█ بالتأكيد لن تجد كتابًا يدعو للطلاق! أن تترك المرأة زوجها وبيتها وأبناءها أو أن يترك الزوج زوجته وأبناءه دون سبب واضح … هدفنا مجال العلاقات هو السعي للإصلاح بكل ما أوتينا من قوة والأصل الشرع الإصلاح والسعي إليه كلا الطرفين: ﴿إِن يُرِيدَآ إِصۡلَٰحٗا يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيۡنَهُمَآۗ﴾ [النساء: 35] لكن هناك نقطة توقيت … شخصان لا يستطيعان التواصل معًا بشكل صحي وتستحيل العشرة بينهما فيكون القرار الذي مفر منه! هذا الكتاب موجَّه (لك) نعم لك أنت بعد حدث سواء تمنيته أم ماذا ستفعل؟ بم تشعر؟ فيم تفكر؟ كيف ستستقبل حياتك بعد ذلك؟ كيف ستتخطى مصاعبها؟ كيف ستتعامل مع المجتمع حولك؟ بل كيف صراعاتك الداخلية؟ إن كنت زلت تتهم نفسك بأنَّك السبب فيما … وإن ترى أنك أقل ترتبط بشخص يحبك ويقدرك … إن مُحمَّلًا بالغضب والألم والحيرة وجلد الذات قد تخطيت ذلك لكن الوخز صدرك لم يتوقف تعاني بعض الأحلام الكوابيس قلق نومك أرق … إن كان لديك أمل الرجوع الرغم انعدام الأسباب … أو تخشى أقسمت عدم العودة مرة أخرى وجدت ممسكًا بالهاتف محاولًا الحديث معه كتاب تنفس الطلاق الي التعافي مجاناً PDF اونلاين 2024 صفحة جديدة فيها الدنيا بلون مختلفٍ ألوان الطيف تزخرف كانت تتشح بالسواد بعد النصف الآخر العالم روح مثل روحك تبحث عنك بين خبايا كل حكاية حب ومع سطر سطور الشعر تهفو إلى رؤياك
❞ بلغني أيها الملك السعيد
ذو الرأي الرشيد
أن مشاعرها بعد الطلاق صارت متناقضة
مرة متزنة ومرة متمردة
ساعة تنظر إلى المرآة وتضحك
تبتسم تصفق أو ترقص
وساعة يجعلها الألم تصرخ وترفص
ساعة تقفز طائرة من الفرح
وساعة أخرى تأكل نوى البلح
يومان تمتنع عن الطعام
ويوم تلتهم الثلاجة والناس نيام
مرة تأكل الخبز والثريد
ومرة تنزل الجيم وتحمل الحديد
كل يوم هي بحال
وما زالت تطرح نفس السؤال
هل أصابني مس من الجنون؟
أم أنني يجب أن أعود إلى طليقي المصون؟ . ❝
❞ عندما تمسك بالورقة والقلم لتتحدث عن أي موضوع يخصُّ الأسرة مثل الزواج والتربية، فإن قلمك ينساب ليخطَّ أجمل العبارات وأسماها.
قد تكون مُصيبًا أو مخطئًا في وجهة نظرك، أيًّا كان فإنها جميعًا اجتهادات وتجارب مررت بها أو عاصرتها أو شاهدتها في عملك أو في حياتك الشخصية، وبما أننا بشر فإن مساحة الخطأ واردة، وشيئًا فشيئًا تتقبل هذا الزلل من بشريَّتك.
لكن مشاعرك تختلف تمامًا عندما تكتب عن الطلاق.
تشعر برجفة في قلبك، في أصابع يديك، تكتب ثم تمحو، ثم تكتب وتمحو، وقد لا تكتب كلمة واحدة لمدة أشهر، وها هي دار النشر تنتظرك حتى تنهي كتابك في الوقت المحدد.
وتظل في صراع هكذا:
أكتب ماذا؟
ماذا سأكتب في الطلاق؟
ولماذا أكتب فيه؟
يا الله!
ما كل هذا الألم؟ كيف ستخطُّ يدي كل هذا الوجع؟
كيف سأتحدث عن كسرة القلب؟
عن الحزن؟
عن الأرق؟
عن الأذى؟
عن الاختلاف الذي يؤدي إلى خلاف أو صراع؟ وربما قد يؤدي بالبعض إلى المحاكم.
هذان القلبان اللذان التقيا وأحبَّا بعضهما، امتزجَا حتى ظنَّا أنه لا فراق يومًا،
ها هما الآن يخطان بيديهما أو بيد أحدهما نهاية علاقة سامية!
ثم تعود لتسأل نفسك من جديد أسئلة وجودية لا تجد لها إجابة شافية:
بالله لمَ يحدث ذلك؟
لماذا لا يتفاهم الطرفان بسهولة؟
لم لا يجلسان جلسة هادئة ويحكيان صراعاتهما، أفكارهما، مشاعر كلٍّ منهما للآخر؟
لم لا يتحدث كل طرف عن احتياجاته؟
ولم لا ينفذ كل طرف واجباته تجاه الآخر؟
ما كل هذه التعقيدات؟ ولماذا كل هذا الكبر والعند؟
تساؤلات لا حصر لها تنتابك، لا تجد لها أي إجابة منطقية، أو على الأقل إجابة تشفع لهذا الحب حتى يعيش وينمو ويزدهر بدلًا من أن يختنق أو يغرق.
وفجأة!
يهديك الله إلى إجابة ترضيك.
بل عدة إجابات:
من قال إن الطلاق شرٌّ في جميع الأحوال أو في مجمله؟
أليس الله قد شرعه حتى يكون انفراجة بعد ضيق؟
ويسر من بعد عسر؟
وتنفس بعد اختناق؟
ورحمة بعد ألم وقسوة وعذاب؟
لماذا نراه شرًّا؟!
بالطبع لا أحد يريد أن يخسر، ولا أن يفقد عزيزًا، ولا أن ينفصل عمَّن يحب.
لكن هذه هي الدنيا، نحن نتغير، تتغير أفكارنا، نظرتنا إلى الأمور، مشاعرنا.
نحتاج من وقت لآخر إلى توكيد الحب، إلى عمل عملية تغيير كبيرة في علاقتنا حتى لا يقتلها الملل.
نحتاج أن نختار الطريقة التي نعيش بها، دون ألم، نعيش في راحة، لا نبتغي السعادة الدائمة المستمرة كل يوم لأننا لسنا في الجنة، بل نطلب فقط أن نرتاح ولو قليلًا، أن نشعر بسلام وسكينة.
في ظل هذه الدوامة الحياتية التي لا تنتهي تحتاج إلى من تستند برأسك على كتفه وأنت مطمئن.
وإن لم يكن هذا الشخص هو القلب وهو الاحتواء والسند، هو الذي تهرع إليه وقت الشدة كما هرع نبينا الكريم إلى خديجة -رضي الله عنها- قائلًا: «دثِّروني زمِّلوني»، فما كان منها إلا أن احتضنته وضمته بين ذراعيها على الرغم من أنها لم تكن تعلم أي شيء بعد عن رسالته.
ماذا إن لم يكن ذاك الشخص سندًا لك؟
بل ماذا إن كان العكس تمامًا؟
صار يؤذي أكثر مما يريح، صارت مواقف الألم معه أكثر من مواقف السعادة والراحة، صرت تجد راحتك بعيدًا عنه وتتمنى أن يأتي اليوم الذي تعلن فيه خلاصك منه …
فلمَ الاستمرار في حياة مؤلمة؟!
لم الاستمرار في شيء ماسخ لا طعم له؟
لم نردد دومًا أننا مضطرون في حين أننا غير مضطرين؟!
ماذا لو كان الاضطرار في بعض الأوقات ليس اضطرارًا؟
ماذا إن كان برغبة منا؟
رغبة خفية ما زالت تداعبنا، ربما خوفًا من التغيير، من نظرة المجتمع، من ألم قد لا نحتمله، أو ربما خوفًا من الوحدة أو خوفًا من المجهول. كل ذلك يؤخِّر اتخاذ القرار يومًا بعد يوم، ومع تأخر القرار تزداد الحيرة ويزداد معها الألم.
إذن لم كل هذا العذاب؟ لِم نضيِّق واسعًا وقد وسَّعه الله علينا؟ سبحانه الذي خلقنا يعلم طاقتنا، يعلم قدرتنا على التحمل؛ لذا شرَّع الله لنا الطلاق . ❝
❞ الإيذاءات الجنسية:
تلك التي يقوم بها بعض الأهل تجاه أبنائهم ولا يعلمون مدى خطورتها..
دعونا أولًا نلقي الضوء على الإيذاءات التي يتعرض لها الأطفال، والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع من الإيذاءات:
-إيذاءات نفسية:
مثل الإهانة أو السب أو الشتم، أو الرسائل السلبية المتكررة له، أو تعريضه لتجربة سيئة تترك لديه أثرًا نفسيًّا سلبيًّا يؤثر على حياته فيما بعد.
-إيذاءات جسدية:
مثل الضرب أو الإيذاء البدني بكل أنواعه.
-إيذاءات جنسية: مثل التحرش الجنسي – الاغتصاب.
هناك بعض الإيذاءات الجنسية غير الصريحة وغير الواضحة، ومنها تلك التي يقوم بها بعض الآباء دون قصد، فتسبب أذى نفسيًّا وجنسيًّا لأبنائهم.
هذه الإيذاءات لا يلقي الأهل لها بالًا ولا يعتبرونها إيذاءً بالطبع.
وذلك أعتبره أخطر من الإيذاءات الصريحة التي يتعرض لها الطفل؛ لأن الإيذاء الصريح يكون واضح المعالم، مثل الطفل الذي يتعرض للتحرش، يعلم الأهل جيدًا أن هناك مشكلة يجب أن يعالجوها مع طفلهم، وأن هناك معتدٍ يجب أن يتصدوا له.
لكن الإيذاءات التي يقومون هم بها تكمن خطورتها في أنهم لا يدركون أنها تشكل خطرًا على الطفل، وأنهم يقومون بها تلقائيًّا دون أن يشعروا.
وبالطبع هنا لا يوجد جانٍ بالنسبة لهم.
هذه الإيذاءات تكمن في تعريض الطفل لبعض المشاهد أو الصور أو الأفعال التي تكبر سنه، وتجعله إما يتساءل عن ماهية ذلك، وإما أن يقوم بممارسة ما شاهده، وإما الاثنين معًا.
مثال على ذلك:
-الآباء أو الإخوة الكبار الذين يشاهدون مواقع إباحية تقع في يد الطفل عن طريق الخطأ.
-الطفل الذي يشاهد والديه يمارسان العلاقة الخاصة وهما لا يدركان.
-الطفل الذي يجلس كثيرًا بين النساء، ويشاهدهن وهن يرتدين ملابس كاشفة لأجسادهن.
-الطفل الذي عوَّدته أمه على الاستحمام معها.
-الطفل الذي اعتاد على الاستحمام مع إخوته من البنات أو البنين.
-أو الطفل الذي تتخفَّف أمه دومًا من ملابسها بصورة فجَّة.
كل تلك الأمثلة السابقة تعرض الطفل لنوعين من الإيذاء:
إيذاء جنسي.
وإيذاء نفسي.
ويسمى إيذاءً لأن ذلك يؤثر في نفسية الطفل بالسلب؛ مما يرسخ في ذهنه بعض المفاهيم الخاطئة عن الزواج – الجنس الآخر – العلاقة الخاصة.
لأن الطفل الذي يشاهد موقعًا إباحيًّا في تلك السن يتعرض لصدمة كبيرة، خاصة وأنه لا يعلم الصواب من الخطأ، ولا الحلال من الحرام.
هو فقط يشاهد صورًا كثيرة تتحرك أمامه، فيرتبط ذلك في مخيلته بشكل العلاقة بالرجل والمرأة، وقد يتخيل أن هذا ما يحدث في العلاقة الحميمة بين الزوجين، أو يحصر معنى الزواج في هذه العلاقة فقط.
وذلك يفسر اتجاه بعض الشباب لهذه الممارسات الخاطئة بعد الزواج، إما لأنه شاهد ذلك ومارسه في فترة مراهقته، أو أنه عُرِض عليه وهو طفل ولا يعلم مدى خطورته . ❝