█ ركّز ناظريه عل الصبي ثم حك رأسه بعد أن أغمض عينيه (لا مستحيل)؛ تمتم مع نفسه (أيكون أحدهم؟) حاول يمد يده صحن السلطة لكنه أوقفها عاود النظر ( تُرى أين رأيته من قبل؟) تساءل استل سيجارة وأنبتها فمه لم يُشعلها لثوان سرح بفكره دعك السيجارة ورماها وباندهاش قال: ربما هو أحد الفارين جمجمة ذاك الرجل) كتاب اتجاه الجنوب البعيد مجاناً PDF اونلاين 2024 مجموعة قصصية جديدة للقصصي والروائي نبيل جميل مغزولة بقلم محترف ينسج خيوط ابداعه كل كلمة وكل عبارة قصة لتخرج المجموعة كلها ثوب مطرز بإتقان وحرفية بديعة
❞ ازدحمت الأفكار بذهنه، تتابعت، تكاثرت، اصطدمت برائحة شواء اللحم وقلي الهامبرغر، اختلطت وتاهت في الفضاء. تريث ينصت الى أغاني الخشّابة ترتفع من ملهى (ألف ليلة وليلة). قبل أن يعبر جاءه صوت منبه سيارة رجع للخلف، نظر ال جانبيه، مسّد شعره، ثم ترنح في مشيته يُتمتم مع نفسه، كأنه يحاول فك لغز ما . ❝
❞ كانت ملامح وجهه غير واضحة بسبب الدماء، لكنني ميزت شقاً صغيراً في رأسه يتدفق منه الدم، صاح أحدهم: (يجب إنقاذه، انه يموت؟).
فكرت بعائلته، بنجاته، تألمت لمنظره،لكن ما أصابني بالفزع، هو تدافع أولئك الصغار.. (اقزام! ما هذا!) تساءلت وأنا أراهم يفرّون، كمن أُطلق صراحه بعفو عام، دنوت منه، تحملت تدافع الناس، لم أكن في حلم، حتى أنني صفعت وجهي. رأيتهم يتساقطون من رأسه، بعضهم يرتدي قلنسوات، طرابيش، عمائم، ملابس رثة مثل التي ترتديها أنت الآن، نساء ورجال وصبية، صحت يا إلهي، ذُهلت وأنا أراهم يتفرقون مًسرعين بين أرجل الناس، اختفوا في جحور أو ربما شقوق جدران . ❝