█ ألم يمر عليكِ اعترافها؟ "نعم كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني وكان له وجه طفل وجسد عجوز عينان من عسل وغمازة لم يكن فيه الخارج ما يشبه صورة البطل التقليدية والأبطال الحقيقيون يشبهون الرجال العاديين رقة وحزنًا " ما زلتَ تدافع عنها رغم تهاوي أدلتك! أخبرني الذي جعلك تتعلق بتلك القصة التي تراها مثالية وتحتذى؟ نظرتُ عمق عينيها يا ليت لي امرأة تحبني كما أحبت غادة السمان كنفاني! هذه أمنية مكتومة عنيزة نفوس كثير الذين يعادون ويقفون ضدها ويشوهونها ويجرمونها وفي نساء كثيرات يكاد خوفهن يأكلهنّ ويحولهنّ إلى مسوخٍ لم تستطع أن تمنع ضحكها ساخرة ًمني وماذا بعد سفير ذكورية وحامل لواء أمانيهم؟ متجاوزاً سخريتها اللاذعة لقد تمنيتُ كثيرًا تكتبَ عني المرأة أحبها كتبت وتكتب عن كم أتمنى تبادر تلك وأن تنشر رسائلي لها الرسائل اشتهيتها فيها وأخبرتها أحلامي بها ماذا فعلنا الليالي المجنونة لنفعل نستطع فعله أرض الواقع حاولت تخفي معالم ثورتها قائلةً: ألا تتفضل بقراءة الرسالة أوردتها كتاب الرسائل؟ تبقين أنت حبيبتي مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ - بنظرةٍ حادة.. وهل تأخري عنك يبررُ لك أن تتمنى غيري؟ ثم ألم أخبرك من قبل أنني بجانبك عندما أشعر بحاجتك المُلِّحةِ لي؟.. أخبرني عن قصة اليوم التي جعلتك تخونني في أمنيةٍ تتجسدُ في ˝ غادة السمان ˝.
- حاولتُ أن أخفي ارتباكي معتذرًا عن أمنيةٍ صنفتها ملهمتي في خانة الخيانات.. إنها قصة حب صادقة لم يمهلها القدر أن يجني أصحابها ثمرات حبهم ويتذوقوا....
- قاطعتني قائلة: أخبرني المزيد.
- في رأيي يا عنيزة أن غادة كانت امرأة استثنائية بجرأتها وثقافتها وموهبتها الأدبية التي جعلت منها رائدةً في مجالها الأدبي، مما جعل قصة غادة السمان وغسان كنفاني حكايةً تروى.
- ولماذا لا تناديني الليلة باسم ˝ غادة ˝ أيها الماكر؟ لا مانع أن تضيف هذا الاسم لقائمة الأسماء التي يروق لك أن تناديني بها مع كل قصة تستدرجك نحو تفاصيلها ودهاليز من وقعوا أسرى لها.
- يبدو أنكِ كعادتك وكعادة كل أنثى لا تغفري بسهولة حبيبتي.
- نظرتْ لي تلك النظرة التي يعجز أمامها فلاسفة العالم دون تفسير لها، ثم قالت: كل أنثى!
- بادرتُ معتذرًا مقدمًا قرابين طلب العفو والاسترحام...يا ست النساء . ❝
❞ أنتِ في جلدي
ومع إعلانِ انتصارِ الليل في معركته مع غريمه النهار، وسيطرة العتمةِ على مقاليد الحياة، تسللتُ إلى غرفتي بحذرِ الفارِ من معارك الموت خوفًا من أداة القتل التي يختبئُ خلفها خوفُ الصيادِ، فلستُ على استعدادٍ للدخول في جدال سفسطائيّ مع أمي عن أسبابِ إهمالي لمسألة الزواج التي تصرُ هي عليها، وكيف أنها - ككل أمٍّ - تتمنى أن ترى أحفادها في عين حياتها؟
ألقيتُ بجسدي المتهالكِ على سريري، هذا الصديق الكتوم الذي يمسكُ عن فضح عوالمي السرية في عالم القراءة وتدوين المذكرات، احتضنته برقةٍ لا تخلو بشيءٍ من العنف، ولم َ لا؟ فقليلٌ من العنفِ لا يضرُ.. ها أنا أنزوي في أحد أطرافه.. يومٌ عصيبٌ من العمل، معلمٌ في الصباحِ يكابدُ تقلباتِ الدنيا لاستكمال رسالته التي ورثها عن الأنبياء، ثم عادتي اليومية في ارتياد مكتبةِ مصرَ العامةِ لمعالجة إدماني للقراءة بمزيدٍ من الشغفِ والإدمان.
أشعرُ بإرهاقٍ شديدٍ هذه المرة.. لعله من جراء ما حدث لي اليوم من حالة الاندماج فيما أقرأ والتي تعاودني على فتراتٍ متقطعةٍ . ❝
❞ - وكأني أحتمي بها منها.. ˝ أشعرُ بحاجة لا توصف، لا يصدقها العقل، إليكِ أشعر بجوع إلى صدرك، بنهمٍ إلى وجهك ويديكِ ودفئك وفمك وعنقك، إلى عينيك..بنَهَم إليكِ أشعر بجوعٍ وحشيٍّ إلى أخذكِ إلىّ.. احتضانك واعتصارك وإعطائك كل ما فيّ من حاجةٍ إلى أخذ الرعشةِ الإلهيةِ وإعطائها، كياني كله تحفز إليك، إنك تُخيّلين علىّ أفكاري وتلتهمينني˝.
- لم أستطع كتم غيظي هذه المرة واندفعت اندفاع المنتصر....هذه الرسالة ليست لغسان كنفاني.
- صدقت يا علاء، ولكنها موجهة لغادة.
- ماذا تقصدين؟
- هل قرأت كتاب رسائل.....؟
- قاطعتها، عن ظهر قلب.
- لا تتعجل يا حبيبي، هل قرأت كتاب رسائل أنسي الحاج إلى غادة السمان، والذي صدر عنها سنة 2017؟
- لم أتحمل هذه المرة وقع الخبر، هل تقصدين أن هذه الرسالة الفاضحة أرسلها لها عاشق آخر؟
- نعم وأكثر من ذلك، غادة كاتبة جريئة لذلك لا أستغربُ لو نشرت صورًا حميمةً، فكتاباتها تدل أنها لم تكن تخجل من شيءٍ وهي صغيرة، والآن أيضًا لا تخجل من ذلك وهي كبيرة.. وبالرغم من أنه ليس للرسائل محتوى مهم، فهي كرسائل المراهقين، لكني أعتبرها خيانة أمانة ممن أحبها وأهداها مشاعره برسائل يُفترضُ أن لا يشعر بها غيرها . ❝