اعتدتُ الجلوس في ˝مقهى الشرق ˝، مقهى قديم يقع في شارع... 💬 أقوال عثمان مكاوي 📖 رواية أعطني الناي

- 📖 من ❞ رواية أعطني الناي ❝ عثمان مكاوي 📖

█ اعتدتُ الجلوس "مقهى الشرق " مقهى قديم يقع شارع الجلاء بوسط المدينة وذلك كلما داهمتني الأحزان أشعر بأُلفة الأماكن القديمة أتشمَّم عَبقَ تاريخها ألتمسُ الطمأنينة فيها أستعيد الماضي وهذا حال كثير من الناس تملَّكهم الإحباط الحاضر يستحضرون عبق عبر العتيقة المقهى عمره تجاوز الخمسين عامًا يبدو ذلك جدرانه المُشبعة بالرطوبة وبعض قطع الجير المنهارة السقف المرتفع أربعة أمتار وربما خمسة تتوسطه مروحة تُصدِر هديرًا مزعجًا لا يزال صاحب المقهى يستخدم المقاعد المصنوعة معظمها الخوص والغاب والتي كادت تبلى أصرَّ بقائه كما كان مُعلَّقٌ أحد بروازٌ بداخله منقوشة المعوذتان ورفٌّ خشبي عليه أنواع المشروبات الساخنة وبجانب الحائط المقابل مرصوصة الأرض الجوزة المختلفة متلألئة كفتيات يعرضن أجسادهن خلف فاترينات مساحة كبيرة تقريبًا ثلاثة عرضها عشرة طولها بوفيه رخامي يصبُّ الأسطى المياه داخل الأكواب توجد ثلاجة تبتعد مسافة خطوات عن البوفيه الجانب له تحوي بداخلها الباردة؛ اشتراها المعلم صابر بعدما داهم البلاد صيف لافح العقد الأخير كتاب أعطني الناي مجاناً PDF اونلاين 2024 رواية نسج الخيال إن اشتملت واقع أيضا يتحدث الكاتب بلسان الراوي الأنا ( مظلوم عبد الجابر ) المدرس الذي ولد نفس العام قرر فيه حاكم استعداده الذهاب إلى الكنيست الإسرائيلي طلبا للصلح هو اقترب الأربعين عاما بدون زواج يحكي قصته تجدها بمثابة تأريخ للعصر الحالي بكل ما الاغتراب يعيشه الشباب أرض وطنهم والبطالة والرشوة والمحسوبية والفساد وانعدام الرؤية والضبابية بعد ثورة 25 يناير المجيدة والاحباط وتراجع الأحلام والآمال والمستقبل الرمادي والغربة التي يلجأ إليها هروبا الفساد مصر والأصعب حالة الوطن الضائع المنهوب والاحساس الدائم بعدم الرضا الواقع المفروض بل بالتنصل منه رغم حبهم الشديد للبلد تأخر سن الزواج تردي مستوى التعليم كل هذا تجده " شكل حكاية مفعمة بالحنين للماضي برومانسيته وعذوبته وطهارته والتحسر سوداويته والخوف المستقبل المجهول وتمنيه صورة أفضل شيء حيث لنا علاقته بحبيبته وفراقهما وتعرفه صديقته الحالية المتزوجة والضياع بينهما فقط يتمنى حبيبة وليست مجرد زوجة تؤنس وحدته وتشاركه الامه واقعية بالرومانسية مناقشتها لكل قضايا المجتمع السوداوي نعيشه الآن فالبطل يبحث الحب ينتهي به الحال بوفائه لحبيبته المتوفية فنرى معايشة لأوجاع انسانية عديدة خرج بها الخاصة للرؤية العامة شديدة العذوبة والسلاسة ورغم أنها بالألم إلا يكتنفها الأمل بالنهاية هكذا يرى

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ اعتدتُ الجلوس في ˝مقهى الشرق˝ , مقهى قديم يقع في شارع الجلاء بوسط المدينة , وذلك كلما داهمتني الأحزان , أشعر بأُلفة في الأماكن القديمة , أتشمَّم عَبقَ تاريخها , ألتمسُ الطمأنينة فيها , أستعيد الماضي , وهذا حال كثير من الناس , كلما تملَّكهم الإحباط من الحاضر يستحضرون عبق الماضي عبر الأماكن العتيقة.
المقهى عمره تجاوز الخمسين عامًا , يبدو ذلك من جدرانه المُشبعة بالرطوبة , وبعض قطع الجير المنهارة من السقف المرتفع أربعة أمتار وربما خمسة , تتوسطه مروحة تُصدِر هديرًا مزعجًا , لا يزال صاحب المقهى يستخدم المقاعد المصنوعة معظمها من الخوص والغاب , والتي كادت تبلى , أصرَّ على بقائه كما كان في الماضي , مُعلَّقٌ على أحد جدرانه بروازٌ بداخله منقوشة المعوذتان , ورفٌّ خشبي عليه أنواع المشروبات الساخنة , وبجانب الحائط المقابل مرصوصة على الأرض أنواع من الجوزة المختلفة , متلألئة كفتيات يعرضن أجسادهن خلف فاترينات , مساحة المقهى كبيرة تقريبًا , ثلاثة أمتار عرضها في عشرة أمتار طولها , بوفيه رخامي يصبُّ عليه الأسطى المياه الساخنة داخل الأكواب , توجد ثلاجة تبتعد مسافة خطوات عن البوفيه في الجانب المقابل له , تحوي بداخلها المشروبات الباردة؛ اشتراها المعلم صابر بعدما داهم البلاد صيف لافح في العقد الأخير.. ❝
6
0 تعليقاً 0 مشاركة