بقيّ يراقب هاتفه، ينتظر رسالة منها، مرّت أكثر من عشر... 💬 أقوال تمارا شاكر 📖 كتاب مذكرات بيت بغدادي

- 📖 من ❞ كتاب مذكرات بيت بغدادي ❝ تمارا شاكر 📖

█ بقيّ يراقب هاتفه ينتظر رسالة منها مرّت أكثر من عشر أيام لقائهما وما إن بدأ ينسى الموضوع حتى داعبت بريده متكونة كلمة واحدة: تتذكرني؟ عرفها الفور كانت تضع صورتها الشخصية تظهر فيها بابتسامتها العذبة الحديث بينهما بمراسلات كتابية مواضيع عديدة الفن والتاريخ وإيجاد الذات ونظرتهما لمستقبل الوطن ولأحلامهما تبادلا وجهات النظر ثم بعدها تحول التواصل إلى مكالمات هاتفية تصغره بثلاثة أعوام تنقلت مع والديها وأختها التي تصغرها منزل آخر استقروا بمنزل مستأجر حي قريب مني تتكلم بصوتٍ واثق وكان هو يحاول تنميق كلماته يظهر أمامها بهيئة الشاب الواعي المتزن تكررت المكالمات قبل أن يلتقيا مجددًا شَعر وكأنها وسادة لروحه المثقلة بالذكريات قصائد وكتب وفناجين قهوة لعزلته أصبحت تخطر باله طيلة اليوم كل شيء يذكره يقضي وقته سارحًا يرتب مخيلته كلماتها وبحة صوتها موعدًا بغداد أرضه ورمشها الأسمر شمسه تقطع خطواتها تفكيره حين تصله رسالتها انتظرها طويلًا تميل شفتاه نحو اليمين يبتسم فتغدو أقرب البعيدين يجلس صيدلية المستشفى فتعود لتشاكس ذهنه بين كلمات الأغاني اعتاد الاستماع إليها وصار يتردد اسمها كتاب مذكرات بيت بغدادي مجاناً PDF اونلاين 2024 عبر عقودٍ طويلة يسرد منزلٌ بغداديٌ رحلته رحلة الاوجاع والمسرات تكابدت عليه ظروف الزمن وثقل ساكنيه وآلامهم فيسرد تلك الرحلة الطويلة قصصهم حُفرت جدرانه فكيف ستكون مشاعر منزلٍ كُتب أعتاب بابهِ الهجران؟ في أول نصٍ روائيٍ طويل للكاتبة تمارا شاكر تختبر امكانياتها السردية بهذه الرواية الملحمية فتحول حقب متنوعة تاريخ العراق لوحة سردية بالغة الاتقان وتضعنا امام اختبارٍ صعب مشاعرنا بشكلٍ او بآخر حقيقة اننا نجد انفسنا احد شخوص ونعيش تفاصيلها الدقيقة بواقعية استثنائية

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ بقيّ يراقب هاتفه , ينتظر رسالة منها , مرّت أكثر من عشر أيام على لقائهما وما إن بدأ ينسى الموضوع حتى داعبت بريده رسالة منها متكونة من كلمة واحدة:

- تتذكرني؟

عرفها على الفور , كانت تضع صورتها الشخصية تظهر فيها بابتسامتها العذبة , بدأ الحديث بينهما بمراسلات كتابية في مواضيع عديدة , منها الفن والتاريخ وإيجاد الذات ونظرتهما لمستقبل الوطن ولأحلامهما , تبادلا وجهات النظر , ثم بعدها تحول التواصل بينهما إلى مكالمات هاتفية , كانت تصغره بثلاثة أعوام , تنقلت مع والديها وأختها التي تصغرها من منزل إلى آخر حتى استقروا بمنزل مستأجر في حي قريب مني , كانت تتكلم بصوتٍ واثق وكان هو يحاول تنميق كلماته حتى يظهر أمامها بهيئة الشاب الواعي المتزن , تكررت المكالمات قبل أن يلتقيا مجددًا , شَعر وكأنها وسادة لروحه المثقلة بالذكريات , قصائد وكتب وفناجين قهوة لعزلته , أصبحت تخطر في باله طيلة اليوم , كل شيء يذكره فيها , يقضي وقته سارحًا , يرتب في مخيلته من كلماتها وبحة صوتها موعدًا بغداد أرضه ورمشها الأسمر شمسه , تقطع خطواتها تفكيره حين تصله رسالتها التي انتظرها طويلًا , تميل شفتاه نحو اليمين , يبتسم , فتغدو أقرب البعيدين , يجلس في صيدلية المستشفى , فتعود لتشاكس ذهنه بين كلمات الأغاني التي اعتاد الاستماع إليها وصار يتردد اسمها فيها بكثرة , حتى أسماء المحال التجارية فجأة تغيرت وأصبحت باسمها , باغتته دون مقدمات , أبهرته بشخصيتها وجمالها , كان وقعها على قلبه رقيقًا , أراد لقاءها في ساحات الاحتجاج , لكنها رفضت واختارت أن تلتقي به قبل ساعات عملها في مطعم قريب من المستشفى , انتظرها بشوق , رسم سيناريوهات الموعد الأول في رأسه , ساعة رملية حيرته , انتظرها رملة رملة , وضع يديه خلف ظهره ثم في جيبه , ارتجف , إلا أنّ ذلك البرد الذي أحس به اختفى حين سمع خطوات كعبها , حتى أنا شعرت بذلك الدفء الذي انتقل إلى صدره , بدا ذلك في عينيه , نظر إليها مطولًا كما لو أنّه يود حفظ كل تفصيلة منها قبل مغادرتها , طالعها بنظرة لا أنساها , كانت كوقع موسيقى يضيف لحياة الرتابة التي يعيشها بهجة , عرف من الفراشات التي تتراقص في معدته؛ أنَّ الحب آتٍ لا محالة , تساءلتُ كيف سيشعر إذًا قبلها؟. ❝

تمارا شاكر

منذ 6 شهور ، مساهمة من: shereen reda
16
0 تعليقاً 0 مشاركة