بن المنذر عليه قرطان مُدَملجَانِ ومَسكتان قال ﷺ ( ذلكَ مَلِكُ العَرَبِ ، رَجَعَ إِلَى أَحْسَن زِيهِ وبَهْجَتِهِ ) ، قال يا رسول الله ! ورأيتُ عجوزاً شمطاء قد خرجت من الأرض ، قال ﷺ ( تِلْكَ بَقِيَّةُ الدُّنْيَا ) ، قال : ورأيتُ ناراً خرجت من الأرض ، فحالَتْ بيني وبين ابن لي يقال له : عمرو وهي تقولُ : لَظَى لَظَى ، بصير ، وأعمى ، أطعموني أكلكم أهلكم ومالكم ، قال رسول الله ﷺ ( تِلْكَ فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمان ) ، قال : يا رسول الله ! وما الفتنة ؟ قال ﷺ ( يَقْتُلُ النَّاسُ إمَامَهُمْ ، وَيَشْتَجِرُونَ اشْتِجَارَ أَطْباق الرأس ، - وخالف رسول الله ﷺ بين أصابعه ـ يحسب المسيء فيها أنه محسن ويَكُونُ دَمُ الْمُؤْمِن عِنْدَ المُؤْمِن فيها أَحلَى مِنْ شُرْبِ المَاءِ ، إِنْ مَاتَ ابنُكَ أَدْرَكْتَ الفِتْنَةِ ، وإِن مِتَ أنت أَدْركَها ابنك ) ، فقال : يا رسول الله ! ادع الله أن لا أدركها ، فقال له رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ لا يُدْرِكُها ) ، فمات وبقي ابنه ، وكان ممن خلع عثمان. ❝
❞ ولما كان كل عبد متحركاً بالإرادة ، والهمُّ مبدأ الإرادة ، ويترتب على إرادته حركته وكسبه ، كان أصدق الأسماء اسم هُمام واسم حارث ، إذ لا ينفك مسماهما عن حقيقة معناهما ، ولما كان المُلْكُ الحق لله وحده ، ولا ملك على الحقيقة سواه ، كان أخنع اسم وأوضعه عند الله ، وأغضبه له اسم «شاهان شاه» أي : ملك الملوك ، وسلطان السلاطين ، فإن ذلك ليس لأحد غير الله ، فتسمية غيره بهذا من أبطل الباطل ، والله لا يُحب الباطل ، وقد ألحَقَ نص أهل العلم بهذا «قاضي القضاة» وقال : ليس قاضي القضاة إلا من يقضي الحق وهو خير الفاصلين ، الذي إذا قضى أمراً فإنما يقول له : كن فيكون ، ويلي هذا الاسم في الكراهة والقبح والكذب : سيد الناس ، وسيد الكل ، وليس ذلك إلا لرسول الله ﷺ خاصة ، كما قال ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ) فلا يجوز لأحد قط أن يقول عن غيره إنه سيد الناس وسيد الكل ، كما لا يجوز أن يقول : إِنَّه سيد ولد آدم ، ولما كان مسمى الحرب والمُرَّة أكره شيء للنفوس وأقبحها عندها ، كان أقبح الأسماء حرباً ومرة ، وعلى قياس هذا حنظلة ، وحَزْن ، وما أشبههما ، وما أجدر هذه الأسماء بتأثيرها في مسمياتها ، كما أثر اسم «حَزْن» الحزونة في سعيد بن المسيب وأهل بيته ، ولما كان الأنبياء ساداتِ بني آدم ، وأخلاقهم أشرف الأخلاق ، وأعمالهم أصح الأعمال ، كانت أسماؤهم أشرف الأسماء ، فندب النبي ﷺ أمته إلى التسمي بأسمائهم ، وروي عنه ﷺ أنه قال ( تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ ) ، ولو لم يكن في ذلك من المصالح إلا أن الاسم يُذَكِّرُ بمسماه ، ويقتضي التعلق بمعناه ، لكفى به مصلحة مع ما في ذلك من حفظ أسماء الأنبياء وذكرها ، وأن لا تُنسى ، وأن تُذكَّر أسماؤهم بأوصافهم وأحوالهم. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ ولما كان كل عبد متحركاً بالإرادة ، والهمُّ مبدأ الإرادة ، ويترتب على إرادته حركته وكسبه ، كان أصدق الأسماء اسم هُمام واسم حارث ، إذ لا ينفك مسماهما عن حقيقة معناهما ، ولما كان المُلْكُ الحق لله وحده ، ولا ملك على الحقيقة سواه ، كان أخنع اسم وأوضعه عند الله ، وأغضبه له اسم «شاهان شاه» أي : ملك الملوك ، وسلطان السلاطين ، فإن ذلك ليس لأحد غير الله ، فتسمية غيره بهذا من أبطل الباطل ، والله لا يُحب الباطل ، وقد ألحَقَ نص أهل العلم بهذا «قاضي القضاة» وقال : ليس قاضي القضاة إلا من يقضي الحق وهو خير الفاصلين ، الذي إذا قضى أمراً فإنما يقول له : كن فيكون ، ويلي هذا الاسم في الكراهة والقبح والكذب : سيد الناس ، وسيد الكل ، وليس ذلك إلا لرسول الله ﷺ خاصة ، كما قال ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ) فلا يجوز لأحد قط أن يقول عن غيره إنه سيد الناس وسيد الكل ، كما لا يجوز أن يقول : إِنَّه سيد ولد آدم ، ولما كان مسمى الحرب والمُرَّة أكره شيء للنفوس وأقبحها عندها ، كان أقبح الأسماء حرباً ومرة ، وعلى قياس هذا حنظلة ، وحَزْن ، وما أشبههما ، وما أجدر هذه الأسماء بتأثيرها في مسمياتها ، كما أثر اسم «حَزْن» الحزونة في سعيد بن المسيب وأهل بيته ، ولما كان الأنبياء ساداتِ بني آدم ، وأخلاقهم أشرف الأخلاق ، وأعمالهم أصح الأعمال ، كانت أسماؤهم أشرف الأسماء ، فندب النبي ﷺ أمته إلى التسمي بأسمائهم ، وروي عنه ﷺ أنه قال ( تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ ) ، ولو لم يكن في ذلك من المصالح إلا أن الاسم يُذَكِّرُ بمسماه ، ويقتضي التعلق بمعناه ، لكفى به مصلحة مع ما في ذلك من حفظ أسماء الأنبياء وذكرها ، وأن لا تُنسى ، وأن تُذكَّر أسماؤهم بأوصافهم وأحوالهم. ❝