█ "روحي تُيقظني " أشعر دائمًا أن هناك أحد يُقظني من ذلك الكابوس الذي يُطاردني منامي أشعر وكأن يد تقوم بإهتزاز جسدي؛ لأستيقظ أصبح يُطاردني؛ فكلما غلقت عيناي رأيتهُ لا بشيء قط؛ ولكن وكأنني أعيش الحقيقة قلبي يتقافذ أثناء بالذعر الشديد؛ فعندما أستيقظ أجد أنني أتصبب عرقًا كثرة الخوف أصبحتُ أُريد النوم؛ حتى أري المخيف بأنه يوجد معي غرفتي عند إهتزاز علمت إنه معي؛ وكل هذا مجرد خيال خوفي أتمني يختفي مُخيلتي؛ فأصبحتُ أتخيل أحداثه كل مكان؛ ولا غير روحي؛ فهي تساعدني الإستيقاظ جميع جسدي گ إنجي محمد "بنت الأزهر " كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *˝عشقٌ يريح القلب˝*
وقت سكون الليل وعتمته تشرد العقول فيما يحدث طيلة النهار، يأتي الظلام على البعض فرحًا، وعلى البعض الآخر حزنًا، تذهب بعقلها بعيدًا عن العالم، متذكرةً اليد التي مُدَّت إليها؛ لتنتشلها من غرقها وتألمها، ضياءٌ بعد ظلامٍ اجتاح كيانها، وكأنها خلقت لتنقذها من قسوة العالم، يدٌ لم تكن تعلم أنها الراحة والأمان، كانت عونًا لها وقت حزنها، حنانٌ وقت الضعف، رفقٌ عند فعل الخطأ، عقل شارد، عيونٌ لامعة بالدموع المتلألئة، ليس حزنًا، ولكنها خوفًا من خسارة الدفء الذي ظهر عند مجيئه، تنظر نحو القمر المضيء تراسله وتستأنس به عند غيابه؛ فضياؤُه يذكرها به؛ فهو من أضاء حياتها التي كانت من قبل تواجده مظلمةً محطمةً هشَّة، والآن يطمئن قلبها له، وحين النظر إلى بندقية عينيه ترى الحياة مزهرةً من جديد، تُحادث نفسها وتتمنى عودته قريبًا؛ فبعده يقتلها، لم تتحمله حتى وإن كان مجرد لحظات بسيطة، قلبٌ ينبض، دقاتٌ تتعالى، يتقافز من الفرح، تشعر بوجوده ولكنها تعلم أن مجيئه سيكون في الأسبوع المقبل، تريد أن تعانقه وتقص له ما حدث معها طيلة غيابه، تغمض عينيها بشدةٍ تريد تصديق عدم وجوده، حينها استنشقت رائحته النفاذة التي تُنعش قلبها قبل أنفها، تعتقد أنها تتخيل ذلك من كثرة اشتياقها له، ولكن بعد غضونِ ثواني سمعت صوتًا محببًا إلى أذنها، نظرت بسرعةٍ خلفها لتجده واقفًا مستندًا على الحائط باسطًا يديه بجانبه؛ لتركض نحوه بحبٍ وتدخل بداخل حضنه، يشد من احتضانها فاشتياقه لها كفيلًا بأن يكسر عظامها من قوة مكامحته، دقائق تمر وهما على حالهما، لم يستطع أحدهما البعد؛ فكلاهما يجذب الآخر نحوه، يسيران سويًا خطوة تلو الأخرى حتى جلسا سويًا، تتشبث بيديها الناعمة وتضمه بقوةٍ لها وكأنها تخشى مغادرته ثانيةً، بعد أن عاد لها أمانها وراحتها التي افتقدتها وقت انشغاله، بالرغم من أنه يحادثها كثيرًا ولكن لا شيء يعوض وجوده بالنسبة لها، تريد أن تبقى دائمًا معه في أي مكان يذهب إليه، حتى لا تشعر بالوحدة التي تستحوذ على قلبها وحياتها وهو بعيدًا عنها، كان عشقه يريح قلبها، كان بمثابة مسكن لما مرت به من قبل، لم يكن لها غيره يهون عليها، أضحى كل شيءٍ بالنسبة لها، وأصبحت كل ما يريده من الحياة، حبٌ أذاب جليد قلبهما؛ ليحتل العشق محله وتصبح الحياة أجمل بالنظرة إلى عينيه، فنظرة منه كفيلة بوضع الحلول التي لم يجدها عقلها، والآن حياةٌ جديدةٌ معه تنسيها الألم الذي عاشته من قبل.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝حشرجة الروح˝*
في ليلةٍ يسودها حطام الروح، تناثر أفكارٍ يصاحبها أنين القلب، عيونٌ باكيةٌ أثر ألم شديد، نحيبٌ يزداد بشهقاتٍ عالية، وكأن القلب يتمزق إلى أشلاءٍ صغيرة أثر ما حدث له، وكأنه هو الذي يبكي وليس العين، نغزةٌ تلو الأخرى تجعل الروح تُهدم وتتحطم، صار الجسمُ ضعيفًا هزيلًا، وأصبح الحب داءً، يؤرق ويؤلم من يبالي، من مر به يذوق الشَّجنَ والبلايا، ليس سوى تعلقًا للقلبِ، وعند الفراق تتحشرج الروح من بكاءٍ وهلاك، إرهاقٌ يجتاح صاحبه، يئن من ألم رأسه؛ فذكرياته كفيلةٌ بأن تسقطه أرضًا، يلاحقه ذلك اليوم الذي كان الفاصل لحياته، دمار حل به وأفقده شغفه، ذلك اليوم الذي أنهت به كل شيءٍ بينهما غير مباليةٍ لهذا القلب الذي يعشقها، لم تكن كلماتٍ تتفوه بها؛ بل كانت سهامًا تخترقه، حينها وضع يده على قلبه يُريد أن يطمئن عليه، فعبراته تسابقت مع حديثها؛ لتهطُل قبل استكماله، تخر قوته ويظهر ضعفه والصمود الذي حاول طويلًا على ثباته والتحلي به، ينظر لها نظرة عتاب ويريد لو يحتضنها ويخبرها أنه لا يستطيع العيش بدونها؛ هي التي سهر من أجل مُحادثتها، بالرغم من أن عمله يرهقه، ولكنه لا يبالي لذلك، كان يعتقد أنها الوصال، يخشى حزنها وتقلب مزاجها، يتساءل: ماذا فعل لتتركه وترحل؟ ماذا فعل لتنسى حبه وتدمر قلبه؟ ألم يكن حبه كافي لتبقى معه إلى نهاية المطاف؟
سؤال تلو الآخر يدور بخاطرهِ، حتى كاد يفتك بقلبه، يتألم أثر عشقه لها، ينظر هنا وهناك ليخفي كسرته ودموعه المتمردة، يتجه بخطواتٍ بطيئة نحو الخلف، يريد الفرار قبل أن تشفق عليه من مشهده، أنين، ألم، كسرة، مشاعر مبعثرة ومتضاربة، اضطراب يعتريه، يحطم كل شيءٍ أمامه ليهدأ قلبه، ولكن دون جدوىٰ، يشعر بإزهاق روحه وعدم قدرته على التحمل، يرى كل شيءٍ خلفه مُدمر، يحتاج إلى الراحة والأمان الذي سلبته منه برحيلها، ولكنه لا يستطيع حتى أن يكرهها، فهي من ملكت روحه وكل كيانه؛ ليجلس في بيته وحيدًا يتذكر كل الذكريات التي تجمعهم سويًا، من حديث ومشاركة تفاصيل يومهم وغير ذلك؛ ليترك العنان لقلبه وعقله للاستسلام وتصديق الواقع المرير، عتمة احتلت حياته، ضباب احتل بصره من كثرة دموعه التي تتسابق على وجنتيه كالشلالٍ، ولكنه في النهاية يحاول ليصمد من جديد.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝جرح عاشق˝*
في ليلةٍ عصيبةٍ يسودها الانكسار والحزن، تلاحقه أفكاره مُتذكرًا كل السلبيات التي احتلَّت كيانه، جرحٌ تلو الآخر، حتى انشق قلبه إربًا صغيرة، يتحدث عقله مع قلبه الهشِّ الذي فقد حريته مُنذ تلك الذكرى؛ لتستحوذ عليه مرارة الأيام، يضحك على ألمه مُتناسيًا إيَّاه، وفي غضونٍ لحظاتٍ يصرخ وكأن ألم العالم تجمع بداخله، ليس مجرد وجعٍ يشعر به، ولكنه يعتري فؤاده فيكاد الحزن أن ينهي عليه، مشاعر مُتضاربة، مزيجٌ بين الخذلان والانكسار، تُسلب إرادته على الحياةِ؛ ليتجه إلى الغرق في أحزانه، تعود على الكتمانٍ ولا يستطيع البوح بما في قلبه؛ حتى انقلب كل شيءٍ حين رآها ثانيةً، ألم ينساها بعد؟ ألم يلتئم الجرح الذي سببته له؟ أقلبه أحمقٌ ليظل مسحورًا بابتسامتها؟
كل هذه الأسئلة تفوه بها عقله مُعنفًا قلبه على كل شيءٍ، فهي من تركته ورحلت دون تفسيرٍ، هي من تخلت عنه ولم تفكر فيما كان يجمعهم، نسيت كل شيءٍ، حبه لها وكلماته التي كان يكررها بأنه لا يستطيع بدونها، كان يريد أن يعانقها ولو لمرةٍ واحدة، ولكنه دون جدوىٰ، فقد ذهبت دون أن تخبره؛ ليستيقظ من دوامة أفكاره على يديها الناعمة، ونظرة عينيها المليئة بالندم، ليزداد غضبه ويثور بجنونٍ تام، وكأنه يريد الفتك بها وإزهاق روحها، ينظر لها بتوجس غير مبالٍ لنزيف قلبه، غير مهتمٍ لصراخات روحه، لم يرى سوى خذلانها، يقف على حافة الجسر وبه قضبانٌ حديدية، تركض خلفه لتنقذه من تبعثر روحه، يريد التخلص من حياته، فقد استسلم لكل شيءٍ، يصرخ بصوته الغليظ بعض الشيء؛ ليستوقف خطواتها المتقدمة نحوه بخوف سائلًا إياها: لمَ فعلتِ هذا؟ ألم يكفي حبي لكِ؟.
تهطل عبراتها على وجنتيها التي تكسوها الحمرة وكأنها في سباقٍ وتريد الفوز حتمًا، تبكي بغزارةٍ ولا تستطيع التفوه بأي شيءٍ، حتى نفذ صبره، يتحرك يمينًا ويسارًا ثم بكي بقوةٍ مما جعل قلبها يتألم قائلًا لها: أنا الآن أحتضر، أنا سأموت حتمًا! لينظر نحو تلك الحفرة التي يراها في الأسفل ويصرخ بها مرةً أخرى متفوهًا: بالنسبة لي كل هذا حقيقي، الحفرة اللعينة في الأرض حقيقة! لم يكن مجرد تخيل، أنا لا أقف على الحافة فقط، ولكنني أسقط فعلًا، يزداد نحيبه وشهقاته، ترتطم قدماه فتسقط أرضًا، خرت قوته ولم يستطيع الصمود أكثر من ذلك، حتى تحدث ثانيةً من بين شهقاته مخبرًا إياها: كذبت على نفسي ذات مرة، عندما قلت إنني أستطيع تجاوز كل ما يحدث، ولكنني لم أستطع أن أتخطى ما فعلته بي، تنظر له بشفقةٍ وتريد الاقتراب منه، ولكنه يمنعها من ذلك، يحاول لمَّ شتاته والوقوف ثانيةً حتى استطاع ذلك، وحينها خطى عدة خطواتٍ ثم قال: لن أسامحكِ، فلم يستطع العالم تدميري، أنتِ فقط من استطعتِ، أنهى حديثه متسندًا على تلك العوائق الحديدية سائرًا نحو مستقبل جديد، تاركًا العنان لذلك الماضي الأليم.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝