❞ \"حيَ عليَّ الصلاة\" مُنذ طفولتي كُنتُ أجلس أمام منزلي وأري هذا، العجوز الذي يبلغُ مِن العُمر قرابت السبعون عامً، ويبدو بصحة غير جيدة. كُنت أراه دائما عندما يسمع صوت الأذان، ينهض مُتحمسًا، ثُمَ يتكئ علي عصاه الخشبيه، ويمشي مُسرعًا الي المسجد، وبعد بضعة دقائق يرجع يجلس أمام منزله في نفس المكان مُمسكًا بسبحته البيضاء. كانَ وجههُ يشُع نورًا، يأخُذ يُتمتم في صوتٍا مُنخفض، لَكني كُنت صغيرًا ولا أعرف ماذا يقول...؟ كُنت أُراقبه دائمًا كُل يوم، كُل آذان أراه ينهض ويمشي مُسرعًا إلي المسجد حتي لا تفوتهُ صلاة. وفي يومٍ إستيقظت من نومي مُبكرًا علي صوت باب هذا العجوز وهو يُفتح، فنظرت من النافذه فرأيت نفس العجوز مُتكئ علي عصاه ويمشي ناحية المسحد، مُمسكًا بنفس السبحة البيضاء. أخذني الفضول، وذهبت خلفه دون أن يراني. وأنتظرت حتي خلع حذاءه ودخل المسجد، ثُمَ دخلت خلفه. وأخذتُ أنظُر إليه كيف يُصلي..! كان يقف في رُكن المسجد الأيمن بقُرب مُصلي الإمام، ثُمَ بدأ يُكبر تكبيرة الإحرام.. الله اكبر. لَكنه كان يُطيل في الصلاة كثيرًا، وعندما سجد أخذ وقت طويل حتي ظننت أنهُ قد مات من طيلة سجودهِ. وعندما كبرت عرفت أنهُ الخشوع...! نعم الخشوع....! هو أن تجعل روحك مع الله.. أن يكون قلبك مُتعلق بالمسجد هو شئٍ جميل..! كُنت كل يوم أستيقظ مُبكرًا، وأذهب الي المسجد، وأءخُذ الرُكن الأيمن بالقُرب من مُصلي الإمام وأنفرد بنفسي، مُتجهًا إلي الله، أشكو له همومي وأوجاعي. كُنت أتذكر هذا العجوز، الذي كان سبب في قُربي من الله، سبب في تغيير حياتي. هذا العجوز، الذي كان يتقوي بذكري الله.. رغم مرضهُ وكُبر سِنه، لَكن الله كان في عونِه. جدد شغفك في الحياة بأنتظامك علي الصلاه.. فاالصلاة، هي وسيلة للقُرب من الله، هي ما تجعل لكَ شغف في كُل شئ.. الصلاة، هي نجاة العبد، وغذاء الروح، وشغف الإنسان، وعلاج النفس... حيَ عليَّ الصلاة... الصلاة خيرٌ من النوم.... بقلمي/أحمد جمعة السرحاني \"العَزِيف\". ❝ ⏤Aнмed Elѕarнany
❞ ˝حيَ عليَّ الصلاة˝
مُنذ طفولتي كُنتُ أجلس أمام منزلي وأري هذا، العجوز الذي يبلغُ مِن العُمر قرابت السبعون عامً، ويبدو بصحة غير جيدة. كُنت أراه دائما عندما يسمع صوت الأذان، ينهض مُتحمسًا، ثُمَ يتكئ علي عصاه الخشبيه، ويمشي مُسرعًا الي المسجد، وبعد بضعة دقائق يرجع يجلس أمام منزله في نفس المكان مُمسكًا بسبحته البيضاء. كانَ وجههُ يشُع نورًا، يأخُذ يُتمتم في صوتٍا مُنخفض، لَكني كُنت صغيرًا ولا أعرف ماذا يقول..؟ كُنت أُراقبه دائمًا كُل يوم، كُل آذان أراه ينهض ويمشي مُسرعًا إلي المسجد حتي لا تفوتهُ صلاة. وفي يومٍ إستيقظت من نومي مُبكرًا علي صوت باب هذا العجوز وهو يُفتح، فنظرت من النافذه فرأيت نفس العجوز مُتكئ علي عصاه ويمشي ناحية المسحد، مُمسكًا بنفس السبحة البيضاء. أخذني الفضول، وذهبت خلفه دون أن يراني. وأنتظرت حتي خلع حذاءه ودخل المسجد، ثُمَ دخلت خلفه. وأخذتُ أنظُر إليه كيف يُصلي.! كان يقف في رُكن المسجد الأيمن بقُرب مُصلي الإمام، ثُمَ بدأ يُكبر تكبيرة الإحرام. الله اكبر. لَكنه كان يُطيل في الصلاة كثيرًا، وعندما سجد أخذ وقت طويل حتي ظننت أنهُ قد مات من طيلة سجودهِ. وعندما كبرت عرفت أنهُ الخشوع..! نعم الخشوع..! هو أن تجعل روحك مع الله. أن يكون قلبك مُتعلق بالمسجد هو شئٍ جميل.! كُنت كل يوم أستيقظ مُبكرًا، وأذهب الي المسجد، وأءخُذ الرُكن الأيمن بالقُرب من مُصلي الإمام وأنفرد بنفسي، مُتجهًا إلي الله، أشكو له همومي وأوجاعي. كُنت أتذكر هذا العجوز، الذي كان سبب في قُربي من الله، سبب في تغيير حياتي. هذا العجوز، الذي كان يتقوي بذكري الله. رغم مرضهُ وكُبر سِنه، لَكن الله كان في عونِه. جدد شغفك في الحياة بأنتظامك علي الصلاه. فاالصلاة، هي وسيلة للقُرب من الله، هي ما تجعل لكَ شغف في كُل شئ. الصلاة، هي نجاة العبد، وغذاء الروح، وشغف الإنسان، وعلاج النفس.. حيَ عليَّ الصلاة.. الصلاة خيرٌ من النوم..