█ قل لي: كيف تقهر هذي الأقانيم الثلاثة تُقهر؟ قلتُ لها: عندما ألقت رباب القصيدة تفاعل الحاضرون معها حازت تصفيقًا حادًّا وجنتاها تبللتا بالعَبَرَاتِ كانت تستمتع بسماع صوت عبد الحليم وتعشق فيروز أما أنا فكنت أستمتع بأغاني أم كلثوم وحليم ونجاة كان بعض الزملاء والزميلات المقربين منا يشبهون علاقتنا بعلاقة علي سليم البدري وزُهرة سليمان غانم المسلسل الرائع "ليالي الحلمية " ربــاب هي من تذهب معي إلى محال الملابس فتختار لي ذوقها لون القمصان التي تتماشى مع البنطلونات كنت لا أمتلك هذه الميزة كانت تستشيرني شكل الحذاء ولونه أتمتع بشهادة الكثير اختياري للون وتصميمه ذهبت لشراء حذاء محل "السمالوطي حاولت مرة أن أمسك قدمها وأدخل فيه احمرَّ وجهها رفضت خجلًا لاحظت ذلك سيدة مهندمة تقترب نهاية العقد السادس يبدو جِلستها بالقرب مكتب أنها صاحبة المحل أو ربما زبونة ابتسمت لنا ولمَّا شعرت بخجل ربــاب التفتت بعينيها بعيدًا عنا ونحن خارجان المحال لها أخرى وأشارت إليها منها ولما دنت أومأت السيدة برأسها ونصحتها وهي تشير إليَّ خرجنا سألتها: ماذا كتاب أعطني الناي مجاناً PDF اونلاين 2024 رواية نسج الخيال إن اشتملت واقع أيضا يتحدث فيها الكاتب بلسان الراوي الأنا ( مظلوم الجابر ) المدرس الذي ولد نفس العام قرر حاكم البلاد استعداده الذهاب الكنيست الإسرائيلي طلبا للصلح هو اقترب الأربعين عاما بدون زواج يحكي قصته والتي تجدها بمثابة تأريخ للعصر الحالي بكل ما الاغتراب يعيشه الشباب أرض وطنهم والبطالة والرشوة والمحسوبية والفساد وانعدام الرؤية والضبابية بعد ثورة 25 يناير المجيدة والاحباط وتراجع الأحلام والآمال والمستقبل الرمادي والغربة يلجأ هروبا الفساد مصر والأصعب حالة الوطن الضائع المنهوب والاحساس الدائم بعدم الرضا عن الواقع المفروض بل بالتنصل منه رغم حبهم الشديد للبلد تأخر سن الزواج تردي مستوى التعليم كل هذا تجده " حكاية مفعمة بالحنين للماضي برومانسيته وعذوبته وطهارته والتحسر الحاضر سوداويته والخوف المستقبل المجهول وتمنيه صورة أفضل شيء حيث علاقته بحبيبته الماضي وفراقهما وتعرفه صديقته الحالية المتزوجة والضياع بينهما فقط يتمنى حبيبة وليست مجرد زوجة تؤنس وحدته وتشاركه الامه واقعية بالرومانسية مناقشتها لكل قضايا المجتمع السوداوي نعيشه الآن فالبطل يبحث الحب ينتهي به الحال بوفائه لحبيبته المتوفية فنرى معايشة لأوجاع انسانية عديدة خرج بها الخاصة للرؤية العامة شديدة العذوبة والسلاسة ورغم بالألم إلا يكتنفها الأمل بالنهاية هكذا يرى
❞ في الشتاء، الهدوء يلفُّ المقهى بعباءة الصمت، ولا تسمع في هدأة الليل إلا خربشة الحشرات، ولا يخرق السكون غير أبواق القطارات جيئةً وذهابًا، تنعق كما تنعق البوم.
يتكئ عم مطاوع على حافات المقاعد ليصل إلى مكان الراديو؛ ليديره فموعد الست قد أوشك. تغني لنا السيدة أم كلثوم أغنية ˝هو صحيح الهوى غلاب˝ من كلمات الشاعر بيرم التونسي وألحان الأستاذ محمد القصبجي، هكذا أعلن مذيع الحفل.
من أجمل أغاني كوكب الشرق التي سمعتُها وطربت لها، كلما سمعتُها أثارت فيَّ الاشتياق، وذكرى الماضي، ولوعة الحب . ❝
❞ أرحتُ ظهري على المقعد، تلفتُّ بعيني على ما حولي الذي غطته عتمة الليل إلا من بقايا خيوط ضوء القمر تشاكسه بعض الهوام، نور القمر ازدانت به صفحة السماء والملتصق في سقفها الرحب نجوم تشع ضوءًا يُشبه ضوء لمبة السهاري. تعلَّق بصري بالقمر. تارة أرى وجه ربــاب الرائق منعكسًا عليه، الماضي يسحبني إليه، وتارة أخرى يجذبني الحاضر إلى الثلاثينية المتزوجة، فأرى مُحيَّاها الجميل الذي يبدو كالقمر وإن بدت عليه لمسةُ حزنٍ، كأن بنات الحور قد خنقنه . ❝
❞ اعتدتُ الجلوس في ˝مقهى الشرق˝، مقهى قديم يقع في شارع الجلاء بوسط المدينة، وذلك كلما داهمتني الأحزان، أشعر بأُلفة في الأماكن القديمة، أتشمَّم عَبقَ تاريخها، ألتمسُ الطمأنينة فيها، أستعيد الماضي، وهذا حال كثير من الناس، كلما تملَّكهم الإحباط من الحاضر يستحضرون عبق الماضي عبر الأماكن العتيقة.
المقهى عمره تجاوز الخمسين عامًا، يبدو ذلك من جدرانه المُشبعة بالرطوبة، وبعض قطع الجير المنهارة من السقف المرتفع أربعة أمتار وربما خمسة، تتوسطه مروحة تُصدِر هديرًا مزعجًا، لا يزال صاحب المقهى يستخدم المقاعد المصنوعة معظمها من الخوص والغاب، والتي كادت تبلى، أصرَّ على بقائه كما كان في الماضي، مُعلَّقٌ على أحد جدرانه بروازٌ بداخله منقوشة المعوذتان، ورفٌّ خشبي عليه أنواع المشروبات الساخنة، وبجانب الحائط المقابل مرصوصة على الأرض أنواع من الجوزة المختلفة، متلألئة كفتيات يعرضن أجسادهن خلف فاترينات، مساحة المقهى كبيرة تقريبًا، ثلاثة أمتار عرضها في عشرة أمتار طولها، بوفيه رخامي يصبُّ عليه الأسطى المياه الساخنة داخل الأكواب، توجد ثلاجة تبتعد مسافة خطوات عن البوفيه في الجانب المقابل له، تحوي بداخلها المشروبات الباردة؛ اشتراها المعلم صابر بعدما داهم البلاد صيف لافح في العقد الأخير . ❝