█ "كيف أعلم إبنى تحمل المسؤلية " (الجزء الأول): أمهات كثيرات وآباء كثيرون يأتون إلىَّ لتكون شكواهم من أبنائهم كالتالى: عنده لا مبالاة رهيبة إحساس فظيع بعدم المسؤولية مش بيعمل حاجة فى البيت عاوز يساعد أى أنا اللى بعمل كل حتى الدروس بتاعته أنا بفكره بيها ده إيه الجيل ده؟! خلاص زهقت ومش عارفة أعمل إيه! ولدىَّ هنا سؤال مهم: هذا المراهق تربى يد من؟ هذا الناتج الذى نراه أمام أعيننا علمه ورباه؟ إذًا ماذا يحدث؟ فلنتابع معًا تلك المواقف لنضع أيدينا السبب :(1) متنزلش غير ما توضب فراشك حاضر يا ماما * ذهب إلى المدرسة دلفت غرفته فوجدت الغرفة كما هى لم ينفذ شيئًا مما قلتِه فتُقِيمى أنتِ بالتالى تلقائيًا حوارًا داخليًا مع النفس أو خارجيًا: "أانا لازم ده! " ثم ترتبين نيابة عنه (2) انزل حبيبى هات العيش عشان السندوتشات الصبح معلش مش قادر بقى خلِّى بابا يجيب وهو راجع آلو ممكن حسن تجيب لنا عيش وإنت راجع؟ طريقى وهرجع متأخر أوى هيكونوا قفلوا طب تحاول تيجى بدرى شوية وبعدين هو يكون طريقك يعنى؟! وليه البيه عندك مينزلش؟ كتاب كبسولات تربويه مجاناً PDF اونلاين 2024 يجب البداية أن تحدد هدفك التربية أبناءك أجل إثبات مبدأ البقاء للأقوى أم تنشئة جيل صالح عن طريق غرس الحب لقطفه مرة أخرى؟ مبدأ يضعك حلبة التحدى أشبه بحلبة صراع قد يلا ينتهى بينك وبين ولدك هذا المبدأ يدفعك دومًا لتحديه ووضع كلمتك كلمته موضع دائم للاختيار بينهما ويجعلك شفا أما فهى فقط التى تضعك الطريق تُقرِّبك تجعلك تغوص داخل قلبه وتفتح لك مفاتيح عقله تدركها منذ تجلعه يراك أبًا أمًا وصديقًا وأخًا وحبيبًا متفهمًا التربية تجعل يلجأ إليك بعض معاركه الحياتية تجعله يفكر فيك عند أول إحباط عاطفى يُلم بقلبه يُنصِّبك باب مُحبًا بلا منازع يرى نصحك له حبًا وخوفًا عليه وليس أمرًا نهيًا تحكُّمًا تقربك دقات تطير فرحًا لكلماتك وهى يعانق قلبك دون تردد تدفعه دفعًا لأن يحتويك أنت أزماتك تعتريك يوفر حضنًا دافئًا وقت الحاجة فاختَر لنفسك تريد: تربية الحب؟
❞ صراع المنطق والمشاعر
المشهد الأول:
(1)
- مال وشِك مقلوب ع المسا؟!
- مفيش.
- هو إيه اللى مفيش! ده إنتى بوزك هيقلب قطر الصعيد.
- أبدًا يا سيدى، جارتنا أم نيازى ليها دقات مش ولا بد كده.
- طب وفيها إيه؟! سيبك منها، ولا تستاهل.
(2)
- يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم! مالك ع الصبح بتعيطى ليه؟
- العيال غلبونى.
- بقى شوية عيال يعملوا فيكى كده؟! يا شيخة خضيتينى، اصبرى عليهم شوية، قدرنا ولازم نستحمله.
(3)
- مالك يا حبيبى؟
- قرفان.
- مش أكتر منى يا خويا.
- يوووه بقى! ولا عمرك هتفهمينى.
- طب ما أنا قلت لك سيب الشغل اللى قارفك وشوف غيره، وإنت اللى منشف دماغك.
المشهد الثانى:
(1)
- ماما.. الكابتن قالى مالك ضعيف كده زى البنات.. استرجل.
- وفيها إيه يعنى أما يقولك كده؟ هو عاوز يعلِّمك عشان تنشف وتبقى راجل.
(2)
- بابا.. صاحبتى الأنتيم سابتنى وراحت صاحبت واحدة تانية.
- إيه المشكلة؟ كبرى دماغك.. يعنى من قلة الصحاب؟
فى الحوار مع الشريك لا تريد سوى تعاطف واحتواء، ولا شيء سوى ذلك، لا تريد حتى فى بعض الأوقات سماع أى حلول عملية، فقط تريد من يواسيك ويفهم قلبك ويبادلك لغة المشاعر بلغة مشاعر أخرى.
وعندما يشتكى ولدك من شيء ما ليس شرطًا أن تقدم له حلولاً عملية، هو فقط يريد منك أن تبادله نفس لغته.
لغة المشاعر وليس لغة المنطق.
لغة المنطق تعنى حلولاً عملية.
أما لغة المشاعر فتعنى احتواء، تعاطفًا، مواساة.
أن تخبره فقط أنك تشعر به.
وأنك إلى جواره.
أنك تُقدِّر مشاعره.
استبدال لغة المشاعر بلغة المنطق الجافة قد تبعد عنك ولدك وتجعله لا يخبرك بشيء بعد ذلك . ❝
❞ كيف أعالج الكذب عند الطفل ؟
س:هل يصح أن يتناول مريض الضغط دواءً للصداع لعلاج الضغط ؟
ج: لا
س:لماذا ؟
لأننا بذلك سنكون قد عالجنا العَرض وليس المرض الرئيسى
لماذا نسأل هذا السؤال؟
لأننا لا نستطيع ان نعالج سلوكا ظاهريا مثل الكذب أو السرقة بدون أن نعرف مسبباته أو دوافعه عند الطفل .
سلوك الكذب يعتبر ˝عرضا˝ وليس ˝مرضا
أى أن ولدك البالغ من العمر خمس سنوات عندما تجده يكذب عليك فاعلم أن هناك شيئا ما وراء ذلك..هو لو يولد هكذا
واسال نفسك:
-هل يكذب لأنه يخاف من العقاب؟
-هل يكذب لأن اخته الصغرى سحبت البساط من تحت قدميه ولم يعد هناك من يهتم به كما كان سابقا ؟
-هل هناك احتياج معين غير مشبع مثل الحب مثلا ويريد إشباعه لكنه لا يستطيع أن يعبر عنه فيقوم بالكذب ليلفت الانتباه له ؟˝
تعرف أولا على سبب السلوك حتى تستطيع أن تعالجه بطريقة صحيحة ...لأنك لو حاولت معالجة السلوك الظاهرى فقط بدون أن تعالج الدافع فان السلوك لن يخبو سوى وقت قصير ثم يعود إليك مرة أخرى أقوى من ذي قبل .
فلو أنك ركزت على الكذب وظللت توبخه وتعنفه وتنعته بالكاذب فان ذلك لن يخفف من كذبه ولن يغير سلوكه بل قد يعاند ويزداد كذبا ...لكنك ان أشبعته حبا وحنانا ..أشعرته بأهميته رغم وجود أخيه الأصغر..أحسسته بالأمان وأنك لن تعاقبه مهما فعل فإن ذلك سيجعل السلوك يختفى تدريجيا حتى وان استلزم ذلك وقتا طويلا.
معالجة ˝السلوك˝ :
قد تعطيك نتيجة فورية في التو واللحظة لكن السلوك سرعان ما سيعود مرة أخرى وأقوى من ذي قبل.
معالجة ˝الدافع˝:
قد تستلزم منك وقتا كبيرا وجهدا طويلا وصبرا جميلا لكنك في النهاية تكون قد وصلت إلى مبتغاك . ❝